Skip links
تلاميذ يجلسون على كراسي ضمن قاعة صفية وينظرون لمعلمتهم التي تمسك بزجاجة مخبرية فيها سائل أحمر

علم النفس التربوي – نظرياته، موضوعاته وما أهميته؟

الرئيسية » المقالات » علم النفس » علم النفس التربوي – نظرياته، موضوعاته وما أهميته؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو علم النفس التربوي؟

هو علمٌ يهتمّ بدارسة طرائق وأساليب التعليم، وكيفية الحصول على المعلومات، وإجراء البحوث حولها، بالإضافة إلى أنه يهتمّ بالفروق الفردية، وما يميز كل فردٍ عن آخر بما في ذلك تقنيات التعلم الحديثة، وطريقة إسقاطها على الفرد، والكشف عن المتغيرات المعرفية، والسلوكية، والاجتماعية، والعاطفية لديه، وتأثيراتها عليه، كما يركز علم النفس التربوي على عملية التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة، ويشمل هذا المجال مجموعةً من التخصصات الأخرى، ومنها علم النفس التنموي، وعلم النفس السلوكي، وعلم النفس المعرفي. [1]

ما هي نظريات علم النفس التربوي؟

توجد نظريات متنوعة، ومنها: [2]

1- السلوكية

تدل على أن جميع ما يقوم به الإنسان من أفعال وسلوكيات هي نابعة من تفاعله مع البيئة لأن المحيط هو المحرك الأول لها، وتعديله يؤدي حتماً إلى تعديل التربية والسلوك، ويستخدم الاتجاه السلوكي في بعض الأحيان المحفزات الإيجابية والسلبية، وعلى سبيل المثال: مكافأة الطالب الذي يؤدي وظائفه يومياً بشكلٍ جيد جداً سيشجع الطالب المهمل على الالتزام والدراسة.

2- المعرفية

تحفّز المعرفة في علم النفس التربوي على آلية التفكير الناقد، وفهم نقاط القوة والضعف لدى الطالب، والمصاعب التي يواجهها في عملية التعلم، ويساعد إدراك ذلك في تعزيز مشاركة الطلاب، وتشجيعهم على الدراسة، وإرشادهم إلى طرائق معينة للتخلص من التوتر أو القلق أثناء القراءة والامتحانات، وأيضاً في المشاركات الصفية.

3- النظرية الاجتماعية المعرفية

أكدت هذه النظرية على أن عملية التعلم تحدث في نطاقٍ اجتماعي حصراً، والتعليم يتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية للفرد وما يحيط به من أفكار، بالإضافة للتفاعل الاجتماعي بين الأقران، فجميع ما ذكر له تأثير قد يكون إيجابياً، وقد يكون سلبياً على تلقي التعليم.

4- النظرية البنائية

يصبُّ الاهتمام في هذا الجانب على كيفية بناء الفرد لمعرفته حول العالم، وكيف تؤثر هذه المعرفة على العلم الذي نتلقاه، حيث يوجد الكثيرون ممن استغلوا معارفهم في تحقيق أنفسهم، وتطوير قدراتهم، وفي ذات الوقت هنالك من استغلها بشكلٍ خاطئ.

5- النظرية التجريبية

يوضح أن تجارب الفرد تؤثر وبشكلٍ كبير على طريقة تحليله وفهمه للمعلومات، ويأخذ هذا المنهج بعين الاعتبار مشاعر الشخص وأفكاره، وأحاسيسه، ويتشابه فيهم مع النظرية المعرفية والبنائية.

ما هي مواضيع علم النفس التربوي؟

يتعمق علماء النفس التربوي للكشف عن بعض المجالات الخاصة في مواضيع الدراسة بهذا العلم ليشمل ما يلي: [3]

1- تكنولوجيا التعلم

تطورت طرق التعليم، وأصبح استخدام التكنولوجيا حاجةً ماسةً في تلبية حاجات المعلم وطلابه، على سبيل المثال: استخدام شاشات لمسية لشرح الدرس بدلاً من اللّوح والأقلام، وتخصيص جهازٍ لوحي لكل طالبٍ بدلاً من الكتب والدفاتر.

2- التصاميم التعليمية

تصميم مواد تعليمية فعّالة في مواكبه كل ما هو جديد من طرق وأساليب تقنية تعليمية.

3- التعليم الخاص

فتح باب الاستقبال لجميع الطلبة الذين يحتاجون إلى عنايةٍ خاصة، ومن الممكن أن يكونوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك من المهمّ الاهتمام بهذا القطاع.

4- تطوير المناهج الدراسية

من المهمّ إخضاع المعلم لدوراتٍ تأهيلية مطورة لتتناسب خبراته مع المنهج الموضوع سواءً في التربية، أو الإرشاد، أو التعليم.

5- التعلم التنظيمي

دراسة كيفية نقل الإفادة للآخرين في قطاع العمل، على سبيل المثال: قد يكتسب الموظف في قسم المواد البشرية خبرات المحاسبة فقط من خلال ممارسته لهذا المهنة، وتطوير نفسه بها.

6- المتعلمون الموهوبين

ويتمّ تحديد الطلاب الموهوبين من قبل معلميهم، ومن ثم العمل معهم لتطوير إمكانياتهم، ودرجات ذكائهم من خلال اختبارات معينة ومحددة تناسب مستواهم العمري والفكري لضمان التقدم في ذلك.

