Skip links
رجل بالغ يقف في الحمام تحت الدوش وهو يضع يده على صدره وينظر للأسفل

رهاب الاستحمام – أعراضه، آثاره وطرق علاجه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الرهاب » رهاب الاستحمام – أعراضه، آثاره وطرق علاجه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هنالك فئة من الناس لديهم خوفٌ غير طبيعي من الالتزام بالنظافة الشخصية ومن الاغتسال، حيث يعانون من خوفٍ دائمٍ ومستمرٍ من الاستحمام، واستعمال الماء دون معرفة السبب المباشر لذلك ينتشر هذا الرهاب بكثرة بين الأطفال، وتحديداً الإناث أكثر من الذكور، ومن المُمكن أن يزول هذا الخوف لدى الأطفال مع نضجهم وتقدمهم في العمر، وتعليمهم أن الاستحمام ليس شيئاً مخيفاً. يُعدّ رهاب الاستحمام أكثر انتشاراً في الدول الأوروبية، لأن الاستحمام لم يكن شائعاً لفترةٍ طويلة في معظم أرجاء أوروبا حتى الدخول في العصر الحديث. [1]

أعراض رهاب الاستحمام

1- الشعور بالهلع والرعب والخوف الدائم عند التفكير بالاستحمام.

2- اعتراف الشخص أن الخوف يتجاوز الحدود المقبولة والطبيعية، ويهدّد الحياة بالخطر.

3- تكون ردّات الفعل لتجنب الاستحمام عفويةً تلقائيةً، ولا يُمكن للشخص أن يسيطر عليها علمياً، فهي تسيطر على أفكار الشخص.

4- أخذ الخطط والتدابير اللازمة لتجنب الاستحمام.

5- دقات قلب سريعة، وضغط وضيق في التنفس، ويُصاب بالرعشة، والرغبة الشديدة في الهروب من الاستحمام، وكل ردود الفعل الجسدية مرتبطة بالخوف الشديد.

6- يُعدّ الشعور بالاكتئاب والخذلان من الأعراض الشائعة والمصاحبة للفرد أيضاً، لأن العديد من الثقافات ترفع من شأن النظافة، ولكن رفض الإنسان للاستحمام يعرضه للسخرية من قبل الناس، وذلك ما يُسبب اكتئاب الفرد، ويزيد من الرهاب، كما أنه قد يتسبّب في معاناة عدم إيجاد علاجٍ له. [2]

ما هو الارتباط النفسي بين رهاب الاستحمام والتجارب الطفولية؟

العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب لديهم ذكريات وتجارب مخفية وسيئة مرتبطة حصراً بالاستحمام خلال سنواتهم الأولى، على سبيل المثال: قد يكون الفرد تعرض لمشكلاتٍ ومواقف غير مريحة، كالإجبار على الاستحمام مع ممارسة أفعال غير سوية، كالضرب مثلاً أو التعرض لماءٍ ساخن أو بارد بشكلٍ مفاجئ وغير مناسب أبداً.

فهذه الأشياء يمكن أن تترك أثراً سلبياً غير سوي بالنسبة للفرد، وقد يصل به الأمر أيضاً للخوف من الماء، بالتالي قد يترك نفسه دون استحمام ولفتراتٍ طويلة، وبالأخص إذا كانت المعاملة من قبل الوالدين قاسيةً متضمنةً صراخاً وتهديدات، فسيصبح عندها الاستحمام مصدراً لمشاعر الخوف والقلق بدل أن يكون نشاطاً للترفيه والنظافة.

ومن الاتجاه النفسي، فإن هذه التجارب المبكرة من المحتمل أن تشكل استجابةً شرطية، حيث يصبح الشخص مرتبطاً وبشكلٍ غير واعٍ بين الاستحمام ومشاعر الخوف والتوتر، ومع مرور الوقت ستتعزز هذه الاستجابة، وتتحول إلى رهاب، مما يجعل القيام بالاستحمام أمراً صعباً أو حتى مستحيلاً بالنسبة لهذا الفرد. [3]

ما هي الآثار الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على رهاب الاستحمام؟

إن العوامل الاجتماعية والثقافية لها تأثيرات كبيرة على كيفية إدراك الفرد لمسائل النظافة الشخصية والاستحمام، ومنها:[4]

1- القيم والمعتقدات المجتمعية

توجد في بعض الدول ضغوط كثيرة تدفع بالأفراد للظهور بأحسن مظهر ومستوى راقٍ جداً من النظافة الشخصية، فانتشار هذه الظاهرة تجعل الأشخاص يشعرون بالتوتر وعدم الأريحية حيال عمليات النظافة والاستحمام، وبالأخص إذا شعروا أنهم لا يستطيعون تلبية هذه المعايير، وقد يتحول الاستحمام إلى نشاطٍ يثير الخوف من الفشل في تلبية توقعات المجتمع وأفكاره حول الجمال والنظافة.

