Skip links
مجموعة من الأولاد حول طاولة ضمن قاعة صفية وصبي بجانب المدّرسة أمام لوح دراسي

الترجمة – هل هي فعّالةٌ في الفصول الدراسية؟

الرئيسية » التعلم » الترجمة – هل هي فعّالةٌ في الفصول الدراسية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

لعبت الترجمة دوراً مهماً في تدريس اللغة الإنكليزية لفترةٍ طويلة كونها أصبحت لغةً عالمية، وتُستخدم كلغةٍ مشتركةٍ في البلدان التي لا تتكلمها كلغةٍ أم دوناً عن باقي لغات العالم. ومع وصول منهجيات التواصل ثم هيمنتها الكاملة سرعان ما أصبحت الترجمة من الماضي جنباً إلى جنب مع الأدوات التقليدية الأخرى، مثل: الإملاء، والقراءة بصوتٍ عالٍ، والتدريبات.

ومع ذلك، عادت هذه الأنشطة وغيرها من الأنشطة المهجورة الآن لتصبح سمةً من سمات العديد من الفصول الدراسية التواصلية، والوسائل المساعدة الناجحة للتعلم على الرغم من تغيير نهج استخدامها، وتنتقل أنشطة الترجمة الحديثة عادةً من اللغة الأولى إلى اللغة الثانية، ولها أهدافٌ تواصليةٌ واضحة، وعمقٌ معرفيّ حقيقي، وتحتوي على مستويات تحفيزٍ عالية.

تاريخ الترجمة في منهجيات تدريس اللغة الإنكليزية

كما ذكرنا سابقاً، كانت الترجمة أساس تدريس اللغة لفترةٍ طويلةٍ جداً ثم تمّ رفضها مع ظهور منهجياتٍ جديدة. لقد كانت عنصراً أساسياً في طريقة الترجمة النحوية المستمدة من الطريقة الكلاسيكية لتدريس اليونانية واللاتينية، ولكن لم تكن هذه التجربة التعليمية إيجابيةً بالنسبة للكثيرين. بالإضافة إلى ذلك، كانت طريقة ترجمة النصوص الأدبية والتاريخية كاملةً كلمةً بكلمة، لذلك من غير المستغرب أن تحاول المنهجيات الجديدة تحسين هذا الأمر ثم ظهرت الطريقة المباشرة أو الطبيعية التي تمّ تأسيسها في ألمانيا وفرنسا حوالي 1900، وكانت بمثابة استجابةٍ للمشاكل الواضحة المرتبطة بطريقة الترجمة النحوية.

ففي الطريقة المباشرة، يتجنب المعلمون والمتعلمون استخدام اللغة الأم للمتعلمين، ويستخدمون اللغة الجديدة الهدف فقط. ومثل الطريقة المباشرة، حاولت الطريقة الصوتية اللغوية اللاحقة تدريس اللغة مباشرةً دون استخدام اللغة الأولى لشرح العناصر الجديدة، كما ابتعدت أيضاً المنهجيات الإنسانية اللاحقة، كالطريقة الصامتة، والاستجابة الجسدية الشاملة، والأساليب التواصلية عن اللغة الأولى، ومن هنا نشأت العديد من الاعتراضات على الترجمة بسبب المشكلات المحتملة المتعلقة باستخدامها، والنظر في التأثير السلبي المحتمل على المتعلمين والمعلمين.

مشكلات الترجمة التي تتعلق بالمتعلمين

1- الترجمة لا تعلم المتعلمين كيفية استخدام اللغة.

2- الترجمة تشجع المتعلمين على استخدام اللغة الأولى لفتراتٍ طويلةٍ من وقت الفصل الدراسي، عندما يكون هدف التدريس الحديث هو إزالتها من الفصل الدراسي تماماً.

3- قد لا تكون المهارات التي تنطوي عليها الترجمة مناسبةً لجميع أنواع المتعلمين، فقد تكون أفضل للمتعلمين الذين يفضلون استراتيجيات التعلم اللفظي واللغوي، وقد لا تكون مناسبةً للمتعلمين الصغار ذوي المستويات الأدنى.

4- قد لا ينظر المتعلمون إلى الترجمة على أنها مهارةٌ تساعدهم على تعلم اللغة الإنكليزية مثلاً، بل ينظرون إليها على أنها مهارةٌ اختصاصيةٌ وصعبة.

5- الترجمة مهارة صعبة، ويجب القيام بها بشكلٍ جيدٍ حتى تكون فعالة، لذلك يتوجب على المعلمين والمتعلمين الاهتمام ليس بالمعنى والمحتوى فحسب، بل أيضاً بالصياغة والأسلوب، وهذا ليس بالأمر السهل.

مشكلات الترجمة التي تتعلق بالمعلمين

1- تتطلب فعاليات الترجمة فئةً متحمسةً من المعلمين.

2- يحتاج المعلم إلى معرفةٍ متطورة باللغة الأولى وثقافتها، لأنه بدون هذه المعرفة يمكن أن يخلق مشاكل أكثر من الفوائد أثناء الترجمة.

3- بناءً على ذلك إذا استخدم المعلم اللغة الأولى في نشاط الترجمة، فقد يؤدي ذلك إلى إفساد مهمته في الحفاظ على بيئةٍ ناطقةٍ باللغة الجديدة في الفصل.

4- تعتبر أنشطة الترجمة صعبة الإعداد، وتتطلب الكثير من التحضير.

5- الترجمة بحكم تعريفها مرتبطة بالنص، وتقتصر على مهارتي القراءة والكتابة، وهذا يجعل من الصعب التقيد في العديد من الفصول الدراسية بقيودٍ زمنية.

