تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو إجراء زراعة البنكرياس؟

زراعة البنكرياس (Pancreas Transplantion) إجراءٌ جراحيّ يتمُّ فيه استبدال بنكرياس مريضٍ بآخر سليم تمّ التبرع به من شخص متوفي، كما يمكن التبرع من قبل شخصٍ متوفٍ سريرياً، وتعتبر عملية زراعة البنكرياس عمليةً معقدةً تنطوي على العديد من المضاعفات، لكنها العلاج الوحيد بالنسبة لمرضى السكري النوع الأول الشديد وغير المنضبط على المدى الطويل، فالهدف من زراعة البنكرياس الحصول على الخلايا المنتجة للأنسولين، وزراعتها ضمن جسم المريض من أجل الحفاظ على مستويات السكر في الدم دون الحاجة لعلاجٍ آخر.

البنكرياس عضو بحجم اليد تقريباً يقع خلف الجزء السفلي من المعدة، مهمته الرئيسية إنتاج الأنسولين، عندما لا يقوم بإنتاجه بكميةٍ كافية ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي للإصابة بداء السكري النمط الأول. تساعد عملية زراعة البنكرياس في تحسين فرص تحقيق استقلال الأنسولين، وإبطاء تطور أمراض الأوعية الدموية، كما تحسن أعراض الاعتلال الشبكي واعتلال الأعصاب. ^{[1] [2] [3] [4] [5]}

متى يتمُّ اللجوء لعملية زراعة البنكرياس؟

1- داء السكري النمط الأول المترافق مع مضاعفاتٍ خطيرة أو الذي لا يمكن السيطرة عليه بالعلاج التقليدي.

2- بعض حالات داء السكري النمط الثاني عندما تترافق مع مقاومة الأنسولين وقلة إنتاجه.

3- سرطان البنكرياس.

4- سرطان القناة المرارية.

5- تفاعلات الأنسولين المتكررة.

6- ضرر الكلى الحاد أو تلف الكلى، وفقدان السيطرة على مستويات السكر في الدم. ^{[1] [4]}

ما هي الحالات التي تمنع إجراء عملية زراعة البنكرياس؟

1- وجود تاريخ من السرطان.

2- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز).

3- بعض العدوى، كالتهاب الكبد، وأمراض الرئة.

4- البدانة.

5- أمراض القلب الشديدة، مثل: قصور القلب، والذبحة الصدرية غير المسيطر عليها، ومرض الشريان التاجي الشديد.

6- الإصابة بأمراض الأوعية الدموية في الساق أو الرقبة.

7- التدخين، أو تعاطي الكحول، أو المخدرات غير المشروعة. ^[2]

ما أنواع عملية زراعة البنكرياس؟

يمكن تقسيم عملية زراعة البنكرياس لعدة أنواع هي: ^{[1] [4] [6]}

1- زراعة البنكرياس فقط

عندما يملك المريض مشكلةً بدئية في الكلية أو ليس لديه أي مشكلة، فيخضع لزراعة البنكرياس فقط، تستخدم عند المصابين بداء السكري النمط الأول الشديد مع وجود وظائف كلية كافية.

2- زراعة البنكرياس والكلية

عندما يكون المريض مصاباً يفشلٍ كلوي أو معرض لخطر الإصابة به، عادةً يتمُّ أخد البنكرياس والكلية من متبرعٍ واحد، تستخدم عند تضرر الكلية الشديد بالإضافة لتضرر البنكرياس.

3- زراعة البنكرياس بعد زراعة الكلية

يمكن في بعض الحالات إيجاد متبرع للكلية فقط دون وجود متبرع للبنكرياس في الوقت نفسه، فتتمُّ زراعة الكلية ريثما يتمُّ العثور على متبرعٍ للبنكرياس.

4- زراعة خلايا جزر لانغرهاس البنكرياسية

تؤخذ خلايا جزر لانغرهاس البنكرياسية، وهي الخلايا المنتجة للأنسولين من بنكرياس متبرّعٍ به من شخصٍ حديث الوفاة، وتحقن في أحد الأوردة التي تنقل الدم للبنكرياس، تستخدم عند المصابين بمضاعفاتٍ خطيرة وحادة لداء السكري النمط الأول.

ما المضاعفات التي تنتج عن عملية زراعة البنكرياس؟

1- النزيف والجلطات الدموية.

2- العدوى وتورم والتهاب البنكرياس.

