Skip links
عناقيد من العنب الأسود متدلية من الشجر في حقل للعنب

زراعة العنب – كيف تتمّ؟ تقليمه وتسميده

الرئيسية » المقالات » النباتات » زراعة العنب – كيف تتمّ؟ تقليمه وتسميده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتنافس الدول في إنتاج محصول العنب سنوياً، وتتصدرها الصين، حيث وصل إنتاجها في عام 2018 نحو 11,7 مليون طن، تلتها إيطاليا 8,6 مليون طن، الولايات المتحدة الأمريكية 9،6 مليون طن، إسبانيا 6،6 مليون طن، فرنسا 6،2 مليون طن، تركيا 3،9 مليون طن.

أما بقية دول العالم، فبلغ إنتاجها نحو 33،6 مليون طن، ويعود سبب تهافت الدول على زراعته بسبب قيمته الغذائية العالية من السكريات، وما يحتوي من عناصر غذائية قيمة، وما يتبعه من صناعاتٍ غذائية، مثل: عصير الحصرم الحامض، ودبس العنب، والزبيب.

وله فوائد طبية عديدة إذ تفيد بذور العنب في تنظيم ضغط الدم، واحتوائها على مضادات أكسدة ومواد مقاومة لنمو السرطان، كما تعمل على تنظيم سكر الدم، ومعالجة التهاب المفاصل، ولها دور في علاج البواسير. أما فوائد زيت بذور العنب، فهو مضاد للالتهاب والأكسدة، وله تأثير جيد على القلب، والأوعية الدموية، وعلاج العدّ الشائع (حب الشباب)، والتهاب الجلد، وعلاج دوالي الساقين.

كما يستعمل صيدلانياً كمادةٍ حاملةٍ للأدوية ليتميز زيته بصفاتٍ فيزيائية، فهو خفيف لا رائحة له، يعمل على تخفيف الزيوت الأخرى، وتتعدد أصنافه وأنواعه، مثل: (الحلواني، الزيني، الدابوقي، البلدي). [1] [2]

كيف يتمُّ إنتاج شتلات العنب بالتطعيم؟

يتمُّ إنتاج وإكثار العنب بطريقة الأقلام المطعمة للحصول على شتولٍ بالغة ذات مواصفاتٍ جيدة بشكلٍ أسرع من زراعة البذور، وعلى الشكل الآتي:

يتمُّ انتخاب الأشجار ذات المواصفات المرغوبة، ويتمُّ قطع فروعٍ قويةٍ جداً يصل طولها حتى 10 أمتار، وقطرها (6-12) ميلي متر تحت مسمى عقل قابلة للتطعيم، وهي (الأصل)، وتقطع إلى عدة أجزاء طول كل جزء (50-70) سنتيمتر، ويتمُّ قطعه من القاعدة، ونزع كافة البراعم والمعالق منعاً لنمو الأصل، ثم يتمُّ تطعيم الأغصان السابقة (الأصل) بأمهات الطعوم المعتمدة، وهي عبارة عن جزءٍ صغير (5-10) سنتيمتر يعلوه برعم، ويتمُّ دمج الأصل بالطعم للحصول على شتلاتٍ بالغةٍ سريعة الإثمار.

وتتمُّ العملية السابقة بإجراء عدة خطوات بدايةً من انتخاب الأصل والطعم المناسبين ضمن الشروط المناسبة، في الشهر الحادي عشر يتمُّ الحصول على الأغصان المطلوبة ثم حفظها في درجة حرارة 5 بالمئة، ونسبة رطوبة 95 بالمئة، ثم ترطبهم بالماء لمدة 24 ساعة قبل دمجهم بالتطعيم، وتطهيرهم بكبريتات الكينولين بتركيز 0,5 منعاً لنمو الفطور، ثم تحفظ في أكياس بلاستيكية ضمن غرفة مظلمة وباردة، وتتمُّ عملية التطعيم بينهم بعدة طرق، وهي:

1- التطعيم بالفتحة الكاملة

ويأخذ الطعم شكلاً مسمارياً من الطرف الذي لا يحتوي برعماً، ويغرس في شقٍّ عرضي ضمن الأصل، ويُلفُّ بشريطٍ بلاستيكي منعاً لنمو الفطور، ويزرع في الأرض.

