تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الرطوبة وتسرب المياه من أكثر وأشدّ العوامل خطورةً على المنشآت الخرسانية البيتونية، فعندما تتسرب الماء سواءً من الخارج إلى الداخل (الجدران والأسقف) أو من الداخل إلى الخارج عن طريق حمامات السباحة وخزانات المياه، تسبّب هذه المياه رطوبةً تؤدي إلى فشلٍ في الأداء الوظيفي للمبنى، وتخريب مظهره الخارجي.

ومن أهمّ وأخطر مشاكل الرطوبة الوصول لقضبان التسليح والتماس بها، مما يؤدي إلى تشكل الصدأ، وحدوث شروخ في الأعضاء والعناصر الخرسانية، وتتعدد أسباب حدوث هذه الشروخ والعيوب الناتجة عن الرطوبة، فقد يكون السبب هو فشل في تنفيذ الفواصل حسب الشروط الخاصة بها، أو عدم رصّ الخرسانة أثناء الصب بشكلٍ كافٍ.

مما يؤدي لجعلها نافذةً لمرور الماء لعدم كثافتها، وعندما يتمُّ التوجه لإيجاد حلٍّ لهذه المشكلة يجب البحث عن حلٍّ يتناسب مع حجم المشكلة، فالرطوبة تمرُّ بمراحل عديدة، ولها أشكال مختلفة تعود لدرجة تسرب المياه، ففي حال كان التسرب ضعيفاً أي تظهر آثار الرطوبة فقط، يمكن وضع طبقة للمنطقة المتخربة، وتسمى بطبقة التغطية تعمل كطبقةٍ مانعةٍ لتسرب وتغلغل الماء.

أما في حال كان التسرب كبيراً، لا بدّ هنا من إزالة الخرسانة المتخربة التي تتسرب منها المياه، واستبدالها بخرسانةٍ ذات مواصفاتٍ جيدة، ورصٍّ كثيفٍ يمنع تسرب المياه مجدداً. ^[1]

أنواع رطوبة الجدران

خير الأمثلة عن الرطوبة هي التي تصيب الجدران، حيث تسبّب مشاكل عديدة وخطيرة في جدران المنازل، منها: ظهور الشقوق، وتسرب الماء من خلال هذه الجدران، وتقشر الدهان، وظهور العفن والفطريات التي يمكن أن تتسلل، ويكون لها تأثير سلبي على صحة الإنسان، وتقسم الرطوبة التي تصيب جدران المنزل إلى: ^[2]

1- الرطوبة النافذة

ونقصد بها الرطوبة الناتجة عن تسرب المياه عبر الجدران، ويكون استخدام مواد ذات جودةٍ رديئة من أهم أسبابها، فنحن نعلم أن الجدران الخارجية تتعرض للظروف المناخية المتنوعة، والعوامل الجوية المختلفة، ففي فصل الشتاء يؤدي التعرض لوقتٍ طويل للأمطار والبرودة إلى حدوث شقوقٍ تصيب الجدران، مما يجعلها نافذةً لمرور الماء.

أسباب الرطوبة النافذة

● تسرب في أنابيب الصرف الصحي، وعدم كفاية التجهيزات الخاصة بالأنابيب.

● تكسر قنوات صرف المياه المطرية التي تتوضع على السطح أو انسدادها.

● ظهور شقوقٍ في إطارات النوافذ والأبواب الناتجة عن عدم التختيم الجيد.

أهمُّ الحلول أو الطرق للتصرف مع الرطوبة النافذة

– الإصلاح أو استبدال الأنابيب المكسورة.

– رفع جودة المواد المستخدمة سواءً في عمليات الإنشاء، كالبلوك، حيث يجب أن يحقق المواصفات المطلوبة أو في مواد الدهان.

– إصلاح الشقوق في الجدران وإطارات النوافذ والأبواب.

