Skip links
امرأة حامل ممددة على السرير تمسك بيد رجل يقف بجانبها ويدها الأخرى تمسك بشرشف السرير وامرأة تمسك بساقها

عسر المخاض – الأسباب، العلاج وما هي مضاعفاته عند الأم والجنين؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب التوليد وأمراض النساء » عسر المخاض – الأسباب، العلاج وما هي مضاعفاته عند الأم والجنين؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يحدث عسر المخاض عند حوالي 10 بالمئة من النساء، ويعدُّ مسؤولاً عن 25 إلى 50 بالمئة من حالات اللجوء إلى العملية القيصرية، ويجب على الطبيب المولِّد أن يكون على معرفةٍ جيدةٍ به، ليقوم بالتدخل في الوقت المناسب دون أن يعرض حياة الطفل أو الأم للخطر.

ما هو عسر المخاض؟

يشير مصطلح عسر الولادة أو عسر المخاض (Labor Dystocia) إلى تطورٍ غير طبيعي للمخاض، مثل: تطاول المخاض (تباطؤ في تقدمه) أو توقف تطور المخاض، وبما أن المخاض يحدث على عدة مراحل، ويقسم إلى عدة أدوار، فإن مصطلح عسر الولادة يشمل:

● تطوراً غير طبيعي للدور الأول من المخاض، وخاصةً في الطور الفعال (الذي يمتدُّ من اتساع عنق الرحم 6 سنتيمتر، وحتى الاتساع التام)، ويعرف توقف المخاض في هذا الدور في حال كان الاتساع أكبر من 6 سنتيمتر مع تمزق الأغشية دون حدوث تبدلٍ في عنق الرحم لأكثر من 4 ساعات مع وجود تقلصاتٍ رحمية جيدة، أو لأكثر من 6 ساعات مع عدم وجود تقلصاتٍ رحميةٍ جيدة.

● توقف نزول الجنين خلال الدور الثاني من المخاض، وهذا الدور يمتدُّ من تمام اتساع العنق، وحتى ولادة الطفل، ويشير إلى وجود تطاولٍ في هذا الدور إذا استمر أكثر من 3ساعات عند الخروس، وأكثر من ساعتين عند الولود. [1]

عوامل الخطر

1- الخروس التي ليس لديها ولادات سابقة يكون لديها خطر أكبر للتعرض لعسر المخاض مقارنةً مع الولود.

2- السُّمنة، والإصابة بالداء السكري خلال الحمل.

3- تقدم عمر الأم، وخاصةً أكبر من 35 سنة.

4- عرطلة الجنين (ضخامة الجنين).

5- الحمل المتعدد. [2]

أسباب عسر المخاض

تحدث الولادة عند نزول الجنين عبر الحوض وخروجه، لذا يحدث عسر المخاض عند وجود خللٍ في القوة الدافعة للجنين، وهي التقلصات الرحمية، أو خللٍ في حجم أو توضع الجنين، أو خللٍ في الحوض، وتتلخص الأسباب: [1] [3]

1- عسر الولادة الوظيفي الذي يتجلى باضطرابٍ في وظيفة العضلة الرحمية، حيث قد يحدث إما:

● ضعف في تقلصات العضلة الرحمية يتجلى بضعف شدة التقلصات، أو تباعدها، أو قصر المدة الفاصلة بينها بحيث لا تسبّب تغيراتٍ في عنق الرحم، وقد لا تعرف أسباب وهن العضلة الرحمية في معظم الحالات، وقد يكون من أسبابها إعطاء المسكنات القوية، أو ضيق الحوض، أو المجيئات المعيبة، أو فرط تمدُّد العضلة الرحمية، مثل: الحمل المتعدد، لذا يجب قبل تدبير وهن العضلة الرحمية التأكد من أن الحامل في طور المخاض الفعال.

● فرط مقوية التقلصات الرحمية أو عدم تناسقها، وقد يبدو الرحم بحالة تقلص دائمة، لكن دون تقدم اتساع عنق الرحم.

2- المجيئات المعيبة للجنين، مثل: المجيء الوجهي، أو الجبهي، أو المقعدي.

3- عدم التناسب الحوضي الجنيني، وذلك عندما لا يسمح حجم الجنين بمروره عبر حوض الأم.

4- وجود عائقٍ ميكانيكي في الحوض يمنع مرور الجنين، مثل: آفات عنق الرحم، أو وجود ورمٍ ليفي، أو أورامٍ حوضية أخرى.

تشخيص عسر المخاض

يجب عند كل سيدة في حالة المخاض إجراء: [3]

1- تقدير سعة الحوض: الحوض هو قناة عظمية منحنية للأمام، وله ثلاث مستويات، المضيق العلوي، والمضيق السفلي، ويحصر بينهما تقعير الحوض، ويتمُّ التنبؤ بسعة الحوض وشكله عن طريق عدة قياسات أثناء إجراء فحص الحوض السريري، لكن يتمُّ عند الحاجة الاستعانة بالتصوير الشعاعي لتقدير أدق لسعة الحوض.

2- تقدير حجم رأس الجنين سريرياً أو باستخدام التصوير الشعاعي، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).

3- استخدام جهازٍ خاص لمراقبة تقلصات العضلة الرحمية، حيث يتمّ تسجيل شدتها، ومدتها، وتواترها.

4- إجراء مسٍّ مهبلي لمراقبة درجة اتساع عنق الرحم.

