Skip links
طفل حزين شعره أسود يرتدي نظارة طبية

ضعف شخصية الطفل – أسبابه، وكيف نساعده لبناء ثقته بنفسه؟

الرئيسية » المقالات » علم النفس » ضعف شخصية الطفل – أسبابه، وكيف نساعده لبناء ثقته بنفسه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

شخصية الطفل هي مجموعةٌ من الصفات الفردية والميزات النفسية والاجتماعية التي تميز الأطفال عن بعضهم البعض، وتتطور مع مرور الوقت خلال مرحلة الطفولة التي تعتبر مرحلةً مهمةً يتشكل فيها النمو الجسماني، والعقلي، والعاطفي، والاجتماعي.

وقد تتضمن صفات شخصية الطفل العناد، الفضول، الشجاعة، الانفتاح، الحساسية، الثقة بالنفس، والاستقلالية، وغيرها الكثير، لكن من أبرز الصفات الحساسة هي ضعف شخصية الطفل، والتي ستكون محور حديثنا في المقالة التالية.

ما أسباب ضعف شخصية الطفل؟

يوجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى ضعف شخصية الطفل من بين هذه الأسباب: [1]

رسم توضيحي لولد يقف حزيناً ومن خلفه يظهر خيال لأشخاص يضحكون عليه، و ولد آخر يجلس أمام طاولة الدراسة وهو حزين ويبكي، ورسمة لرجُل يقوم بالصراخ على ابنه بالإضافة لأب و أم يعاقبان ابنتهما الصغيرة ويديران ظهرهما لها

1- البيئة العائلية

يلعب البيت والأسرة دوراً رئيسياً في تكوين شخصية الطفل، فإذا كانت الأسرة تفتقر إلى الاستقرار والدعم العاطفي، فسيكون لذلك تأثير سلبي على شخصية الطفل، وقدرته على التكيف، والنمو الصحي.

2- التعرض للتأثيرات السلبية

يمكن أن تسبّب التأثيرات السلبية، كالعنف الأسري، والتنمُّر في المدرسة، والاعتداء الجنسي، والتجارب السلبية الأخرى آثاراً جدية وجسيمة على شخصية الطفل، كأن تضعف ثقته بنفسه، وتسبّب له مشاكل عاطفية وسلوكية.

3- ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي

إذا لم يتمكن الطفل من التواصل والتفاعل بشكلٍ جيد مع الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى افتقاره مهارات التواصل الاجتماعي، وقدرته على بناء العلاقات الصحية، وبالتالي ستتأثر شخصيته، وسيعاني من العزلة.

4- التعرض للضغوط والتوترات

يمكن أن تؤثر الضغوط والتوترات المستمرة، مثل: الضغوط المدرسية، والمشاكل العائلية، والتوترات الاجتماعية على شخصية الطفل، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على تطوره، وقدرته على التحمل والتكيف.

5- النمط التربوي

يؤثر النمط التربوي السيئ، مثل: التسلط، أو التجاهل إلى حدٍّ كبيرٍ على تكوين شخصية الطفل، فإذا لم يتلق الطفل الدعم والتوجيه اللازم من الوالدين والمربين، فسيكون لذلك انعكاس سلبي على نموه الشخصي وثقته بنفسه.

6- التعرض للصدمات والأحداث الصعبة

قد يؤثر التعرض للأحداث المؤلمة، مثل: الفقدان، أو الطلاق، أو الانتقال إلى مكانٍ جديد، أو الحوادث، على شخصية الطفل، ويسبّب ضعفاً فيها.

علامات الطفل ضعيف الشخصية؟

يمكن للأهل ملاحظة بعض العلامات والمؤشرات التي تدل على ضعف شخصية الطفل كالتالي: [1]

1- القلق الزائد والتوتر

إذا كان الطفل يُظهر قلقاً زائداً وتوتراً مستمراً دون سببٍ واضح، فقد يكون ذلك مؤشراً على ضعف شخصيته.

2- قلة الثقة بالنفس

إذا كان الطفل يعاني من قلة الثقة بالنفس، وعدم الاعتماد على نفسه في المواقف المختلفة، فقد يشير ذلك إلى ضعف شخصيته.

3- صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي

إذا كان الطفل يجد صعوبةً في بناء العلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الآخرين، ويفتقر إلى المهارات الاجتماعية الأساسية، فقد يكون ذلك مؤشراً على ضعف شخصيته.

4- الانطوائية والانعزالية

إذا كان الطفل يميل إلى الانطواء على نفسه، ويفضل الانعزالية، وقضاء وقته وحيداً بدلاً من التفاعل مع الأطفال الآخرين، فقد يشير ذلك إلى ضعف شخصيته.

5- صعوبة التكيف مع التحديات والضغوط

في حال كان الطفل يعاني من صعوبةٍ في التكيف مع التحديات اليومية والضغوط المعتادة، ويُظهر استجاباتٍ مبالغ فيها، مثل: الانهيار العاطفي، أو الانفعالات الزائدة، فقد يكون لديه ضعف في شخصيته.

