Skip links
شاب وفتاة يجلسون أمام الطاولة ويقومون بنحت وتركيب قطع خشبية صغيرة

أهمية التدريب المهني

الرئيسية » التعلم » أهمية التدريب المهني

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف التدريب المهني

هو مجموعة البرامج التي تُعنى بالتدريب على المهارات التي تعدُّ الأشخاص لعمل، أو تجارة، أو حرفة معينة، ويركز التدريب المهني على المعرفة العملية التجريبية بدلاً من المعرفة النظرية أو التقريرية.

أهمية التدريب المهني في المجال الوظيفي

عندما يتعلق الأمر بالعثور على وظيفة، فإن التأكد من أن الخريجين لديهم المهارات التي يحتاجونها لهذا المنصب، وهذا يلعب دوراً أساسياً في اختيارهم، لأن الطلاب ذوي المهارات الأضعف سرعان ما سيجدون أنفسهم يكافحون في منصبهم الجديد، وقد يبدؤون بفقدان الثقة في أنفسهم، ويشعرون بعدم اليقين بشأن المهام التي ينبغي عليهم أداؤها.

بالمقابل ستشعر الشركات التي توظفهم أيضاً بالإحباط لأنها تخسر المال والوقت، فهم يدربون موظفين جدد ليس لديهم البصيرة والمعرفة العملية التي يحتاجون إليها للقيام بما تمّ تعيينهم للقيام به. يفسح التعليم والتدريب المهني المجال للطلاب لاكتساب خبرةٍ عملية في المسار الوظيفي المرغوب حتى قبل التخرج، ويتمُّ منح الطلاب الذين ينهون هذه البرامج الصارمة أوراق الاعتماد والتدريب الذي يحتاجونه للبدء فوراً في المسار الوظيفي الذي اختاروه.

وهنا يشعر الطلاب بالثقة في قدراتهم، ويتأكد أصحاب العمل أنفسهم أنهم كانوا على صواب في تعيينهم لهؤلاء الجدد، ويمكن الاعتماد عليهم، وإثبات جدارتهم في المنصب بسرعة. ففي سوق العمل التنافسي اليوم، هناك تفاوتٌ ملحوظٌ بين عدد فرص العمل والمهارات التي يمتلكها المرشحون لتلك الوظائف، وقد دفع الطلب المتزايد على المهارات الاختصاصية الخبراء إلى الاعتراف بأن العديد من الأفراد قد لا تتوفر فيهم المعايير المطلوبة لهذه الوظائف.

ومما لا شك فيه أن التعليم المهني يلعب دوراً حاسماً في سدّ هذه الفجوة، وإعداد الأفراد لمهن ناجحة تماماً. أما بالنسبة لأولئك المهتمين بتعلم كيفية تعزيز مهارات التوظيف، فإن الحل الأول يجب أن يكمن في فرص التعلم المهني، حيث يمكن أن تساعد هذه المهارات الطلاب على تعلم التقنيات والاستراتيجيات التي يحتاجونها على وجه التحديد في هذا المجال من العمل.

تنمية المهارات وإمكانية التطور العملي

يلعب التعليم المهني دوراً حاسماً في تنمية المهارات وإمكانية التطور العملي، وتكمن أهمية التطوير المهني في التمييز بين المعرفة النظرية والمهارات العملية، ففي الدراسة غير المهنية الأكاديمية غالباً ما يقضي الطلاب ساعات من وقتهم في استكشاف المواضيع المختلفة.

وبالتالي يميل الطلاب في الفصل الدراسي إلى قضاء ساعاتٍ طويلة في المكتبة، وعلى أجهزة الكومبيوتر لإجراء الأبحاث، وكتابة الأوراق التي تساعدهم على اكتساب المعرفة النظرية في مجموعةٍ متنوعة من المجالات، وحتى ضمن التخصص الذي اختاروه.

