تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ تغذية النبات من أهمّ عوامل نجاح الزراعات، وذلك عبر تقديم العناصر الصغرى والكبرى حسب حاجة النبات لها، ونوعية الثمار المنتجة أو حسب توفرها في التربة، لذلك يلجأ المزارعون عند ملاحظة ضعف نمو الشتلات أو قلة الأزهار، وغيرها من المشكلات إلى معرفة السبب الكامن وراءها.

وتقديم العنصر المناسب على شكل سماد، وذلك عبر تحليل التربة أو تحليل النبات نفسه، ولكن غالباً ما يتمّ تشخيص نقص العنصر من الصفات الشكلية للنبات، كتلون الأوراق باللون الأرجواني أو غيرها، تلافياً لحصول انخفاضٍ في المحصول، وتحقيق الفائدة المرجوة ضمن كل موسم.

أنواع المغذيات

تمتلك الأراضي الزراعية خصوبةً مختلفة، ونجد أن التربة يتوفر بها كل العناصر المطلوبة بنسبٍ متفاوتة وصولاً إلى درجة التوازن بين هذه العناصر، مما يسهل على النبات نموه وتمثيله الغذائي، وتتوفر العناصر بشكلٍ طبيعي في التربة أو تتمّ إضافتها على شكل سماد، وتتأثر خصوبة التربة بعدة عوامل، وهي:

1- درجة حموضة التربة (PH).

2- رطوبة التربة.

3- تهوية التربة.

4- نسبة المواد العضوية.

نوع النباتات المزروعة، وما تستهلكه من عناصر يتوجب إضافتها وتعويضها بشكلٍ دوري.

أقسام المغذيات

تقسم المغذيات إلى مجموعتين رئيسيتين:

1- عناصر كبرى

سمّيت بالكبرى بسبب احتياج النبات لها بنسبةٍ كبيرة أكثر من 1000 جزء في المليون (PPM)، منها مصدره الهواء الجوي (كربون، أوكسجين، هيدروجين، نتروجين)، ومنها مصدره التربة، مثل: (النيتروجين ضمن العقد الآزوتية في جذور البقوليات، الفسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنيسيوم، الكبريت).

2- عناصر صغرى

سمّيت بالصغرى بسبب احتياج النبات لها بنسبةٍ أقل من 500 جزء في المليون (PPM)، وتتواجد جمعيها في التربة وهي (الحديد، الزنك، المنغنيز، النحاس، البورون، الموليبديوم).

صور العناصر الغذائية في التربة

تتواجد العناصر الغذائية ضمن ثلاث صور ضمن التربة في حالةٍ متوازنة فيما بينها، وهي: ^[1]

1- الصورة ضمن محلول التربة.

2- الصورة المدمصة، وتتواجد على أسطح حبيبات التربة.

3- الصورة الموجودة ضمن معادن التربة أو المادة العضوية التي تحتويها أثناء تحللها.

دور العناصر الغذائية الصغرى

1- تعمل على تحسين جودة المياه والتربة، وتساهم في رفع مقاومة النبات تجاه المُسبّبات المرضية، كما تقلل استخدام المبيدات الحشرية.

2- يعمل على تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، حيث يلعب الحديد دوراً أساسياً في تشكيل الكلوروفيل الذي يعطي النبات اللون الأخضر، مما يرفع من كفاءة عمل التمثيل الضوئي للنبات.

3- تحتاجها المزروعات بنسبةٍ قليلة.

4- تلعب دوراً في حيوية التربة أثناء تكوين النبات لإمداد النبات بحاجته منها.

5- يتمُّ تقديمها بشكلٍ منفرد حسب العنصر الناقص والصورة الأفضل في تقديمها عبر دمج العنصر الناقص مع الأحماض الأمينية، وذلك بسبب سرعة النباتات في امتصاص الأحماض الأمينية. ^[2]

العوامل التي تؤثر على توفر العناصر الغذائية الصغرى

تلعب عدة عوامل على توفير العناصر الصغرى في التربة، وهي: ^[3]

1- درجة حموضة التربة (PH)

تفضل النباتات بشكلٍ عام درجة الـ (PH) الحمضية حتى المتعادلة ليسهل على النبات على امتصاص كافة العناصر الصغرى والكبرى، لذلك نجد مشكلة نقص العناصر بكثرة في الأراضي ذات الوسط القلوي، حيث يتيسر امتصاص عنصر المنغنيز والبورون عند درجة PH) 6،5 -5).

