تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو علم النفس الاجتماعي؟

فرعٌ من فروع علم النفس ومحور أساسي منه، ظهر في بداية القرن العشرين، وأخذ بالتطور، وركز على دراساتٍ عديدة من نواحي الجماعة والسلوك والتأثيرات المشتركة بينهما على الفرد والمجتمع، فهو يختص بدراسة ومعالجة السلوك العام للإنسان، بالإضافة للبحث في تفاعل الآخرين مع البيئة، وفهم التغييرات السلبية والإيجابية التي تنتج عن ذلك غير أنه يهتمُّ بالتعرف على الخصائص النفسية للجماعات، والتحقق من الأساليب السلوكية التفاعلية التي تربط الطبقات الاجتماعية ببعضها. ^[1]

ما هي مجالات علم النفس الاجتماعي؟

يركز هذا العلم على أكثر من مجال هام نذكر منها: ^[2]

1- الذكاء الاجتماعي

سرعة الإدراك والبديهة التي تسمح للفرد بالردّ على جميع المواقف السلبية أو الإيجابية بفطنة وقوة، ويرتبط هذا النوع ارتباطاً وثيقاً بعلم النفس المعرفي الذي يسمح للجماعة بالاستمرار، ومتابعة ما يقومون به دون الحاجة للتوقف أو سماع انتقادات الغير، فهم لا يهتمون لتفسير كل ما يحصل لمن حولهم، بالإضافة للتركيز على تطوير التفكير والوعي لدى كل الأفراد.

2- دراسة تغيرات السلوك والمواقف

يعتبر من أحد أهمّ مجالات البحث الاجتماعي لأنه يوفر دراسةً شاملةً للسلوك البشري، وبشكلٍ دقيق، ويهتمّ بمكوناته، وشرح كيفية تطور الممارسة السلوكية، وتغيرها مع الزمن، وقد عمل الباحثون على تحديد ثلاث مكونات رئيسية تؤثر على المواقف، والتي هي:

– العاطفة.

– السلوك والأداء.

– العقل والمعرفة.

حيث تستخدم هذه العناصر للإجابة على عدة تساؤلات، ومنها: كيف يشعر الفرد، وما هي طريقة تفكيره، ولماذا قام بهذا الفعل.

3- توضيح العنف

ما هو العنف وأسبابه، وما الذي يجعل المجتمع يندفع للقيام بالجرائم والأعمال الشنيعة ضدّ البعض في حين أنه يوجد من يرفض هذا السلوك تماماً، ولقد اهتمّ علماء النفس الاجتماعي بالإجابة على عدة أسئلة تخص هذا المجال، ولم يتوصلوا حتى الآن إلى جوابٍ مقنع يبرر استخدام الإنسان للقتال، ويوضح سبب انخراط الناس في الممارسات العدوانية، ويتناول هذا المجال الاهتمام بالبحث عن العوامل التي تؤدي للعدوان، وتسبّب الأزمات والحروب بما في ذلك المتغيرات الاجتماعية، والإعلامية، والبيئية.

4- السلوك الإيجابي الاجتماعي

هو مجال بحثي مهمّ يتناول جميع السلوكيات الاجتماعية الجيدة التي يقوم بها الفرد، وتتضمن التعاون، والمساندة، والمحبة، والتآلف، ويبحث عالم النفس الاجتماعي في هذه المواضيع عن عدة أسباب تبرهن الغاية من مساعدة الآخرين لشخص مريض، وكذلك أسباب رفض البعض قبول المساعدة من أحد.

5- التمييز الاجتماعي والتحيز

لا تخلو أي جماعة من هذه الصورة النمطية التي تجعل الآخرين ينحازون إلى شخصٍ واحد أو يميلون لتفضيله عن غيره، والسبب في ذلك قد يكون امتلاكه لمقوماتٍ مادية أو سماتٍ شخصية قوية، وكاريزما جذابة تجعل معايير قبوله ممن حوله عالية جداً، وذلك لا يمكن تصنيفه أنه شيء سلبي، ولا حتى إيجابي، بل هو بين الاثنين، تبعاً لوجهات نظر كل أحد، لا يمكننا مساواة الآراء، وتبقى التنافسية والتغلب على الآخر، ونيل ما بحوزته، ولفت الانتباه، وسرقة الأضواء منه، فالتميز غاية ورغبة في عقل كل فرد.

6- الهوية الاجتماعية للفرد

توضح كيف يتعرف الإنسان على ذاته، ويكتشف ميوله وصفاته، وكيف تؤثر الهوية الذاتية على التفاعلات الاجتماعية المحيطة، ويهتمّ علماء النفس الاجتماعي بدراسة تأثير التصورات الداخلية على العالم الخارجي، فكل فرد له نمط محدد في التربية والتفكير، وعلى أساس ذلك يتعامل مع الجميع، وهنا يكمن الاختلاف، وقد تمّ التوصل حديثاً إلى أن الوعي الذاتي وتقدير النفس، والتعبير عنها بحرية، ومعرفة الحدود الاجتماعية أحد أهم العوامل التي تجعل التجارب الاجتماعية ناجحة.

