Skip links

هل توجد حياة خارج الأرض؟ وهل من المُمكن أن نعيش هُناك؟

الكون شاسع بشكل يَفوق التصور ويُقدّر العُلماء أن قطر الكون المرئي أي الجزء الذي يُمكننا رَصده يبلغ حوالي 93 مليار سنة ضوئية. هذا يعني أن الضوء الذي يُسافر بسرعة 300,000 كيلومتر في الثانية، سَيستغرق 93 مليار سَنة لعبوره. ومع ذلك قد يكون الكون الفعلي أكبر بكثير مما نتخيّل، بل لانهائي.

في الكون المرئي وحده، يُقدَّر وجود حوالي تريليوني مجرة، تحتوي كل مِنها على مليارات أو حتى تريليونات من النجوم. وبالنظر إلى ما اكتشفناه في الجزء الضئيل من الفضاء الذي يُمكننا رؤيته، فمن المُرجح أن يكون الحجم الكامل للكون أكبر بكثير من أي شيء يُمكننا قياسه حالياً. ومع هذا الحجم المُرعب للكون يتبادر دائماً على أذهاننا، هل توجد كائنات أخرى هناك؟

هل توجد حياة أخرى خارج الأرض؟

يُلقي هذا السؤال الضوء على أحد أعمق ألغاز البشرية، ولكن بكل شفافية ليسَ لدى الإنسان حتى هذه اللحظة أي دليل مؤكد على تواجد حياة خارج الكوكب الذي نعيش عليه، لكن العديد من العُلماء يعتَقدون أن اتساع الكون الهائل يجعل من غير المُرجح إحصائياً أن تكون الأرض هي المكان الوحيد الذي توجد عليها الحياة، وهذا يعني أنه من المُمكن أن تكون هذه الحياة لا تتضمن وجود بشر أو مخلوقات مُشابهة وإنما حياة ميكروبية فقط أو في شكل مُختلف تماماً عما يُمكننا تخيله.

هل توجد في الفضاء أماكن أخرى صالحة للعيش؟

لقد أظهرَ علم الأحياء الفلكي أن الظروف التي كان يُعتقد سابقًا أنها فريدة للأرض مثل الماء السائل، والمكونات الكيميائية الداعمة للحياة، ومصادر الطاقة، قد توجد في العديد من البيئات الأخرى في جميع أنحاء الكون. على سَبيل المثال، على سَطح المريخ، وبعض الأقمار الجليدية حول المُشتري وزحل أيضاً، وقائمة أخرى مُتزايدة من الكواكب الخارجية المُكتشفة فيما يُطلق عليها الكواكب الصالحة للسكن، وهذا يعني، حتى لو ظلت الحياة البشرية على هذه الكواكب صعبة التواجد، فقد تكون هُناك أشكال حياة أخرى مثل الحياة الميكروبية.

هل كان هناك مخلوقات قبل البشر على الكرة الأرضية؟

بالتأكيد كانت هُناك كائنات حية على الأرض قبل وقت طويل من ظهور الإنسان الحديث، حيثُ تَشكلت الأرض منذُ حوالي 4.5 مليار سنة، وبعد بضع مئات الملايين من السنين وبشكل أكثر دقة، منذُ حوالي 3.5 مليار سنة تطورت الكائنات الحية الأولى في شكل كائنات حية بسيطة وحيدة الخلية مثل البكتيريا. وتكيفت هذه الكائنات البدائية مع البيئة الصعبة للغاية في ذلك الوقت. وبمرور الوقت، ترسخت عمليات التطورّ، فقبل نحو 1.5 مليار سنة، ظَهرت أول الخلايا حقيقية النواة أي الخلايا التي تَحتوي على نواة حقيقية، مما أرست الأساس لظهور الكائنات المُتعددة الخلايا في وقت لاحق.

وبعد حوالي 600 مليون سنة، تشكلت أول الكائنات الحية متعددة الخلايا، والتي تطورت منها فيما بعد عوالم الحيوانات والنباتات المُتنوعة التي نعرفها اليوم. وعند النظر بعُمق لعملية التطور هذه فإن التَطور البشري هو فرع صغير للغاية في شجرة الحياة الطويلة للأرض. وهذا يدل على أن البشر لا يُمثلون سوى فصل صغير في التاريخ الطويل للحياة على كوكبنا. وفيما يلي نظرة عامة على شَكل الحياة التي تواجدت قبل البشر:

– منذُ حوالي 4.5 مليار سنة تشكلت الأرض.

– منذُ ما يقرب من 3.5 مليار سنة، ظهرت الكائنات الحية الأولى الكائنات وحيدة الخلية كالبكتيريا.

– منذُ حوالي 1.5 مليار سنة، ظهرت الخلايا حقيقية النواة.

– منذُ ما يقرب من 600 مليون سنة، ظهرت أول الكائنات مُتعددة الخلايا.