وبناءً على نتائج هذه الفحوصات تتمّ معرفة سبب عسر المخاض.

تدبير عسر المخاض

1- يجب أولاً عند الشك بوجود عسر ولادة عند السيدة التأكد من وجود مخاضٍ فعال مع إعادة تقييم حجم الجنين ووضعه مع سعة حوض الأم.

2- إفراغ مثانة الأم.

3- قد تعطى الماخض مسكناتٍ خفيفة لمنحها فرصةً من الراحة في حال وهن العضلة الرحمية لتستعيد السيدة نشاطها.

4- إعطاء السوائل والشوارد وريدياً لمنع حدوث التجفاف.

5- في حال كان التشخيص عدم تناسبٍ حوضي جنيني أو وضعيات معيبة للجنين تجعل الولادة المهبلية غير ممكنة، يتمُّ اللجوء مباشرةً إلى الولادة عن طريق العملية القيصرية. أما في حال كان التشخيص هو ضعف التقلصات الرحمية، يتمُّ حثُّ المخاض بإجراء:

● بثق الأغشية الأمنيوسية بطريقةٍ اصطناعية، ويتمُّ إجراؤه باستخدام أداةٍ جراحية خاصة يتمُّ إدخالها عبر عنق الرحم، وإجراء ثقبٍ صغيرٍ في الأغشية بحيث يتسرب منه السائل الأمنيوسي، ويجب إجراء الشق بعد التأكد من أن رأس الجنين متدخل ضمن الحوض مع نضج عنق الرحم، ومراقبة دقات قلب الجنين قبل وبعد بثق الأغشية ثم الانتظار لفترةٍ من الوقت ريثما يعاود المخاض سيره الطبيعي، حيث تبين أن بثق الأغشية يقصر مدة المخاض في حال تباطؤ تطوره، لكن لا يجب إجراؤه بشكلٍ روتيني في كل حالة مخاض.

● الأوكسيتوسين، ويتمُّ استخدامه في حال عدم الاستجابة على بثق الأغشية، وهو مركب عصبي يتمُّ إنتاجه في المهاد، وتخزينه في النخامى الخلفية، حيث يملك تأثيراً مقبّضاً ومقلصاً للعضلة الرحمية، ويتمُّ إعطاؤه عن طريق تمديده ثم تسريبه عن طريق الوريد ببطء، وزيادته تدريجياً حتى الحصول على استجابةٍ جيدة، وعند إعطائه يجب الالتزام بمراقبةٍ مباشرة ومستمرة لدقات قلب الجنين، ونبض الماخض، وتوترها الشرياني.

بالإضافة إلى شدة التقلصات الرحمية وتواترها، وفي حال وجود أي شذوذ يتمُّ إيقاف التسريب الوريدي، حيث يتوقف تأثيره على الرحم خلال بضع دقائق لأن عمره النصفي حوالي ثلاث دقائق، وبالتالي يمكن السيطرة على تأثيراته، وتجنب حدوث مضاعفات، وإذا تحسنت التقلصات الرحمية دون أن تسبّب تطور في اتساع وإمحاء عنق الرحم يجب إيقاف التسريب، وإعادة تقييم سعة الحوض، وحجم الجنين. أما إذا لم نحصل على تطورٍ طبيعي للمخاض، فإنه يتمُّ اللجوء إلى العملية القيصرية. [3]

مضاعفات عسر الولادة

1- زيادة نسبة حدوث الإنتانات عند الجنين والأم.

2- حدوث تألم واضطراب نظم قلب الجنين.

3- حدوث نقص الأكسجة عند حديثي الولادة.

4- زيادة نسبة حدوث تمزق الرحم، وتمزقات الممر التناسلي.

5- زيادة نسبة حدوث نزيفٍ ما بعد الولادة.

6- زيادة نسبة حدوث هبوط الأعضاء التناسلية وسلس البول لاحقاً.

7- رضوض الأنسجة الحوضية وتأذيها.

8- زيادة الحاجة للولادة عن طريق العملية القيصرية.

9- الحاجة إلى استخدام المحجم أو الملقط لإتمام الولادة. [4]

الوقاية

1- تجنُّب التدخل في تطور المخاض في الطور الخفي أي قبل أن يصل اتساع عنق الرحم إلى 6 سنتيمتر.

2- إنضاج عنق الرحم قبل البدء بتحريض المخاض.

3- مراقبة تقدم المخاض عند السيدة بناءً على مخطط فريدمان مع مراقبة نظم قلب الجنين.

4- اختيار التوقيت المناسب لبثق الأغشية الأمنيوسية حسب كل حالة.

5- الإماهة وإفراغ المثانة بشكلٍ منتظم. [1]

المراجع البحثية

1- Myers ER, Sanders GD, Coeytaux RR, et al. Labor Dystocia [Internet]. Rockville (MD): Agency for Healthcare Research and Quality (US); 2020 May. (Comparative Effectiveness Review, No. 226.) Introduction. Available Retrieved May 31, 2024

2- Hayley Willacy, F., & Knott, L. (n.d.). Dystocia. Patient.Info. Retrieved May 31, 2024

3- Labor dystocia. (n.d.). Sundhed.dk. Retrieved May 31, 2024

4- Pratt, E. (2021, June 8). What Is Labor Dystocia?. Verywell Health. Retrieved May 31, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.