تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

المهبل هو عضو الجماع عند المرأة، وجزء من القناة الولادية، وهو عبارة عن أنبوبٍ ليفي عضلي مجوف يرتبط في نهايته العلوية مع الرحم، بينما ينتهي في الأسفل بفتحة المهبل التي تغطى بغشاءٍ يدعى غشاء البكارة، ويبلغ طول المهبل حوالي من 8 إلى 10 سنتيمتر.

ويكون الجدار الخلفي أطول من الأمامي بحوالي 2 إلى 3 سنتيمتر، وجدران المهبل منطبقة على بعضها، لكنها تتصف بالمرونة وقابلية التمدد، ويبطن المهبل بطبقةٍ من الخلايا المسطحة تدعى الخلايا الحرشفية أو الخلايا الظهارية، وهي التي تنشأ فيها معظم سرطانات المهبل.

ما هو سرطان المهبل؟

يعتبر سرطان المهبل (Vaginal Cancer) غير شائعٍ بشكلٍ عام، حيث يمثل1 إلى 2 بالمئة فقط من أورام الجهاز التناسلي الأنثوي الخبيثة، ويجب التمييز بين سرطان المهبل البدئي (عندما يبدأ نمو الورم في المهبل)، وبين سرطان المهبل الثانوي أو الانتقالي، عندما يبدأ نمو الورم في عضوٍ آخر، وينتقل إلى المهبل، ويكون أكثر شيوعاً بعد سن اليأس، وأشيع أماكن توضعه هي الثلث العلوي الخلفي للمهبل. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث سرطان المهبل؟

في أغلب الأحيان لا يمكن تحديد سبب حدوثه، لكن هناك بعض عوامل الخطر المعروفة: ^{[2] [3]}

1- تقدم العمر أكبر من 60 سنة.

2- الإصابة بالفيروس الحليمي البشري (HPV).

3- التدخين وإدمان الكحول.

4- الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو وجود آفات ما قبل سرطانية في العنق، أو المهبل.

5- التعرض لمادة دي إيتيل ستيلبوستيرول (DES)، وهو دواء كان يستخدم سابقاً لتثبيت الحمل في حالات الإسقاطات المتكررة.

ما هي أعراض سرطان المهبل؟

1- نزف مهبلي غير طبيعي قد يكون نزفاً بعد سن اليأس أو نزفاً بعد الجماع.

2- إفرازات مهبلية قد تكون دموية أو مائية، وقد تكون كريهة الرائحة.

3- ألم أثناء الجماع.

4- ألم حوضي.

5- في حال نمو الورم على الجدار الأمامي للمهبل قد تعاني السيدة المصابة من أعراض بولية، مثل: تعدد بيلات، بيلة دموية، احتباس بولي، ألم أثناء التبول.

6- إذا كان الورم على حساب الجدار الخلفي للمهبل قد يحدث إمساك، وجود دمٍ في البراز. ^[2]

ما هي أنواع سرطان المهبل؟

1- سرطان الخلايا الحرشفية المهبلية (Squamous Cells Carcinoma)

يعدُّ أكثر أنواع سرطانات المهبل شيوعاً، حيث يمثل 85 إلى 90 بالمئة منها، وينمو هذا النوع في طبقة الخلايا السطحية التي تبطن المهبل، والتي تدعى الخلايا الحرشفية، ويصيب هذا النوع النساء الأكبر سناً غالباً فوق الـ 60 عاماً، ويتميز بنموه البطيء.

2- السرطان الغدي (Adenocarcinoma)

يمثل من 5 إلى 10 بالمئة من سرطانات المهبل، ويتطور هذا الورم من الخلايا الغدية الموجودة في المهبل، والتي تقوم بإفراز المخاط، وغالباً تصيب السيدات بعمر أقل من 50 سنة، وينتقل هذا النوع إلى الرئة والعقد اللمفية أكثر من سرطان الخلايا الحرشفية.

3- الميلانوما (Melanoma)

تعتبر الميلانوما المهبلية نادرة الحدوث، وذات إنذارٍ سيئ بشكلٍ عام، وتصيب الخلايا الميلانية.

4- الساركوما (Sarcoma)

أيضاً يعتبر نادر المصادفة، وتنشأ الساركوما إما على حساب الخلايا العضلية أو على حساب النسيج الضام الموجود في المهبل، ولها العديد من الأنواع منها الساركوما العنقودية، وتحدث عادةً في المهبل خلال مرحلة الطفولة الباكرة والساركوما العضلية الملساء (leiomyosarcoma). ^[3]

كيف يتمُّ تشخيص سرطان المهبل؟

1- يتمُّ أخذ قصةٍ سريريةٍ مفصّلةٍ للأعراض مع السوابق المرضية لدى السيدة مع إجراء فحصٍ سريري شامل.

