سرطان الغدة النخامية – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تصاب الغدة النخامية بأشكال مختلفة من التنشُّؤات الورمية التي قد تكون حميدة، وقد تكون خبيثةً مُسرطنةً تتظاهر بأعراض أشد، وتتدهور حالة المريض الصحية فيها بسرعة، إلا أنه يصعب تشخيصها وتفريقها عن الأشكال الورمية الحميدة، وذلك لتشارك كلا النمطين بالأعراض ذاتها، وخاصةً في المراحل الأولى من تطوُّر الورم.
ولا يمكن سريرياً التمييز بين الأورام النخامية إلا في المراحل المتقدّمة من نموُّها، ويكون حينها العلاج تلطيفياً، ونسب الشفاء والبقيا منخفضة، لذا فإن التحرّي الشعاعي والمخبري مهمٌّ للغاية بعد تشخيص وجود كتلةٍ ورميةٍ في منطقة الغدة النخامية خصوصاً، لوجود اختلافٍ مهمٍّ في سبل علاج الأشكال الخبيثة عن الأشكال السليمة من أورام الغدة النخامية.
ما هي الغدة النخامية وما هي وظيفتها؟
الغدة النخامية، والتي تسمّى أيضًا الغدة “الرئيسية”، هي غدةٌ بحجم حبة البازلاء مهمةٌ لعمل جسم الإنسان. تقع خلف العينين وتحت الجزء الأمامي من الدماغ في منطقة من القحف تدعى بالسرج التركي. تنتج هذه الغدة هرمونات تنظم أعضاء الجسم والغدد المهمة، بما في ذلك:
– الغدة الدرقية.
– الغدد الكظرية.
– المبيضان.
– الخصيتان.
الأورام التي تتشكل في الغدة النخامية نادرة، وعادةً ما تكون غير سرطانية أو حميدة، إلا أنها قد تكون خبيثةً في بعض الحالات النادرة، وتعتبر معظم هذه الأورام “وظيفية”، أي أنها تُنتج الهرمونات، وتسمّى الأورام التي لا تُنتج الهرمونات “غير وظيفية”. [1]
ما هي سرطانات الغدة النخامية؟
هي شكلٌ نادرٌ من أشكال التنشُّؤات الورمية التي تنمو ضمن الغدة النخامية، قد تتشكل مباشرةً من الغدة النخامية بحدّ ذاتها أو تنمو ضمنها نتيجة انتقالاتِ ورميةٍ أخرى من الجسم وحينها يطلق عليها اسم السرطان النخامي النقائلي. على عكس الأشكال السليمة، جميع السرطانات النخامية تكون من النمط المُفرز للهرمونات النخامية المختلفة، تشمل هذه الهرمونات: الهرمون الملوتن (LH)، والهرمون المنبه للجريب (FSH)، والهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH)، والبرولاكتين، والهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، وهرمون النمو (GH). الهرمونات المُخزَّنة في الجزء الخلفي من الغدة النخامية هي: الأوكسيتوسين، والهرمون المضاد لإدرار البول (ADH). [2]
مُسبّبات وعوامل الخطورة لسرطانات الغدة النخامية
عادةً ما ترتبط الخباثات المعروفة عند الإنسان كسرطان الرئة مثلاً بعدة عوامل خطر ومُسبّباتٍ واضحة تساعد على التوجه للتشخيص الورمي المناسب في مراحل باكرة، إلا أنه في حالات السرطانات النخامية لا يمكن حصر مُسبّباتٍ ومُحرّضاتٍ معينة، وذلك لعدم إثبات أي عاملٍ محرّضٍ مرافقٍ لهذه الأورام.
ويصعب عملية حصر العوامل المحتملة بسبب قلة عدد الحالات المدروسة والمُشخّصة بسرطان الغدة النخامية المعزول، إلا أن السرطانات النخامية يمكن التنبُّؤ بها فقط في حالات وجود طفراتٍ جينيةٍ محددة (مثل: الطفرات MEN1، AIP،GPR101) مسؤولة عن أشكال ورميةٍ متعددةٍ في الغدد الصم المختلفة عند الإنسان، وخاصةً الأورام ذات النشاط الخبيث العدواني.
أعراض السرطانات النخامية
تتشابه الأعراض بين الأشكال الخبيثة والسليمة من الأورام النخامية، فكلا الشكلين يتظاهر بأعراض انضغاطيةٍ في حال ازدياد حجم الورم، وضغطه على الأعصاب، والبنى العصبية المحيطة، وتشمل الأعراض الانضغاطية الصداع، وخدر الأعصاب، إلا أنه عادةً ما يسبّب السرطان النخامي أعراض عصبية أشد، وذلك لأنه يسلك سلوكاً عدوانياً، ويغزو الأنسجة المحيطة أي أنها تغزو الأنسجة المجاورة وتخربها، إضافةً إلى الأعراض الانضغاطية.