6- تستغرق الترجمة وقتاً طويلاً لأنها صعبة، ولكن يجب أن يكون المعلم مؤهلاً حتى يتمكن من إدارة الأنشطة بشكلٍ جيد.

طرق الترجمة ذات التأثير الإيجابي

يرى العديد من معلمي ومنظري تدريس اللغة الإنكليزية الآن صحة وقيمة الترجمة كنشاطٍ في الفصول الدراسية التواصلية وبناءً عليه:

1- تمّ تصميم أنشطة الترجمة بشكلٍ جيد في الفصل الدراسي، ويمكن من خلالها ممارسة المهارات الأربع والأنظمة الأربعة. أما بالنسبة للكفاءة التواصلية، فإنها تتطلب الدقة، والوضوح، والمرونة لإيصال المقصود.

2- إن الترجمة بطبيعتها نشاطٌ تواصليٌّ للغاية، ويكمن التحدي في استغلال جميع إمكانيات التواصل أثناء النشاط، والتأكد من أن المحتوى الذي يتمّ توصيله ملائم.

3- يمكن ممارسة أنشطة الترجمة في مجموعات، مما يشجع المتعلمين على مناقشة معنى اللغة، واستخداماتها من خلال عملية الفهم ثم البحث عن مرادفاتٍ في لغةٍ أخرى.

4- الترجمة هي إستراتيجيةٌ تُستخدم بشكلٍ متكرر، لذلك يجب دعم المتعلمين في تطوير هذه المهارة بالطريقة الصحيحة من خلال مناقشة دورها.

5- الترجمة هي نشاطٌ طبيعيٌّ وواقعي، وهي ضروريةٌ بشكلٍ متزايدٍ في البيئة التعليمية، حيث يحتاج العديد من المتعلمين الذين يعيشون في بلدانهم أو في بلدان جديدة إلى ترجمة اللغة بشكلٍ يومي ورسمي وغير رسمي، ويزداد هذا أهميةً مع الأهمية المتزايدة للمعلومات عبر الإنترنت.

6- يمكن أن تكون الترجمة داعمةً لعملية الكتابة، خاصةً في المستويات الدنيا، وقد أظهرت الأبحاث أن المتعلمين قادرين على الوصول إلى المزيد من المعلومات في اللغة الأولى الخاصة بهم، والتي يمكنهم بعد ذلك ترجمتها.

7- إن مناقشة الاختلافات والتشابهات بين اللغتين، اللغة الأم واللغة الجديدة، تساعد المتعلمين أثناء عملية الترجمة على فهم التفاعل بين اللغتين، والمشاكل الناجمة عن الترجمة لديهم، كما تساعد المتعلمين على تقدير نقاط القوة والضعف في اللغتين.

8- يمكن للمدرسين تركيز أنشطة الترجمة على أهداف تعليمية محددة للغاية، مثل: استخدام بعض المفردات أو التركيز على بعض النقاط والأساليب النحوية، وما إلى ذلك، كما أنها تناسب العمل مع أدواتٍ أخرى، مثل: البريد الإلكتروني، وصفحات الويب الخاصة بالفصل الدراسي.

9- يعدُّ تطوير مهارات الترجمة جزءاً طبيعياً ومنطقياً للوصول إلى مستوياتٍ أعلى، وتعدُّ القدرة على القيام بذلك أمراً محفّزاً للغاية.

مناهج الفصول الدراسية

تعتبر الترجمة نشاطاً يصعب إعداده، فهناك جوانب عديدة لتصميم المهام وتشغيلها:

1- التأكد من توفر القواميس والمصادر.

2- من الضروري التخطيط بعناية، وبشكلٍ كامل، وتحديد الأهداف الصحيحة مع التأكد من الموارد المصدرية.

3- محاولة دمج الترجمة مع ممارسة المهارات والأنشطة الأخرى حيثما أمكن.

4- التعرف على المشكلات المرتبطة بالمناهج التقليدية للترجمة، وإيجاد حلولٍ لها.

5- العمل في مجموعات، والحفاظ على عنصر التواصل حيثما أمكن.

تأثير الترجمة على تعلم اللغة لدى طلاب اللغة الإنكليزية كلغةٍ ثانية

كشفت الدراسات الدور الكبير الفعال الذي تلعبه خدمات الترجمة في تعليم اللغة، وخاصةً بالنسبة للطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنكليزية كلغةٍ إضافية، حيث أظهرت دراسة الحالة أن الترجمة تساعدهم على فهم اللغة بشكلٍ أفضل، وتعزز لديهم عملية التعلم الشاملة لمادة اللغة الإنكليزية كلغةٍ ثانية.

فعالية الترجمة الآلية في تعليم اللغات الأجنبية

لقد أُجريت مراجعة منهجية وتحليلية حول فعالية الترجمة الآلية في تعليم اللغات الأجنبية، ووجدت أن استخدام أدوات الترجمة الآلية أدى إلى تحسين جودة تعلم اللغة بشكلٍ كبير، وخاصةً في مهارات الكتابة. وسلطت الدراسة الضوء أيضاً على القبول المتزايد على الترجمة الآلية، وتأثيرها الايجابي في البيئات التعليمية، مما يشير إلى تطور الإدراك والتفاعل المجدي بين الطلاب والمعلمين، وقد تمّ نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة (تعلم اللغات بمساعدة الكومبيوتر). [1]

المراجع البحثية

1- Kaye, P. (2016). Translation activities in the language classroom . British Council. Retrieved May 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.