Skip links
نزيف الرحم

النزيف بعد الولادة – الأسباب، الأعراض، وكيفية التعامل معها

الرئيسية » الطب » طب التوليد وأمراض النساء » النزيف بعد الولادة – الأسباب، الأعراض، وكيفية التعامل معها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ النزف بعد الولادة (Postpartum Hemorrhage) من أشيع نزوف الولادة، وأكثرها خطورةً، ويعدُّ مسؤولاً بنسبةٍ مهمةٍ عن وفيات الأمهات، ويمكن تجنُّب حدوثه، والتقليل من اختلاطاته عن طريق مراقبة الأم بعد ولادتها.

ما هو النزيف بعد الولادة؟

سابقاً كان يعرف أنه خسارة أكثر من 500 ميلي لتر من الدم بعد ولادةٍ مهبليةٍ أو أكثر من 1000ميلي لتر بعد ولادةٍ قيصرية، لكن حالياً تمّ تعريفه على أنه خسارة شديدة للدم بعد الولادة تتجاوز 1000 ميلي لتر مع ظهور أعراض فقدان الدم، مثل: تسرع القلب، وهبوط التوتر الشرياني، والتعب بغض النظر عن طريقة الولادة. يحدث عند 1 إلى 5 بالمئة من الحوامل، ويعدُّ حدوثه أكثر شيوعاً بعد الولادات عن طريق العملية القيصرية. [1]

ما أنواع النزيف بعد الولادة؟

1- النزيف المبكر أو البدئي خلال أول 24 ساعة بعد الولادة.

2- النزيف المتأخر أو الثانوي يحدث بعد  24 ساعة، وخلال 12 أسبوعاً من الولادة، ومعظمها يحدث خلال الأسبوع الثاني من فترة النفاس. [1]

ما هي أسباب النزيف بعد الولادة؟

أسباب النزيف الباكر الأكثر شيوعاً:

1- وهن العضلة الرحمية (Uterine Atony)

يعدُّ من أسباب النزف بعد الولادة الأكثر شيوعاً، حيث يشكل 70 إلى 80 بالمئة من الحالات، وهو عدم انقباض العضلة الرحمية بعد خروج المشيمة أو انقباضها، وعودة ارتخائها، حيث يفيد انقباض الرحم في الضغط على الأوعية الرحمية مكان ارتكاز المشيمة، وإيقاف النزف، وهناك العديد من العوامل التي تؤهب لحدوث وهن العضلة الرحمية.

2- تمزُّقات القناة التناسلية

وتشمل تمزُّق عنق الرحم أو أنسجة المهبل خلال الولادة، وأحياناً تمزُّق الرحم، وينجم عنها نزف مستمر بلونٍ أحمر فاتح، ويستمر رغم انقباض الرحم.

3- انحباس قطع مشيمية

يكون انقباض الرحم غير مستمر، وكلما كانت القطعة المنحبسة أكبر كان النزف أبكر.

4- اضطرابات تخثُّر الدم

مثل: تناول المميّعات، أو وجود نقصٍ في عوامل التخثُّر.

5- الارتكاز الشاذ للمشيمة

مثل: المشيمة المنزاحة.

ومن أشيع أسباب النزيف المتأخر أو الثانوي:

1- نقص انطمار مكان المشيمة.

2- انحباس بقايا حملية في الرحم.

3- الإنتان.  [1] [2]

ما هي عوامل الخطر لحدوث النزيف بعد الولادة؟

تحدث أكثر من 40 بالمئة من حالات النزيف بعد الولادة بدون وجود عوامل خطر، إلا أن هناك العديد من عوامل الخطر أهمّها: [3]

– تعدُّد الولادات، وخاصةً في حال وجود سوابق أكثر من 5 ولادات.

– فرط تمدُّد العضلة الرحمية، مثل: حالات الحمل المتعدد، وموه السلى، والعرطلة الجنينية.

– تحريض المخاض عن طريق الأوكسيتوسين لفترةٍ طويلة.

– التخدير العام.

– انفكاك المشيمة الباكر.

المشيمة المنزاحة.

– الإنتان، وخاصةً الأمنيوسي.

– السُّمنة، وخاصةً في حال كان مشعر كتلة الجسم BMI أكبر من 35.

–  المخاض المديد.

– وجود أمراض جهازية، مثل: ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل، الداء السكري، فقر الدم.

– استخدام المحجم أو الملقط أثناء الولادة المهبلية، مما يزيد خطر حدوث تمزُّقات السبيل التناسلي.

– المخاض العنيف أو المخاض السريع.

– وجود سوابق لحدوث نزف بعد الولادة.

ما هي أعراض النزيف بعد الولادة؟

العرض الأكثر شيوعاً هو حدوث نزيف غير مسيطر عليه بكمياتٍ أكبر من الكمية الطبيعية بعد الولادة، ويترافق مع علاماتٍ أخرى حسب شدة النزف، مثل: هبوط التوتر الشرياني، تسرع القلب، شحوب الجلد، غثيان، الشعور بالتعب، تفاقم ألم البطن والصدر، وقلة التبول. [3]

كيف يتمُّ تشخيص النزيف بعد الولادة؟

يتمُّ التشخيص أثناء مراقبة كمية النزف، والعلامات الحيوية للأم بعد الولادة، حيث: [4]

1- تتمُّ ملاحظة تزايد كمية الدم المفقود، وقد يكون تسرع القلب أول العلامات ظهوراً.

