Skip links
عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص هم الأب والأم و ولدين يجلسون على العشب في حديقة ويظهر الولد الصغير فرحاً وهو يمتطي ظهر والدته

الأسرة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هي المؤسسة الاجتماعية والخلية البنائية التي تتكون من زوج، وزوجة، والأطفال، وأحياناً تشمل الأقارب من جدّ، وجدّة، وأعمام، وخالات يعيشون معاً، ويتقاسمون المهمات والواجبات المنزلية، وتتأثر الأسرة بالتطورات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية التي يعيشها العصر إضافةً إلى أنها تقوم بالدور الرئيسي في بناء المجتمع وتطويره، وتنظيم سلوك الأفراد بما يتناسب مع معايير النظم الاجتماعية وفقاً للشكل الحضاري العام والمتطور. [1]

أهمية الأسرة في المجتمع

1- مصدر الدّعم والقوة لأطفالها

وبالتالي هي جزء من انتماء الفرد للمجتمع، فهي تلعب دوراً مهماً في الأمن النفسي والاستقرار الاجتماعي لأفرادها، لذلك لا يجب علينا التقليل من أهميتها أو الاستهانة بدورها في التأثير في الحياة الاجتماعية.

2- إن العائلات المترابطة لها أهمية كبيرة على أفراد العائلة والمجتمع

حيث إنها تؤدي إلى بناء مجتمعات قوية متماسكة البنية، فعندما يكون لدى الأفراد أسرة مترابطة يصبح بإمكانهم تلبية احتياجاتهم الأساسية، وهذا ما يتيح لهم أن يكونوا أفراداً فاعلين، وأكثر إنتاجيةً، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تطور المجتمع وتقدمه.

3- الأسرة لها أهمية في تعليم أطفالها القيم المجتمعية والضوابط الأخلاقية

والدور الأساسي هو تعليمهم تمييز المبادئ الصحيحة من الخاطئة، وهذا ما يجعل الأطفال مُتمسّكين بالقيم الأصيلة مُحافظين عليها ومُحصِّنين لأنفسهم من الوقوع في الخطأ، ويتمُّ استغلال وتنفيذ هذه العادات والقيم للحفاظ على المجتمع وتطويره. [2]

وظيفة الأسرة في المجتمع

1- العلاقة الجنسية

إن رضى الزوجين عن العلاقة الجنسية التي تحصل بينهما أمر هامٌ جداً لاستمرار الأسرة، وبدون الجنس لن تدوم الأسرة وقتاً طويلاً، وعن طريق العلاقة الجنسية سوف ينشأ جيل جديد، لذلك يُعتبر الجنس وظيفةً مهمةً لاستمرار العلاقة الزوجية، والحفاظ على الأسرة.

2- وظيفة إنجاب الأطفال وتربيتهم

الأسرة وبالتحديد الأب والأم لهما تأثير مهمّ في بناء شخصية الطفل وإكسابه العادات والقيم والاتجاهات، وتهذيب أخلاقهم، وتقديم الرعاية والعناية الصحية المناسبة لهم. توفر الأسرة للأفراد أيضاً الشعور بالأمان والانتماء لمجتمعاتهم، وتساعدهم في التعرف على أدوارهم في المجتمع، وكيفية ممارسة أدوارهم بما يتوافق مع خبراتهم التي اكتسبوها.

3- وظيفة الحماية

يجب على الأسرة تأمين الرّعاية النفسية، والجسدية، والصحيّة، والاقتصادية للأطفال في مختلف أعمارهم. [3]

4- الوظيفة الدينية

الأسرة تعلّم أطفالها القيم والعادات الدينية، وتعلّمهم احترامها، وتأدية طقوسها.

5- تأمين المكان المناسب للسكن والاستقرار

المنزل هو حاجة مهمة لكل فرد إضافةً إلى أن وجوده يوفر جوّاً من الأمان والاطمئنان لأفراد العائلة جميعاً.

