Skip links
ولد وبنت يرتدون جاكيت صفراء اللون يجلسون على الأرض ويشاهدون أفلام كرتون على شاشة تلفاز ضخمة

أفلام الكرتون – كيف تختار المناسب لطفلك وما تأثيرها على الأطفال؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » أفلام الكرتون – كيف تختار المناسب لطفلك وما تأثيرها على الأطفال؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أفلام الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون هي أعمالٌ سينمائيةٌ ساحرة تستخدم التقنيات الرقمية لإنشاء عوالم خيالية، وشخصياتٍ مثيرةٍ للاهتمام، يمتدُّ تاريخها لعقودٍ من الزمن، وقد أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة السينما والترفيه. تتميز أفلام الكرتون بأنها تستهدف جمهوراً واسعاً من الأعمار، حيث يمكن للأطفال والبالغين على حدٍّ سواء الاستمتاع بها، وفي هذا المقال سنتناول علاقة الأطفال بأفلام الكرتون، وكيفية تأثيرها عليهم.

لماذا ينجذب الأطفال إلى أفلام الكرتون؟

1- الرسوم المتحركة والألوان الزاهية

تعتبر الرسوم المتحركة جذابةً للأطفال نظراً لتفاعلها، وحركتها الممتعة، وتستخدم الألوان الزاهية والمشرقة التي تجذب انتباه الأطفال، وتثير حواسهم.

2- الشخصيات الجذابة

تضمُّ أفلام الكرتون شخصياتٍ محببةً ومميزةً تتمتع بصفاتٍ فريدةٍ تمكن الأطفال من الشعور بالتعاطف والتواصل مع هذه الشخصيات، وتجعلهم يستمتعون بمغامراتها، والتعرف على شخصياتها المختلفة.

3- القصص البسيطة

 تقدم أفلام الكرتون قصصاً سهلة الفهم، ومبسطةً تناسب قدرات الأطفال.

4- العناصر المرئية والموسيقى

يحتوي العديد من أفلام الكرتون على عناصر مرئية مبهجة، مثل: الرقصات والحركات الجذابة، والأغاني الممتعة، التي تساعد على جذب انتباه الأطفال، وإشراكهم في القصة، وتجعلها تبدو أكثر متعةً وتشويقاً.

5- العوالم الخيالية

أفلام الكرتون تنقل الأطفال إلى عوالم خياليةٍ ساحرةٍ ومدهشة، وتتضمن هذه العوالم المخلوقات الغريبة والمناظر الطبيعية الملونة، والمليئة بالمغامرات، حيث يستطيع الأطفال من خلالها الهروب من الروتين اليومي، والاستمتاع بالتخيل، والإبداع في هذه العوالم الساحرة.

6- الترفيه والضحك

تحتوي أفلام الكرتون على لحظاتٍ مضحكة، ونكاتٍ تسبّب الضحك، وتبعث البهجة في قلوب الأطفال، فالضحك والترفيه يعدان جزءاً مهماً من تجربة المشاهدة، ويزيدان من المتعة.

في أي عمرٍ يمكن للطفل مشاهدة أفلام الكرتون؟

1- الرضع (حتى عمر 2 سنة)

في هذه المرحلة العمرية الصغيرة يكون تركيز الرضع على التفاعل الحقيقي، والتواصل المباشر مع العالم المحيط به، قد يستمتعون بالرسوم المتحركة البسيطة والملونة ذات الحركة البطيئة والأصوات اللطيفة، ولكن من المهمّ أن يكون الوقت المخصص للشاشة محدوداً جداً، وتحت إشراف البالغين.

2- الأطفال الصغار (من 2 إلى 5 سنوات)

في هذه المرحلة يبدأ الأطفال في تطوير قدراتهم اللغوية، والمعرفية، والاجتماعية بشكلٍ متزايد، وهذا يمكنهم من الاستمتاع بأفلام الكرتون البسيطة والمرحة التي تعرض قصصاً بسيطة، وشخصياتٍ سهلة التعرف عليها، ويجب أن يكون ذلك أيضاً لفتراتٍ محدودة وقصيرة في اليوم، وبحضور الأهل الذين يمكنهم التفاعل مع الطفل أثناء مشاهدته، مما يجعل الأمر أكثر فائدةً ومتعة.

