Skip links
قواقع الحلزون بشكل دائري وفي المنتصف حبوب كيميائية زرقاء اللون

ميتا ألدهيد – كيف نستخدمه في الأراضي الزراعية؟

الرئيسية » المقالات » منتجات » الأدوية الزراعية » ميتا ألدهيد – كيف نستخدمه في الأراضي الزراعية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تمتلك الرخويات من الحلزونات والقواقع لساناً عضلياً يمتدُّ عليه صفوف الكيتينية تقوم ببشر الطبقات الخارجية لنباتاتٍ ملحقةٍ بها أضراراً جسمية، فهي تتطفل على مجموعةٍ واسعةٍ من النباتات الزراعية من نبات الزينة، وأشجار الفواكه، وفي المشاتل الزراعية، والمحاصيل الزراعية عند تخزينها، كالحبوب، والثمار، كما تلعب دوراً مهماً في نقل الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مثل: المتورقة الكبدية.

أما عند المُجْترات تعدُّ الثوي المتوسط لانتقال ديدان الكرش، كما تفرز مادةً مخاطيةً تلتصق على الأعشاب تنفر الحيوانات من تناولها بسبب رائحتها الكريهة، وتنقل مجموعةً من الأمراض الفيروسية، والبكتيرية، والفطرية للنباتات، لذلك دأب المزارعون والمربون على مكافحة القواقع بعدة طرقٍ للتخلص منها، وأبرزها استعمال مركب (ميتا ألدهيد) بتركيز 5 بالمئة ضمن عدة أشكالٍ صيدلانيةٍ سائلة، وبودرة أو مكعبات هلامية تستخدم رشاً.

وأشهرها حبوب رفيعة طويلة زرقاء تنثر في مناطق انتشار الرخويات لتدوم فعاليتها حتى 10 أيام من تطبيقها، ولها سمّية عالية، وتساهم في زيادة شديدة في إفراز المواد المخاطة لتنخفض على أثرها نسبة الرطوبة في جسم الحلزون، وينتهي الأمر بموته، لذلك أسهم عقار ميتا ألدهيد في الحدّ من انتشارها في المناطق ذات الرطوبة العالية أو الزراعية، حيث تفضل الانتشار ليلاً بعد مغيب الشمس.

ما هو ميتا ألدهيد؟

هو مادةٌ كيميائيةٌ مبيدةٌ للقواقع، وهي شديدة السّمّية للرخويات، وبطنيات الأقدام عند تناولها أو تلامسها، وتوفرها المنتجات الزراعية بعدة تراكيز فعالة تتراوح بين 1،5 إلى 5 بالمئة، ويعدُّ الميتا ألدهيد بولمير حلقياً من الأسيتالدهيد من فئة التتروكسوكانات على شكل بلورات بيضاء اللون صلبة، وأهمُّ ما يميزه أنه غير قابل للذوبان بالماء، لذلك تستمر فعاليته عند استخدامه في المناطق الرطبة، وله سمّية على الثدييات الأخرى، وخاصةً لدى الكلاب والقطط، ويتمُّ إطراحه عن طريق الكلى مع البول. [1]

تعريف القواقع

تنتمي القواقع إلى شعبة الرخويات غير المقسّمة إلى حلقاتٍ تمتلك رأساً وزوجاً من الحساسات التلامسية اثنان قصيران للأسفل، واثنان طويلان تتوضّع في نهايتهما العيون، وفم يمتلك ثلاث شفاه، ولسانٌ ذو صفوف كيتينة، ليساعدها في التغذية على الجذور والمجموع الخضري للنباتات.

ويعود تسميتها ببطنيات القدم بسبب وجود أهدابٍ على وجهها البطني مع إفراز مادةٍ مخاطيةٍ لتسهل عليها حركتها، كما تمتلك صدفةً جيريةً على ظهرها تختبئ بداخلها عند الشعور بالخطر أو عدم توفر البيئة غير ملائمة، وكيسٍ حشوي تتوضع ضمنه باقي الأعضاء الحيوية.

وتنتشر القواقع على مستوى العالم بأنواع مختلفة بعضها لم يشخص بعد، وهي من نوع الخنثى، لكن لابدّ من تقابل حلزونين ليحدث التكاثر بسبب نضوج الحيوانات المنوية قبل البويضات، ويتمّ التكاثر ضمن حفرٍ مع تغطيتها بمادةٍ مخاطية، وتفقس بعد 10-21 يوم حسب النوع بدون صدفة، وتتغذى مباشرةً على القشور والبيوض.