6- الوظيفة الترفيهية

الأسرة تستغلُّ أوقات الفراغ لممارسة النشاطات والرّحلات لأطفالها، والقيام ببعض الهوايات، مثل: الفنون، الرّسم، الغناء، السباحة، وأيضاً إقامة حفلات أعياد الميلاد، والتخطيط للمناسبات الاجتماعية.

أشكال الأسرة بعد الزواج

1- الأسرة النووية

تتكون هذه الأسرة من زوج وزوجة وكلاهما في دور الأم والأب إضافةً إلى أطفالهما الصغار أو قد يكونوا كباراً غير متزوجين، وتُسمَّى هذه الأسرة باسم النواة لأنهم جميعاً يعيشون مع بعضهم البعض، وتُبنى عليها مجموعات أسرية أكبر.

2- الأسرة الفوضوية

حيث لا يوجد نظام داخل هذه الأسرة، وعدم احترام أفرادها لبعضهم البعض، ودائماً يتشاجرون لأتفه الأسباب والتواصل بينهم سيء جداً، ومن الممكن أن تجد الأم تكلم ابنتها والابنة لا تردُّ عليها، وتعاني هذه الأسرة من النقص العاطفي حيث تجد أبناءها يبحثون عن الاستقلالية والعمل في سنٍّ مبكرة، ويحاولون الهروب من واقعهم البائس بالإضافة إلى أن أفراد هذه الأسرة انطوائيون ومزاجيون يعانون من صعوبة في التكيُّف مع محيطهم، وغير قادرين على اتخاذ قرار مناسب.

3- الأسرة المُمتدَّة

مفهوم للأسرة المُوسَّعة، وتُبنَى نواتها عن طريق توسيع العائلات الزوجية من خلال انضمام أشخاص تجمعهم صِلة قرابة متينة، مثل: (الخالات وأزواجهم، العمات والأجداد، الأعمام وزوجاتهم)، فعندما يعيش في المنزل أقارب غير الأطفال والزوجين تربطهم علاقات وديّة واتفاق، وتكبر هذه الأسر وتصبح أسراً ممتدّةً، وتتكون من عدة عائلات ممكن أن تكون فرديةً غير جماعية أو مرتبطة بالروابط الروحية، وصِلة القرابة والدم.

4- الأسرة الواضحة

هذه الأسرة لها قوانين ثابتة ومستقلة عن الأسر المُمتدَّة، ويتصف أفرادها بالمرونة وسهولة التواصل معهم، ويتمتعون بالديمقراطية في توزيع المهمات والواجبات تبعاً لأعمار أفرادها، ولديهم القدرة على التوافق والتكيف مع محيطهم، ويمتلك أفرادها تفكيراً عقلانياً واتزاناً نفسياً ونضجاً، بالإضافة أنها تعلّم أفرادها كيفية تحمل المسؤولية، واتخاذ قراراتهم لوحدهم. [6]

منظومات الأسرة

1- الأسرة الاستبدادية

هي الأسرة التي تتبع نظاماً وقوانين محددةً من دون وجود أي تعديل أو استثناءات، فنظامها قاسٍ حيث من الممكن أن يسيطر ويتحكم فرد واحد بالأسرة كاملةً، ولا يُسمح لأحد بالتفاوض، أو النقاش، أو المشاركة، أو التعبير عن الرأي حول نظامها، وإذا حدث خطأ أو مشكلة يكون العقاب فورياً دون قبول أي اعتذار.

على سبيل المثال: وليُّ الأسرة يحدّد موعداً لتناول العشاء والنوم، وفي حال تأخر أفراد الأسرة عن موعد العشاء أو خالفوا مواعيد النوم سوف يعاقبون من دون سماع أي عذر.

2- الأسرة الموثوقة

وهي الأسرة التي تراعي مشاعر الأبناء حيث يضع فرد واحد القوانين، ولكن مع الرضى الكامل للأفراد، وليس رغماً عنهم، ولا يميل لاستخدام نظام العقاب والعدوان في حال مخالفة القواعد، ويستخدم أسلوب المكافآت، والشكر، والثناء للتعزيز والتشجيع على السلوك الجيد.