2- التطعيم بالفتحة الإنكليزية

وهي طريقة تحتوي بعض التعقيد لأنها تعتمد على الحرفة اليدوية باستخدام المشرط تأخذ شكلاً هندسياً، ولها عدة أشكال، مثل: أن يأخذ الأصل شكل حرف W والطعم شكل حرف N لتأخذ مبدأ القفل والمفتاح، ويتمُّ دمجها بالضغط اليدوي ثم بالأشرطة البلاستيكية، وتزرع في الأرض.

3- التطعيم الميكانيكي (آلة الأوميجا)

وهي آلة تقطع جزءاً من الأصل والطعم بشكلٍ هندسي منظم في ذات الوقت، مما يسهل انطباقهما واندماجهما بشكلٍ محكم، وما يميزها عن الطريقة السابقة أنها تتمُّ باستخدام الآلة، وليس عن طريق القطع اليدوي.

وعند الانتهاء من التطعيم يتمُّ غمر الأجزاء المطعمة بالبارفين مسهلاً نموهما، كما يمنع تشكل الفطريات، ويتمُّ حفظها في درجة حرارة تصل حتى 60 درجة مئوية، ثم يتمّ تنضيدها عبر غرسها عمودياً في هرمون حاث على التجذير، ورفعها منه بعد 24 ساعة بشكلٍ تدريجي عند وصول درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية، مما يسمح بسكون نمو الجذور، وأخيراً يتمُّ وضعها في ماء 5 سنتيمتر، وإضافة التربة الخفيفة. [3]

زراعة الشتلات

يفضل زراعة الشتلات من أصناف مرغوبة ضمن حفرةٍ عرضية، حيث جرت العادة عند المزارعين القدامى زراعة الشتلات في حفرةٍ دائرية تحت الأرض بحوالي 1متر، وزرعها بشكلٍ عمودي مع قعر الحفرة ثم ترك 3 عقلات من الشتلة فوق الأرض.

أما حديثاً، فتتمُّ زراعة الشتلات بحفرةٍ مستعرضة عرضها 10 سنتمتر، وطولها 75 سنتيمتر على عمق 50 سنتمتر، لتغرس الشتلة في أحد الجوانب، مثل: الجانب الأيمن، وتدفن الشتلة حتى يخرج رأسها من الجهة اليسرى على شكل حرف L مقلوب، ويتبقى فوق الأرض منها بين 3 إلى 4 عقلات، وبذلك تكون الأجزاء المدفونة أقرب إلى سطح الأرض لامتصاص الماء والعناصر الغذائية. يجب عند الزراعة مراعاة عدة نقاط أهمها:

1- التربة تقلب بشكلٍ جيد قبل الغرس، وإذا كانت كلسيةً تجنُّب التقليب العميق منعاً لتحرك الأحجار ضمن التربة.

2- التسميد بعد تحليل التربة، وتعويض النقص، حيث تحتاج كروم العنب بشكلٍ خاص إلى الفوسفات، والبوتاسيوم بمعدل 100-500 كيلو غرام، ومواد عضوية (روث المُجْترات) بين 10-40 طن لكل هكتار.

3- تخطيط الأرض حسب قوة تصريفها للماء، حيث يتمُّ تخطيطها بصفوفٍ طويلة مع ميولٍ أعلى في الأراضي الثقيلة (ذات التصريف البطيء) وميول أعلى أكثر من الأرض الخفيفة (ذات التصريف السريع).

4- يجب توجيه النبات حسب المنطقة الجغرافية، ففي المناطق المعتدلة يتمُّ توجيه الشتل باتجاه خطوط من الشمال إلى الجنوب لتتعرض لأكبر كميةٍ من الشمس.

أما في المناطق الحارة، يتمُّ توجيه الغراس غرباً إلى الشرق لحماية الثمار من أشعة الشمس الحارقة. أما بالنسبة للرياح، فيجب توجيه الغراس بدرجة ميولٍ تتناسب مع اتجاه رياح المنطقة المزروعة للحفاظ على صفوف العنب من حدوث أضرار اتجاه الثمار والنبات.

تقليم شجرة العنب

تعدُّ من أهمّ الإجراءات التي يجب اتباعها سنوياً للحصول على إنتاجٍ وفير، وهذا ما يميز أشجار العنب عن غيرها من الأشجار، لذلك تهدف عملية التقليم للحدّ من النمو المفرط، وتنظيم عملية النمو، وإنتاج العنب كماً ونوعاً، ويتمُّ في مرحلة سكون النبات (فصل الشتاء)، وهو نوعان رئيسيان: (التقليم القصير، والتقليم الطويل).

