Skip links
امرأة بالغة مغمضة العينين تضع يديها على أذنيها وخلفها حافلة وسيارات تمر بسرعة على الطريق

التلوُّث الضوضائي – أضراره على الصحة والبيئة وكيف نتحكم به؟

الرئيسية » مُشكلة » التلوُّث الضوضائي – أضراره على الصحة والبيئة وكيف نتحكم به؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التعريف العلمي للتلوُّث هو إدخال مواد لا يُستفاد منها أو طاقة إضافية للبيئة بواسطة الإنسان بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة، فتلحق الضرر بصحته وبيئته التي يعيش فيها. يمكن أن ينحصر إطار التلوُّث البيئي في ثلاثةٍ من مقومات الحياة الأساسية للكائنات الحية، وذلك حسب الأثر الذي سيتركه التلوُّث في كلٍّ منها، وهي:

1- تلوُّث الهواء بالغازات المختلفة، والغبار، والضوضاء.

2- تلوُّث المياه، ويشمل المياه السطحية والجوفية، كتلوُّث مياه البحار بالبترول والمخلفات الصناعية والبشرية.

3- تلوُّث التربة بالمبيدات، والأسمدة، والمخلفات الصلبة.

كما يمكن تصنيف التلوُّث البيئي حسب مصدره ودرجته إلى:

تلوُّث طبيعي، وتلوُّثٌ ناتجٌ عن النشاط البشري، والذي بدوره ينقسم إلى عدة أصناف: تلوُّث الهواء، والتلوُّث البيولوجي، والتلوّث الفيزيائي، ويشمل (التلوّث الحراري، والتلوّث الإشعاعي، والتلوّث الضوضائي).

 ما هو التلوُّث الضوضائي؟

التلوُّث الضوضائي أو التلوُّث الصوتي (Noise Pollution) هي أصواتٌ غير مرغوبة ومزعجة يمكن أن تسبّب آثاراً ضارةً على الكائنات الحية وجودة البيئة، لذا تعتبر شكلاً من أشكال التلوُّث البيئي. [1]

ما الفرق بين الصوت والضوضاء؟

الصوت له صفة الانتظام والتناسق. أما الضوضاء، فهي تداخل مجموعة أصواتٍ عالية وحادة وغير مرغوبٍ فيها، وتُعتبر الضوضاء أحد صور التلوُّث عندما ترتفع شدة الضوضاء الصوتية إلى درجةٍ تسبّب إزعاجاً للإنسان، ويُقاس مستوى الضوضاء أو شدة الصوت بوحدة الديسبل (Decibel). تتحمل الأذن الصوت بمعدل من صفر إلى 120 ديسيبل. أما الأصوات التي يكون تردُّدها بين 120-140 ديسيبل، فتسبّب ضرراً.

 ما هي مصادر التلوُّث الضوضائي؟

تصنّف مصادر التلوُّث الضوضائي إلى: [2]

1- مصادر طبيعية: وتشمل الرياح العنيفة، والبراكين، والصوت الناتج عن المقذوفات البركانية، والصوت الذي تُحدثه الزلازل بسبب تصدُّع القشرة الأرضية وانهيار المباني.

2- مصادر صُنعية (الأنشطة البشرية).

مصادر الضوضاء الناتجة عن الأنشطة البشرية

وهي متعددة نذكر منها:

1- الضوضاء الاجتماعية

 ولها مصادر متعددة:

– أصوات الحيوانات، كالكلاب، وغيرها.

– الأنشطة المنزلية: كاستخدام مجفّف الشعر، والخلاطات، والمكنسة الكهربائية، والتلفزيون، والمولدات الكهربائية.

– سلوكيات الباعة المتجولين الذي يستخدمون مكبرات الصوت.

– سلوكيات النوادي والملاهي.

2- ضوضاء المناطق الصناعية

يتأثر بها العاملون في المعامل والمصانع، وتختلف شدتها حسب نوع الصناعة، وحجم المصنع، وحداثة الآلات المُستخدمة، مثل:

– ضوضاء المحطات الكهربائية الناتجة عن عمل التوربينات، والمراجل البخارية، ومراوح دفع وسحب الهواء.

– ضوضاء المهن: كالحدادة، والنجارة، وآلات الحفر، والجرارات.

3- ضوضاء وسائل النقل

وتشمل المركبات، والحافلات، والدراجات النارية.

4- ضوضاء الطائرات

يتأثر بها القاطنون بجوار المطارات والعاملون في المطارات، حيث يمثل ضجيج الطائرات عند اختراق حاجز الصوت دوياً يشبه صوت الرعد.

 ما هي أنواع التلوُّث الضوضائي؟

يوجد أنواع عديدة للتلوُّث الضوضائي:

1- التلوُّث الزمني

هو تعرُّضٌ مستمرٌّ ودائمٌ للضوضاء، كالعاملين في المصانع والمعامل مثلاً.

2- التلوُّث المؤقت

قد لا يسبّب أضراراً فيزيولوجية، كسماع أصوات المفرقعات، ومنها ما يسبّب أضراراً، كانثقاب طبلة الأذن، وتلف الأعصاب الحسية، كسماع صوت المتفجرات. 

 بماذا تتعلق حدّة أضرار التلوّث الضوضائي؟

تتمثل أضرار التلوّث الضوضائي في المشكلات والأمراض التي يسبّبها، وتختلف حدّة هذه الأضرار حسب العوامل التالية:

1- نوع الضوضاء.

