تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ تربية الكلاب هواية معظم الأشخاص لأسبابٍ عدة، منها ما يتعلق بحب اقتنائها والعناية بها أو بغرض استخدامها في الحراسة والصيد. أما القطط، فقد اهتمت بها النساء منذ القدم، وقامت بتربيتها في المنزل للمساهمة في التخلص من القوارض المتطفلة على مخزون الطعام شتاء.

مما يجعل الكلاب والقطط من أقدم الحيوانات التي استأنسها الإنسان، وتتواجد العديد من السلالات للكلاب والقطط المُقتنية، ومع تطور وسائل النقل، وسهولة السفر، وتماسّ الحيوانات الأليفة مع الإنسان بشكلٍ مباشر أدت إلى انتقال المسبّبات المرضية مع الحيوانات المُستأنسة إلى جميع أنحاء الأرض.

مما دفع العلماء إلى توفير لقاحاتٍ تحمي من أهمّ الأمراض التي تفتك بالكلاب والقطط، وللحدّ من انتشار الأمراض المشتركة التي قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، مثل: داء الكلب الذي قد ينتهي الأمر به بوفاة الإنسان، يتمُّ إعطاء كل حيوانٍ أليفٍ دفتراً صحياً يحتوي معلوماتٍ عنه، وعن صاحبه، واللقاحات المُقدّمة، وموعد إعطائها لتقليل خطر انتشاره الأمراض حفاظاً على صحة الإنسان والحيوانات الأليفة أيضاً، لذلك تعدُّ اللقاحات حجر الأساس في تربية الحيوانات المنزلية.

وتتعدد المسبّبات المرضية من أمراض ذات منشأٍ فيروسي، أو جرثومي، أو طفيلي، ومهما ارتفع ثمن اللقاح يبقى هو الخيار الأفضل أمام تكاليف علاج الإنسان أو الحيوان في حالة حدوث إصابةٍ بمرضٍ مشتركٍ أو معدٍ، ويفضل اقتناء الحيوانات بعد مرحلة الفطام بعمر (45-60) يوماً عند القطط، و(50-45) يوماً عند الكلاب، والبدء بشكلٍ مناسبٍ بإعطاء اللقاحات المطلوبة على مدار العام، وتعاد سنوياً.

تعريف اللقاح

اللقاح مستحضرٌ حيويٌّ بيولوجي يعمل على تشكيل المناعة الفاعلة المُكتسبة ضدّ مرضٍ محدد، ويصنع من المسبّب المرضي نفسه، ويقدم للحيوان على شكل مضعفٍ، أو شكلٍ ميت، أو من مفرزاته السمّية، أو إحدى بروتيناته السطحية، ويقوم الجسم بالتعرف على المسبّب المرضى من إحدى الأشكال السابقة، لتشكيل المناعة المطلوبة، وذلك عبر تحريض الجهاز المناعي محتفظاً بنسخةٍ عنها، مسهلاً عليه تدمير العامل المسبّب للمرض في حال دخوله إلى جسم الكائن الحي، ويتوفر اللقاح تجارياً على شكل بودرة تُحلُّ بماءٍ مقطّر، وتعطى حقناً تحت الجلد. ^[1]

أنواع اللقاحات عند الكلاب ومواعيد إعطائها

1- مرض حداثة السن (ديستمبر الكلاب).

2- الحمات الصغيرة.

3- التهاب الكبد الفيروسي.

4- داء البريميات.

5- داء الكلب السعار.

6- التهاب الرغامى والقصبات المعدي عند الكلاب.

7- بارا أنفلونزا الكلاب.

طريقة إعطاء اللقاحات السابقة

عند الجراء يتمُّ على الشكل التالي:

– بعمر 8 أسابيع يتمُّ التحصين من جميع الأمراض السابقة باستثناء مرض الحمات الصغيرة وديستمبر الكلاب.

– بعمر 12 أسبوعاً يتمُّ إعطاء اللقاح لجميع الأمراض السابقة بدون استثناء مع تكرار لقاح داء الكلب بعد 30 يوماً.

–  ثم يتمُّ إعطاء اللقاحات مرةً واحدةً سنوياً. 

أنواع اللقاحات عند القطط ومواعيد إعطائها

1- التهاب الأنف والرغامى المعدي الخمجي.

2- طاعون القطط.

3- داء الكلب.

4- ابيضاض الدم عند القطط (اللوكيميا).

طريقة إعطاء اللقاحات عند صغار القطط

– بعمر 8 أسابيع يتمُّ إعطاء اللقاحات ضدّ مرض طاعون القطط، ومرض التهاب الأنف والرغامى الخمجي المعدي.

– بعمر 12 أسبوعاً تعاد اللقاحات السابقة مع لقاح داء الكلب، أما القطط الشاردة يجب إعطاؤها لقاح داء الكلب عند اقتنائها.

– بعمر (16-20) أسبوع يعطى لقاح ضدّ مرض ابيضاض الدم.

– ثم تعاد اللقاحات جميعها كل سنة مرةً واحدة.

