مرض غريفز – أسبابه، أعراضه وما هي طرق علاجه؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تعدُّ الغدة الدرقية من أهمّ الغدد في الجسم، فهي تمثل محطة توليد الطاقة التي تنظم التفاعلات الاستقلابية، وتشمل اضطرابات الغدة الدرقية قصور نشاط أو فرط النشاط، حيث تُفرز الغدة الدرقية هرموناتٍ أعلى من المستوى المعتاد، مما يؤدي إلى تسارع عمليات الاستقلاب.
يُعتبر مرض غريفز (Graves Disease) أحد أمراض المناعة الذاتية، ويدعى مرض جحوظ العينين، ومعروفٌ أيضاً باسم تضخُّم الغدة الدرقية كون هذا المرض يحدث عند تكوين جهاز المناعة لأجسامٍ مضادّةٍ تسبّب في إنتاج الغدة الدرقية لهرمون الغدة الدرقية بمعدّلٍ أكثر من المعتاد، مما يتسبّب بفرط نشاط الغدة الدرقية.
ما هي أسباب مرض غريفز؟
لا يوجد حتى الآن سببٌ معيّنٌ للإصابة به، ولكن هناك العديد من العوامل التي تساعد على تحفيز هذا المرض، وأهمها: [1]
1- عوامل بيئية.
2- عوامل وراثية.
3- قد تحدث الإصابة بالمرض نتيجة عدوى فيروسية.
4- النساء هم الأكثر عرضةً للإصابة به.
5- يصاب بمرض غريفز الأشخاص بين سن (20-40) سنة.
ما هي أعراض مرض غريفز؟
تختلف أعراض مرض غريفز من شخصٍ لآخر، فقد تظهر هذه الأعراض على عضوٍ معيّنٍ واحدٍ في الجسم أو عدة أعضاء حسب الزيادة في معدلات الاستقلاب. من أهمّ الأعراض التي تظهر على المرضى المصابين بداء غريفز: [2]
1- تسارع ضربات القلب.
2- التعرُّق والارتعاش
3- قلق، وإرهاق، ونقصان الوزن.
4- تساقط الشعر.
5- جحوظ العينين، وجفاف الفم.
6- اضطراب الدورة الشهرية.
طرق علاج مرض غريفز
تُركّز طرق علاج مرض غريفز على السبب الذي يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض ألا وهو زيادة الهرمونات التي تُفرزها الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية). تختلف الطرق المُتّبعة للعلاج من مرض غريفز من مريضٍ لآخر حسب عمره، وجنسه، وأعراض المرض (حدة المرض)، وأهمّ طرق العلاج: [3]
1- العلاج الدوائي
يُعطى المريض الأدوية التي تعمل على التخفيف من إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وإعادتها إلى معدلاتها الطبيعية، وبالتالي تخفيف أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، ومن هذه الأدوية: ميثيمازول (Methimazole)، أو بروبيلثيوراسيل (Propylthiouracil)، لكن هذا الأخير يمكن أن يسبّب مشاكل في الكبد، كفشل الكبد، لذلك يُعتبر ميثيمازول هو الخيار الأفضل، وتُنصح الحامل بعدم أخذه في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل لاحتمالية التسبُّب بتشوُّهاتٍ خلقيةٍ للجنين.
قد تسبّب الأدوية السابقة بعض التأثيرات الجانبية، كانخفاض عدد كريات الدم البيضاء، وبالتالي تنخفض مقاومة الجسم للأمراض، وقد يترافق ذلك مع آلام في المفاصل، وطفح جلدي، بالإضافة لفشل الكبد.
2- حاصرات مستقبلات بيتا
إن هذا النوع من الأدوية يمنع تأثير الهرمونات الدرقية في الجسم، ولكن لا يمنع إفرازها، بالتالي تستخدم لتخفيف أعراض المرض، مثل: القلق، والارتعاش، والتعرُّق، وتسارع نبضات القلب، ويجب تجنُّب إعطاء هذه الأدوية للمصابين بالربو.
3- الجراحة
تتمثل في استئصال الغدة الدرقية في حال تضخُّمها بشكلٍ كبير، أو عدم نجاعة العلاج الدوائي، أو في بعض الحالات الخاصة، كالحمل، لكن في حال استئصالها يتعيّن على المريض بعد إجراء العملية تناول أدوية الغدة الدرقية مدى العمر.
إن الإجراء الجراحي للغدة الدرقية قد ينجم عنه بعض الأضرار، مثل: تضرُّر الغدد الصغيرة المجاورة للغدة الدرقية، والتي تُعرف بالدريقات، وهي المسؤولة عن إفراز هرمونٍ يساعد في التحكُّم بمستويات الكالسيوم في الدم، ويمكن أن تسبّب جراحة الغدة ضرراً للعصب الذي يتحكم في الحبال الصوتية.
