Skip links
امرأة تمسك بقلم وتكتب على دفتر وتنظر لكتاب موجود أمامها على الطاولة

الترجمة – دورها في تعلم اللغة الثانية، وما هي العيوب والمزايا؟

الرئيسية » التعلم » الترجمة – دورها في تعلم اللغة الثانية، وما هي العيوب والمزايا؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الترجمة وسيلةً لنقل العلوم والمعارف، وبفضلها يمكن كسر الحاجز بين اللغات والثقافات ليحدث التواصل بين الشعوب، ولا يتمّ ذلك إلا بتعلم اللغات الأجنبية التي تسمح للمتعلمين بالإطلاع على أحدث المستجدات لمواكبة التطور والعلوم في كل الميادين.

وبالطبع، يجب ألا تكون اللغة عائقاً أمام التعليم والانفتاح على المعارف والثقافات العالمية، لذلك يقوم العديد من الطلاب في تعلم لغة أو أكثر غير لغتهم الأم، ويشير مفهوم تدريس اللغة الأجنبية إلى تدريس لغة ليست أصلية، ومن المهمّ التمييز بين اللغة الأجنبية واللغة الثانية.

فالفرق بين اللغة الإنكليزية كلغةٍ ثانية واللغة الإنكليزية كلغةٍ أجنبية يكمن في البيئة التي يتمّ تدريسها فيها، ويشار إلى اللغة الإنكليزية كلغةٍ ثانية عندما يتمّ تعليمها في بلدٍ يتحدث بها، وفي هذه الحالة يمكن للطلاب ممارسة اللغة خارج السياق الدراسي أثناء حياتهم اليومية.

في حين يتمّ تدريس اللغة الإنكليزية كلغةٍ أجنبية في البلدان التي لا يتمّ التحدث بها ضمن السياق الدراسي فقط مع ندرة ممارستها، وهذا ينطبق على تدريس اللغات الأخرى أيضاً. ومع ذلك، أصبحت اللغة الإنكليزية لغةً دولية، وتستخدم كلغةٍ مشتركةٍ في البلدان التي لا تتكلمها كلغةٍ أم دوناً عن باقي لغات العالم، كما تتضمن الترجمة الجوانب التواصلية، حيث تؤدي وظيفتها في سياقٍ تواصلي يبين أهمية النظرة التواصلية للترجمة في تدريس اللغة، وأهمية إدراج الترجمة في فصول اللغة.

طرق تدريس اللغة

ظهرت نظريات مختلفة لتدريس اللغة، مما أدى إلى اختلاف منهجيات تدريسها، وأهمها:

1- النظرية الفطرية

والتي بموجبها يمتلك الأطفال قدرةً فطريةً على اكتساب قواعد اللغة، وهذا من شأنه أن يفسر سبب القدرة على تعلم القواعد النحوية المعقدة.

2- النظرية السلوكية

والتي تكشف كيف تكون العوامل الخارجية مسؤولةً عن اكتساب اللغة. ونتيجة لذلك، طبقت المدارس أساليب تدريس مختلفة، وكانت طرق الترجمة الصوتية، واللغوية، والنحوية من بين أولى الطرق، وتتمثل الطريقة الصوتية اللغوية في الاستماع إلى الكلمات أو الجمل وتكرارها.

وفي طريقة الترجمة النحوية، قام المعلمون بشرح القواعد النحوية، ومن ثم كان على الطلاب تطبيقها من خلال ترجمة الجمل التي تحتوي على تلك القاعدة. ومع ذلك، ركزت هذه المنهجيات على عملية التدريس أكثر من تركيزها على عملية التعلم، ولم يكن لدى الطلاب فرصةً لممارسة اللغة الجديدة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تحولت عملية التعلم من أسلوبٍ يركز على المعلم إلى أسلوبٍ يركز على المتعلم، فلم يعد الطلاب مجرد أصحاب الفكرة، بل إنهم الأبطال في اكتساب اللغة، ويجب أن يشاركوا في عملية التعلم، ولهذا السبب ظهرت منهجيات جديدة، ومن بين هذه الأساليب منهج التعلم التواصلي، والذي يهدف إلى تشجيع الطلاب على التحدث أكثر باللغة التي يتعلمونها.