وتستمر في التربة تتغذى على الشعيرات الجذرية ليتمّ تكوين حلقات الصدفة، وخروجها بالغةً جنسياً، وتعيش لمدةٍ تتراوح من 10 شهور حتى 3 سنوات تفضل البيئات الرطبة، والأراضي الزراعية، خاصةً التي يتمُّ غمرها، مثل: زراعة الرز، وعلى ضفاف الأنهار، وفي المنازل القديمة ضمن المطابخ، والمجاري، والمخازن، والحدائق المنزلية، ونباتات الزينة متطفلة على النباتات وجذورها، وتطرح مادةً مخاطيةً تقلّل من قيمة الخضروات تسويقياً. [2]

جرعات (ميتا ألدهيد) وسمّيته على الحيوان والقواقع

تصل جرعاته القاتلة للرخويات من 1،5 إلى 5 بالمئة، وقد يتمّ دمج الطعم مع مواد تجذب القواقع، مثل: الدبس المخمر، أو العجين، لذلك قد تتعرض الحيوانات الصغيرة، مثل: الكلاب، أو الطيور للتسمُّم. تتراوح الجرعة القاتلة عن طريق الفم من 100 حتى 600 ميلي غرام لكل كيلوغرام وزن حي، حيث يتحلل في المعدة لينتج مركب أسيتالدهيد، ويُمتصُّ بسهولةٍ عبر الجهاز الهضمي متأثراً بمحتويات المعدة.

ويتمُّ إطراحه عبر البول ليؤثر على نواقل الجهاز العصبي عبر تقليل حمض جاما أمينو بوتيريك مسبّباً إثارةً للجهاز العصبي المركزي، كما يعمل على تخفيض كلٍّ من تراكيز السيرتونين والننورإبينفرين، وزيادة في الأوكسيديز مونوامين، لتظهر أعراض ارتعاش العضلات بعد 1-3 ساعات من تناوله، وتتمثل الأعراض الأخرى بفرط الحساسية، وعدم الاتزان، وعدم انتظام دقات القلب، وسرعة التنفس، وارتفاع الحرارة.

أما الأعراض الهضمية، فتتمثل بالقيئ، والإسهال، وتزبُّد الفم، وتوسُّع حدقة العين عند الخيول، أما عند القطط، نلاحظ حدوث الرأرأة.

علاج حالات التسمُّم بالميتا الدهيد

لا يوجد علاجٌ محدّدٌ لعلاج الحيوانات المصابة، لذلك يلجأ الطبيب للتخفيف من أعراض الإصابة مع التخلص من المادة السامة عبر تخدير الحيوانات المصابة، وغسيل المعدة باستخدام الفحم النشط لتطهير المعدة منه، كما يتمُّ إعطاء المسهلات المعوية للتخلص من المادة السامة التي تتواجد ضمن الأمعاء قبل امتصاصها، ويتمُّ إعطاء محاليل وريدية ملحية تحتوي على لاكتات الصوديوم أو بيكربونات الصوديوم، وذلك لتصحيح الحماض الاستقلابي، وتوفير المياه الباردة لتخفيض درجة الحرارة مع إعطاء مسكنات الآلام، للتقليل من الاختلاجات العضلية.

مثل: الميثوكارامول بتركيز 150 ميلي غرام لكل كيلوغرام وزن حي عبر الوريد، كما يتمُّ إعطاء منشطاتٍ للكبد لمساعدته في استقلاب المادة السامة، مثل: الدكستروز، أو بورغلوكونات الكاليسيوم. أما عند الخيول يتمُّ استخدام الزيلازين للتقليل من الاختلاجات العضلية بشكلٍ فعال، وعادةً ما تتحسن الحالة خلال 1-3 أيام من العلاج. [3]

طريقة تطبيق (ميتا ألدهيد) في الأراضي الزراعية

يفضل استعمال كبريتات النحاس تأزراً معه للحصول على أفضل النتائج، فهي سريعة الانحلال بالماء، ويتمُّ إضافتها بنسبة 1كيلو غرام لكل 300 متر مكعب من ماء السقاية، للقضاء على الأطوار الأولى بعد فقس البيوض داخل التربة، والتي تتطفل على الشعيرات الجذرية للمحاصيل الزراعية، أما فوق سطح التربة تتواجد الأطوار البالغة من الحلزون، لذلك يفضل استخدام ميتا ألدهيد بتركيز 5 إلى 15 بالمئة عن طريق كبسولاتٍ زرقاء رفيعة.

