Skip links
امرأة مبتسمة تجلس على الأرض في الحديقة بين صبي وينت

علاقة الطفل بأخوته – أسباب التوتر، وكيف يمكن تحسينها؟

الرئيسية » التعلم » التربية » علاقة الطفل بأخوته – أسباب التوتر، وكيف يمكن تحسينها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

العلاقات بين الأخوة من أبرز العلاقات الاجتماعية خلال مرحلة الطفولة، حيث تلعب هذه العلاقات دوراً محورياً في نمو وتطور الأطفال على المستويات العاطفية، والاجتماعية، والمعرفية، لذلك لابدّ أن تكون هذه العلاقات متينة، ومبنيةً على الحب والتفاهم. سنناقش في هذه المقالة علاقة الطفل بأخوته، وكيفية الحفاظ على علاقاتٍ طيبةٍ فيما بينهم.

ما هي أنواع العلاقات بين الأخوة؟

هناك عدة أنواع للعلاقات بين الأخوة: [1]

رسم توضيحي لصبيين يُعانقان بعضهما البعض، وثلاثة أولاد يقفون سعيدين على منصة التتويج بالإضافة لولد يقف محتاراً فيما لو أخاه يُحبه أولا

1- العلاقة الودية والمترابطة

تتميز بالتفاهم، والدعم المتبادل، والتواصل الجيد بين الأشقاء، وشعورهم بالحب والانتماء تجاه بعضهم البعض، حيث تعزّز هذه العلاقة الروابط العائلية، وتسهم في نمو الأطفال بشكلٍ صحي.

2- العلاقة التنافسية

وتقوم على المنافسة بين الأشقاء، وعلى اهتمام الأبوين أو التفوق في المدرسة، والأنشطة، وغيرها، وهي علاقةٌ حساسةٌ تتطلب مراقبةً من قبل الأهل حتى تبقى في نهجها السليم.

3- العلاقة المتناقضة

تتسم بتغير مزاج الأطفال وانفعالاتهم تجاه بعضهم البعض، فقد يشعر الطفل بالحب والإعجاب تجاه أخيه في بعض الأوقات ثم يشعر بالكراهية والرفض في أوقاتٍ أخرى.

ما هي أسباب توتر العلاقة بين الطفل وأخوته؟

هناك عدة أسباب رئيسية قد تؤدي إلى توتر العلاقة بين الطفل وأخوته، منها: [1]

1- الغيرة

الغيرة تعني منافسة الطفل لأخوته على اهتمام الوالدين بسبب شعوره بعدم المساواة في المعاملة من قبلهم.

2- الفروق في السن والنُّضج

إن الفرق في السن بين الأطفال قد يؤدي إلى اختلافٍ في الاهتمامات والأنشطة، فالأطفال الأكبر سناً قد يشعرون بالإحباط تجاه الأطفال الأصغر، باعتبارهم لا يستطيعون مشاركتهم اهتماماتهم وألعابهم.

3- الخلافات في الشخصية والسلوك

يؤدي تباين الشخصيات والسلوكيات بين الأطفال إلى احتكاكاتٍ وخلافاتٍ بسبب اختلاف الطباع والميول بين الأخوة، مما يؤدي إلى تباعدهم عن بعضهم البعض.

4- المؤثرات السلبية من قبل الوالدين

وتشمل المقارنات المستمرة بين الأطفال أو معاملة أحدهم بشكلٍ تفضيلي عن الآخرين، بالإضافة إلى عدم إشراك الأطفال في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم.

5- الصدمات والتغيرات الأسرية

وهذه التغيرات عديدة ومختلفة، مثل: الطلاق، أو وفاة أحد الوالدين، أو إضافة طفلٍ جديدٍ للأسرة، أو انتقال الأسرة لمكانٍ جديد.

ما تأثير العلاقة السيئة للطفل بأخوته على صعيده النفسي؟

إن العلاقة السيئة بين الطفل وأخوته يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الصعيد النفسي للطفل، ومن أهمّ هذه التأثيرات: [2]

رسم توضيحي لصبي يجلس على الأرض ويضع يديه على وجهه، وصبي يُمسك بورقة كبيرة وينظر للأسفل وخلفه ناس يتهامسون، وصبي نائم وهو يبكي بالإضافة لأم تقوم بحضن ابنتها التي تبكي

1- التوتر النفسي

قد يعاني الطفل من التوتر النفسي والضغط العاطفي نتيجةً للعلاقة السيئة مع أخوته، فيشعر بالقلق، والاكتئاب، والغضب المستمر، مما يمكن أن يؤثر على سلوكه، ومزاجه العام.

2- انخفاض الثقة بالنفس

قد يؤدي الشعور بعدم الرضا والتوتر المستمر في العلاقة مع الأخوة إلى انخفاض الثقة بالنفس لدى الطفل، مما يؤدي إلى شعوره بعدم القدرة على التعامل مع العلاقات الاجتماعية بشكلٍ عام، وشكه في قدرته على بناء علاقاتٍ صحية مع الآخرين.