3- تسرب السوائل من البنكرياس.

4- الإصابة بالنواسير.

5- اضطرابات استقلابية، وارتفاع نسبة السكر في الدم.

6- اضطرابات في المجرى البولي، كالتسريب، والإصابة بالتهاب المسالك البولية.

7- توقف البنكرياس المُتبرَّع به عن العمل أي ما يدعى فشل البنكرياس.

8- رفض الجسم البنكرياس المُتبرًّع به.

9- تطور بعض أنواع السرطان. ^{[1] [2] [3] [5] [6]}

إجراءات قبل البدء في عملية زراعة البنكرياس

قبل البدء في العملية يجب القيام ببعض الإجراءات التي تتضمن تقييماً لصحة المريض: ^{[2] [3]}

1- الفحص البدني.

2- تحليل الدم والبول للتحقق من الإصابة بالتهابٍ ما.

3- دراسة مناعية لمعرفة مدى التطابق بين أعضاء المريض والشخص المتبرّع بالبنكرياس.

4- مخطط كهربائية القلب وصدى القلب أو إجراء قثطرةٍ قلبية.

5- اختبارات الكشف عن احتمال الإصابة في السرطان في المراحل المبكرة.

6- بعض اختبارات التصوير، كالموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

ما هي الآثار الجانبية التي تسبّبها الأدوية المستخدمة لمنع رفض البنكرياس المتبرَّع به؟

يحتاج المصاب الذي خضع لعملية زراعة البنكرياس لأدويةٍ مثبطة للمناعة، وهي أدوية تستخدم لمنع رفض زراعة البنكرياس، وقد يضطر المصاب لتناولها بشكلٍ دائمٍ مدى الحياة. ومن آثارها الجانبية: ^{[1] [6]}

1- اضطرابات المعدة.

2- ترقق وهشاشة العظام.

3- زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

4- ارتفاع مستويات الكوليسترول.

5- ارتفاع ضغط الدم.

6- الحساسية لأشعة الشمس.

7- الشعور بالغثيان، والتقيؤ، والإسهال.

8- تورم اللثة.

9- زيادة في الوزن.

10- حب الشباب.

11- تساقط الشعر.

كيف يتمُّ معرفة حدوث رفض زراعة البنكرياس المتبرَّع به؟

تتمُّ من خلال ظهور عدة أعراض على المصاب منها: انتفاخ وألم البطن في منطقة البنكرياس، التعب والقشعريرة، الغثيان والتقيؤ، تورم الكاحلين أو الساقين. ^[6]

كيف تتمُّ عملية المطابقة بين المريض الذي يريد زراعة البنكرياس والشخص المتبرِّع بالبنكرياس؟

تتم عبر عدة خطوات هي:

1- اختبار دم

لتحديد الزمر الدموية عند كلا الشخصين، ويجب أن يمتلك كل منهما الزمرة الدموية نفسها أو وجود توافقٍ بين الزمرتين، وعندها يتمُّ الانتقال للخطوة الثانية، يمكن في بعض الحالات إجراء الزرع حتى في حال عدم توافق الزمرة الدموية، ولكن يحتاج المريض إلى علاجٍ طبي إضافي قبل عملية الزرع لتقليل خطر الرفض شريطة مطابقة بقية الخطوات.

2- التنميط النسيجي

ويدعى أيضاً تنميط مستضد كريات الدم البيضاء ورمزه (HLA)، وهو يقارن العلامات الوراثية التي تزيد احتمالية استمرار عمل البنكرياس المزروع لفترةٍ طويلة، وكلما كان التطابق جيداً تكون احتمالية رفض زراعة البنكرياس منخفضة.

3- اختبار التلاؤم

يتمُّ خلط عيناتٍ صغيرة من دم الشخص المريض والشخص المتبرِّع بالكلية لتحديد فيما إذا كانت الأجسام المضادة في دم المريض ستقاوم مضادات محددة في دم المتبرِّع، إذا كانت النتيجة سلبية، فهذا يعني أنه هناك توافق، ومن غير المحتمل حدوث رفض زراعة البنكرياس. أما النتيجة الإيجابية، تعني أنه يمكن الزرع، ولكن يحتاج المريض لعلاجٍ طبي إضافي قبل عملية الزرع لتقليل خطورة تفاعل الأجسام المضادة مع المضادات، ورفض العضو. ^[7]