على سبيل المثال: يضع الأب القواعد، ويشرح سببها للأطفال، فهو بدلاً من أن يقول لطفله: “اذهب للنوم باكراً”، يقول له: “اذهب للنوم باكراً لتريح عينيك، وتستيقظ نشيطاً، وتحافظ على صحتك”.

3- الأسرة التنافسية

هذه الأسرة قائمة على روح الحماس والتنافس بين أفرادها. على سبيل المثال: عندما يتحدَّى الوالدان أطفالهم للحصول على أعلى العلامات في الامتحان، ويشجعونهم على الفوز، وبالتالي سوف يتنافس الأولاد للتفوق على بعضهم.

4- الأسرة البلدية

هذه الأسرة تحترم وتشجع الآراء الفردية، وجميع أفرادها يتعاونون مع بعضهم البعض، ويتمُّ مشاركة المهمَّات الموكلة إليهم من قبل والديهم، وتأديتها في أسرع وقت، والجميع يساعد في حلّ المشكلات والخلافات، ووضع القواعد، وأيضاً إبداء الرأي في النشاطات، واتخاذ القرارات.

5- الأسرة غير المُتورّطة

هذه الأسرة ينقص أفرادها التوجيه والاهتمام لبعضهم البعض حيث نراهم غير مسؤولين عن بعضهم، وكل فرد منهم لديه انشغالاته الخاصة في الحياة. على سبيل المثال: الزوج لا يهتمّ لحياة زوجته، ولا يبادلها الحديث والسؤال عنها، والاهتمام بها وقت الحاجة، فهو مهملٌ ومتجاهل. [4]

منظومات الأسرة السّامة

رسم توضيحي لأُم تقوم بالصراخ في وجه ابنتها وتضع اصبع يدها أمام وجهها، وصبي صغير يشعر بالقلق ويضع يديه على صدره، وشخص يحمل السوط ويقف أمام ولد يجلس على الأرض وهو حزين بالإضافة لولد يجلس على الأرض وتظهر عليه علامات الخوف

1- إساءة أفراد الأسرة إلى بعضهم

وفي أغلب الأوقات استخدام الإساءة اللفظية، كالألفاظ النابية، أو العدوان الجسدي، مثل: التّعدي على فرد من العائلة بالضرب، وإلحاق الأذى به.

2- إحساس دائم بالقلق

يسيطر على الفرد في الأسرة السّامة إحساس دائم بالقلق، والاكتئاب، والتوتر كما يشعر بتدني قيمته، وانعدام ثقته بنفسه، ويشعر بالعجز والعصبية بشكلٍ مُبالغٍ فيه.

3- يكون العقاب قاسياً، ودون رحمة

ويكون دون وجود سبب أو مبرر له حيث إن جميع الآباء ينجبون أطفالاً، ويشرفون على تربيتهم، ومن المؤكد أن جميع الأطفال يخضعون لنظامٍ معين، والتزامهم بالانضباط جزء مهمّ لكن الإفراط في القسوة والعقاب علامة من علامات السمّية. على سبيل المثال: عندما لا تردّ على مكالمة والدتك، تقوم باتباع أسلوب عدوانيّ سلبيّ ضدك لأسابيع.

4- المقارنة بين الأطفال

إن وجدت في العائلة، فهي أيضاً دليل على السميّة لأنها سوف تولّد الكره والغيرة والضَّغينة بين الأخوة. على سبيل المثال: عندما يقول الأب لابنه: ماذا ينقصك لكي تتفوق في صفّك مثل أخيك، وهذا أمر جارح للغاية لأنه لا يمكن المقارنة بين الإخوة في درجة الذكاء، فلكلٍّ منهم قدراته وإمكانياته التي يمتلكها، إضافةً إلى ما ينجم عن ذلك من آثار سلبية على نفسية الأطفال.

