تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الجيارديا وعدوى الجيارديا؟

الجيارديا (Giardia) طفيليات مجهرية (Giardiasis Lamblia) تنتشر في جميع أنحاء العالم، وهي أكثر الأسباب شيوعاً للأمراض المنقولة بالماء. تسبّب عدوى الجيارديا، والتي تدعى بحمّى القندس أحياناً (Beaver Fever)، وهي اضطرابٌ معويّ، حيث تدخل الطفيليات إلى جسم الإنسان، وتستقر ضمن خلايا الأمعاء الدقيقة، وتتغذى على العناصر الغذائية الموجودة فيها مسبّبةً للمريض مجموعةً من الأعراض.

تحدث العدوى عند ابتلاع هذه الطفيليات عن طريق الخطأ أثناء مرحلة الأكياس (الأكياس أو الكيسات، وهي عناصر تشبه البيوض تساعد الطفيلي على البقاء على قيد الحياة خارج جسم المضيف)، تفقس الأكياس في جسم المضيف، وتستقر في أمعائه الدقيقة لتبدأ بالتكاثر والتغذية على العناصر الغذائية المتوفرة.

تتراوح فترة حضانة طفيليات الجيارديا من أسبوعٍ إلى أسبوعين، وهي المدة التي تستغرقها الأكياس لإطلاق الطفيليات إلى خارجها، وبدء التكاثر، وتنبيه الجهاز المناعي لبدء محاربة العدوى، ثم تبدأ الأعراض بالظهور، وتستمر من أسبوعين إلى ستة أسابيع. يمكن تقسيم عدوى الجيارديا إلى شكلين:

● الشكل النشط الموجود في أمعاء البشر أو الحيوانات المصابة، وهي الطفيليات ذاتها.

● الشكل غير النشط موجود في براز البشر أو الحيوانات المضيفة، وهو الأكياس الحاوية على الطفيليات داخلها، وقد تعيش عدة أشهر بهذا الشكل. ^{[1] [2] [3] [4]}

ما أعراض الإصابة بعدوى الجيارديا؟

لا تظهر على بعض الأشخاص المصابين بعدوى الجيارديا أية أعراض أو مؤشرات، في حين أنهم يحملون الطفيليات، ويتمّ نقلها للآخرين عبر البراز. تظهر الأعراض على المصابين خلال أسبوع لثلاثة أسابيع بعد التعرض للإصابة، تشمل: الإسهال المائي، ويكون كريه الرائحة، وقد يكون ذو قوامٍ دهني، الإرهاق، انتفاخ المعدة، تقلصات مؤلمة، غازات، غثيان وتقيؤ، فقدان الوزن والشهية، تورم المفاصل أحياناً.

في حالة الإصابة طويلة الأمد بعدوى الجيارديا قد يصاب المرضى بالجفاف، وفقدان الوزن الشديد نتيجة الإسهال المزمن والغثيان، كما قد يصاب البعض منهم بعدم تحمل اللاكتوز، وغيره من الاضطرابات الهضمية، وقد تستمر الأعراض لفترةٍ تصل لستة أسابيع، وقد تتجاوز هذه المدة أيضاً. ^{[1] [2] [3] [5]}

ما أسباب الإصابة بعدوى الجيارديا؟

أهمّ الأسباب التي تسبّب الإصابة بعدوى الجيارديا: ^{[1] [2] [3] [5]}

1- تناول طعام، أو شراب ملوث ببراز البشر، أو الحيوانات.

2- شرب الثلج المصنوع من مياه غير معالجة.

3- السباحة في مياه غير معالجة أو غير مفلترة.

4- تحضير الطعام بشكلٍ غير سليم أو دون اتباع قواعد النظافة.

5- عدم اتباع قواعد النظافة بعد استخدام المرحاض، أو تغيير الحفاضات، أو التعامل مع الطعام الملوث.

6- الفواكه والخضروات المروية أو المغسولة بمياه ملوثة.

7- السفر لمكان أو بلد تنتشر فيه عدوى الجيارديا.

8- ملامسة الأسطح الملوثة، حيث يمكن أن تتمّ ملامسته بعد أن لمسه شخص مصاب.

9- التواصل المباشر مع أشخاص مصابين بعدوى الجيارديا.

10- العمل بمراكز رعاية الأطفال والرعاية الصحية.

11- ممارسة الجنس الشرجي بين أشخاص مصابين.

من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بعدوى الجيارديا؟

– الأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا يتوفر فيها ماء صالح للشرب أو مناطق الصرف الصحي السيئ.

– المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تعطل جهاز المناعة أو بعض وسائل الدفاع الطبيعية في الجسم عن العمل، مثل: الصادات الحيوية، أو مضادات الحموضة.

– مضعفو المناعة، كمرضى الإيدز، والسرطان.

– الأشخاص الذين يمارسون الجنس الشرجي أو الجنس الشرجي الفموي.

– الأشخاص الذين يتناولون مثبطات المناعة المستخدمة لمنع عملية رفض زرع الأعضاء.

– الأطفال الصغار، وحديثو الولادة، وكبار السن. ^{[1] [2] [3]}

ما مضاعفات الإصابة بعدوى الجيارديا؟

1- الجفاف الناجم عن الإسهال الشديد، والغثيان، وعدم تعويض السوائل المفقودة، ويعتبر حالةً مهددةً للحياة ما لم يتمّ العلاج بسرعة.

2- قصور في النمو، حيث إن الإسهال الشديد والمزمن يؤدي لحدوث سوء التغذية، مما يؤثر على النمو الجسدي والعقلي عند الأطفال.

3- اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث إن الإصابة طويلة الأمد تسبّب تلف بطانة الأمعاء الدقيقة، وقد تسبّب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، كما قد يؤدي لفقدان قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية، مما ينجم عنه الإصابة بسوء التغذية، وغيرها من النتائج، كعدم تحمل اللاكتوز.

4- تسبّب الإصابة طويلة الأمد بعدوى الجيارديا استجابةً مناعيةً ذاتية، أي أن جزءاً من الاستجابة المناعية للعدوى تصبح تلقائيةً ومفرطة، وتستمر حتى بعد اختفاء العدوى.

5- الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي الذي يعرف باسم متلازمة رايتر (Reiter’s Syndrome) ومتلازمة التعب المزمن.

تشير بعض الدراسات إلى أن عدوى الجيارديا تؤدي لزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات العينية والعضلية، وزيادة أعراض الحساسية، مثل: الشرى. ربطت بعض الدراسات والتقارير بين تطور السرطان وعدوى الجيارديا، إلا أن هذه الدراسات تحتاج إلى المزيد من البحث والتحري لتأكيد صحتها. ^{[1] [2] [3] [4]}

كيف يتمّ تشخيص الإصابة بعدوى الجيارديا؟

يتمّ تشخيص الإصابة بعدوى الجيارديا بعد ملاحظة مؤشرات وعلامات العدوى بأخذ عينةٍ من البراز وفحصها، وللحصول على نتائج دقيقة يتمّ أخد عيناتٍ أخرى من البراز على مدى عدة أيام لتحري وجود الطفيليات كون الشخص المريض لا يطرد الأكياس في كل مرة يتمّ إخراج البراز فيها. يمكن التشخيص أيضاً عبر تنظير الأمعاء، حيث يسمح بفحص الجهاز الهضمي، وأخذ خزعةٍ نسيجيةٍ من نسيج الأمعاء الدقيقة. ^{[2] [3] [4] [5] [6]}

كيف يتمّ علاج الإصابة بعدوى الجيارديا؟

بعض المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض أو مؤشرات لعدوى الجيارديا، ويتعافون في غضون عدة أسابيع دون الحاجة للعلاج، ويتمّ اللجوء إليه فقط في حالة الإسهال الشديد، أو الجفاف، أو في حالة العدوى الشديدة والحادة، وانتشار الطفيليات في كل أنسجة الجسم، أو وجود خطر الإصابة بالمضاعفات، وعندها يتمّ اللجوء للعلاج بالأدوية المضادة للطفيليات التي تسرع الشفاء، وتقلل خطر حدوث المضاعفات.

حيث يمكن استخدام الميترونيدازول (Metronidazole)، وهو الصاد الحيوي الأكثر استخداماً في علاج عدوى الجيارديا، بالإضافة لأدويةٍ أخرى، مثل: التينيدازول (Tinidazole)، ونيتازوكسانيد (Nitazoxanide) المفضل للأطفال كونه يتوافر بشكل شراب، الباروموميسين (Paromomycin). لا تعطى هذه الأدوية للحامل لأن خطرها على الجنين كبير، ويجب الانتظار عل الأقل لنهاية الثلث الأول من الحمل.

في حالة الإسهال الشديد أو الجفاف ينصح بدايةً بشرب الكثير من السوائل أو اللجوء للسوائل الوريدية من أجل تعويض ما فقده الجسم، ويمكن في بعض حالات الإسهال إعطاء أدويةٍ مضادةٍ للإسهال تساعد في تسكين ألم التقلص الناجم عنه. ^{[2] [3] [5] [6]}