سياقات أحادية اللغة وثنائية اللغة

عندما يتعلق الأمر بتدريس اللغة، فمن المهمّ النظر في السياق أحادي أو ثنائي اللغة. ومع تطور طرائق التدريس، ظهرت فكرة مفادها أنه يجب على المعلمين والطلاب استخدام اللغة التي يتعلمونها فقط في فصول اللغة الأجنبية مع منع استخدام اللغة الأولى الأم.

هناك بعض السياقات التي لا يمكن تجنُّب هذا الوضع فيها، وذلك بسبب عوامل مختلفة، ومن أحد هذه الأسباب عندما لا تكون لغة المعلم الأم ذاتها اللغة الأولى مثل الطلاب، وقد يكون هناك سبب آخر عندما يتعامل المعلم مع فصل فيه طلاب ذوي لغاتٍ أمٍّ مختلفة على سبيل المثال.

مزايا استخدام اللغة الأولى أثناء تعلم اللغة الأجنبية

عندما يتشارك المعلمون والطلاب نفس اللغة الأولى الأم، يكون هناك سياق ثنائي اللغة، حيث يمكن أن يكون لاستخدام اللغة الأولى مزاياه، وحتى لو طلب المعلم من الطلاب التحدث باللغة الأجنبية فقط، ومنع استخدام اللغة الأولى في الفصل، بمجرد وجود وقت فراغٍ سرعان ما يتواصل الطلاب مع بعضهم البعض بلغتهم الأولى.

علاوةً على ذلك، وخاصةً في الفصول الدراسية ذات المستوى المنخفض، فإن إعطاء التعليمات للطلاب في لغتهم الأولى يمكن أن يكون أكثر فائدةً من إعطائهم التعليمات باللغة الأجنبية الجديدة، فقد يسيئون فهم ما يتعين عليهم القيام به، وبالتالي يشعرون بالتوتر، وعدم الارتياح بشأن المهام المطلوبة منهم.

وهناك سبب آخر لعدم حظر استخدام اللغة الأولى، وهو إجراء المقارنات بين اللغتين، اللغة الأم واللغة الجديدة، حيث يقوم الطلاب ثنائيو اللغة دائماً بترجمة ما يتعلمونه في رؤوسهم، وهذه عملية طبيعية لأي متعلم لغةٍ جديدة، فترجمة المهام من اللغة الأولى إلى اللغة الأجنبية، والعكس مهمٌّ للغاية لضمان فهمهم للاختلافات في الاستخدامات بين اللغتين.

دور الترجمة في تعليم وتعلم اللغة الأجنبية

في طريقة الترجمة النحوية، تعدُّ الترجمة هي الأداة الوحيدة المستخدمة للسماح للطلاب بتعلم اللغة، مما يوفر مجالاً كبيراً لممارستها. ومع تغير الزمن، أثبتت الترجمة أنها أداةٌ قوية في الفصول الدراسية لتدريس اللغة الجديدة، حيث يتعلم الطلاب اللغة من وحداتٍ معجمية في حين يكون للقواعد أهمية أقل لأن الغرض من تعلم اللغة هو التواصل، ويتمّ تحقيقه من خلال تعلم المفردات المعجمية.

استخدام الترجمة في المستويات المختلفة

الترجمة هي مورد يمكن أن يقدم فوائد كبيرة في عملية اكتساب اللغة. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تعليم الأطفال يختلف عن تعليم الكبار، ففي الواقع، يذكر بعض المنظرين أن الأطفال يجب أن يكتسبوا اللغة الأجنبية بنفس الطريقة التي يكتسبون بها اللغة الأولى الأم. أما بالنسبة للمتعلمين البالغين ذوي المعرفة الجيدة باللغة الأولى والوعي الأكبر بعملية تعلم اللغة، فيمكن أن تكون الترجمة أداةً مفيدةً جداً لهم.

كما يمكن للمدرسين استخدام الترجمة في الفصول الدراسية ذات المستويات المختلفة، وخاصةً تلك ذات المستوى الأدنى، حيث يساعدهم استخدام الترجمة على شرح القواعد، وإعطاء التعليمات. بينما في الصفوف العليا، يستخدم المعلمون الترجمة لتفسير القضايا الدلالية والنحوية، ولتعزيز اهتمام المتعلمين للتعامل مع القضايا الثقافية.

عيوب ومزايا الترجمة في إطار تعليم اللغة

1- تساعد الترجمة المتعلمين على تعلم اللغة، وليس كيفية استخدامها.

2- لا تساعد الترجمة المتعلمين على تطوير مهارات التواصل لديهم.