البنى العصبية التي يتمُّ ضغطها عادةً بواسطة أورام الغدة النخامية (Pituitary cancer)، والتي تؤدي إلى ظهور الأعراض تشمل التصالب البصري، والجيب الكهفي، والبطين الثالث. عندما يضغط الورم النخامي على التصالب البصري وذلك في حالات تضخُّم الورم الشديد، فإنه يسبّب اضطراباتٍ بصريةٍ متعددة، مثل: العمى النصفي الصدغي، وقد يسبّب أيضًا انخفاضًا في حدة البصر.
في معظم الحالات المسجّلة للسرطانات النخامية يمكن ملاحظة الإفراز الشاذ للهرمونات النخامية، وقد يكون الإفراز الشاذ الناتج عن الورم محدوداً بإفراز هرمونٍ نخاميٍّ واحدٍ فقط، ويمكن أيضا ملاحظة إفراز عدة هرموناتٍ من الورم النخامي، تبعاً للهرمون المُفرز قد نلاحظ أعراضاً مميزةً مختلفة: [2]
1- البرولاكتين
الإفراط في إفراز البرولاكتين قد يسبّب العجز الجنسي لدى الرجال. أما عند الإناث يمكن أن يسبّب متلازمة انقطاع الطمث-ثر الحليب.
2- هرمون النمو (GH)
يسبّب العملقة عند الأطفال قبل البلوغ، وعند البالغين، يظهر على شكل ضخامة النهايات.
3- الهرمون الموجّه لقشر الكظر (ACTH)
الإفراط في إنتاج الهرمون الموجّه لقشر الكظر (ACTH) يؤدي إلى الإصابة بمرض كوشينغ، والذي يظهر مع مجموعةٍ من الأعراض والعلامات، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والانطباعات الجلدية الأرجوانية، وانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء، وضمور الجلد مع سهولة الإصابة بالكدمات، والاكتئاب، وهزال العضلات، وزيادة الوزن، والتي تتميز بكونها بدانةٌ مركزيةٌ متوضّعةٌ ضمن الجذع.
4- هرمون الغدة الدرقية (TSH)
فرط نشاط الغدة الدرقية الثانوي، والذي قد يظهر مع أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل: التعرُّق، وعدم تحمُّل الحرارة، والإسهال، وفقدان الوزن، وغيرها.
5- الهرمون المُنبّه للجريب (FSH) و / أو الهرمون الملوتن (LH)
عادةً لا يؤدي الإفراط في إفراز الهرمونات الموجهة للغدد التناسلية إلى ظهور أعراض سريرية، والإفراط في إفراز هرمون FSH قد يؤدي إلى فرط تحفيز المبيض لدى النساء في سن الإنجاب، مما يسبّب أكياس المبيض، بالإضافة إلى انقطاع الطمث وثر الحليب.
تشخيص السرطانات النخامية
يتمُّ تأكيد التشخيص في الحالات المُشتبهة بالأورام النخامية عبر التحاليل المخبرية للهرمونات النخامية في الدم وفي البول، بالإضافة للتصوير الشعاعي عبر الرنين المغناطيسي (MRI) لمنطقة السرج التركي (مسكن الغدة النخامية داخل الجمجمة).
كما يمكن تمييز الأورام السليمة عن سرطانات الغدة النخامية من خلال مراقبة سلوك الكتلة الورمية، ففي حال السرطانات النخامية نلاحظ غزو البنى العصبية المحيطة، ووجود تخرُّبٌ في عظام الجمجمة والأعصاب المجاورة للورم، إلا أنه بشكلٍ عام، معظم الكتل الورمية النخامية سليمة، ولا يمكن بسهولةٍ تفريقها عن الكتل السرطانية الخبيثة. [2]
علاج السرطانات النخامية
جميع الكتل الورمية النخامية (السليمة والخبيثة) تحتاج إلى استئصالٍ في حالة تظاهرها بأعراض انضغاطية أو إفرازها المفرط للهرمونات النخامية، وتستفيد بعض الحالات من المعالجة الدوائية كما في حالة الأورام المُفرزة للبرولاكتين وذلك عبر كابيرجولين أو بروموكريبتين. وفي السرطانات النخامية يمكن الاعتماد على المعالجة الشعاعية، وخاصةً السرطانات المُشخَّصة في مراحل متأخرة، والتي لا يستفيد فيها المريض من الاستئصال التام للكتلة السرطانية. [1] [2]
المراجع البحثية
1- Pietrangelo، A. (2017، March 17). Pituitary cancer. Healthline. Retrieved November 20، 2024
2- Butt، W. S.، Weisbrod، L. J.، & Srinivasan، V. N. (2023، August 8). Pituitary cancer. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved November 20، 2024