أهمية علم النفس الاجتماعي

1- علم النفس الاجتماعي والصحة النفسية

يساهم هذا العلم وبشكلٍ كبير في معالجة بعض الاضطرابات النفسية، كالاكتئاب أو الرهاب، القلق، والتوتر إضافةً إلى الفصام، حيث أصبح علماء النفس الاجتماعيون على تعاونٍ عميقٍ مع علماء النفس، والسبب الذي أدى لهذا الاندماج هو أن معظم المشاكل والأمراض لها أسباب نفسية واجتماعية، ولا مانع من مساهمة هذين العلمين مع بعضهما البعض واشتقاق المناسب منهما لمعالجة الحالات المرضية.

2- علم النفس الاجتماعي والعلم

يلعب دوراً في تحسين تقنيات وممارسات التدريس، ويدخل في مساعدة المعلمين على إجراء اختبارات الذكاء، والكشف عن جميع المستويات، كما يساعد على تمتين العلاقة بين الطالب والمعلم، والمهمة الأساسية لعلم النفس الاجتماعي في هذا المجال هي الإشارة والتنويه إلى أوجه القصور في المدارس والجامعات، وذلك لجعل البيئة ملائمةً أكثر لتلقي التعليم.

3- علم النفس الاجتماعي والصناعة

له أهمية في ميدان الصناعة من ناحية دوره في جعل بيئة العمل مريحةً، والدخل الجيد، وتعزيز علاقة الموظفين مع بعضهم البعض، ويتمّ خضوع بعض من أصحاب المصلحة في الصناعات لتدريب من قبل أخصائيين اجتماعيين، وذلك لتعليمهم أصول الدمج الاجتماعي، والتفاعل مع الأقران، والتعرف على مهارات التواصل، وكيفية استخدامها.

4- علم النفس الاجتماعي وتنمية الشخصية والمعرفة

يوفر وبالتعاون مع علم النفس الأسري بعض من التوجيهات والإرشادات فيما يخص عالم التربية والأطفال، بالإضافة لمواضيع متعلقة بالزوجين، حيث إنه يتعمق في هذه الأمور جميعها، ويشكل حلول لبعض المشكلات فيها، وبالأخص إذا تعلقت بأمور الزواج والطلاق، ويبقى البحث في النهاية جوهرةً أساسية لهذا العلم بغض النظر عن إمكانية تطبيقه على أرض الواقع، فتعدد مجالاته وممارساته جعلته مصدراً ضخماً للمعارف السلوكية، والإدراكية، والشخصية، والتفاعلية، إضافةً لأنماط البيئة والشخصيات. ^[3]

ما هي أهداف علم النفس الاجتماعي؟

1- فهم السلوكيات الاجتماعية للآخرين، والتعرف على أسباب حدوثها، والعوامل التي أثرت فيهم، وأدت لتشكيل ردات الفعل هذه.

2- التنبؤ بسلوكيات الفرد اللاحقة من خلال التعرف على شخصيته، ويتمّ بعدها تحليل كل ما يخصه من أفكار ورغبات.

3- ضبط السلوك الاجتماعي المنحرف، والتحكم فيه، والقيام بتعديله وتحسينه إلى ما هو مرغوب فيه. ^[4]

ما هي نظريات علم النفس لاجتماعي؟

1- نظرية الإسناد

هي العملية التي يقوم بها الفرد بتبرير أفعاله وتصرفاته، وإسنادها إلى أسباب محددة.

2- نظرية النفور المعرفي

يحدث التنافر عندما يتمّ دراسة سلوك الفرد، والوقوع بعدها في خيارين متضادين، وما ينتج بعدها هو حالة من انعدام الراحة، ووجود تغير في السلوك.

3- نظرية القيادة

تقوم على فكرةٍ مفادها أن جميع البشر يولدون ولهم احتياجات ورغبات معينة يجب عليهم إشباعها، والحصول عليها، وفي حال لم يتمّ الحصول عليها سيصبح لديهم دوافع وقوى كامنة لتحقيق هذه الأشياء.

4- نظرية التطور

ومعناها أن الأفراد جميعهم يتطورون من خلال الذاكرة، واللغة، والتعلم، والإدراك، ويحدث حينها أن البشر يتكيفون مع بيئتهم بهدف حل المشاكل التي تواجههم.

5- نظرية الإدراك الذاتي

وهي دراسة الفرد لسلوكه الخاص، ومعرفة سبب القيام به، وبالتالي يولدون ردة فعلٍ مناسبةٍ لهذا السلوك.

6- نظرية التعلم عن طريق المراقبة

الإنسان كائن متطور، فمن الطبيعي أن يتعلم سلوكياته من خلال مراقبة الآخرين، وتقليدهم سواءً في تصرفاتهم أم شخصياتهم، وذلك من خلال تكرار المراقبة.

7- نظرية المقارنة الاجتماعية

هي النظرية التي تقوم على طريقة مقارنة الفرد ذاته وميوله ورغباته بالآخرين.

8- نظرية الهوية الاجتماعية

تعني أن الفرد بحاجة إلى هوية يختلط بها في المجتمع، وتطبق عليه معايير القبول فيه من خلالها. ^[5]