غالباً ما يقضي طلاب التعليم العام قدراً كبيراً من الوقت في استكشاف النظريات، والأفكار، والإجراءات المستخدمة من قبل الأساتذة المختصين، وبالتالي لديهم فرص أقل بكثير لتطبيق هذه الأفكار مقارنةً بالطلاب الذين يتعلمون بمراحل التعليم المهني، والذين يقومون بتجريب ما يتعلمونه بأيديهم أثناء محاضرات العملي.

فمهارات العمل محدودةٌ بشكلٍ كبير بالنسبة لطلاب التعليم العام، حيث إن معرفتهم النظرية في الفصل الدراسي لا تحتوي على الخبرة العملية التي تساعدهم في حياتهم المهنية، وقد تسبّب هذه الفجوة في بعض الأحيان العديد من التحديات والإخفاقات، وذلك عندما يتخرج الطلاب، وينتقلون إلى العمل على أرض الواقع.

أما بالنسبة للطلاب في بيئة التعليم والتدريب المهني، يتمّ تصحيح هذا الوضع، حيث يقضي الطلاب ساعاتٍ في ورش العمل العملية كل أسبوع لتعلم المهارات العملية المتعلقة بالمجال الذي اختاروه، ويميل وقت الفصل الدراسي في هذه المدارس لأن يكوّن ورشة عملٍ يقضي الطلاب فيه وقتاً أطول في استكشاف فرص العمل الفعلية التي تعدهم لوظائفهم المستقبلية.

إنهم لا يركزون على البحث النظري مثل التعلم العملي، ويحصل الطلاب أيضاً على دوراتٍ ترشدهم، وتعلمهم استخدام المعدات والمساحات المتخصصة للغاية التي يحتاجون إليها للقيام بعملهم بشكلٍ جيدٍ ودقيق، وبدلاً من مجرد التعرف على هذا النوع من المعدات، لديهم الفرصة لتجربة مهاراتهم أثناء وجودهم في المدرسة.

وعندما يحين الوقت بالنسبة لهم للانتقال إلى وظيفةٍ فعلية، فإنهم يمتلكون الخبرة التي يحتاجونها لبدء العمل على الفور، ولن يضطروا إلى قضاء الوقت في تعلم كيفية تشغيل المعدات، واستخدامها أثناء العمل، مما يمنحهم الفرصة ليصبحوا موظفين ذوي قيمةٍ وكفاءة، وبالتالي بناء حياتهم المهنية بشكلٍ أسرع.

قيمة التخرج في ميدان العمل الفعلي

عندما يبحث أصحاب العمل عن موظفين جدد للانضمام إلى مؤسستهم، فإنهم يرغبون بالشخص ذي الكفاءة اللازمة للقيام بالمهام بشكلٍ جيد، والذي يستطيع التكيف بسرعة مع بيئة العمل، ولديه روح الفريق، وعادةً ما تنفق الشركات مبلغاً كبيراً من المال في محاولة تأهيل الموظفين الجدد.

حيث يتوجب عليهم الخضوع لعملية تدريبٍ لكل موظف في وظيفته الجديدة، وهنا يتميز طلاب التعليم المهني، حيث لا يدخل الطلاب مجال العمل بخبرةٍ عملية قليلة فيما يتعلق بالأدوات والبيئات التي يعملون بها، لأنهم عملوا في مثل هذه المواقف طوال فترة تعليمهم تحت إشراف مدربيهم.

وهذا يعطيهم تقييماً أكبر وكفاءة أعلى تؤهلهم لمهارات التوظيف، كما يمكن لأصحاب العمل الاطلاع على السجل الأكاديمي لهؤلاء الطلاب، ومعرفة نوع المهارات الحاصلين عليها بالفعل عند دخولهم المبنى لأول مرة، ويمكن الاستفادة من هذا بشكلٍ أكبر عندما تطبق مؤسسة التدريب نهجاً تدريبياً قائماً على الكفاءات يتوافق مع احتياجات الشركات لنوع الصناعة المطلوبة.

العثور على عملٍ بعد التخرج

يكافح العديد من الخريجين للعثور على عملٍ مباشرةً بعد التخرج، وقد يكون هذا وقتاً مرهقاً للعديد من الطلاب الذين يحاولون تحقيق التوازن في الأشهر القليلة الأخيرة من دراستهم عندما يبدؤون في البحث عن وظائف، وتقديم الطلبات مرفقةً مع السيرة الذاتية في مجال العمل الذي اختاروه.

