Skip links
رسم توضيحي لجهاز الهضم عند الإنسان وطفيلي الإسكاريس الخراطينية المتمركز في الأمعاء

متلازمة لوفلر – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

متلازمة لوفلر (Loffler Syndrome) هي متلازمةٌ تحدث بشكلٍ عابر، تجمع بين المرض الرئوي وارتفاع حمضات الدم، والتغييرات في الساحة الرئوية المُشاهدة في الصورة الشعاعية البسيطة، تمّ وصف المتلازمة من قبل الطبيب والعالم لوفلر في عام ألف وتسعمئة واثنان وثلاثين.

أسباب الإصابة بمتلازمة لوفلر

تحدث متلازمة لوفلر نتيجة الإصابة ببيوض الطفيليات التي تدعى بالإسكاريس الخراطينية (Ascaris Lumbricoides) إذ تفقس البيوض، وتخرج اليرقات في الأمعاء أو الأوعية اللمفاوية المساريقية، وتدخل الأوردة المسؤولة عن الدوران في الأوعية الرئوية، وتتجه هذه العوامل المُمْرضة إلى القصبات، ويتمُّ بلعها من جديد، فتنضج اليرقات إلى طفيلياتٍ ناضجة، إذ تستغرق هذه العملية حوالي عشرة إلى ستة عشر يوماً.

يمكن أن تحدث متلازمة لوفلر نتيجة الإصابة بأنواع أخرى من الطفيليات، مثل: الفتاكة الأميركية أو بعض الديدان الممسودة، مثل: الجرية البرازية، أو السهمية الكلبية، أو داء متفرّعات الخصية، وغيرها من المُمْرضات. [1]

أعراض متلازمة لوفلر

تعتمد الأعراض على فترة ظهورها، فتقسم الإصابة إلى حادة، وتحت حادة، ومزمنة، فتظهر الأعراض تحت الحادة خلال أيام، والحادة خلال عدة ساعات. أما المزمنة، تستغرق عدة أشهر، والأعراض التي تظهر في الإصابة الحادة تكون ناتجةً عن التعرُّض الشديد للطفيلي المُستضد، فيعاني المريض من الحرارة، والعروءات، وضيق الصدر، والسعال، إذ تشبه أعراضه أعراض هجمة الربو، إضافةً إلى الغثيان والإقياء، وتُظهر الفحوصات تسرُّعاً في التنفُّس، وخراخر ناعمة في الساحتين الرئويتين، والوزيز بالفحص الطبي.

أما الالتهاب الرئوي المزمن، فيحدث على الأمد الطويل نتيجة الإصابة الخفيفة بالطفيلي، ويكون التعرُّض لمدةٍ طويلة، فيحدث لدى مربي الطيور، إذ تظهر الأعراض بعد أشهر أو سنوات على هيئة زلّةٍ تنفُّسية، وسعالٍ منتج، وتعب، ونقص الوزن، ويظهر بالفحص السريري تعجُّر الأصابع الناتج عن نقص الأكسجة، وأحياناً الحرارة. [2]

تشخيص متلازمة لوفلر

يتمُّ تشخيصها بالطبقي المحوري، وفحص وظائف الرئة، والغسالة القصبية بشكلٍ روتيني للتشخيص والمتابعة، إضافةً إلى الفحوص النسيجية والمَصلية، ويمكن أن يحتاج الأطباء إلى خزعة رئة، وقد تتضمن القصة السريرية للمريض الإصابة المتكررة والمزمنة لذات الرئة، أو قصة سفر ومهنة جديدة متزامنة مع ظهور الأعراض، أو يمكن أن يذكر المريض سوابق استخدام الساونا، أو أحواض السباحة العامة، بالإضافة إلى الحمامات المشتركة، ويجب الانتباه إلى وجود حيواناتٍ في المنزل، مثل: القطط، والكلاب، والطيور، إذ تُعتبر مضيفاً وسيطاً للطفيلي المُمْرض، وعدم الاستجابة أيضاً إلى الصادات الحيوية ومضادات الالتهاب.

أما بالنسبة للصورة البسيطة بالأشعة السينية للصدر، فتكون طبيعيةً في المرض الحاد وتحت الحاد. أما المزمنة، فقد تظهر آفات عاتمة عقيدية الشكل في الفصوص العلوية للرئة، أو في قمتها، أو آفات على شكل قرص العسل (Honeycombing) المُشاهدة في التليُّف الرئوي، وقد يلاحظ أيضاً نقص في الحجوم الرئوية في اختبارات وظائف الرئة.