2- تتمُّ مراقبة التوتر الشرياني، والنبض، والإدرار البولي.

3- في حال وهن العضلة الرحمية تكون الرحم بالجس طرية القوام، وعند الضغط عليها عن طريق البطن يتمُّ خروج خثراتٍ دموية كبيرة الحجم خارج الطرق التناسلية.

4- يتمُّ إجراء الفحوص الدموية، وخاصةً تعداد عام، وتتمُّ مراقبة الهيموغلوبين، والهيماتوكريت، والصفيحات الدموية.

5- يتمُّ إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للرحم.

كيف يتمُّ تدبير حالات النزيف بعد الولادة؟

يعتمد التدبير على عدة أمور أساسية، وهي تحديد سبب النزف وإيقافه، وتعويض الدم المفقود، ويتمُّ إجراء ما يلي: [1] [4]

1- يتمُّ فتح الوريد باستخدام قثطرةٍ واسعة القطر، وتحسين الحالة العامة للمريضة عن طريق إعطاء المحاليل الوريدية والدم.

2- يتمُّ وضع قثطرةٍ بولية لمراقبة الإدرار البولي.

3- استقصاء السبيل التناسلي بشكلٍ دقيق، وخياطة أماكن التمزُّقات.

4- استخراج القطع المشيمية المنحبسة داخل الرحم في حال وجودها.

5- إذا كان النزيف بعد الولادة ناجماً عن وهن العضلة الرحمية يتمُّ إجراء تدليك ومساج يدوي للرحم مع إعطاء الأدوية المقبضة للرحم، مثل:

● الاوكسيتوسين، ويتمّ إعطاؤه عن طريق التسريب الوريدي ببطء، وهو عبارة عن هرمون ينتج في تحت المهاد، ويفرز بشكلٍ طبيعي من النخامى الخلفية يساعد في انقباض الرحم.

● ميتيل ارغومترين يؤدي إلى زيادة معدل وقوة انقباض العضلة الرحمية، وقد يعطى عضلياً أو وريدياً، ويعتبر مضاد استطباب عند مرضى ارتفاع التوتر الشرياني.

● كاربوبرست (Carboprost)، وهو نظيرٌ صنعيٌّ للبروستاغلاندين يعطى عضلياً، ويكرر عند الضرورة، ويعتبر مضاد استطباب عند مرضى القصور الكبدي، أو الكلوي، أو القلبي، وقد يسبّب تشنّجاً قصبياً عند مرضى الربو.

● سايتوتيك (الميزوبروستول) أبطأ تأثيراً من الأدوية الأخرى، ويعطى عن طريق الشرج.

● في حال فشل الإجراءات السابقة، قد يتمُّ اللجوء إلى دكّ الرحم عبر إدخال بالون في الرحم، ونفخه أو في حال عدم توافر البالون يمكن إدخال قثطرة فولي ونفخها.

● يمكن اللجوء إلى ربط الشريان الرحمي أو كعلاج أخير إلى استئصال الرحم في حال عدم توقف النزف، وأصبح مهدداً لحياة الأم، خاصةً في حال كانت السيدة لا ترغب في إنجاب الأطفال لاحقاً.

ما هي مضاعفات النزيف بعد الولادة؟

تحدث المضاعفات نتيجةً لحدوث الصدمة النزفية بعد خسارة أكثر من 20 بالمئة من حجم الدم، حيث قد يسبّب هبوط الضغط الشديد قصوراً كلوياً وتناذر شيهان، وقد يسبّب أذياتٍ احتشائية في القلب، والكبد، والدماغ، والكلية، وأيضاً هناك بعض المضاعفات التي لها علاقة بتدبير النزيف بعد الولادة، مثل: [1]

– الإنتان.

– الحساسية الناجمة عن نقل الدم.

كيف تتمُّ الوقاية من حدوث النزيف ما بعد الولادة؟

1- تحديد الحوامل عاليات الخطورة لحدوث نزيف بعد الولادة، وضرورة إعطاء مقبضات الرحم بعد الولادة مباشرة.

2- إعطاء مكملات الحديد خلال فترة الحمل لتحسين قيم الخضاب.

3- المراقبة اللصيقة للأم بعد الولادات، ومراقبة انقباض الرحم، وكمية النزف، ومراقبة علاماتها الحيوية.

4- فحص المشيمة، واستقصاء الطرق التناسلية بعد كل ولادة. [2]

المراجع البحثية

1- Wormer, K. C., Jamil, R. T., & Bryant, S. B. (2023). Acute postpartum hemorrhage. StatPearls Publishing. Retrieved April 16, 2024

2- Postpartum hemorrhage, risks and current management. (2022, June 20). Mayoclinic.org. Retrieved April 16, 2024

3- Postpartum hemorrhage. (n.d.). Rochester.edu. Retrieved April 16, 2024

4- Postpartum hemorrhage. (n.d.-b). Cleveland Clinic. Retrieved April 16, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.