هل ضعف شخصية الطفل يمكن أن يستمر معه حين يكبر؟

بالنسبة للأطفال تعدُّ فترة الطفولة والمراهقة فترةً حاسمةً لتكوين الشخصية لديهم، كما أنها تعدُّ الأساس الذي يحدد ما سيكون عليه الطفل مستقبلاً، فإذا كان الطفل يعاني من ضعفٍ في شخصيته خلال الطفولة، فقد يؤثر ذلك على نموه وتطوره في المستقبل، حيث إن ضعف الشخصية من الممكن أن يستمر مع الطفل حتى عندما يكبر، لكن يجب معرفة أن الشخصية قابلة للتغيير والتطور على مر الحياة، وأنه إذا تمّ توفير بيئةٍ داعمة وصحية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات الشخصية، فإن هناك فرصة لتحسين شخصية الطفل. [1]

كيف نساعد الطفل لبناء ثقته بنفسه؟

لمساعدة الطفل على بناء ثقته بنفسه، يمكن اتباع الإرشادات التالية: [2]

1- تشجيع الإيجابية

يجب القيام بتشجيع الطفل على التركيز على النواحي الإيجابية في حياته، وتشجيعه على الإيمان بقدراته ومهاراته الفريدة، وإظهار الثقة به عن طريق تعبيرات الثناء والتقدير.

2- تحديد أهداف وتحقيقها

ويعني مساعدة الطفل في وضع أهداف واقعية وملموسة قابلة للتحقيق، وقد يكون ذلك في الأنشطة المدرسية، أو الرياضية، أو الفنية، أو غيرها، فعندما يحقق الطفل أهدافه، فذلك يعزز ثقته في قدراته الشخصية.

3- تشجيع المبادرة والاستقلالية

أي تقديم الفرص للطفل لاتخاذ القرارات والمبادرات في أنشطته اليومية، وتركه يتحمل مسؤولية بعض المهام المنزلية أو القرارات الصغيرة، وذلك يعزز شعوره بالاستقلالية، والثقة في إمكانياته.

4- التعامل مع الفشل

يجب تعليم الطفل أن الفشل جزء من العملية التعلمية والنمو، وتعويده على التفكير فيه على أنه فرصة للتعلم والنمو، بالإضافة إلى تقديم الدعم والتشجيع لمواجهة التحديات والاستفادة منها.

5- تشجيع التفاعل الاجتماعي

على الأهل تقديم فرص للطفل للتفاعل مع الآخرين، وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي، وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة الجماعية، وإقامة صداقات، فالتفاعل الاجتماعي الإيجابي يعزز الثقة بالنفس، ويعطي الطفل شعوراً بالانتماء.

6- الاستماع الفعّال

من الضروري الاستماع بصبرٍ واهتمامٍ إلى مشاعر وأفكار الطفل، فذلك يبين له أن والديه يحترمان مشاعره، ويأخذونها على محمل الجد، فذلك يعزز ثقته في قدرته على التعبير عن نفسه، ويجعله يشعر بالدعم العاطفي.

7- القدوة الحسنة

على الأهل أن يكونوا قدوةً حسنةً للطفل، وذلك بإظهار ثقتهم بأنفسهم، وتبني سلوكياتٍ حسنة، فالطفل يتأثر بما يشاهده من والديه، ويقوم بتقليد سلوكهم، لذلك عليهم أن يكونوا مصدر إلهام له ليتعلم أن الثقة في النفس هي صفة يمكن تطويرها.

8- التعامل مع الانتقادات بشكلٍ إيجابي

يجب تعليم الطفل كيفية التعامل مع الانتقادات بشكلٍ بنّاء، وحثّه على استخدام الانتقادات كفرصةٍ للتحسن والتطور، وتذكيره بأنه لا يمكن أن يكون مثالياً في كل الأحيان، وذلك لا يعدّ دليلاً على قلة ثقته بنفسه.

9- تعزيز التجارب الإيجابية

عن طريق القيام بتوفير تجارب إيجابية وممتعة للطفل، وتقديم الفرص له للتجربة والاستكشاف في مجالاتٍ مختلفة، مثل: الفنون، والرياضة، والعلوم، فعندما يشعر بالفرح والإنجاز في تجاربه ذلك سيعزز ثقته بنفسه.

10- الصبر والتوجيه

على الأهل التحلي بالصبر في توجيه الطفل وتعليمه، واستخدام طرق التوجيه الإيجابي، والتشجيع لمساعدته على تجاوز التحديات، وبناء ثقته بنفسه.

في الختام، دعونا نتذكر أن الثقة بالنفس هي كنز ثمين يمكن أن يحدث تغييراً إيجابياً في حياة الطفل، فعندما يزدهر الطفل في بيئةٍ داعمةٍ ومحفزة يتحول إلى فردٍ قوي وواثقٍ بقدراته. لذلك، لنكن للأطفال رفاقاً في رحلتهم لاكتشاف العالم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، فبتشجيع الإيجابية، وتقديم الدعم والتوجيه، يمكننا أن نمنحهم الأدوات اللازمة ليشعروا بالقوة والإلهام في كل خطوةٍ يخطونها.

المراجع البحثية

1- Siegel, D. J., & Hartzell, M. (2013).Parenting from the inside out: How a deeper self-understanding can help you raisechildren who thrive: 10th anniversary edition. Tarcherperigee. Retrieved June 21, 2024

2- Siegel, D. J., & Bryson, T. P. (2020). The Power of Showing Up: How parental presence shapes who ourkidsbecomeandhowtheirbrainsgetwired. BallantineBooks. Retrieved June 21, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.