أما الحديد، يُمتصُّ بشكلٍ أسرع عند 4،5 -3،5. أما المولبيديوم عند درجة حموضةٍ أعلى من 6. وجود عنصر الكالسيوم بنسبةٍ كبيرة، خاصةً في الأراضي الكلسية، حيث يرتبط الكالسيوم بالعناصر، مما يصعب على النبات امتصاصها، خاصةً الحديد والمنغنيز.

2- درجة التهوية

يلعب تقليب التربة قبل البدء بالزراعة دوراً في تواجد العناصر الغذائية بصورةٍ تكافؤيةٍ أفضل.

العناصر الصغرى وأهمّ وظائفها

جميعها غير متحركة أي إنه لا ينتقل العنصر من الأنسجة القديمة إلى الأنسجة الجديدة أو النامية.

1- الحديد

نسبته في التربة 200 جزء بالمليون ورمزه الكيميائي Fe، وهو من العناصر غير المتحركة داخل النبات، ويمتصه النبات بصورة حديد ثنائي التكافؤ Fe ++.

أعراض نقصه

نلاحظ اصفرار الأوراق، وقد تتحول إلى اللون الأبيض المحروق في منطقة الحواف، خاصةً في الأوراق اليانعة.

وظائف الحديد

1- يدخل في تكوين الكلوروفيل، وحمايته من أشعة الشمس.

2- يعمل على تركيب السيتوكريوم الضروري في عملية التنفس.

3- يعمل على تحويل النتروجين إلى بروتين.

المحاصيل الأكثر حساسية لنقصه

الفاصولياء، الحمضيات، نبات الزينة، السبانخ، الرز، الأشجار المثمرة.

2- الزنك

نسبته في التربة بي 27- 150 جزء في المليون، ورمزه الكيميائي Zn، وهو من العناصر غير المتحركة في النبات، ويمتصه النبات بصورة أيونات Zn++ ليتواجد بوفرة على سطح التربة مفضلاً التربة الحامضية، وغالباً ما يترافق نقصه بنقص الحديد.

أعراض نقص الزنك

1- تتلون النموات الحديثة باللون الأصفر، والأخضر الشاحب، والأبيض.

2- تغير شكل الأوراق لتصبح متقزّمة.

3- قصر السلاميات بين العقد.

4- تموُّت الأغصان مع ظهور بقعٍ زيتية على أغصان الحمضيات.

وظائف الزنك

1- يدخل في تكوين الهرمونات النباتية.

2- يدخل في تكوين التربتوفان الذي يعمل على تكوين الأكسين.

3- يعمل على تكوين الخمائر أو بمشاركة النحاس.

المحاصيل الأكثر حساسيةً لنقصه

الفاصولياء، الحمضيات، نبات الزينة، السبانخ، الرز، الأشجار المثمرة، الشمندر السكري، القمح.

3- المنغنيز

نسبته في التربة بين 20-300 جزء في المليون، ورمزه الكيميائي Mn، وهو من العناصر غير المتحركة يمتصه النبات بصورةٍ ثنائية التكافؤ ++Mn، حيث نلاحظ علاقةً عكسية عند ارتفاع تركيز الكالسيوم في الأرواق مؤدياً لانخفاضه، وفي الأراضي القلوية يصعب على النباتات امتصاصه بسبب تحوله من المنغنيز ثنائي التكافؤ إلى المنغنيز ثلاثي التكافؤ.

أعراض نقصه

1- شحوب وتموُّت الأوراق القديمة وجفافها.

2- تبقُّع الأوراق باللون البني الغامق أو الأحمر.

3- تقزُّم الجذور.

وظائف المنغنيز

1- لا يستطيع النبات استقلاب النترات عند انخفاض تركيزه.

