Skip links
رجل بالغ يظهر على ظهره بثور متعددة لونها أحمر

جدري القرود – الأعراض، العلاج وطرق الوقاية

الرئيسية » الطب » أمراض » جدري القرود – الأعراض، العلاج وطرق الوقاية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر جدري القرود مرضاً ذو مصدرٍ حيواني ناجمٌ عن عدوى فيروسية أي أنه يصيب كلاً من الحيوانات، كالقوارض، والقرود، وكذلك البشر. اكتشف هذا الفيروس لأول مرةٍ في الخمسينيات من القرن الماضي، وذلك بين مجموعة قرودٍ ضمن المختبر في الدنمارك من أجل إجراء دراساتٍ علمية؛ بينما تمّ تسجيل أول حالةٍ بشرية في السبعينيات في الكونغو في أفريقيا؛ وينتقل هذا الفيروس بين الحيوانات فيما بينها، وكذلك قد يصبح مصدر عدوى للإنسان أيضاً. في عام 2022 عاد الجدري للظهور مرةً أخرى، وانتشر بصورةٍ أوسع في أكثر من دولة على شكل حالةٍ صحية طارئة، فيما يلي سنحاول فهم نمط الإصابة بصورةٍ أكبر، وآلية الانتقال، والعلاج المتوفر، وسبل الوقاية.

ما هو فيروس جدري القرود؟

فيروس جدري القرود (Mpox) هو فيروس من عائلة (Poxviridae) ذو شكلٍ بيضاوي بطول 200-250 نانومتر، ويتألف من حمضٍ نووي ذي بنيةٍ خطّيةٍ مزدوجة تتكون من منطقةٍ مركزيةٍ ومنطقتين جانبيتين متغايرتين. تتشارك أغلب عائلة (POXVIRIDAE) بالمنطقة المركزية في 90 بالمئة من الحالات، وبناءً على تحليل الجينوم الذي حدث في عام 2022 هناك نمطان من الفيروس:

● السلالة السائدة من الفيروس، وتتمركز في غرب إفريقيا، ومسؤولة عن 1 بالمئة من الوفيات.

● سلالة أخرى في الكونغو مسؤولة عن 10 بالمئة من الوفيات.

وتتلخص الإصابة الفيروسية بثلاثة أنماط أساسية:

– الغزو.

– تكاثر الفيروس. 

– نضج الفيروس، وانتشاره في خلايا المضيف. [1]

كيف تنتقل الإصابة؟

تعتبر القوارض وبعض الحيوانات البرية هي المُضيف الأساسي لفيروس جدري القرود، ويُعتبر الاتصال بهذه الحيوانات أو منتجاتها، كاللحوم غير المطهية جيداً وسوائل الجسم، أو من خلال الخدوش والجروح، أو العضّ واللدغات أهمّ سببٍ لانتقال الإصابة بين المُضيف والمريض.

كما يمكن للإنسان أن يصاب عن طريق إنسانٍ مصابٍ آخر، وذلك بالتواصل المباشر من خلال التنفُّس والرذاذ، وكذلك عن طريق اللعاب وسوائل الجسم المختلفة، وكما تنتقل من الأم للجنين خلال الحمل والولادة، ولكن ضمن الانتشار الأخير الذي حدث عام 2022 كان مصدر العدوى الأساسي الاتصال الجنسي، وبصورة أكثر خصوصيةً بين الذكور المثليين.

وذلك على عكس الإصابات التي حدثت في فتراتٍ زمنيةٍ سابقة، حيث أظهرت بعض الدراسات الإحصائية أن حوالي 90 بالمئة من المصابين مثليو الجنس و40 بالمئة منهم مصابون بالإيدز، وتستمر فترة الحضانة أحياناً حوالي 3 أسابيع، مما يجعل المصاب مصدراً طويل الأمد للإصابة، وبالتالي انتشار أوسع للجدري. [2]

أعراض الإصابة بفيروس جدري القرود؟

كما أسلفنا إن فترة الحضانة لهذا الفيروس تمتدُّ بين أسبوعٍ إلى 3 أسابيع، وهذه الفترة تكون خاليةً من الأعراض، بالمُجمل يُعتبر جدري القرود مرضاً محدّداً لذاته عند الأشخاص السويين مناعياً، وتختلف شدة الأذية حسب نمط الفيروس المُسبّب، والحالة المناعية للمصاب.