وقد سمّيا بالطويل والقصير حسب عدد البراعم التي تترك في الأغصان، ويسمّى الجذع بالجدة والفروع بالبنات، ولا يخرج منهما عناقيد، لذلك لا تشملهما عملية التقليم. أما الفروع البنات، تخرج منها فروع ملساء طرية غير متخشبة تسمّى بالحفيدات، وهذه التي تتوضع عليها الأزهار والعناقيد، ويتمُّ تقليمها سنوياً، وعند التقليم الطويل تترك حتى 6 عقلات بدايةً من الأصل، ويقطع الباقي.

أما التقليم القصير، يترك حتى ثلاث عقلات، ويقطع الباقي مع مراعاة قطع الفروع النامية للأعلى باتجاه (السماء)، والفروع النامية للأسفل باتجاه (الأرض)، للحفاظ على امتداد عريشة العنب امتداداً أفقياً، ويفضل بعد القيام بعملية التقليم الشتوي إجراء عملية تقليم صيفي، ويسمّى بالتقليم الأخضر، ويتمُّ التخلص من جميع الفروع والأغصان التي لا تحمل ثمار، وإزالة الأوراق التي تنافس العناقيد في امتصاص العناصر الغذائية.

عدد العقل أثناء التقليم في الأصناف المزروعة محلياً

السوبيرير العادي 10-12 عقلة.

السوبيرير المبكر 6-8 عقلة.

الدراويشي 2-4 عقلة.

الريد جلوب 4-6 عقلة.

الزيني 3-4 عقلة.

البلدي 4-6 عقلة.

الحلواني 6-8 عقلة.

الدابوقي 4-8 عقلة.

البيروتي 6-8 عقلة.

تسميد بساتين العنب

تفضل أشجار العنب المناطق الجغرافية ذات المناخ الاستوائي أو الحار مع رطوبة بشرط ألا تكون التربة كلسيةً أو ملحيةً لتتكيف مع كافة أنواع التربة، وتفضل التربة الطينية والرملية عند درجة حموضة التربة (5-7) PH، وتحتاج عدة عناصر لنموٍ مثالي، وهي:

1- النتروجين

أو اليوريا ويعطي النبات مجموعاً خضرياً متميزاً بفضل تكوينه، الكلوروفيل والأحماض النووية الضرورية لنموٍ مميز، وإنتاجٍ عالٍ من الأوراق.

2- البوتاسيوم

ويعطي النبات القدرة على التنفس، والقيام بعملية التركيب الضوئي والتعرق، ويحتاجه النبات بدايةً من تشكل الأزهار حتى الدخول في مرحلة السكون.

3- العناصر المعدنية الصغرة

مثل: المغنيسيوم، ويلعب دوراً في التركيب الضوئي، والفوسفور له دور في نمو الجذور، وتنظيم النمو والتزهير. أما باقي العناصر الصغرى من حديد، وبورون، ومنغنيز، ونحاس، وزنك، فتحتاج إليها النبتة لكن بكمياتٍ قليلةٍ جداً لتدخل في عملية التركيب الضوئي.

4- التسميد باستخدام السماد العضوي (روث الحيوانات)

يتمُّ تقديمه للأشجار بدايةً من العام الثاني بمعدل من (5-10) كيلو غرام لكل شجرة حسب نوع الشجرة وما تحتويه التربة من عناصر، كما يمكن خلط السماد البلدي بسماد سوبر الفوسفات بمعدل 5 كيلو غرام لكل متر مكعب من السماد العضوي، ثم يتمُّ نثر الخليط حول أشجار العنب، وقلب التربة على عمق 10-12 سنتيمتر، وغالباً ما يتمُّ التسميد بعد عملية التقليم. [4] [5]

المراجع البحثية

1- China: grape production distribution by type 2018. (n.d.). Statista. Retrieved June 17, 2024

2- Garavaglia, J., Markoski, M. M., Oliveira, A., & Marcadenti, A. (2016). Grape seed oil compounds: Biological and chemical actions for health. Nutrition and Metabolic Insights, 9, NMI.S32910. Retrieved June 17, 2024

3- The effects of different grafting methods applied by manual grafting units on grafting success in grapevines. (N.d.). Researchgate.net. Retrieved June 17, 2024

4- Soil Preparation for Grape Vines. (n.d.). Stark Bro’s Nurseries & Orchards Co. Retrieved June 17, 2024

5- Grape Care Instructions. (n.d.). Arborday.org. Retrieved June 17, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.