متلازمة نقل الدم الجنيني – كيف تحدث؟ أعراضها وطرق العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي متلازمة نقل الدم الجنيني؟
تُعرف أيضاً بمتلازمة النقل بين التوائم (Twin-twin transfusion syndrome)، وهي حالةٌ خطيرةٌ تصيب التوائم المتطابقة وحيدة الكوريون، وهي التوائم التي تشترك بمشيمةٍ واحدة، وبسبب عدم وجود حواجز تحدث اتصالاتٌ وعائيةٌ بين هذه الأجنة تؤدي إلى عدم توازن الدوران الدموي عند التوأمين، وتصيب هذه المتلازمة حوالي 10 إلى 15 بالمئة من التوائم المتطابقة وحيدة المشيمة. [1]
ما هي آلية حدوث متلازمة نقل الدم الجنيني؟
إن التوائم المتطابقة التي تتشارك مشيمةً واحدةً يحصل الجنينين فيها على الدم والتغذية من نفس المصدر، وفي أغلب الأحيان يحصل كلٌّ منهما على كميةٍ متساويةٍ من التغذية، ويتطوران بشكلٍ مستقل، ولكن قد تحدث اتصالاتٌ غير طبيعيةٍ بين التوائم.
حيث إن أحد فروع الشريان السرّي لأحد الجنينين يصل إلى المشيمة حاملاً فضلات هذا الجنين، وبدل أن يعود بالدم الغني بالأوكسجين والعناصر المُغذّية إلى نفس الجنين، فإنه يحدث اتصالٌ بين هذا الفرع الشرياني للجنين الأول مع أحد فروع الوريد السري للجنين الثاني.
وبالتالي يعود بالدم الغنيّ بالمواد المُغذّية إلى الجنين الآخر نتيجة هذا الاتصال الشرياني الوريدي الشاذ بين التوائم. ويدعى عندها الجنين الأول الذي يتلقى كميةً أقل من الدم بالتوأم المُعطي أو المانح (The donor twin)، والجنين الثاني الذي يتلقى كميةً أكبر من الدم بالتوأم المُستقبِل (The recipient twin). [1]
ما هي عوامل الخطر لحدوث متلازمة نقل الدم الجنيني؟
ليس هناك أسباب جينية أو وراثية لحدوث هذه المتلازمة عند التوائم، والسبب الأساسي لحدوثها غير معروف، لكنها لا تحدث إلا عند الأجنة المتطابقة التي تتشارك مشيمةً واحدة. [2]
ما الذي يحدث عند التوائم في متلازمة نقل الدم الجنيني؟
إن هذه المتلازمة تؤثر بشكلٍ سلبي على كلا الجنينين، ولكن بطرقٍ مختلفة كما يلي: [2]
1- التوأم المُعطي
يحدث عند هذا الجنين نقصٌ في الكمية الواردة من الدم، وعندها يقوم الجنين بتحويل كمية الدم القليلة الواردة إليه إلى الأعضاء الأكثر أهمية، مثل: القلب، والدماغ، وتقل تروية الأعضاء الأخرى، مثل: الكليتين، وعند نقص الدوران الدموي للكلى ينقص الإدرار البولي عند الجنين، وبالتالي تنقص كمية السائل الأمنيوسي، وفي الحالات الأشد يحدث انعدامٌ للسائل الأمنيوسي. وقد يحدث أيضاً عند التوأم المُعطي، بالإضافة إلى الفشل الكلوي أذيةً دماغية، وتأخرّ نموٍّ داخل الرحم، وقد تحدث وفاة للجنين.
2- التوأم المُستقبِل
يستقبل هذا الجنين كميةً زائدةً من الدم، ويحدث عنده فرط حجمٍ للدوران الدموي، وبالتالي زيادة الجريان الدموي للكلى، وزيادة الإدرار البولي، وينجم عن ذلك زيادةٌ في كمية السائل الأمنيوسي عن الطبيعي، حيث يحدث موه سلى (الاستسقاء الأمنيوسي).
وإن فرط حجم الدوران الدموي يسبّب زيادةً في الجهد على العضلة القلبية، مما يسبّب ضعفاً في وظيفة القلب والأوعية الدموية التي قد تصل إلى قصور القلب والوفاة. وقد تتراكم السوائل الزائدة في الأنسجة الرخوة للجنين تحت الجلد، وفي الأجواف مُسبّبةً ما يسمّى موه الجنين أو الخزب الجنيني (Hydrops).
ما هي الأعراض التي تشعر بها الحامل؟
معظم الأعراض تكون ناجمةً عن موه السلى في الجنين المُستقبِل، مثل: [3]
1- زيادة سريعة في حجم الرحم.
2- زيادة سريعة في الوزن.
3- الإحساس بضيق تنفُّسٍ نتيجة ضغط الرحم المتضخّم.
