تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعاني مرضى السكري من اضطرابٍ في نسبة سكر الدم عن القيمة الطبيعية (100 ميلي غرام لكل ديسيلتر)، وتكون القيم العليا هي الأكثر شيوعاً، وقد يتخللها نوبات من السبات المترافق بهبوط السكر، لذلك يجب على الأطباء وصف الحمية المخصصة لمرضى السكري لضمان قيمٍ طبيعيةٍ لسكر الدم، وبالتالي التخفيف من اختلاطات المرض، وتخفيف الوزن، وتعديل نسبة الدهون والكولسترول، وتحسين الصحة العامة.

ماذا يعني داء السكري؟

داء السكري هو مرضٌ استقلابيّ سببه الأساسي عوز هرمون الأنسولين بشكلٍ كامل أو جزئي، وينقسم إلى الداء السكري من النمط الأول والثاني، فالنمط الأول الذي يحدث لدى الأطفال هو عدم قدرة غدد لانغرهانس في البنكرياس على إنتاج هرمون الأنسولين نتيجة مهاجمة الأضداد لهذه الغدد. أما النمط الثاني الذي يحدث لدى كبار السن هو نتيجة عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين الذي يعمل على إدخال الغلوكوز إلى الخلايا، وإنقاص نسبته في الدم، وهو النمط الذي يتحسن إنذاره باتباع الحمية المخصصة لمرضى السكري. ^[1]

ما الأطعمة المناسبة لمرضى السكري؟

يجب إدخال الأطعمة الغنية بالألياف بشكلٍ يومي، وبما يقدر بأربعة عشر غرام من الألياف لكل ألف كيلو كالوري (Kcal)، أيضاً يجب إدخال العناصر الغذائية، مثل: المعادن، والفيتامينات، والبروتينات إلى الحمية المخصصة لمرضى السكري، ويفضل أن تكون خاليةً من السكريات، والنشويات، والدهون المشبعة.

فحسب معايير (ADA’s)  المعنية بالبرامج الغذائية ينبغي على مريض السكري اكتساب خمسة وأربعين بالمئة من نسبة السعرات الحرارية اليومية من الفواكه، والخضروات، والسكريات المعقدة كتلك الموجودة في البطاطا، وتنصح جمعيات أخرى بتقليل هذه النسبة من السكريات للحفاظ على قيم الأنسولين، والتخفيف من ارتفاعات سكر الدم.

يقسم طبق الطعام في النظام الغذائي المخصص لمرضى السكري إلى ثلاثة أقسام، والحصة الكبرى الشاغلة لنصف الطبق تكون من نصيب الخضروات والألياف، كالسبانخ أو البروكلي، والكوسا، والخس، والجزر، وغيرها. أما النصف الآخر يكون مقسماً بين البروتينات الموجودة في صدر الدجاج، والبيض، والأطعمة البحرية، كالقريدس، والنشويات الموجودة في الحليب ومشتقاته، والحبوب الكاملة، والبطاطا الحلوة المشوية أو المسلوقة، وتجنُّب المقلية منها لأنها تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وتنعكس سلباً على المرضى السكريين، وهذا النظام يتبعه أيضاً الأشخاص الأسوياء التابعين للأنظمة الغذائية.

أما بالنسبة للمشروبات، فيجب الابتعاد عن المشروبات الغنية بالسكر الصنعي، كالمشروبات الغازية، والعصائر المصنعة، وحتى المشروبات الطبيعية، كالعصير الطازج، واستبدالها بالماء أو المشروبات الخالية من السكر، كالقهوة، والشاي الأخضر أو أنواع الشاي الأخرى بدون إضافة السكر.

واستبدال العصير بحبة فواكه كاملة تكون غنيةً بالألياف ومعتدلةً في كمية السكريات (الفركتوز)، والسبب وراء ذلك أن سكر القصب أو السكروز له دور في الآلية الإمراضية لداء السكري، وزيادة الوزن، وهو سكر ثنائي مكون من سكر الفركتوز والغلوكوز، لذلك يفضل استعمال المحليات الخاصة بمرضى السكري، كالسكرين (Saccharin)، الأسبارتام (Aspartam) بكمياتٍ معقولة. ^{[2] [5]}

بعض الوصفات في الحمية المخصصة لمرضى السكري

ربما يحتار مريض السكري في الوصفات التي عليه أن يأكلها وكيفية تحضيرها، لذلك سنذكر في هذا المقال بعض الوصفات المساعدة لكل شخصٍ راغبٍ في اتباع حياةٍ صحيةٍ وجديدة: ^{[2] [6]}

1- اللبن غير المُحلّى مع الفواكه

يمكن تقطيع شرائح من البطيخ أو وضع حبات التوت والفراولة على طبقٍ من اللبن غير المُحلّى، وإضافة نوعٍ من المكسرات أو الحبوب المتوفرة، كاللوز غير المحمص، وبذور الشيا، كوجبةٍ غنيةٍ على الفطور.