2- إجراء فحص للحوض يتمُّ أثناء استلقاء المريضة مع رفع الطرفين السفليين (الوضعية النسائية)، حيث يتمُّ فحص المهبل والعنق، ويتمُّ أيضاً استقصاء الشرج.

3- إجراء لطاخةٍ لعنق الرحم مع تحري الفيروس الحليمي البشري (HPV).

4- يتمُّ أخذ خزعةٍ من أي آفةٍ مرئية على جدران المهبل ودراستها.

5- يتمُّ إجراء تنظيرٍ للمهبل للبحث عن المناطق غير الطبيعية، وأخذ خزعاتٍ منها، خاصةً في حال كانت اللطاخة غير طبيعية. ^[2]

كيف يتمُّ تصنيف سرطان المهبل؟

يتمُّ تصنيفه بالاعتماد على الفحص السريري غالباً، ويتمُّ أحياناً إجراء تنظير مثانة، أو تنظير مستقيم، أو صورة شعاعية بسيطة للصدر، تصوير مقطعي (CT)، رنين مغناطيسي (MRI). ويصنف إلى أربع مراحل: ^{[1] [3]}

1- المرحلة 1

الورم محدد فقط في جدار المهبل.

2- المرحلة 2

امتداد الورم إلى النسيج حول المهبل، لكن دون أن يصل إلى جدار الحوض.

3- المرحلة 3

امتداد الورم إلى جدار الحوض.

4- المرحلة 4

امتداد الورم إلى ما بعد الحوض، أو وصوله إلى مخاطية المثانة، أو المستقيم، وتقسم هذه المرحلة إلى:

1- الامتداد إلى الأعضاء المجاورة، مثل: المثانة، أو المستقيم.

2- الامتداد إلى الأعضاء البعيدة، مثل: الرئة، والعظام.

هل هناك مرحلة ما قبل سرطانية في حالات سرطان المهبل؟

هناك ما يعرف التنشُّؤ داخل ظهارة المهبل ((VaIN) Vaginal Intraepithelial Neoplsia)، وهي عبارة عن وجود خلايا غير طبيعية، لكنها ليست سرطانية، وتقسم إلى: ^[1]

VaIN1) -1)

وجود الخلايا غير الطبيعية في الثلث السطحي من ظهارة المهبل، لا داعي لعلاج هذه الدرجة، فهي غالباً تتراجع بشكلٍ عفوي.

VaIN2) -2)

وجود الخلايا ضمن الثلثين السطحيين من ظهارة المهبل، يعالج غالباً باستخدام الليزر.

VaIN3) -3)

وجود الخلايا الشاذة ضمن أكثر من ثلثي ظهارة المهبل.

وعندما تغزو هذه الخلايا كامل ثخانة الظهارة تدعى بالكارسينوما الموضعية (Carcinoma In situ).

كيف يتمُّ علاج سرطان المهبل؟

يختلف نمط العلاج حسب عمر المريضة، درجة الورم، وتشمل خيارات العلاج: ^{[1] [2]}

1- العلاج الجراحي

يشمل:

– استئصالاً موضعياً للآفة في حال كان الورم غير منتشر، حيث يتمُّ استئصال واسع للآفة حتى الحصول على حواف سليمة للتأكد من استئصالها بشكلٍ كامل.

– استئصال المهبل بشكلٍ جزئي أو كلي، وذلك يعتمد على حجم الورم ومكان توضعه، وقد يتمُّ استئصال الرحم وعنق الرحم أيضاً.

– تفريغ الحوض، حيث يتمُّ استئصال العديد من الأعضاء، مثل: الجزء السفلي من القولون، والمثانة، والرحم، والعنق، والمهبل، والمبيضين، والعقد اللمفاوية، ويتمُّ اللجوء إليها في حال نكس الورم.

2- العلاج الشعاعي

يعتبر علاجاً شائعاً في حالات سرطان المهبل، ويتمُّ بطريقتين:

1- تشييع خارجي يتمُّ توجيه الأشعة من خارج الجسم.

2- تشييع داخلي يتمُّ توجيه الأشعة من داخل المهبل.

3- العلاج الكيميائي

لا يعتبر علاجاً فعالاً لوحده، لكن يمكن مشاركته مع العلاج الشعاعي، وقد يستخدم في حال نكس الورم بعد علاجه.

ما هو إنذار سرطان المهبل؟

يعتمد إنذاره على العديد من العوامل أهمها درجة الورم أثناء تشخيص الإصابة، وبشكلٍ عام يكون معدل البقيا لخمس سنوات في المرحلة 1 من سرطان المهبل أقل من 70 بالمئة. ^[3]