3- تشجع الترجمة المتعلمين على استخدام اللغة الأولى لفتراتٍ طويلة في الفصل الدراسي، بينما هدف التدريس الحديث هو إزالتها من الفصل الدراسي.

4- قد لا تكون المهارات التي تنطوي عليها الترجمة مناسبةً لجميع أنواع المتعلمين، فقد تكون جيدةً للمتعلمين الأكثر تحليلاً أو الذين يفضلون استراتيجيات التعلم اللفظي واللغوي، وبذات الوقت قد لا تكون مناسبةً للمتعلمين الصغار ذوي المستويات الأدنى.

5- قد لا يرى المتعلمون قيمة الترجمة كنشاطٍ يساعدهم على تعلم اللغة الجديدة بقدر ما يجدونه نشاطاً اختصاصياً صعباً، فالترجمة مهارةٌ صعبة، ويجب التمكن منها حتى تكون منتجةً ومجزية.

6- لا يتعين على المتعلمين والمعلمين أن يأخذوا بعين الاعتبار المعنى فحسب، بل يجب أن يحيطوا بمجموعةٍ من القضايا الأخرى بما في ذلك المصطلحات، والشكل، والأسلوب، والصياغة، وهذا ليس بالأمر السهل.

7- إن عملية الترجمة في تدريس اللغة لا علاقة لها بالترجمة المهنية العملية التي تهدف للحصول على منتجٍ ممتازٍ بلغةٍ أخرى، بل بدلاً من ذلك، للترجمة هنا أهداف تعليمية تستخدم لمساعدة الطلاب في تعلم اللغة بدلاً من تحقيق نتائج متقدمة في الترجمة.

8- لقد تمّ استبعاد الترجمة منذ فترةٍ طويلةٍ من دروس اللغة بسبب ارتباطها بعيوب الترجمة النحوية. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة عادت الترجمة إلى الظهور بتأثيرها الإيجابي على الأداء اللغوي للطلاب، والأنشطة اللغوية الأخرى.

9- إن تأثير الترجمة ينطوي على التركيز اللغوي ودلالة المفردات اللغوية الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال وضعها في سياقها.

10- لقد وضع تدريس اللغة الفصحى في أوربا الترجمة في مركز الصدارة في عملية التدريس أو التعلم. ومع تطور المناهج والأساليب في تدريس اللغة الحديثة في أوربا وخارجها، والتي فضلت مهارات الاتصال الشفهي بدءاً من القرن التاسع عشر، ودعت إلى أساليب أكثر طبيعيةً لاكتساب اللغة الثانية الأجنبية.

تمّ تجنب المنهجية التي تدعو إلى الترجمة في الفصل الدراسي. ومع ذلك، إن الترجمة المستخدمة كموردٍ مصمّمٍ لمساعدة الطالب في تحسين معرفته باللغة الأجنبية من خلال تمارين فهم القراءة، والتحليل التقابلي، والتفكير في النصوص المكتوبة لا يزال قائماً. أدت هذه الممارسة المستمرة إلى استعادة الترجمة مكانتها تدريجياً في تدريس اللغة، وهو تطور يرجع أيضاً جزئياً إلى ظهور وتوحيد دراسات الترجمة في العقود الأخيرة جنباً إلى جنب مع الأفكار المتغيرة في اللغويات التطبيقية.

11- أظهرت البيانات السلوكية أن تنشيط اللغة الأم يرتبط ارتباطاً غير واعٍ بفهم اللغة الثانية، وبالتالي فإن الترجمة هي عنصرٌ لا واعٍ ولا مفرّ منه في فهم اللغة الأجنبية، وبالتالي الترجمة لم تترك فصول اللغة بشكلٍ كامل.

12- بالإضافة إلى ذلك، يشكك منتقدو المناهج التواصلية في طبيعة ممارسات الفصول الدراسية لاكتساب اللغة، مما يجعل القضية ضدّ الترجمة مع أن هناك أدلة على أن الترجمة أثبتت بشكل أكثر وضوحاً جانباً رئيسياً في الكفاءة التواصلية. [1] [2] [3]

المراجع البحثية

1- lingo-star. (2021c, September 26). Language Teaching and the Importance of the Role. Retrieved May 24, 2024

2- D’Amore, A. M. (2015). The Role of Translation in Language Teaching. igi-global. Retrieved May 24, 2024

3- Nguyen, T. T. H. (2024). (PDF) Translation in Language Teaching – The Need for … research Gate. Retrieved May 24, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.