4- العلاج باستخدام النظائر المُشعّة
الطب النووي هو فرعٌ من فروع الطب، حيث يستخدم النظائر المُشعّة لأغراض التشخيص والعلاج، فإن أهمُّ النظائر المُشعّة المُستخدمة لعلاج أمراض الغدة الدرقية، وبالتالي علاج مرض غريفز يكون باستخدام اليود المُشع، ويُلجأ لهذه الطريقة في حال عدم نجاعة العلاج الدوائي. يُستخدم هذا العلاج لاستهداف الخلايا المريضة، مما يُقلّل الضرر على الخلايا السليمة.
هناك العديد من نظائر اليود المُشع منها ما يُستخدم لأغراض التشخيص: اليود I-123، واليود I-131، وعادةً ما يستخدم اليود I-123 لأغراض التشخيص نظراً لعمره النصف القصير، وبالتالي الطاقة والجرعة التي يودعها في المريض تكون صغيرة. أما لأغراض العلاج الإشعاعي، فيستخدم اليود I-131، حيث يعمل اليود I-131 على قتل خلايا الغدة الدرقية مُفرطة النشاط، بالتالي يقلّل من وظيفة الغدة الدرقية، ولكنه لا يؤثر على الخلايا السليمة.
آلية العلاج باليود المُشع I-131
هناك عدة طرق لإعطاء اليود المُشع 131 لمرضى غريفز، وهي: [4]
1- يُعطى اليود المُشع 131 على شكل كبسولاتٍ من يوديد الصوديوم NaI، وذلك عن طريق الفم.
2- عن طريق الوريد إذا كان هناك مانعٌ من أخذه عند طريق الفم.
3- عن طريق القسطرة.
بعد دخول اليود المُشع 131 الجسم، ينتقل عن طريق الدم إلى الغدة الدرقية، ويُمتصُّ حوالي 30 بالمئة في الغدة الدرقية، ويطرح حوالي 20 بالمئة عن طريق الأمعاء والبول خلال 24 ساعة، تتخلص الغدة الدرقية من اليود المُشع 131 إلى النُّسج خلال عمر نصف بيولوجي حوالي 80 يوماً، وتحتفظ النُّسج باليود المُشع بعمرٍ نصف بيولوجي مقداره 12 يوماً.
يُعرف عمر النصف البيولوجي بأنه الزمن اللازم ليتمّ استقلاب نصف كمية اليود المُشع، بينما يتمُّ التحلُّل الفيزيائي لليود بعمر نصف فيزيائي حوالي 8 أيام، أي بعد هذه الفترة الزمنية سوف تتحلّل نصف كمية اليود المُشع في الجسم مُصدرةً جسيمات بيتا السالبة وأشعة غاما.
ما هي الآثار الجانبية لعلاج مرض غريفز باليود المُشع؟
هناك بعض الآثار الجانبية التي تظهر على المرضى المُعالَجين باليود المُشع 131، ولكنها تتلاشى تدريجيًا، عادةً على مدى عدة أسابيع إلى عدة أشهر. ومن أهمّ هذه الآثار:
1- ألم في منطقة الرقبة لأن العلاج الإشعاعي يعمل على تقليص الغدة الدرقية.
2- جسيمات بيتا الناتجة عن تحلُّل اليود المشع قد تسبّب التهاباً في الغدة الدرقية.
3- بعض المشاكل الجلدية.
4- المُعالجة باليود المُشع قد تزيد من احتمالية الإصابة بمرض العين الدرقي أو ما يدعى باعتلال العين المُصاحب لمرض غريفز، ولكن هذا التأثير يظهر لفترةٍ مؤقتة.
نصائح لمرضى غريفز الذين تلقوا علاجاً باليود المُشع
يجب اتباع ما يلي:
1- الابتعاد عن الآخرين، وخاصةً الأطفال لأن الأشعة الناتجة عن تحلُّل اليود المُشع تبقى داخل الجسم لفترةٍ تتجاوز بضعة أسابيع، لذلك ينُصح بتقليل ساعات التماس مع الآخرين.
2- غسل الأيدي قبل الطعام، واستخدام مناشف وأدوات خاصة.
3- لا تُنصح الحامل والمرضع المصابة بمرض غريفز بالعلاج الإشعاعي باليود131.
4- بما أن اليود المُشع يدمر خلايا الغدة المُنتجة للهرمونات الدرقية، لذا قد يحتاج المُعالَجين من مرض غريفز باليود المُشع تناول بعض الأدوية الهرمونية.
المراجع البحثية
1- Graves’ disease. (2024, September 11). NIDDK – National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Retrieved November 10, 2024
2- Overactive thyroid (hyperthyroidism) – Symptoms. (n.d.). Nhs.uk. Retrieved November 10, 2024
3- Graves’ disease. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved November 10, 2024
4- Overactive thyroid (hyperthyroidism) – Treatment. (n.d.). Nhs.uk. Retrieved November 10, 2024