2- عند انخفاض تركيزه يصعب على النبات القيام بعملية التنفس، خاصةً إذا ترافق مع نقص الحديد.

3- يؤثر على العمليات الاستقلابية داخل أنسجة النبات، خاصةً عند تشكيل الكلوروفيل، ومجموعة من الأحماض العضوية.

المحاصيل الأكثر حساسيةً لنقصه

البقوليات، البطاطا، الملفوف، القطن، القمح، الشمندر السكري، الخضار، الأشجار المثمرة.

4- النحاس

نسبته بين 5-35 جزء في المليون، ورمزه الكيميائي Cu، وهو من العناصر غير المتحركة، يمتصه النبات بصورة أيونات النحاس، ويتوفر في الطبقة السطحية من التربة، ونادراً ما تظهر أعراض نقصه، خاصةً في الأراضي التي تحتوي على مخلفاتٍ عضوية، ويمتص ويتأثر بحموضة التربة المنخفضة بشكلٍ أفضل من التربة القلوية.

أعراض نقصه

1- تساقط الأوراق مع قصر في نمو السلاميات، وتموت يبدأ من الأطراف الأغصان حتى الأصل.

2- تبقُّع الثمار باللون الأبيض.

3- تأخر النمو.

وظائف النحاس

1- له دور في تكوين الكلوروفيل وأنزيمات التنفس.

2- يلعب دوراً في استقلاب الآزوت داخل أنسجة النبات.

3- يلعب دوراً مهماً في رفع مقاومة النباتات ضدَّ الأمراض الفطرية.

المحاصيل الأكثر حساسيةً لنقصه

حبوب (قمح، شعير، ذرة) وأشجار مثمرة، ومزروعات (جزر، بصل).

5- البورون

 نسبته في التربة بين 10-100 جزء في المليون، ورمزه الكيميائي Bo، وهو من العناصر غير المتحركة، يمتصه النبات على صورة بورات Bo2، يتأثر بعدة عوامل بشكلٍ سلبي تجاه ارتفاع تركيز الكالسيوم في التربة، وعدم تقليب التربة وتهويتها، وارتفاع نسبة الرطوبة، لذلك يجب توفير الشروط المناسبة لتفادي حدوث نقصه.

أعراض نقصه

1- توقف النمو، خاصةً في القمم النامية.

2- ظهور أفرعٍ جانبية على شكل وريدة.

3- سماكه الأوراق وتجعدها مع سهولة تكسرها.

4- اضطراب في تشكل الأزهار، وعدم وصولها لمرحلة التعقيد.

وظائف البورون

1- يتحكم بنسبة الماء الممتصة من التربة.

2- يلعب دوراً في تحديد حركة السكريات وتخزينها.

3- يلعب دوراً في إتمام عملية اللقاح داخل الزهرة.

4- يؤثر على امتصاص عدة عناصر (آزوت، بوتاسيوم، كالسيوم).

5- يلعب دوراً في تكوين الهرمونات.

6- يلعب دوراً في تكوين الأحماض الأمينية، وتكوين البروتين.

المحاصيل الأكثر حساسيةً لنقصه

الحمضيات، الملفوف، البطاطا، الخيار، البندورة، عباد الشمس، التفاح، الفصة، القطن، الذرة.

6- مولبيدنيوم

نسبته في التربة 0,2-1 جزء في المليون، ورمزه الكيميائي (Mo)، وهو من العناصر غير المتحركة يحتاجه النبات بكميةٍ قليلة جداً يتأثر بحموضة التربة ليثبت في التربة ذات الوسط الحمضي وذواب في التربة القلوية بشكلٍ أكبر.

أعراض نقصه

1- تظهر بقع صفراء بين العروق أو بقع مائية مصفرة.

2- سماكة الأوراق وتجعدها.

وظائف المولبيدنيوم

1- يعمل على تحويل النترات إلى أمين لتشكيل البروتينات.

2- يعمل على تكوين حمض الأسكوربيك فيتامين C.

المحاصيل الأكثر حساسيةً لنقصه

الحمضيات، القرنبيط. ^[4]