3- الأطفال الأكبر سناً (من 6 سنوات فما فوق)

في هذه المرحلة، يصبح الأطفال أكثر تطوراً في فهم القصص المعقدة، والشخصيات المتنوعة، لذا يمكنهم الاستمتاع بأفلام الكرتون التي تحتوي على مغامراتٍ مشوقة، وقصصٍ معقدةٍ بشكلٍ أكبر، يمكنهم أيضاً الاستفادة من الأفلام التي تقدم مفاهيم تعليمية وتربوية، وذلك كله طبعاً لفتراتٍ محددة ومدروسة من قبل الأهل.

كيف يمكن للأهل اختيار أفلام الكرتون المناسبة للطفل؟

يمكن للأهل اتباع بعض الخطوات لاختيار أفلام الكرتون المناسبة لأطفالهم:

1- فحص التصنيف العمري

يجب التحقُّق من التصنيف العمري للفيلم، حيث يجب أن يرفق مع الفيلم إرشادات حول الفئة العمرية المناسبة لمشاهدته، ويعتبر هذا المعيار أحد الأدلة الرئيسية لاختيار الأفلام المناسبة.

2- مراجعة المحتوى

يجب القيام بمراجعة محتوى الفيلم للتأكد من أنه مناسبٌ لوعي ونضج الطفل، والتحقُّق من وجود أي مشاهد عنفٍ مفرط، أو محتوىً غير لائق، أو سلوكياتٍ غير ملائمة، وقيمٍ غير أخلاقية.

3- قراءة المراجعات والتقييمات

من المفيد قراءة المراجعات والتقييمات حول الفيلم من مصادر موثوقة، حيث يمكن البحث عبر الإنترنت عن مراجعات الفيلم أو الاستعانة بمواقع خاصة تقدم تقييما للأفلام المناسبة للأطفال.

4- الاستشارة والمناقشة

يجب على الأهل تقديم استشاراتٍ لأطفالهم حول الأفلام التي يمكن أن يشاهدونها، وسؤالهم عن اهتماماتهم، وما يحبونه، والاستماع إلى آرائهم، يمكنهم أيضاً مناقشة المفاهيم الأخلاقية أو القيم التي تظهر في الفيلم، وتوضيحها لهم.

5- الحدود الزمنية

من الضروري تحديد وقتٍ محدّدٍ لمشاهدة الأفلام والشاشات بشكلٍ عام، حيث يجب أن يكون هناك توازنٌ بين الوقت المخصص للشاشة والأنشطة الأخرى، مثل: اللعب، والقراءة، والتفاعل الاجتماعي.

ما هي تأثيرات أفلام الكرتون الإيجابية على الطفل؟

قد تحمل أفلام الكرتون تأثيراتٍ إيجابيةٍ على الأطفال، وتشمل بعض هذه التأثيرات:

1- تعزيز الخيال والإبداع

تساعد أفلام الكرتون الأطفال على تنمية خيالهم وإبداعهم، حيث تعرض لهم عوالم خيالية، وشخصياتٍ فريدة، مما يشجعهم على استكشاف أفكارٍ جديدة، وتطوير قدراتهم الإبداعية.

2- تعلم القيم والمفاهيم الأخلاقية

تعرض أفلام الكرتون للأطفال مواقف وقصصاً تحمل قيماً أخلاقية، مثل: الصداقة، والإخلاص، والشجاعة، والعدل، حيث يمكنهم استخلاص الدروس المهمة من هذه القصص، وتطبيقها في حياتهم اليومية.

