Skip links
أصابع امرأة تدهن كريم على ذراع رضيع مصاب بطفح جلدي

حساسية الجلد عند الأطفال – التشخيص وطرق العلاج

الرئيسية » الطب » طب الأطفال » حساسية الجلد عند الأطفال – التشخيص وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يتمتع الأطفال الصغار ببشرةٍ حساسة للغاية، فهي أكثر رقةً ونعومةً من بشرة البالغين، كما أن جهازهم المناعي لم يتطور بعد، لذلك فهم أكثر عرضةً للمهيّجات بجميع أنواعها، وتوجد أنواعٌ مختلفة من حساسية الجلد (Skin Allergies) يمكن أن تسبّب الطفح الجلدي، والحكة، والالتهابات، وأكثرها شيوعاً الأكزيما، والتهاب الجلد التماسي، والشري، والوذمة الوعائية، ونظراً لوجود أنواع متعددة، فمن المهمّ معرفة النوع الذي يعاني منه الطفل، وأيّ علاجٍ سيكون أفضل، ومعرفة العوامل المحرضة، وإزالة المهيّجات الشائعة. [1] [2]

تشخيص إصابة الطفل بحساسية الجلد

لمعرفة ما إذا كان طفلك قد أصيب بحساسية أم لا، فينبغي في البداية التعرف على العلامات والأعراض الشائعة لحساسية الجلد، مثل: جفاف وتهيُّج الجلد، والحكة الشديدة، والطفح الجلدي، واحمرار الجلد وتورمه في مكان ملامسة مادةٍ ما، ووجود نتوءاتٍ مرتفعة حمراء، ومثيرة للحكة (الشري)، وتقشر وتشقُّق الجلد، ووجود وذمةٍ في الفم، أو الأجفان، أو الأعضاء التناسلية.

وفي الحالات الأشد قد تترافق الحساسية الجلدية مع مضاعفاتٍ أكثر خطورة، وتكون مهددةً للحياة، مثل: صعوبة في التنفس، أو وذمة الحنجرة، وغيرها. وذلك بعد التعرض للعوامل المحرضة، مثل: وبر الحيوانات الأليفة، أو اللبلاب والبلوط السامّين (بسبب وجود طبقةٍ زيتية تغطي هذه النباتات) أو حتى أدوات البستنة التي تلامست مع هذه النباتات، أو درجات الحرارة الباردة، أو الساخنة، أو اللقاحات، أو الأغذية، مثل: البيض، والحليب، والمكسرات، والمأكولات البحرية، أو لدغ الحشرات.

وعند وجود أيٍّ من هذه الأعراض يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية، والذي يقوم بالسؤال عن أعراض الطفل، وتاريخه الصحي، وقد يسأل أيضاً عما إذا كان الوالدان، أو أحد أفراد الأسرة مصاباً بالتهاب الجلد التأتبي، أو الربو، أو حساسية الأنف، مثل: حمّى القش، أو التهاب الأنف التحسسي، وسيقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص طفلك بحثاً عن علامات الحساسية الجلدية، وبناءً على القصة المرضية والفحص السريري قد يقوم بطلب الاختبارات التالية: [3] [4] [5] [6]

1- اختبارات الجلد (Skin tests)

تقيس هذه الاختبارات مستوى استجابة الطفل للأجسام المضادة من نوع الغلوبولين المناعي IgE، وذلك تجاه بعض مسبّبات الحساسية أو المحفّزات، ويتمُّ استخدام كمياتٍ صغيرة من المحاليل التي تحتوي على مسبّبات الحساسية المختلفة، وقد يعطي مقدم الرعاية الصحية حقنةً من المادة المحسسة تحت الجلد للطفل.

وهذا ما يسمّى اختبار داخل الأدمة (Intradermal test)، أو قد يقوم بتطبيق المواد المسبّبة للحساسية بخدشٍ صغيرٍ يسمّى اختبار وخز الجلد النموذجي، أو اختبار الخدش (Scratch test)، أو وضع المواد المُسبّبة للحساسية على الجلد لفترةٍ من الوقت، ويدعى اختبار البقعة (Patch testing)، وبعد إجراء أحد هذه الاختبارات يتمُّ الانتظار لمدة 15 دقيقة أو نحو ذلك لرؤية ما إذا كان هناك نتوء أحمر مرتفع يسمّى الانتبار (Wheal)، وإذا حدث ذلك فقد تكون هناك حساسية.

ويستخدم الطبيب مسطرة لقياس الانتفاخ والاحمرار (التوهج)، وعادةً ما يختفي الانتفاخ والتوهج خلال 30 دقيقة إلى بضع ساعات، وقد لا يتمكن الأطفال الذين يعانون من طفحٍ جلدي شديد (مثل: الأكزيما) من إجراء اختبار الجلد حتى تتمّ السيطرة على الطفح الجلدي لديهم.

