Skip links
امرأة جالسة في المكتب و تلبس قميص عمل أبيض اللون وتقوم بالإشارة بتعجرف اتجاه الشخص الجالس امامها

العلاقات السّامة – أنواعها، وما هو تأثيرها؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات السّامة – أنواعها، وما هو تأثيرها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هي العلاقات التي يشعر فيها الشريكان بالتّعب، والتّعاسة، والملل، وانعدام الأمان النفسيّ بغضّ النظر عن وجود الحبّ أحياناً. أمّا العلاقات المريحة، فيملؤها الشّعور بالطّمأنينة والأمان لدى الشريكين، حيث يتخذان القرارات معاً، ويتحدّثان عن كلّ الأمور بأريحيةٍ تامّة.

يصعب في بعض العلاقات التعرّف على الشخص السّام، لأنه يمتلك صفاتٍ خفيّة سُميّة، وفي بعض الأوقات يمكن ملاحظة بعض السّلوكيات السّامة لدى الشّريك، كنقص المحبة، والتعاطف، والدّعم في مشكلات الحياة، والتعامل بسخرية واستهزاء مع الشريك، إضافةً لخلو العلاقة من التقدير والاحترام، ووجود الحسد والغيرة عوضاً عن التعاون والمحبة، ويحاول الشريك السّام دائماً فرض أحكامه وقراراته على شريكه.

أنواع العلاقات السّامة

1- الصداقة السّامة

يسهل معرفة الصّديق السّام من خلال عدد من السّلوكيات والأفعال المؤذية لصديقه، حيث يتجاوز الحدود، ويختلق المشكلات والمواجهات الدفاعيّة عند مصارحته بأخطائه. والصّديق السّام لا يقدم المشورة والدعم والمعونة المفيدة لأصدقائه، ولا يستمع لمشاكلهم، كما أنه لا يسعد بنجاح أصدقائه، ويشعر بالرغبة الدائمة في منافستهم، وإحباطهم، والتقليل من أهمية إنجازاتهم.

2- العلاقة السّامة في العائلة

تمتلك بعض العائلات شخصاً ساماً بين أفرادها، ومن السّهل اكتشافه، فهو دائماً يقارن أفراد عائلته مع الآخرين، ولا يشعر بالرضا عنهم أبداً، كما يرى نفسه على صوابٍ دائم، ويحاول اتخاذ القرارات الخاصّة بأفراد العائلة، ويرفض تعبير أفراد عائلته عن مشاعرهم وأحاسيسهم السلبية، إضافةً لتوجيهه التعليقات السّلبيّة، والتنظير الدائم، والانتقاد، والمجاملة السّطحيّة دون مشاعر حقيقيّة.

3- العلاقات السّامة في العمل

يتصرّف زميل العمل السّام بطريقةٍ تجعله يُشعر زملاءه بأنّ دوره في العمل أهمّ من دور زملائه رغم قيامه بوظائف العمل نفسها، إلا أنه يشعر بالنجاح، ويستمتع بتعليم زملائه كيفية العمل، وأنه دائماً على صواب، ويتكلّم عن زملائه في غيابهم، وينشر الفتنة والمشاكل بينهم، وهو دائم الشّكوى، ويستنزف طاقة من حوله باستيائه وحزنه.

4- العلاقات السّامة الاجتماعيّة

يتصف الشخص السّام اجتماعياً بصفاتٍ تجعله مهووساً بشعور الهيمنة والسّيطرة على من حوله، ويرى الكون من حوله كلعبة شطرنج يتحكّم فيها كما يرغب، فهو رائع في تزييف المشاعر، والخداع، والتظاهر بمحبة الجميع، كما أنه يتظاهر بالمثاليّة حتى يحبّه الشخص الآخر ثم يتصرّف بطريقةٍ عكسيّة، ويبدأ بالتقليل من قيمته، والانسحاب تدريجيّاً، والابتعاد عنه بطريقةٍ مؤلمةٍ وقاسية.

5- العلاقة السّامة التنافسيّة

هي علاقة خالية من التّعاطف، والمحبّة، والدّعم المعنويّ النفسيّ. الشخص السّام يحاول التّقليل من قيمة الآخرين ليشعر أنه القائد والمسؤول عن هذه العلاقة لإشباع شعوره بالتفوّق الدائم عليهم. [1]

ما هي أهمية الحدود الشخصية في الحدّ من العلاقات السامة؟

الحدود هي خطوط خاصة يقوم الشخص بوضعها لحماية نفسه من تعليقات وكلام الآخرين، ومنعهم من تجاوز مرحلة الأمان معه، مما يحقق له الراحة، ويتيح له المحافظة على قيمته، وأهميته في المكان الذي يتواجد به، بالتالي لا يتعرض لأي إساءةٍ أو إهانة، ففي العلاقات الصحية من الضروري احترام الحدود بين الشريكين. لأن ذلك يخلق توازناً يسمح لكل منهما أن يتمتع بصحةٍ نفسيةٍ جيدة، واستقلالية تعطي لكل طرفٍ مساحته الخاصة، وفي الجانب الآخر عندما تكون الحدود منتهكة وغير واضحة، فإن ذلك سيفتح الباب أمام أفعال وسلوكيات غير صحية وسامة ستؤثر على العلاقة بشكلٍ سلبي.