2- التأثير الفكري الثقافي على النظافة

تختلف النظافة الشخصية من بلدٍ لآخر من ناحية الطقوس والممارسات الخاصة بالاستحمام، على سبيل المثال: بعض البيئات القديمة كان لديها ثقافة الاستحمام في الأماكن المفتوحة، مما قد يخلق رعباً عند بعض الأفراد نتيجة شعورهم بالخوف، وعدم الأريحية أو الحرج، وفي حال تعرض شخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة لمواقف اجتماعية قسرية ستظهر لديه حالات من الرهاب والخوف من الماء.

3- الخجل الاجتماعي

في بعض الحالات قد يكون رهاب الاستحمام مرتبطاً باضطراب الخجل الاجتماعي أو الخوف من التعرض، ففي بعض البيئات، كالمدارس مثلاً أو المعسكرات الصيفية قد يُطلب من الطلاب الاستحمام أمام الآخرين أو في ظروف مشتركة، فمن المحتمل أن يولد ذلك إحساساً بعدم الارتياح، والقلق، وتجنب الاستحمام لاحقاً.

4- الالتزام بالمعايير الدينية

في بعض البيئات قد تكون النظافة مرتبطةً بالطقوس الدينية والروحانية، ويشعر الأفراد حيال ذلك بالضغط من الالتزام بعادات وطقوس الاستحمام والطهارة، بالتالي سيخلق ذلك نفوراً، وبالأخص إذا كانت هذه الطقوس تشعرهم بالضيق أو الإكراه، مما يؤدي لتطوير مشاعر سلبية وأفكار غير سوية تجاه الاستحمام.

علاج رهاب الاستحمام

هنالك الكثير من الخيارات لعلاج الخوف من الاستحمام، لكن يبقى الأفضل السعي للحصول على المساعدة من الناحية المهنية والعلمية، وذلك من شخصٍ مُتمكن في علم النفس، ولديه القدرة على المساعدة، ويملك خلفيةً علميةً عن هذا النوع من الرهاب.

من المُمكن خضوع المصابين بهذا الرهاب للعلاج المعرفي السلوكي القائم على المواجهة والتعرض، حيث يواجه المريض الشيء الذي يخشاه، ويخاف منه، ويتعرض له (في هذه الحالة: الماء)، في حالاتٍ خاضعةٍ للرقابة والتوجيه من قبل شخصٍ مسؤول.

ويُمكن أيضاً أن توصف له أدوية القلق من قبل أطباء مختصين، لكن هذه الأدوية لا تساعد كثيراً على حلّ الرهاب من الاستحمام، هي فقط للتقليل من حالات القلق والخوف، حيث تمّ استخدام سيكلوسيرين بالتزامن مع علاج التعرض والمواجهة، وهو الدواء الوحيد لإظهار التحسن في تخفيف الأعراض المرتبطة بالمرض حتى بعد ثلاثة أشهر. [5]

المراجع البحثية

1- Murphy, N. (2022, November 29). What is ablutophobia?. CPD Online College. Retrieved April 9, 2023

2- MediLexicon International. (n.d.). Ablutophobia: Definition, symptoms, and treatment. Medical News Today. Retrieved April 9, 2023

3- Otr/L, S. B. (2024, August 25). Thalassophobia: fear of the ocean and deep bodies of water. Verywell Health. Retrieved April 9, 2023

4- Firdous, H. (2024, August 25). Bathophobia: Symptoms, causes, complications, and treatment!. Lybrate. Retrieved April 9, 2023

5- Wells, D. (2017, September 26). Ablutophobia (fear of bathing): Diagnosis and treatment. Healthline. Retrieved April 9, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.