– منذُ ما يقرب من 2 إلى 4 مليون سنة ظهرت كائنات ما قبل البشر على سبيل المثال، الأسترالوبيثكس وهي حيوانات ثُنائية القدمين تشبه إلى حد قريب القردة ولديها أسنان مضغ كبيرة، وكانت أدمغتُها أكبر بقليل من أدمغة القردة.

– ظهور الإنسان العاقل (الإنسان الحديث) منذ حوالي 300 ألف سنة.

ماهي أنواع الحياة المُحتملة خارج كوكب الأرض؟

إن السؤال حول أنواع الحياة المُحتملة خارج الأرض يقودنا إلى مجال علم الأحياء الفلكي فهُناك عدة طرق يُمكن تصورها:

1- الحياة المُعتمِدة على الكربون مع الماء

يُعتَبر الكربون مناسباً بشكل مثالي لتكوين جزيئات مُعقدة بسبب مرونته الكيميائية. وبالإضافة إلى الماء قد توجد أشكال حياة مماثلة أيضاً على كواكب أو أقمار أخرى والتي توفر درجات حرارة مستقرة.

2- الحياة على المذيبات البديلة

في الأجرام السماوية حيثُ لا يكون الماء مُستقراً في ظل الظروف السائدة، يمكن اللجوء لوسط سائل آخر غير الماء. ومن الأمثلة المعروفة على ذلك قمر زحل تيتان، الذي توجد عليه الهيدروكربونات السائلة مثل الميثان والإيثان. ومن الناحية النظرية، من المُمكن أن تنشأ هُناك كائنات حية تتكيف مع مثل هذه البيئات الباردة المليئة بالهيدروكربونات.

3- الأشكال المُتطرفة والقابلة للتكيُّف

يُظهِر كوكب الأرض أن الحياة تزدهر غالباً في البيئات الأكثر غرابة وقساوة مثال على ذلك: الينابيع الساخنة والمناطق الجليدية أو حتى في المناطق المُشعّة. وعلى نحو مماثل، قد تتواجد خارج كوكب الأرض أشكال للحياة نفسها على هيئة كائنات دقيقة قوية موجودة في ظل ظروف تبدو لنا قاسية ومُستحيل تواجد الحياة فيها. وفي نهاية المطاف، يظل الكثير في هذا المجال مُجرد تكهُنات، إذ ليسَ لدينا حتى الآن أي دليل مُباشر على وجود أشكال حياة خارج كوكب الأرض.

هل يوجد بشر يعيشون في كوكب آخر؟

في الوقت الحاضر يعيش البشر فقط بشكل دائم على كوكب الأرض ولم يَتم العثور على أي دليل لوجود حياة آدمية أخرى على كوكب آخر غير كوكب الأرض، وعلى الرغم من أن البشر قاموا بمهام فضائية وعاشوا مؤقتاً في محطات فضائية مثل محطة الفضاء الدولية (ISS) لعقود من الزمن، فإن هذه الإقامات كانت مؤقتة وتخدم أغراضاً علمية وتقنية ولا تمثل استعماراً أو استقراراً على جسم سماوي آخر غير الأرض.

هل من المُمكن العيش خارج كوكب الأرض؟

تهدُف العديد من الخطط والرؤى المُستقبلية إلى العيش بشكل دائم خارج الأرض. ويجري العمل بشكل مُكثف على إنشاء مواقع دائمة على القمر، كما تُشكل فكرة إنشاء مُستعمرة على المريخ هدفاً مُثيراً للجدل في الدوائر العلمية وتقوم شركة سبيس إكس بتطوير صواريخ ومركبات فضائية جَبّارة للوصول إلى المريخ والبدء ببناء مُستعمرات عليه.

ولكن رغم كل هذه المشاريع والأهداف الضخمة للانطلاق إلى المريخ أو لكواكب أخرى، يبقى هُناك تحدي كبير، مثل ضمان إمدادات مُستقرة من الطاقة والغذاء، والحماية من الإشعاع الكوني، وبناء البنية الأساسية التي تُمكّن من البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل في بيئة مُختلفة تماما عن بيئة الأرض.

إن العقبات التقنية والبيولوجية التي يَتعين التغلب عليها أيضاً من التكيف مع ظروف الجاذبية المتغيرة والتي لا تُشبه جاذبية الأرض إلى لوجستيات النقل بين الكواكب، تعني أن الحياة الدائمة على كوكب آخر لا تزال احتمالاً بعيداً في المُستقبل المنظور. ومع ذلك، فإن مثل هذه الرؤى المُستقبلية تُثير اهتمام كثير من الناس لأنها تعكس رغبتنا في التوسع واهتمامنا الثابت بإمكانيات الفضاء.

إن عدم اليقين بشأن الحياة خارج كوكب الأرض ليس مُجرد سؤال علمي بل هو أيضاً سؤال فلسفي يتحدانا للتفكير في مكاننا في الكون ويدفعنا إلى استكشاف آفاق علمية جديدة، بل وحتى التفكير في طبيعة الحياة الخارجية ومُستقبل الحضارة البشرية.

This website uses cookies to improve your web experience.