2- البيض المسلوق مع الخضروات

إن البيض المسلوق من أكثر الأصناف الغنية بالبروتين، والتي تمنح شعور الشبع لفترةٍ طويلة، وتناول شرائح من الخيار، والطماطم، والخس الغنية بالألياف في وجبة الفطور أيضاً.

3- صدر الدجاج المشوي مع الخضار المسلوقة

يمكن طبخ صدر الدجاج المقطع مع القليل من الملح والفلفل بكميةٍ بسيطةٍ من زيت الزيتون، وطهو بعض الجزر، والفاصولياء، والفطر، وتناولها على الغداء كوجبةٍ غنيةٍ بالعناصر المغذية المهمة.

4- التوست الأسمر (المصنع من الحبوب الكاملة)

يعدُّ هذا الطبق خياراً موفقاً لتناوله على العشاء، وذلك بتحميص شرائح التوست مع نصف قطعةٍ من الأفوكادو أو الجبنة قليلة الملح مع قطعٍ من الخيار وحبات الزيتون.

ينصح بتناول المكسرات غير المحمصة كوجبةٍ خفيفةٍ بين الوجبات في حال الشعور بالجوع، ولا ينصح بتناول البسكويت أو الشوكولاتة كونها غير مشبعة مع وجود نسبةٍ عاليةٍ من السكريات فيها. كل ما تمّ ذكره من أطباق هي قليلة السكر والملح، وغنية بالعناصر التي يحتاجها جسم الإنسان مع ضرورة تنويع هذه الأطباق، وتحقيق التوازن، والاستمرارية لنيل الفائدة المرجوة.

ما هي النصائح المساعدة على الاستفادة من الحمية المخصصة لمرضى السكري؟

لا يجب الاكتفاء بنوعية الغذاء الذي يتناوله مريض السكري، بل عليه إدراك الكمية المسموح له تناولها حسب جنسه، وعمره، وحالته البدنية، وتوقيت الأكل، إذ ينصح بتناول الطعام في ساعاتٍ محددة من اليوم لتعويد الجسم، وتنظيم كمية الأنسولين المفرزة أو المأخوذة حقناً.

والبدء بتغييراتٍ بسيطةٍ في الروتين الغذائي لتجنب الملل، والشعور بالجوع الزائد، وذلك باستشارة اختصاصي تغذية أو طبيبٍ في اختصاص التغذية مع متابعةٍ يومية، والتحقق من الوزن والقياسات شهرياً، خاصةً لدى المرضى السكريين الذين يعانون من السُّمنة، وزيادة الوزن.

بالإضافة إلى ما سبق ينصح بشدة أن يقوم المريض بالتمارين الرياضية اليومية، كالمشي الصباحي لدى المسنين، والركض لدى الأصغر سناً أو القيام بأي نوعٍ من الرياضات المفضلة غير المجهدة، والحرص على النوم المنتظم لساعاتٍ كافية، لأنه يزيد من كفاءة استخدام الجسم للطاقة الناتجة عن السكر.

وغيرها مع تناول الأدوية المنظمة لسكر الدم الموصوفة من قبل الطبيب المختص، وعدم تجاوز الجرعة اليومية، ومراقبة مستوى سكر الدم يومياً بمقياس سكر الدم، والتوجه إلى الطبيب لتغيير الصنف أو زيادة الجرعة في حال ملاحظة أي ارتفاعٍ شاذٍّ في مستوى السكر، مع العلم أن القيمة تبقى أعلى من الشخص الطبيعي برغم العلاج والحمية المخصصة لهؤلاء المرضى.

وفي الختام إن الحمية المخصصة لمرضى السكري تقيهم من اعتلالات الأعصاب، وأمراض القلب والشرايين، وتحسّن من نمط حياتهم، وحالتهم النفسية والجسدية. ^{[3] [4] [7]}