يتمُّ نثرها عندما تلامس القواقع أو يتناولها، وتسبّب فقداناً كبيراً جداً في نسبة السوائل مسببةً إفراز سوائل مخاطية بكثرة، مما يسبّب جفاف الرخويات وموتها، وبجرعة (8-12) كيلو غرام لكل 8 هكتار بشكلٍ متساوٍ في جميع مناطق الأراضي الزراعية، وتلعب رطوبة الجو العالية دوراً سلبياً في تعويض الرطوبة للقواقع التي تمّت مكافحتها بالميتا ألدهيد، لذلك يجب إعطاء جرعة مكافحةٍ أخرى، خاصةً في المشاتل عند تطبيقه تهوية المكان للتقليل من رطوبة الجوية. [4]

تأثير انتشار القواقع على القطاعات البيطرية والزراعية

تتأثر القطاعات كافةً بانتشار القواقع على المستوى الصحي، والبيطري، والزراعي بشكلٍ سلبي، وما يترتب على المزارعين من تكاليف مادية للحدّ من انتشارها، وتؤثر على زراعة البرسيم علف المواشي منذ بداية زراعته متغذياً على المجموع الخضري اليانع، والبادرات، والشعيرات الجذرية تحت التربة تاركةً خلفها مادةً مخاطيةً ملتصقةً على النباتات، وذات رائحةٍ كريهةٍ تنفر الحيوان من تناول البرسيم ثم تنتقل إلى محصول القمح والقطن.

لتحدث إصاباتٍ مختلفة، وتنقل مجموعةً من الأمراض الفيروسية، والبكتيرية، والفطرية، وخاصةً عند الجذور، وتصيب محصول الأرز، وتتغذى أيضاً على القمم النامية، أما محاصيل الفواكه من أشجار مثمرة، فتلتصق القواقع على الجذوع وصولاً إلى الأفرع الجانبية حتى القمم النامية متطفلةً عليها.

أما في المشاتل الزراعية، فإنها تتكاثر بشكلٍ كبيرٍ بسبب توفر الشروط الملائمة من رطوبةٍ وحرارة، وتحدث أضراراً جسيمة، فتتغذى على الشعيرات الجذرية مسببّةً موت البادرات، والطبقات البشروية للنبات مسبّبةً موتها أيضاً مع ترك خطوطٍ على نباتات الزينة، مما يخفض من سعرها، كما تتكاثر في مستودعات الحبوب ذات التهوية السيئة، والرطوبة العالية متغذيةً على الغلات الزراعية وإتلافها.

كما تلعب القواقع دوراً في نقل الأمراض للإنسان، مثل: المتورقة الكبدية، ديدان الكرش والديدان الشريطية والرئوية، والحيوان من مجترات، أسماك، طيور، كما تنقل بعض الأمراض للنباتات، مثل: مرض موزايك الدخان، والأعفان الجذرية، وصدأ الحبوب. [5]

المراجع البحثية

1- PubChem. (n.d.). Metaldehyde. Nih.gov. Retrieved April 12, 2024

2- the mollusks: a guide to their study, collection, and preservation. (n.d.). Retrieved April 12, 2024

3- Metaldehyde Poisoning in Animals. (n.d.). MSD Veterinary Manual. Retrieved April 12, 2024

4- Pieterse, A., Malan, A. P., & Ross, J. L. (2020). Efficacy of a novel metaldehyde application method to control the brown garden snail, Cornu aspersum (Helicidae), in South Africa. Insects, 11(7), 437. Retrieved April 12, 2024

5- Mereta, S. T., Abaya, S. W., Tulu, F. D., Takele, K., Ahmednur, M., Melka, G. A., Nanyingi, M., Vineer, H. R., Graham-Brown, J., Caminade, C., & Mor, S. M. (2023b). Effects of land-use and environmental factors on snail distribution and trematode infection in Ethiopia. Tropical Medicine and Infectious Disease, 8(3), 154. Retrieved April 12, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.