2- مستوى الضوضاء.

3- هل التعرُّض للضوضاء مستمر أم مُتقطّع.

4- فترة التعرُّض للضوضاء.

5- حساسية الشخص وحالته الجسدية والنفسية، ويزداد الضرر مع زيادة عمر الإنسان.

 ما هي الأضرار الصحية للتلوُّث الضوضائي؟

تُقسم الأضرار الناجمة عن التلوُّث الضوضائي إلى: [3] [4]

1- أضرار فيزيولوجية

 تتمثل في عدة أشكال منها:

– صداع وأرق.

– غثيان.

– طنين الأذن، وفقدان حاسة السمع.

– زيادة حموضة المعدة، وقد تكون الضوضاء سبباً للإصابة بقرحة المعدة.

– أمراض تنفُّس مزمنة.

– تهيُّج الألياف العصبية، فيؤثر على الدورة الدموية للقلب عند التعرُّض لضوضاء شدتها 87 ديسبل، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

– إضعاف مناعة الأطفال.

– الضوضاء التي تزيد شدتها على 150 ديسبل، كأصوات القنابل، والانفجارات، وقد تؤدي إلى موت الإنسان والحيوان لتوقف القلب أو انفجار الرئتين.

2- أضرار نفسية

 تتمثل في عدة أشكال منها:

– الشعور بالقلق.

– التوتر والانزعاج.

– قلة النشاط الحيوي.

– تؤثر الضوضاء على الحالة النفسية للحامل، فتصبح عصبية، مما يؤثر على الجنين، فقد يؤدي ذلك إلى الإجهاض، أو إنجاب أطفال صغار الحجم، أو ناقصي النمو بسبب تأثر الجهاز العصبي للأجنة.

3- أضرار إنتاجية

– للضوضاء آثار سلبية على الذين يحتاجون في عملهم إلى التركيز والهدوء، فالتعرُّض للضوضاء لمدة ثانيةٍ واحدة يقلّل من التركيز لمدة 30 ثانية.

– الضوضاء تُضعف مناعة الأطفال، مما يُضعف قدراتهم على التعلم، ويؤثر سلباً على النمو الفكري.

 ما هي أضرار التلوُّث الضوضائي على البيئة؟

1- يؤثر على النمو النباتي وعملية التركيب الضوئي.

2- يقلّل إنتاج الحليب من الأبقار والأغنام، وإنتاج البيض من الدواجن.

3- تؤثر الضوضاء على تكاثر الحيوانات، مثل: الطيور.

4- يمكن أن تسبّب الضوضاء ارتفاعاً في السلوكيات المضادة للحيوانات المفترسة.

5- يمكن أن تسبّب الضوضاء تصدُّعاتٍ في الأبنية. [5]

ما هي سُبل التحكُّم بالتلوُّث الضوضائي؟

هناك آليات عديدة للتحكم وتخفيف التلوث الضوضائي نذكر بعضها: [6]

1- عزل المباني السكنية بشكلٍ جيد، كاستخدام الزجاج السميك.

2- بناء المدارس، والجامعات، والمستشفيات بعيداً عن مصادر الضوضاء، ولاسيما الطرق المزدحمة بالسيارات، وأن تُغطّى الأرضيات بمادةٍ كاتمةٍ للصوت.

3- إبعاد المطارات عن المناطق المأهولة بالسكان.

4- بناء المعامل والمصانع خارج المدن.

5- تحديد ساعاتٍ معينة من النهار لعمل الآلات الضوضائية.

6- التحكُّم بالضوضاء الصادرة عن المعامل والمصانع بعزل مصادر الصوت، وإمداد الآلات بأجهزةٍ كاتمةٍ للصوت أو وضعها على وسائط تمتصُّ الصوت، كالمطاط، واللباد، وإلزام العاملين في المصانع باقتناء أجهزةٍ توضع على الأذنين لتخفيف الضوضاء.

7- توسيع الطرقات، وزيادة المسافة بين الأبنية والإكثار من الساحات العامة والحدائق.

8- نشر الوعي عن أخطار الضوضاء على صحة الإنسان، ولاسيما الأطفال، وذلك عن طريق وسائل الإعلام أو من خلال إقامة الندوات.

9- إصدار تشريعاتٍ وقوانين صارمة لمنع استخدام المنبهات الصوتية بشكلٍ عشوائي، مثلاً: أن يُمنع استخدام زمامير السيارات بعد الساعة العاشرة ليلاً.

المراجع البحثية

1- Berg, R. E., & Nathanson, J. A. (2024). noise pollution. In Encyclopedia Britannica. Retrieved September 11, 2024

2- Environmental Services. (2023, December 16). What are the different types of noise pollution?. LinkedIn. Retrieved September 11, 2024

3- Noise. (2016, August 26). European Environment Agency. Retrieved September 11, 2024

4- What is noise pollution?. (n.d.). WebMD. Retrieved September 11, 2024

5- Sotelo, G. (2023, July 26). Noise pollution: Environmental impact and what you can do. TreeHugger. Retrieved September 11, 2024

6- How to reduce noise pollution? (2015, July 21). Ppsthane.com; Perfect Pollucon Services – Environmental Lab. Retrieved September 11, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.