من خلال اختبارات الجلد، يمكن التحقُّق من أنواع عديدة من الحساسية، كالعوامل البيئية، مثل: العفن، أو عث الغبار، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو حبوب اللقاح، والطعام، مثل: الفول السوداني، أو البيض، والأدوية، مثل: البنسلين (Penicillin). عادةً ما تكون اختبارات الجلد جيدة التحمل، وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تسبّب ردّ فعلٍ تحسسي أكثر خطورة، ولهذا السبب يجب دائماً إجراء اختبار الجلد في عيادة الطبيب، حيث يكون مستعداً للتعامل مع ردّ الفعل.

2- تحاليل الدم (Blood tests)

تقيس هذه الاختبارات مستوى الأجسام المضادة من نوع الغلوبولين المناعي IgE تجاه بعض مسبّبات الحساسية في الدم، ويُطلق على اختبار الدم الأكثر استخداماً اسم (RAST) (اختبار الامتصاص الإشعاعي للحساسية)، أو يمكن إجراء اختبار دم أحدث يسمّى (ELISA) (مقايسة التمايز المناعي المرتبط بالإنزيم)، ويمكن استخدام اختبارات الدم عندما لا يمكن إجراء اختبارات الجلد، ويستغرق الحصول على نتائج فحص الدم وقتاً أطول، وقد تكلف أكثر من اختبارات الجلد.

3- اختبار التحدي (Challenge test)

ويحتاج هذا الاختبار إلى المراقبة اللصيقة من قبل الطبيب، وفيه يتمُّ إعطاء الطفل كميةً صغيرةً جداً من مسبّبات الحساسية إما عن طريق الاستنشاق، أو يتمّ تناولها، ثم تتمّ مراقبة الطفل عن كثب بحثاً عن أي ردّ فعلٍ تحسسي.

4- نظام الإقصاء الغذائي (Elimination Diet)

بتوجيهٍ من أخصائي الرعاية الصحية، يتمُّ حذف بعض الأطعمة أو المواد من النظام الغذائي للطفل لتحديد المواد المسبّبة للحساسية المحتملة.

علاج حساسية الجلد عند الأطفال

1- الأكزيما

في الحالات الخفيفة، يمكن علاج الأكزيما بالمراهم (Ointments)، والمرطبات (Moisturizers)، وفي حالة الأكزيما الشديدة، يمكن إعطاء السيتروئيدات الموضعية (Topical steroids)، أو مضادات الهيستامين (Antihistamine). وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أيضاً تحديد مسبّبات الحساسية (بما في ذلك مسبّبات الحساسية التلامسية والعوامل البيئية)، والتي قد تؤدي عند إزالتها إلى تحسين أعراض الطفح الجلدي بشكلٍ ملحوظ.

2- التهاب الجلد التماسي

قد يكون من الصعب تحديد نقطة الاتصال مع مسبّبات الحساسية، ولكن يمكن أن تفيد الخطوات التالية في تخفيف الإصابة:

1- تجنب العوامل المهيجة، مثل: المعادن، وصبغات الشعر.

2- تجنب خدش المنطقة المصابة، فهذا قد يؤدي إلى تفاقم الطفح الجلدي أو التسبّب في حدوث إنتانٍ موضعي.

3- وضع مرطب خالي من العطور بعد الغسيل.

4- استخدام الكمادات الباردة، والأدوية المضادة للحكة، مثل: مضادات الهيستامين، وحمامات الشوفان لتخفيف الحكة (دقيق الشوفان له خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للالتهاب، وله دور في تهدئة الحكة، وترطيب البشرة، وإزالة الخلايا الميتة).

3- الشري

من المرجح أن تختفي الحالات الخفيفة من الشري من تلقاء نفسها في غضون أيامٍ قليلة، ولتقليل الحكة والتورم يمكن اتباع ما يلي:

1- استخدام الكمادات الباردة، والكريمات المضادة للحكة، وحمامات الشوفان.

2- استخدام الماء الفاتر، وتجنب الفرك بمنشفة، أو ليفة، أو إسفنجة شبكية عند الاستحمام.

3- استخدام الصابون، والمنظفات، والمرطبات الخالية من العطور.

4- عدم ارتداء ملابس ضيقة، لأنها قد تهيّج المنطقة.

في بعض الحالات يتمّ إعطاء مضادات الهيستامين، مثل: ديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، أو السيتريزين (Cetirizine)، وقد تكون هناك حاجة إلى أدوية أخرى عن طريق الفم، خاصةً إذا كان الشرى طويل الأمد. في حال كان ردّ الفعل شديداً، وأدى إلى انسداد مجرى التنفس نتيجة التورم والوذمة، فقد يحتاج الطفل إلى جرعةٍ طارئة من الإبينفرين (Epinephrine)، أو السيتروئيدات (Steroids)، مثل: البريدنيزون (Prednisone).

4- الوذمة الوعائية

الأعراض الخفيفة قد لا تحتاج إلى علاج، وأما في حال الأعراض المتوسطة إلى الشديدة يجب اتباع بما يلي:

1- تجنب أي مسبّبات حساسية أو محفزات معروفة تسبّب حدوث الوذمة الوعائية، مثل: المكسرات، أو فول الصويا.

