تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بالانهيارات الأرضية؟

الانهيارات الأرضية (Mass Wasting) أو الانزلاقات الأرضية يُقصد بها حركة الكتل الصخرية والتربة أو الحطام، وتعدُّ حركةً فجائيةً إلى أسفل المنحدر تحت تأثير الجاذبية الأرضية، وتتفاوت في شدتها، فقد تكون على شكل سقوط كتلٍ صخرية صغيرة أو كبيرة جداً، أو انزلاق وتدفق كمياتٍ كبيرة من الصخور والتربة، والتي قد تنتشر على مساحةٍ كبيرة، وتحدث الانهيارات في المناطق الساحلية، والمناطق الجبلية، والتلال، كذلك مناطق الغابات المحترقة تصبح معرضةً بشكلٍ خاص لتدفقات الحطام اعتماداً على خصائص التربة، وظروف الانحدار. ^[1]

الأسباب الرئيسية لحدوث الانهيارات الأرضية

1- التراكيب الجيولوجية (الصدوع، والفواصل، والشقوق)

إن وجود الصدوع، والشقوق، والفواصل قد جعل هذه المنطقة غير مستقرة جيولوجياً، كما أن عوامل التعرية القديمة والحديثة في تلك المناطق أدت إلى تهشم وتحلل بعض أجزاء الصخور إلى طين، وهذه الصخور الطينية تلعب دوراً هاماً في حدوث الانهيارات الصخرية.

كما أن وجود بعض الطبقات اللينة التي تتوضع عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على حدوث الانهيارات الصخرية، لأن لهذه الطبقات قابليةً شديدةً لامتصاص المياه، والانتفاخ، والتشقُّق بعد فقدان المياه، فتكون محفّزةً لحدوث الانهيارات الأرضية، وتساقط الكتل الصخرية.

2- الميل والانحدار

تمتاز معظم مناطق الانهيارات والانزلاقات الأرضية بانحدارات ميلٍ شديدة تؤدي إلى عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة المتوضّعة عليها، وكلما زاد الميل اختل الثبات والاستقرار، وبدأ الانهيار بالحركة نحو الأسفل أو تبقى الكتل الصخرية في وضع استقرارٍ حرج، فتصبح هذه المناطق عرضةً لزحف التربة في أي لحظة نحو الأسفل بتأثير الجاذبية الأرضية.

3- عوامل التجوية والتعرية

تؤدي عوامل التعرية القديمة والحديثة في مناطق الانزلاقات إلى تفتت بعض أجزاء الصخور وتحللها، ومن ثم تحولها إلى مواد ناعمة على نطاقٍ واسع.

4- الزلازل

تولد الهزات الأرضية أمواجاً طولية وأخرى عرضية تولد قوىً تزعزع استقرار الصخور على المنحدرات، مما يؤدي إلى انزلاقها.

5- تأثير مياه الينابيع والأمطار

تعدُّ الأمطار أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الانهيارات الأرضية، فعندما تتشبع الصخور بمياه الأمطار أو العيون والينابيع تضعف قوى التماسك والاحتكاك بين أسطح تلامس الكتل الصخرية، والأكثر من ذلك تعمل المياه على غسيل المواد الرابطة للصخور وإذابتها، فتتكون مادةً غرويةً تسهل عملية انزلاق الصخور والتربة التي تعلوها.

6- الأعمال البشرية

تؤدي عمليات الحفر في الأطراف السفلية للمنحدرات باستخدام المتفجرات بهدف استخراج الصخور والأتربة لأغراض البناء ورصف الطرقات إلى عدم استقرار الصخور في تلك المناطق، حيث إن جزءاً كبيراً من الكتل الصخرية التي تتمُّ إزالتها كانت تشكل جدراناً ساندةً للركام الصخري، والتربة أعلاها. ^[2]

أنواع الانهيارات الأرضية

تصنف تبعاً لنوع حركتها كالتالي: ^[3]

1- السقوط الصخري

وهو عبارة عن نوعٍ من أنواع المنحدرات الأرضية التي تتمثل بسقوط الكتل الصخرية من أعالي المنحدرات بسبب الهواء، مما يؤدي إلى تجمعها أسفل المنحدر.

2- انزلاق الرواسب

يتميز هذا النوع من الانهيارات بتجمع الرواسب في الماء، وتساقطها باتجاه المنحدرات، وذلك نتيجة الحركة المستمرة لهذه الرواسب التي تكون إما طيناً أو على شكل قطعٍ صخريةٍ صغيرة.

3- الانقلاب الصخري

ويحدث هذا النوع من الانهيارات بالقرب من مركز الصخور نتيجةً لحركة الصخور بشكلها العادي أو الدوراني، ويعدُّ السبب الرئيسي في تكون الكتل الصخرية، وبالتالي قد تؤدي إلى انهيارها.

4- الانزلاق الدوراني

هذا النوع من الانزلاقات يتميز بحركة الكتل الصخرية على أسطحٍ منحنية، وبالتالي انزلاقها نحو الأسفل.

الوقاية من الانهيارات الأرضية

يمكن اتباع الإرشادات والتوصيات التالية للحدّ من آثار أخطار الانزلاقات الأرضية: ^[4]

1- الاطلاع على إرشادات وتعليمات الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام الرسمية وموقع المديرية العامة للدفاع المدني الإلكتروني، وعلى حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

2- الرجوع إلى الجهات الاختصاصية عند تنفيذ المشروعات الإنشائية لإجراء الدراسات الجيولوجية والتكتونية، إضافةً إلى دراسة ميكانيك الصخور والتربة في المواقع المنحدرة المراد استخدامها.

3- الاعتماد على طرق الإنذار المبكر، ويتمُّ ذلك عن طريق وضع لوحاتٍ إرشادية وتحذيرية في المناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية.

4- عدم الاقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية، خاصةً أثناء سقوط الأمطار لأن بعض مجاري مياه الأمطار القادمة من قمم الجبال تمر عبر مناطق الانهيار، فتعمل على تعرية المواد السائدة لهذه الصخور وجرفها.

5- المراقبة المستمرة للشقوق والفواصل الموجودة في مناطق المنحدرات، وخاصةً في موسم الأمطار لمعرفة مدى اتساعها، وظهور شقوقٍ جديدة.

6- إعداد خرائط جيوبيئية يحدَّد عليها المواقع المحتملة للانزلاقات الأرضية، ودرجة خطورتها من أجل الاستفادة منها مستقبلاً.

7- الحدُّ من سرعة الشاحنات في المواقع المعرضة لحدوث انهيارات الأرضية.

8- تفتيت الكتل الصخرية المعلقة وتكسيرها، لأنها تهدد المباني المقامة على سفوح المنحدرات بطرقٍ فنية مع تجنب إحداث أي أضرارٍ في المناطق المزدحمة بالسكان.