3- تعزيز المهارات اللغوية والاجتماعية

قد تساعد مشاهدة أفلام الكرتون الأطفال في تطوير مهاراتهم اللغوية من خلال متابعة مهارة الشخصيات الكرتونية في اللغة والتحدث بطلاقة، كما قد تعرض هذه الأفلام نماذج اجتماعية، وسلوكياتٍ إيجابية يمكنهم تعلمها وتقليدها.

4- توسيع المعرفة والثقافة

تعرض أفلام الكرتون الأطفال عوالم وثقافات مختلفة، مما يساهم في توسيع آفاقهم، ومعرفتهم بالعالم من حولهم، كما يمكن للأطفال أن يتعرفوا على عاداتٍ وتقاليد مختلفة، ويكتسبوا فهماً أكبر للتنوع والاحترام للآخرين.

5- تطوير المشاعر والعواطف

تقدم أفلام الكرتون للأطفال تجارب مشاعر مختلفة، مثل: الفرح، والحزن، والملل، والخوف، حيث يمكن للأطفال التعاطف مع الشخصيات، وفهم المشاعر المختلفة، مما يساعدهم على تعزيز التحكم في عواطفهم، وتعلم كيفية التعامل معها.

ما هي تأثيرات أفلام الكرتون السلبية على الطفل؟

رغم أن أفلام الكرتون قد تحمل تأثيراتٍ إيجابيةٍ على الأطفال، إلا أنه يجب أخذ بعض التأثيرات السلبية في الاعتبار أيضاً، ومنها:

1- العنف والعناصر المخيفة

قد تحتوي بعض أفلام الكرتون على مشاهد عنفٍ متواجدةٍ بشكلٍ زائد أو عناصر مخيفة قد تسبّب الرعب لدى الأطفال الصغار، حيث يؤدي التعرض المتكرر لهذه المشاهد إلى زيادة التوتر والقلق لدى الأطفال.

2- السلوكيات غير الملائمة

قد تتضمن بعض الأفلام الكرتونية سلوكياتٍ غير ملائمة أو غير مرغوبٍ فيها، مثل: التنمر، أو استخدام العنف كوسيلةٍ لحل المشكلات، ويمكن لهذه السلوكيات أن تؤثر سلباً على سلوك الأطفال، وتشجعهم على تقليد السلوك غير المناسب.

3- تأثير الإعلانات والتسويق

قد تحتوي بعض أفلام الكرتون على إعلاناتٍ تستهدف الأطفال، وتروُّج للمنتجات أو العلامات التجارية، ويمكن أن يؤثر التعرض المتكرر لهذه الإعلانات على سلوك الاستهلاك لدى لأطفال، ويؤدي إلى الرغبة المستمرة في شراء المنتجات المروَّج لها عبر الإعلانات.

4- الوقت المفرط أمام الشاشة

إذا لم يتمّ ضبط وقت مشاهدة أفلام الكرتون بشكلٍ صحيح، فذلك سيقود إلى الاعتماد المفرط على الشاشة، وبالتالي تقليل النشاط البدني، والتأثير سلبي على النوم، وتقليل التفاعل الاجتماعي، والتواصل الحقيقي مع الآخرين.

في النهاية، يكمن السر في التوازن والوعي فيما يتعلق بمحتوى الأفلام الكرتونية التي يشاهدها أطفالنا، لذلك فإن اختيار الأفلام الكرتونية المناسبة لهم يمكننا من المساهمة في توفير بيئةٍ ترفيهيةٍ صحيةٍ وتعليميةٍ لهم، وذلك من خلال الاهتمام بمحتوى الأفلام وتقييمها، والمشاركة في تجربة المشاهدة معهم، فاختياراتنا الحكيمة ستؤدي إلى تقليل التأثيرات السلبية، مثل: العنف، المفرط أو السلوكيات غير الملائمة، لذا دعونا نكن آباءً مسؤولين في اختيار الأفلام الكرتونية، وتوجيه أبنائنا نحو المحتوى الذي يساهم في نموهم الصحي والتعليمي. [1]

المراجع البحثية

1- Media and the well- being of children and adolescents. Romer, D. (n.d). Retrieved May 24, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.