 شروط إعطاء اللقاح

لا ينبغي إعطاء اللقاحات إلا للحيوان السليم صحياً، حيث يعدُّ اللقاح عاملاً مسبّباً مرضياً يتمّ تقديمه للحيوان للحصول على مناعةٍ فاعلةٍ مكتسبة خلال مدةٍ محددة لذلك: ^[2]

1- يفضل البدء ببرنامج إعطاء اللقاحات للحيوان بعد مرحلة الفطام.

2- تكيُّف الحيوان مع مكان إقامته الجديدة.

3- درجة حرارة الحيوان عند المؤشرات الطبيعية: القطط (37،8-39،2) درجة مئوية، الكلاب سلالات صغيرة (38،6- 39،2) درجة مئوية، الكلاب سلالات كبيرة (37،5- 38،5) درجة مئوية.

4- يجب إعطاء اللقاحات بعد إعطاء طاردات الطفيليات.

5- عدم إعطاء اللقاحات أثناء القيام بالعمليات الجراحية أو بعدها حتى يتماثل الحيوان للشفاء التام من العمل الجراحي.

الوقاية من الطفيليات الداخلية والخارجية

للوقاية من الطفيليات الداخلية والخارجية يتمُّ تقديم مضغوطاتٍ فموية على شكلٍ صيدلاني تساهم في القضاء على الطفيليات المعدية والرئوية والمعوية (الشريطيات)، ويتمُّ إعطاء طاردات الطفيليات بشكلٍ خاص للحيوانات الهزيلة أو التي تمر بمرحلة إنتاج (إرضاع، حمل).

حيث تعمل الديدان على امتصاص الغذاء لينعكس بشكلٍ سلبي على نمو الجنين، وإنتاج الحليب، كما تعطى للحيوانات الفتية بالعمر مع الاهتمام ببيئة الحيوان ونظافته، ونظافة مكان تربيته، وتقديم أغذيةٍ مطبوخةٍ غير نيئة، والابتعاد عن اللحوم النيئة أو ترك القطط تفترس القوارض، وينصح بإعطاء مضادات الطفيليات بشكلٍ وقائي وفق البرنامج التالي للكلاب والقطط: (بعمر شهرين يتمُّ تقديم أول جرعة، ثم تعاد بعد أسبوعين، ثم تعاد كل 3 شهور مرة).

وتحتوي مضغوطات طاردات الطفيليات على نوعٍ واحدٍ أو نوعين من المواد الفعالة، وهي: (البيرانتيل، البرزكوانتيل، فيبندازل)، وغالباً ما تعطى المضغوطة الواحدة للحيوان بوزن 10 كيلو غرام وزن حي، ويتمُّ حساب الجرعة المطلوبة حسب الوزن.

الطفيليات الخارجية

وتشمل: (القمل، القراد، البراغيث، عثُّ الأذن، الجرب)، تتمُّ مكافحتها بعدة أشكال خاصةً عند إصابة الكلاب بالقراد أو البراغيث التي قد تنتقل للإنسان، وتتعدد الأشكال الصيدلانية للتخلص منها، مثل: توفر شامبو خاص يحتوي على الإيفرمكتين، أو بخاخٍ يُرشُّ على الجسم، أو نقوط يتمُّ تطبيقه موضعياً حول الرقبة حاوياً على مواد قاتلةٍ للطفيليات، وهي ذات درجة أمانٍ عاليةٍ على المربي والحيوانات الأليفة. ^[3]

أهمُّ الأعراض الشائعة بعد إعطاء اللقاحات للكلاب والقطط وطرق التعامل معها

تلعب المناعة دوراً في الاستجابة للقاح عبر ظهور أعراض جانبية على الحيوانات الملقحة بشكلٍ آمن خلال (1- 48) ساعة من إعطاء اللقاح كحدٍّ أعلى، وتظهر الأعراض الجانبية على شكل خمول، قلة شهية، تورم في الوجه، الإقياء، الحساسية (حكة)، الإسهال، لهاث.

إذا استمرت الأعراض الجانبية أكثر من 48 ساعة يفضل إعطاء أدويةٍ تخفف من ظهور الأعراض الجانبية حسب الحاجة، كخافضات الحرارة، ومسكن للآلام، مضادات الإقياء، مضادات الحساسية (Anty histamine)، فيتامين B comblex، ومضاد حيوي واسع الطيف (Amoxicillin+ streptomycin) للحدّ من انتشار الجراثيم الانتهازية، ومجموعة أملاح لتعويض الشوارد في الجسم.

ويفضل قيام المربي بمساعدة الحيوان لتخفيض درجة حرارة الجسم عند ارتفاعها عبر غسيل الحيوان بماءٍ فاتر، وتجفيفه مع مسح الأذنين بشكلٍ مستمر، والحرص على تقديم ماء الشرب بوفرة، وتعريضه لتيارٍ هوائي مناسب، مما يقلل الإجهاد عند الحيوان حتى يتماثل بالشفاء. ^[4]