كما يظهر التصوير الطبقي المحوري شذوذاتٍ عند إصابة البرانشيم الرئوي، أو النسيج الرئوي على شكل عقيداتٍ صغيرة، أو عتاماتٍ منتشرة بوفرةٍ في النسيج الرئوي، وخاصةً في الفصوص المركزية. أما بالشكل المزمن، فتظهر التغييرات المشابهة لحالات تليُّف الرئة، ويمكن أن تشخص متلازمة لوفلر بفحص عينة بالبراز بالفحص المجهري أو بفحص الأضداد من النوع E في الدم، وهي أضداد حسّاسة لارتفاع الحمضات في الدم والحالات التحسُّسية. [1] [3]

ما التشاخيص التفريقية لمتلازمة لوفلر؟

توجد عدة تشاخيص تفريقية لمتلازمة لوفلر، مثل: ارتفاع الحمضات الرئوي الاستوائي (Tropical Pulmonary Eosinophilia) الذي يصيب الأشخاص المسافرين أو القادمين من المناطق المدارية، إذ تشبه أعراضها الأعراض التنفُّسية الموجودة في متلازمة لوفلر.

والتشخيص التفريقي الآخر هو فرط التحسُّس تجاه المؤرجات، وخاصةً التحسُّس تجاه فطر الرشاشيات (Allergic Bronchopulmonary aspergillosis)، والتي تُشخّص وفق الفحوصات المناعية للبحث عن فطر الرشاشيات، وبفحص قشع المريض مجهرياً، ويمكن أن تختلط أعراض متلازمة لوفلر مع السل الرئوي.

الذي يُشخّص عبر زرع الكائن المُمْرض على أوساط الزرع الخاصة أو بفحص عينة القشع، وهي طريقةٌ أقل دقة، ويمكن أن يضع الطبيب بالحسبان مرض الساركوئيد الذي يصيب كافة أعضاء الجسم، ويدخل تشخيصاً تفريقياً مع أمراض عدة. [1] [4]

كيف تُعالج متلازمة لوفلر؟

تُعالج بالعلاجات الدوائية المضادة للطفيليات المُسبّبة، إضافةً إلى العلاج العرضي بتخفيف الحرارة، والسيطرة على الأعراض، وتستخدم الستيروئيدات القشرية (Corticosteroids)، مثل: البريدنيزولون (Prednisone)، والديكساميتازون (Dexamethasone)، وبشكلٍ أقل تريامسينولون مع الانتباه لتأثيراته الجانبية عند تناولها لفترةٍ طويلة.

تتمُّ مراقبة فعالية العلاج بإجراء صورة الصدر البسيطة كل أربعة إلى ستة أسابيع، والقيام بالتحاليل المخبرية لفحص عينة الدم، ونسبة الكريات البيض فيها، ولا سيّما الحمضات، ويعدُّ انخفاض نسبة الكريات البيض الحامضية، وتراجع المظاهر الشعاعية في صورة الصدر دليلاً على نجاح الخطة العلاجية. [4]

الوقاية من متلازمة لوفلر

تتمُ الوقاية من متلازمة لوفلر بالاهتمام بنظافة الطعام والشراب بتعقيمه جيداً، وغسل الخضار، والفواكه، وطبخ اللحوم جيداً، وتجنُّب تناول الأطعمة النيئة والبحرية مع الحرص على تنظيف اليدين قبل تحضير الطعام، ويُنصح بعدم تربية الطيور والحيوانات الأليفة أو التأكد من تنظيفها جيداً، وتغيير التربة الملوثة بفضلاتهم في حديقة المنزل، ومراجعة الطبيب فور الشعور بالأعراض، مثل: التوعُّك، والحمّى، وغيرها. [5]

وأخيراً إن متلازمة لوفلر هي مرض غير خطير ومحدد لذاته، لكن يجب معالجته بسبب أعراضه المزعجة بالالتزام بتناول الأدوية، والمراقبة بعد العلاج، وأخذ التدابير اللازمة للوقاية منها.

المراجع البحثية

1- Loffler syndrome. (2022،  May 7). Medscape.com. Retrieved October 30،  2024

2- Loeffler’s syndrome: A type of eosinophilic pneumonia mimicking community-acquired pneumonia and asthma that arises from Ascaris lumbricoides in a child. (N.d.). Nih.gov. Retrieved October 30،  2024

3- Lee،  J. (n.d.). Löffler Syndrome. MSD Manual Professional Edition. Retrieved October 30،  2024

4- Medications for Loeffler’s Syndrome (Pulmonary Eosinophilia). (N.d). Drugs.com. Retrieved October 30،  2024

5- Doug McKechnie،  M.،  & Colin Tidy،  M. (n.d.). Löffler’s disease. Patient.Info. Retrieved October 30،  2024

This website uses cookies to improve your web experience.