3- الشعور بالعزلة والوحدة

إذا كانت العلاقة السيئة مع الأخوة تتسم بالصراعات المستمرة والعداء، فقد يشعر الطفل بالعزلة والوحدة، وعدم وجود دعمٍ عاطفي واجتماعي من الأشخاص المقربين له، مما يؤثر على صحته النفسية، وقدرته على التكيف مع الحياة.

4- سوء التفاهم وصعوبة التواصل

قد يواجه الطفل صعوبةً في التواصل مع أخوته وفهمهم، مما يؤدي إلى سوء تفاهمٍ مستمر، وزيادةٍ في الصراعات، وهذا يمكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية الأخرى التي يشكلها الطفل في المدرسة أو المجتمع.

5- تأثير على التطور العاطفي والاجتماعي

إن العلاقة السيئة مع الأخوة يمكن أن تؤثر على التطور العاطفي والاجتماعي للطفل، فتتأثر قدرته على التعبير عن مشاعره بشكلٍ صحيح، وعلى فهم مشاعر الآخرين، كما ويشك في الثقة والتواصل العاطفي مع الآخرين.

كيف يمكن للوالدين تحسين علاقات الأخوة بين أطفالهم؟

يمكن للوالدين اتباع بعض الاستراتيجيات التي تعزز التواصل والتعاون بينهم، وهنا بعض النصائح التفصيلية:

1- تعزيز العلاقة الإيجابية بين الأخوة

يجب أن يكون للوالدين اهتمام مستمر بتعزيز العلاقة الإيجابية بين الأخوة، مثل: تشجيعهم على قضاء وقتٍ ممتع، ومشاركة الألعاب والأنشطة المفضلة لديهم معاً، كما ينبغي تشجيع اللحظات الإيجابية، والتعليق عليها بإيجابية وتعزيزها.

2- تعزيز التعاون والمشاركة

يمكن للوالدين تعزيز روح التعاون والمشاركة بين الأخوة من خلال تشجيعهم على العمل معاً في مشاريع أو أنشطة مشتركة، كما يمكنهم توجيههم لممارسة الألعاب التي تتطلب التعاون فيما بينهم، مثل: الألغاز، أو إعداد وجبة معاً، والهدف هو تعزيز العمل الجماعي، وتعليمهم كيفية التعاون، والتفاعل بشكلٍ إيجابي.

3- تعزيز المهارات الاجتماعية

يجب تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، مثل: التواصل الفعال، وحل المشكلات، حيث يمكن للوالدين تقديم نماذج إيجابية لحل النزاعات والصراعات، وتعليم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بشكلٍ صحيح وسلمي، يمكنهم أيضاً تشجيعهم على ممارسة مهارات التفاوض والاحترام لآراء بعضهم البعض.

4- التعامل بالعدل والمساواة

يجب أن يحظى كل طفلٍ بنصيبه العادل من الاهتمام والحب من قبل الوالدين، فمن الضروري تجنُّب التفضيل لأحد الأطفال على حساب الآخرين، لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الصراعات والغيرة، ويجب أن يشعر الأطفال بأنهم متساوون في الحب، والاهتمام، والعناية.

5- تعزيز التعبير عن المشاعر والاحترام

على الأطفال أن يشعروا بالراحة في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم دون مخاوف من التأنيب القاسي أو العقاب، كما ينبغي على الوالدين تعزيز قيمة الاحترام والتعاون بين الأخوة، وتعليمهم كيفية التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم بطرقٍ ملائمةٍ ومحترمة.

6- معالجة النزاعات بشكلٍ بنّاء

في حالة حدوث نزاعاتٍ بين الأخوة يجب أن يتدخل الوالدين للتوسط والتوجيه، والتعامل مع النزاعات بشكلِ عادلٍ ومُنصف، وتعليم الأطفال كيفية حل المشكلات، والوصول إلى تفاهمٍ فيما بينهم، كما على الوالدين تشجيع أبنائهم على التحدث والاستماع إلى وجهات نظر الأطفال، ومساعدتهم في العثور على حلولٍ مرضيةٍ للجميع.

7- تقبل الاختلافات

يجب تعزيز قيمة الاحترام والتقدير للتنوع والاختلاف بين الأخوة، أي يمكن للوالدين تعليم الأطفال أن الاختلافات الفردية تعزز التميز، وتقدم فرصاً للتعلم والنمو، كما يمكنهم تشجيع أطفالهم على مشاركة اهتماماتهم المختلفة، وتعزيز فهمهم لقيمة التنوع والتعايش السلمي.

في الختام يمكننا القول إن الاستثمار في تحسين علاقات الأخوة يمكن الأهل من بناء أساسٍ قوي يدوم مدى الحياة، فبذلك يقدمون لأطفالهم الأدوات التي ستساعدهم على التعامل مع العلاقات الاجتماعية في المستقبل، فالأخوة هم رفاق الحياة، وتعليمهم الاحترام، والتفاهم، والمحبة أحد أجمل الهدايا التي يمكن تقديمها لهم. [2]

المراجع البحثية

1- Siblings Without Rivalry. Faber, A. Amazon.com. (n.d). Retrieved May 22, 2024

2- The Sibling Effect. Kluger, j. Amazon.com. (n.d). Retrieved May 22, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.