وتتميز الأعراض بارتفاع الحرارة، والتعب العام، وآلام العضلات يتلوها الارتكاس اللمفاوي، أي ضخامة العقد اللمفاوية خاصةً العقد الإربية والصداع لتستمر هذه الفترة حوالي ثلاثة أيام، وبعدها يبدأ الطفح بالظهور على الوجه ثم يبدأ بالانتشار ليشمل كامل الجسد.

وهذا الطفح ذو أشكال متعددة من حطاطات وحويصلات، وبثور تستمر لفترةٍ تصل إلى شهر قبل أن تبدأ بالشفاء تاركةً خلفها ندوباً، وبعض الآفات ذات القشور، بالإضافة إلى تقرُّحات الأغشية المخاطية. إضافة إلى هذه الآفات هناك أعراض أكثر شدّةً وخطورةً تظهر عند المرضى المُثبطين مناعياً، وتشمل الخثار داخل الأوعية أو النزوف، والنخر النسيجي، والانسمام، وتصل نسبة الوفيات إلى 2 بالألف بين هؤلاء المرضى. [3]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بفيروس جدري القرود؟

في ظل ظروف انتشار الفيروس في المناطق الموبوءة، ووجود الأعراض السابقة من الطفح والتعب العام بوجود قصةٍ مرضية مؤهّبة، فإن أخذ خزعةٍ من الآفة الجلدية هو ركن الأساس في التشخيص، بالإضافة إلى الاختبارات الدموية عن أضداد فيروس جدري القردة. [4]

علاج جدري القردة للشفاء

يختلف العلاج الذي يحتاجه المصاب بحسب الأعراض، ونمط الإصابة، والحالة الصحية العامة للمريض، ويعتمد العلاج في الحالات البسيطة على تخفيف الأعراض بتسكين الألم، وخفض الحرارة، ويحدث ذلك في المنزل دون الحاجة للاستشفاء مع ضرورة التأكيد على العزل من أجل الوقاية من نشر الإصابة.

بالإضافة إلى ترطيب الجلد، والحماية من خدش الجلد في حال الحكة، والحفاظ على الجلد نظيفاً، واستخدام معقّمٍ طبي أو حتى استخدام ماءٍ نظيف وكربونات الصوديوم، والحصول على غذاءٍ صحي متوازن. يستخدم دواء مضاد للفيروسات لعلاج الجدري (تيكوفيريمات)، وجرى تطويره لعلاج جدري القرود في الحالات الأشد. [5]

الوقاية من الإصابة بفيروس جدري القرود؟

1- تُعتبر فعالية لقاح الجدري (جدري الماء) جيدةً نسبياً، حيث تصل نسبة الفعالية حوالي 85 بالمئة في الوقاية من جدري القرود، لأن فيروس جدري القرود يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفيروس المُسبّب للجدري (جدري الماء).

2- هناك نوعان مختلفان من اللقاحات أحدهما لقاح مُضعف حيّ، والآخر يحوي المادة الوراثية لفيروس الجدري.

3- يعطى اللقاح للأشخاص ذو الخطورة العالية للإصابة، كالعاملين الصحيين في المناطق الموبوءة.

4- عزل المصابين لفترةٍ كافيةٍ حتى شفاء الطفح تماماً، وظهور الجلد السليم.

5- عدم مشاركة الأدوات الشخصية، والملابس، والأغطية.

6- استخدام الكمامات في حال ضرورة المخالطة مع المصابين. [6]

هل يمكن أن تتكرر الإصابة بجدري القردة بعد الشفاء؟

يمكن للأسف تكرار الإصابة بعد الشفاء عند من المرضى.

المراجع البحثية

1- World Health Organization: WHO. (2024, August 26). Mpox. Retrieved September 13, 2024

2- Lu, J., Xing, H., Wang, C., Tang, M., Wu, C., Ye, F., Yin, L., Yang, Y., Tan, W., & Shen, L. (2023). Mpox (formerly monkeypox): pathogenesis, prevention, and treatment. Signal Transduction and Targeted Therapy, 8(1). Retrieved September 13, 2024

3- Nunez, K. (2022, September 7). What is monkeypox?. Healthline. Retrieved September 13, 2024

4- Mpox. (2024, May 1). Cleveland Clinic. Retrieved September 13, 2024

5- Monkeypox: What is it and how can it be prevented?. (2024, June 5). Mayo Clinic. Retrieved September 13, 2024

6- Mpox – Symptoms, diagnosis and treatment | BMJ Best Practice. (n.d.). Retrieved September 13, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.