4- الإحساس بألمٍ أو عدم ارتياحٍ في البطن.
5- تقلُّصات رحمية باكرة تهدّد بخطر حدوث ولادةٍ باكرة.
ما هي مراحل تطور متلازمة نقل الدم الجنيني؟
المرحلة الأولى: وجود فرقٍ واضح في كمية السائل الأمنيوسي بين الجنينين، حيث يُلاحظ موه سلى عند أحدهما، وقلة سائل أمنيوسي عند الآخر.
المرحلة الثانية: إضافةً إلى الفرق في كمية السائل الأمنيوسي، فإن مثانة الجنين المُعطي تكون غير مرئيةٍ في هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة: وجود شذوذٍ في دوبلر الأوعية الرئيسية للجنين، إضافةً إلى فرق كمية السائل الأمنيوسي، وغياب مثانة الجنين المُعطي.
المرحلة الرابعة: حدوث موه الجنين أو الخزب الجنيني لأحد التوءمين.
المرحلة الخامسة: موت أحد الجنينين أو كليهما. [2]
كيف يتمُّ تشخيص متلازمة نقل الدم الجنيني؟
يتمُّ التشخيص عن طريق: [1] [3]
1- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) حيث يُلاحظ:
● وجود حمل توءمي وحيد المشيمة.
● وجود فرقٍ واضحٍ في أحجام الجنينين.
● وجود استسقاءٍ أمنيوسي في الكيس الأمنيوسي لأحد الأجنّة.
● وجود قلةٍ في السائل الأمنيوسي في الكيس الأمنيوسي للجنين الآخر.
● يتمُّ إجراء دوبلر للأوعية الرئيسية للجنين.
2- قد يتمُّ إجراء إيكو لقلب الجنين عند اختصاصي قلب أطفال ذو خبرة.
3- قد يتمُّ إجراء رنين مغناطيسي للجنينين لتقييم الأذيات عند كل منهما.
كيف تتمُّ مراقبة الحمل بعد تشخيص متلازمة نقل الدم الجنيني؟
تتمُّ مراقبة الحمل بشكلٍ لصيق، حيث يتمُّ إجراء تصويرٍ بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) كل أسبوعٍ أو أسبوعين لتقييم كمية السائل الأمنيوسي، وتحديد مثانة كلا الجنينين، إضافةً إلى إجراء دوبلر لأوعية الجنينين، وتقييم نموّ كلٍّ منهما. إن هدف المراقبة هو إيصال الحمل بأمانٍ إلى عمٍر مقبولٍ للولادة على الأقل 28 أسبوع حملي مع تأمين وحدة عنايةٍ مركّزة لحديثي الولادة. [2]
كيف يتمُّ علاج حالات متلازمة نقل الدم الجنيني؟
يتمُّ العلاج حسب مرحلة متلازمة نقل الدم الجنيني، وتتضمن خيارات العلاج: [3]
1- المراقبة
في المرحلة الأولى من متلازمة نقل الدم الجنيني يتمُّ مراقبة حالة التوائم عبر الإيكو بشكلٍ متكرّر لتجنُّب حدوث مضاعفات، وعلاجها قدر الإمكان.
2- بزل السائل الأمنيوسي الزائد
عن طريق استخدام إبرةٍ صغيرة يتمُّ من خلالها سحب الكمية الزائدة من السائل الأمنيوسي من كيس التوأم المُستقبِل، ويتمُّ هذا الإجراء أيضاً في المرحلة الأولى أو في المراحل المتقدّمة مع تقدُّم عمر الحمل، وغالباً يتمُّ إجراؤه أكثر من مرة.
3- كيُّ الأوعية الدموية بالليزر
يتمُّ تحديد الأوعية الدموية المشتركة التي تصل بين التوأمين، ثم يتمُّ تطبيق حزمةٍ دقيقةٍ من الليزر لكيّ هذه الأوعية وإغلاقها، وعندها يصبح كل جنينٍ قادر على النمو بشكلٍ مستقل عن الآخر، ويتمُّ استخدام هذه التقنية في المرحلة الثانية أو أكثر من متلازمة نقل الدم الجنيني.
4- الولادة
قد يقترح الطبيب الولادة في حال كان عمر الحمل متقدّماً مع التأكد من نضج رئتي الأجنة.
المراجع البحثية
1- Twin to twin transfusion syndrome (TTTS). (n.d.). UCSF BCH Fetal Treatment Center. Retrieved November 24, 2024
2- Miller, J. L. (2021b). Twin to twin transfusion syndrome. Translational Pediatrics, 10, 1518–1529. Retrieved November 24, 2024
3- Twin to Twin Transfusion Syndrome treatment options. (n.d.). Brown University Health. Retrieved November 24, 2024