5- عدم قدرة الفرد على التعبير عن احتياجاته

فالعائلة يجب أن تكون ملاذاً آمناً للفرد من جميع النواحي حتى لا يشعر بالنقص في العاطفة، لأن هذا الشعور مؤشر على السمّية في العائلة. [5]

كيفية التعامل مع الأسرة السّامة

1- ضع حدودك الخاصة

فالشخص البالغ والقادر على تحمل مسؤولية نفسه يضع طريقةً خاصةً لكيفية التعامل معه، فإنه سوف يختصر على نفسه الكثير من المشاكل عندما يكون في جوّ سامّ مع عائلته، وعندما يتذكر كيف كان طفلاً، وكيف أصبح الآن شخصاً بالغاً وقادراً على رسم حدوده بنفسه.

2- التواصل

يجب أن يكون التواصل مفتوحاً بين أفراد الأسرة، ويجب أن يكون هنالك تقبّلٌ للآراء بدلاً من أن يكون هناك فرد واحد كلمته هي النظام، ويجب أن يكون التواصل بين الأفراد دون حواجز، وكل شخص يُعبّر عن أفكاره بحرية.

3- الاحترام المُتبادل بين الأفراد

مما يُقلّل من السميّة بينهم، وبالتالي يفيد أفراد الأسرة في حلّ خلافاتهم ومشكلاتهم حينما يتمّ التعبير عن أنفسهم وآرائهم بدلاً عن معاقبة من تختلف أفكاره.

4- خلق بيئة داعمة، وآمنة، ومتوازنة

حيث يقدم فيها الأفراد نموذجاً للتفاؤل والتعاطف فيما بينهم، مما يُقلّل من السميّة والسلبية في التعامل، ويزيد المودة بينهم مما يساعد أفراد هذه الأسرة على نشر الثقة ورعاية العلاقات الأسرية، وبناء أسرة قوية.

5- توفير مشاعر الحب والاهتمام للأفراد

مما يخلق جواً من الاندماج والتوافق بين أفراد العائلة. على سبيل المثال: في أوقات الخلاف عندما يدعو أحد أفراد الأسرة الآخرين لتناول طعام الغداء الأمر الذي ينشر العطف والإحساس بالأهمية والقيمة لدى بعضهم البعض، ويساعد على التماسك، والحفاظ على الأسرة قوية وداعمة.

6- التقبُّل وهو مهمٌّ جداً

فعندما تتقبل وضع عائلتك كما هي سلبيةً كانت أم إيجابيةً، فإنك سوف تشعر بالرّاحة لأنك قمت بواجبك تجاههم، ولم تتخلَّ عن حبك لهم رغم أنه من الصعب حدوث تغيير في بعض الأمور لكن التّقبل يجعلك أكثر مرونةً في مواجهة الصّعوبات، والقبول هو أن تعمل على نفسك لتحسِّن علاقتك بأسرتك كما هي، فإن نجحت سوف تتخطى الكثير من التّعب النفسي، فقط عاملْ أسرتك كما تحبُّ لنفسك أن تُعامل.  [4] [5]

المراجع البحثية

1Definition of family. HRSA. (22AD). Retrieved May 7, 2023

2- Scarlet. (2023, January 17). Why is family important to society? Family Focus Blog. Retrieved May 5, 2023

3- Somodra455. (2023, April 1). Functions of family in sociology. SOMODRA. Retrieved May 5, 2023

4- Family dynamics can lift you up (or drag you down) . Family Dynamics Can Lift You Up (or Drag You Down). (n.d.). Retrieved May 5, 2023

5- 9Signs of a toxic family & how it can affect you, from therapists. mindbodygreen. (2023, March 17). Retrieved May 7, 2023

6- 3Forms of family on the basis of structure and marriage . Your Article Library. (2014, March 25). Retrieved April 23, 2023

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.