ما هي أهمية علم النفس التربوي؟

1- يفيد علم النفس في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات المفيدة

عن طريق استخدام البعض من المفاهيم والنماذج والنظريات التي تحفز الذكاء والذاكرة لدى الطلاب، وتساعد في إكسابهم مهارة حل المشكلات، وبالتالي تحسن من أدوار مشرفي عملية التعلم ومساعديهم من قسم الإرشاد، وتعرفهم أكثر على كيفية إنشاء التطبيقات الخاصة لطلابهم، واكتشاف نقاط الضعف والقوة لديهم، والعمل معهم وقفاً للتخصصات التي تناسب درجات ذكائهم، وتطويرها تبعاً لذلك.

2- يساعد في اختيار طرق التعليم المناسبة والمتقدمة

حيث يتمّ استخدام طرق التعليم بما يتناسب مع احتياجات الطالب، ويمكن من خلالها أن يحدد علم النفس التربوي أفضل خطة أو استراتيجية يتبعها المعلمين من أجل التعليم وبشكلٍ سليم، لأن الفهم الصحيح للطلاب يساعد في تنظيم أفضل الأساليب لضمان حصولهم على أفضل خدمات التعليم المتنوعة.

3- فهم الفروق الفردية

يدرك هذا العلم أن جميع الطلاب لديهم قدرات متنوعة ومهارات مختلفة عن بعضهم البعض، كما يحتاج المعلمون إلى إدراك وفهم خصائص واحتياجات الطلبة، بالإضافة إلى معرفة درجة الاستيعاب لديهم، فكلما زادت عملية تقييم وتوفير احتياجات الفرد كان خلق البيئة المواتية للتعليم أفضل وأسهل بالنسبة لجميع الكوادر التدريسية.

4- معرفة كل ما هو مهم وأساسي في عالم التدريس

يستبعد علم النفس كل ما هو غير صحيح عن مناهج وأساليب التعلم، ويركز فقط على توفير المعلومات الحديثة للمعلمين، والعمل على تطوير مهاراتهم أيضاً، حيث يستبعد علم النفس أي من النظريات أو الآراء غير الدقيقة، والتي تعتمد مثلاً على وجهات النظر الشخصية أو التوقعات والآراء الفردية، بالتالي يعمل على تحسين جودة التعليم للطرفين، والاستمرار في الإفادة بشكلٍ دائم.

5- تقييم مخرجات الطالب

التقييم يعدُّ من أصعب المراحل التي يقوم بها المعلم مع طلابه لأنه يعتمد على نجاح الطالب أو فشله، ومن أجل إجراء عملية القياس لابدّ من دراسة العلاقة بين سلوك وطرق المعلم، ونتائج الطالب ودرجاته، حيث يساعد ذلك على تحديد أفضل الوسائل التي تقيّم قدرات التلميذ ومهاراته، ومن ثم تصميم الاختبارات بما يليق بمستوى الطلاب. [4]

ما الخدمات التي يعمل علم النفس على تقديمها؟

يقدم علم النفس مجموعةً من الأشياء التي تعدُّ مهمةً جداً في مجال التعليم والتدريس، ومنها: [5]

1- تصميم المنهج

حيث يعمل مصممي المناهج مع أصحاب المدارس والمنظمات لإنشاء أنظمةٍ تعليمية فعّالة، ويمكن لعلماء النفس أن يساهموا في تصميم المناهج التربوية، وذلك من خلال تحليل البرامج التدريسية الحالية القديمة، ومعرفة ما يمكن تطويره لتحسين المنهاج.

2- وضع الاختبار الموحد

لعلماء النفس دورٌ في تقييم المؤسسات التعليمية التي تعاني من نتائج الاختبارات، وبالتالي المساعدة في تحسين نوعية البرامج العلمية وجودتها، وتحديد الفجوات التي تحتاج للردم والمعالجة، مما ينعكس وبشكلٍ إيجابي على تطوير عملية الاختبارات، وبشكل موحد ومرتبط بتطورات العصر الراهن بالإضافة لمراعاة مستويات الطلاب جميعاً بدءاً من الضعيف وصولاً إلى المتفوق.

3- تدريب المعلمين

يمكن لعلماء النفس إجراء تدريبٍ لتطوير وتحسين قدرات المعلمين، مما يساعد على فهم القدرات المعرفية والعقلية لدى الطلاب، وبالتالي التعزيز من الاستراتيجية التعليمية والتنموية للمعلمين، الذي بدوره سيشجع الطالب على التفوق أكثر.

المراجع البحثية

1 MSEd, K. C. (2022b, November 8). What is educational psychology?. Verywell Mind. Retrieved May 14, 2024

2- Grucza, A. (2022, May 31). What is educational psychology? . WebMD. Retrieved May 14, 2024

3- Educational psychology promotes teaching and learning. (n.d.). Retrieved May 14, 2024

4- Sinha, P., & Sinha, P. (2024, January 24). 8 Benefits of Educational Psychology to the Teacher. Classplus Growth Blog. Retrieved May 14, 2024

5- Along. (2023, September 30). Characteristics, importance, Role of educational psychology. Medium. Retrieved May 14, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.