2- تجنب أي أدوية، أو أعشاب، أو مكملات غذائية لا يصفها مقدم الرعاية الطبية.

3- استخدام كمادات باردة لتخفيف الألم.

وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الوذمة الوعائية ما يلي: مضادات الهيستامين (Antihistamines)، والسيتروئيدات القشرية (Corticosteroids)، وحقن الإبينفرين (Epinephrine shots)، ويمكن للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأعراض الشديدة أن يحملوا معهم قلم الحقن الذاتي للإبينفرين، والأدوية الإنشاقية (Inhaler medicines) التي تساعد على فتح الطرق الهوائية. [2] [6]

نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بحساسية الجلد

تتطلب بشرة الأطفال الحساسة متطلبات رعاية محددة. نظراً لخصائصها الفريدة، ويمكن وصف نوع بشرة الأطفال عموماً بأنها جافة وحساسة، وهناك بعض النصائح والتوصيات للعناية المثالية ببشرة الطفل: [7]

1- تجنب المكونات المهيجة

– خاصةً العطور والروائح التي يمكن أن تهيّج بشرة الأطفال الحساسة، لذلك يجب استخدام المنتجات التي لا تحتوي على هذه المكونات.

– قص الأظافر بشكلٍ منتظم، ولن يؤدي ذلك إلى زوال الحكة، ولكنه سيجعل الجلد المصاب أقل عرضةً للإصابة بالخدوش، والإنتانات الجلدية المتكررة.

– الاستحمام باستخدام الماء الفاتر (وليس الساخن)، وتجنب حمامات الفقاعات، وجعل مدة البقاء في حوض الاستحمام قصيرة، ويجب ألا تتجاوز 10 دقائق، حيث يمكن أن يؤدي البقاء لفترةٍ طويلة إلى جفاف الجلد.

2- الترطيب المنتظم

بعد الاستحمام أو زيارة حمام السباحة أو رحلة إلى البحر، يجب ترطيب بشرة الطفل، ويجب فقط استخدام الكمية التي يمكن أن يمتصها الجلد لتجنب الإفراط في الترطيب، ويمكن استخدام المراهم (Ointment)، أو الكريمات (Creams)، وتعتبر المراهم أكثر فعاليةً من الكريمات، والكريمات أكثر فعاليةً من اللوشن (lotion)، وهو عبارة عن مستحضر موضعي قابل للدهن، وقليل اللزوجة، ويحتوي على كميةٍ عالية من الماء.

3- حماية البشرة في الشتاء

خلال الأشهر الباردة، يمكن أن يصبح الجلد جافاً بشكلٍ خاص، وإذا لزم الأمر يجب استخدام غسول أو كريم، كما ينبغي حماية وجه الطفل من البرد والرياح.

4- الحماية من أشعة الشمس

يجب دائماً حماية بشرة الأطفال الحساسة من أشعة الشمس المباشرة، واستخدام واقٍ من أشعة الشمس يحتوي على عامل حماية عالٍ (Sunscreen with a high SPF)، والتأكد من أن الطفل يلعب في الظل، خاصةً خلال ساعات الظهيرة.

5- تجنب الخدش

الخدش يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع عندما يصيب الطبقة العليا من الجلد، مما يسهل على المواد المهيّجة اختراقها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الحكة، وخلق حلقةٍ مفرغة.

6- التبريد

يمكن أن توفر وسادة التبريد المغلفة بمنشفة الراحة، حيث تهدئ الجلد المتهيج، وتقلل الحكة. ارتداء الملابس القطنية، وتجنب الأقمشة الاصطناعية: فالقطن قابل للتنفس، أي يسهل انتقال الهواء، وتبادل الرطوبة بين الجلد والوسط المحيط، ولا يسبّب تهيج الجلد، ويمكن أيضاً أن تؤدي الملصقات الموجودة على الملابس إلى تهيج بشرة الأطفال الحساسة، فمن الأفضل إزالتها.

المراجع البحثية

1- Genesis Pediatrics. (2022, May 5). Caring For Your Child’s Sensitive Skin. Retrieved June 6, 2024

2- More, D., MD. (2024, April 4). Types of skin allergies. Retrieved June 6, 2024

3- Gordon, H , B. (2022, January). What Is Skin Testing for Allergies?. KidsHealth. Retrieved June 6, 2024

4- Diagnostic Tests for Allergy in Children – Health Encyclopedia – University of Rochester Medical Center. (n.d.). Retrieved June 6, 2024

‌5- Asthma and Allergy Foundation of America. (n.d.). Skin Allergies. Retrieved June 6, 2024

6- Midland Health. (2023, June 7). How Can You Tell If Your Child Has Allergies?. Retrieved June 6, 2024

7- Linola. (n.d.). Sensitive Skin In Children: What to do If the skin itches?. Retrieved June 6, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.