مع ذلك، بالنسبة للطلاب الذين تخرجوا من مدرسة التدريب المهني يمكن أن يكون هذا الوضع أقل إرهاقاً بالنسبة لهم، لأن لديهم الخبرة اللازمة لإدراجها في سيرتهم الذاتية وأصحاب العمل يعرفون تماماً هذه الحيثية، وفي كثيرٍ من الأحيان بدؤوا في بناء شبكةٍ مهنية توفر فرص العمل والتدريب الداخلي، ويمكنهم الاستفادة منها، وهذا يساعد على فتح الأبواب أمام الإمكانيات الجديدة.

فغالباً ما يرغب الخريجون في معرفة كيفية تعزيز فرص التوظيف لديهم، وتكمن الإجابة في اكتساب خبرة العمل التي يرغبها أصحاب العمل أن الحصول على هذه الخبرة يمكن أن يسهل بشكلٍ كبيرٍ العثور على وظيفة، لأنها تمنح أصحاب العمل فكرةً إيجابيةً حول كيفية أداء المرشح في الوظيفة والموارد التي يجب تخصيصها لتدريبه على الوظيفة الجديدة. أما بالنسبة لطلاب التعليم المهني، فخبرات العمل هذه هي جزءٌ من المنهج الدراسي.

طوال سنوات الدراسة، يحصل الطلاب على فرص التدريب العملي من خلال التدريب وفرص التعلم العملي. إن إكمال مشاريع العمل الحقيقية، كما هو الحال في مجموعةٍ متنوعةٍ من الفصول الدراسية يتمُّ تقسيم الطلاب فيها إلى فئات، يساعد الطلاب على بناء سيرةٍ ذاتيةٍ قابلةٍ للتوظيف حتى قبل التخرج.

بناء شبكاتٍ قوية للطلاب قبل التخرج

في أي مجالٍ يمكن لوجود شبكة علاقاتٍ قوية أن تلعب دوراً مباشراً في العثور على عمل، وبناء حياةٍ مهنيةٍ ناجحة. من خلال التعليم القائم على المهنة يتمتع الطلاب بفرصةٍ ممتازة لبناء شبكةٍ قوية من شأنها تعزيز تجربتهم التعليمية لباقي حياتهم المهنية، حيث يعمل الطلاب بشكلٍ أوثق مع زملائهم الطلاب ومدربيهم في الدورات الدراسية الخاصة بهم.

ونظراً لقضاء وقتٍ أقل في البحث وكتابة الأوراق، وقضاء أكثر الوقت في العمل على المشاريع، وتعلم المهارات العملية، فمن الطبيعي أن يطور الطلاب علاقاتٍ أفضل وأوثق مع زملائهم، حيث ينتقل زملاؤهم الطلاب من كونهم أشخاصًا يجلسون بجوارهم في قاعة المحاضرات إلى شركاء يعملون معهم أثناء المشاريع والتدريب الداخلي.

أيضاً من خلال التدريب المبني على المهارات يعمل الطلاب بشكلٍ مباشر أكثر مع مدربيهم، مما يتيح لهم الفرص العملية للعمل أثناء الدورات الدراسية لإكمال المشاريع والمشاركة في مهام العمل، وتعلم التقنيات المتخصصة تحت الإشراف المباشر للمدرب، حيث يتواجد المدربون لتقديم الدعم.

وتتاح للطلاب فرصاً للتحدث معهم، والتفاعل والتواصل الجماعي، وهذا يبني العلاقات، ويساعد الطلاب في العثور على مرشدين محترفين للانتقال إلى عالم الأعمال، ومن خلال فرص التدريب، يقوم الطلاب بتوسيع أفق هذه العلاقة إلى عالم العمل حتى قبل التخرج. [1]

المراجع البحثية

1- Peters, J. H. (2024b). The importance of vocational training for career development. EHL Insight. Retrieved June 28, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.