وغالباً ما تنشأ العلاقات السامة نتيجة التعدي على الآراء الشخصية، وقد يكون هذا التدخل عن قصدٍ أو دون وعي، ولكنه في كلا الحالتين سيؤدي إلى خلق مشاعر سلبية وتشاؤمية، لأن ذلك يشعر الطرف الآخر بعدم الاحترام لمكانته وقيمته، على سبيل المثال: أن يقوم الشريك بتهميش شريكه أي لا يسمح له بالتعبير عن رأيه، ويفعل كل شيء دون السؤال عن رضاه أو عدمه، ولا يحتفظ بقيمةٍ لرأيه، ويشعره دوماً أنه هو الأفضل، وعليه أن يتبعه، وفي حال تمّ الاعتراض لا يظهر أي تمسكٍ به، مما يجعل الضحية أكثر تعلقاً به. [2]

ما هي التأثيرات الخفيّة التي تنتج عن العلاقات السامة وتعرقل النمو الشخصي والمهني؟

العلاقة السامة لا ينحصر تأثيرها فقط على الصحة النفسية والعاطفية، بل تؤثر أيضاً على النمو الشخصي والعملي، ومن الممكن أن يكون هذا التأثير غير واضحٍ في البداية، لكنه ومع التراكم سوف يتضح وبقوة، وسينتج عنه آثار تعوق أداء الفرد اليومي وإنجازاته على صعيد العمل، ونذكر منهم ما يلي: [3]

1- تآكل الثقة بالنفس

يعدُّ ذلك من أخطر التحديات التي يتعرض لها الفرد، فليس هنالك أصعب من انعدام تقبل الفرد لذاته، وبالأخص عندما لا يجد رداً على انتقاد، أو إهانة، أو تلاعب عاطفي كان ضحيته، ومن المؤكد أن ذلك سينعكس على الفرد سلباً، وسيؤدي لتراجع أدائه المهني، وتردده في اتخاذ القرارات، مما سيحدّ من الإنجاز والنجاح.

2- العزلة والانسحاب من الحياة الاجتماعية

قد يصل الفرد لمرحلةٍ تجعله يكره كل شيء، وظيفته، أصدقاءه، عائلته، وذلك بسبب نمط الحياة السام الذي كان يعاني منه، والذي أوصله إلى هذه الحال من شك، وخذلان، وندم، وسيختار بعد ذلك الوحدة والعلاقات السطحية، وسيتجنب المشاركة في الأنشطة الحياتية، مما سيقلل من فرص التعلم والتطور لديه كثيراً.

3- الاستنزاف والضعف في الإنتاجية

إن العلاقة السامة تستهلك الكثير من الطاقة والجهد، على سبيل المثال: لو دخل الفرد في علاقةٍ مع شريك لا يفكر به، ولا يهتمّ لأمره، ويتجاهل وجوده بالكامل، فإن ذلك سيجعل الفرد دائم التفكير والانشغال بشريكه، وسيكون هذا دون أدنى تقدير من الآخر، مما سيؤثر على نواحي التركيز المهني لديه، وسيضعف من فرص الترقي في العمل، وتحقيق الأهداف الشخصية.

4- التعب النفسي

عندما يكون الفرد تحت تأثير علاقةٍ سامة، فإنه سيكون كالمخدر تماماً غير واعٍ، ولا يدرك ما يحصل معه، إضافةً إلى أنه سيعاني من توترٍ وجهدٍ نفسي كبير على المدى الطويل، وهذا سيلحق الضرر بالصحة العقلية والجسمية، وقد تكون بدايةً لظهور اضطرابات معينة، كالأرق أو الصداع، إضافةً لاضطراب القلق، فالتوتر المستمر سيعطي نتائج غير سوية أبداً، وسيحدّ من القدرة على التفكير الإبداعي أو التخطيط للمستقبل، وسيعرقل جميع نواحي التطور الشخصي.

أخيراً: الحدود الشخصية هي سلاح مهمٌّ وقوي لتجنب العلاقات السامة، وقيام الفرد بتحديدها، والحفاظ عليها، ويمكن أن يكون حاجزاً واقياً له من التعرض للتلاعب والإهمال، بالتالي سيساهم ذلك في بناء علاقاتٍ صحيةٍ أساسها الحب، والأمان، والثقة.

المراجع البحثية

1- Serai, V. (2023, April 5). Toxic relationship: What it is, 107 signs, causes & types of love that hurt you. LovePanky. Retrieved April 17, 2023

2- Reid, S. (2024, August 21). Setting healthy boundaries in relationships. HelpGuide.org. HelpGuide.org. Retrieved April 17, 2023

3- Toxic Traits: 25 Harmful Behaviors to Spot in Yourself & others. (n.d.). Retrieved April 17, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.