2- الرطوبة المرتفعة

تعني الرطوبة الناتجة عن ارتفاع المياه الجوفية من الأرض إلى المبنى بالخاصية الشعرية. يؤدي ارتفاع هذه المياه إلى مشاكل هيكلية في المبنى، وتؤثر على سلامة المبنى، لذلك لابدّ من وجود طبقةٍ مصنوعةٍ من اللباد البيتوميني تعمل كطبقةٍ عازلةٍ للمياه تؤمن حمايةً كاملةً للمنزل من ارتفاع المياه الجوفية، حيث تتوضع هذه الطبقة أسفل المبنى فوق الأساسات المختارة حسب نوع الدراسة الإنشائية، وتحتاج لدراساتٍ جيوتكنيكية من قبل مختصين أثناء دراسة تربة هذه الأساسات.

ويجب في التقرير الجيوتكنيكي ذكر وجود المياه الجوفية لأخذ الاحتياطات اللازمة، وفي حال وجود أي ثقبٍ أو خطأ في تنفيذ هذه الطبقة يؤدي ذلك إلى حدوث الخطأ، وبالتالي تحدث الرطوبة وتصعد المياه، ولإصلاح هذا النوع من الرطوبة لابدّ من وجود أشخاصٍ بخبرةٍ عالية لتحديد فيما إذا كان البناء يمتلك طبقةً عازلةً للرطوبة أم لا، ففي حال عدم وجود طبقةٍ عازلة نحتاج للوصول إلى منسوب المياه، ومحاولة التقليل منها أو من خلال وضع طبقةٍ من الأسفلت العازل، كالرولات البيتومينية للتخفيف من الرطوبة.

3- رطوبة التكثيف

نقصد بها الرطوبة التي تتكثّف على الجدران، وتكون موجودةً في الهواء، وخير مثال عن هذه الحالة المدن الساحلية التي تقع على البحر، حيث تكون الرطوبة فيها مرتفعة، وتحدث في حال ملامسة الهواء الحامل للرطوبة للجدران الباردة، وعندها تظهر قطرات الماء، وتنمو الفطريات والعفن على الجدران الخارجية، ومن ثم تؤثر على الجدران الداخلية، ولابدّ من إدارة التكثيف، والتخفيف منه من خلال:

● تركيب زجاجٍ مزدوج، ولكنه يعدّ حلاً مكلفاً جداً.

● مسح وتنظيف النوافذ بقطعة قماش للتقليل من الرطوبة.

 ● فتح النوافذ، حيث يمكن أن يقلل من الرطوبة، واستخدام المراوح الكهربائية كذلك .

ما هي طرق حماية جدران المنزل من الرطوبة؟

1- إغلاق شقوق الجدران

تحدثنا انه لابدّ من وجود شقوقٍ في الجدران تظهر مع مرور الوقت، وتكون بداية هذه الشقوق من إطارات النوافذ والأبواب، حيث تبدأ من الزوايا، وتتوسع مع الزمن حتى تصبح قادرةً على السماح للماء بالمرور من خلالها، وظهور بقع داكنة اللون تعبر عن الرطوبة، وبالتالي لتدارك موضوع العفن والرطوبة لابدّ من ملء فراغات الشقوق بمادة حشو، ومن ثم طلاء الجدران من جديد، قد تكون هذه المادة من الخرسانة الخفيفة أو أي مادة معالجة أخرى تستخدم للإملاء، كمادة السيليكون أو الأكريليك.

2- العلاج بواسطة الطبقات المقاومة للماء

العديد من مواد الدهان المستخدمة تكون مسامية، فعندما يتمّ طلاء الجدران الخارجية لا تكون مقاومةً لماء المطر والثلوج، وذلك بسبب نفاذية نوع الدهان، ولذلك ومن أجل منع الرطوبة من اختراق جدار المنزل يمكن وضع طبقةٍ مقاومةٍ للماء تمنع مروره.

ومن أجل حماية الجدران الداخلية لابدّ من وضع طبقةٍ عازلةٍ على الأسطح، وذلك لحماية السطح والجدران من الماء المتجمع عليه، والناتج عن مياه الأمطار، قد تكون هذه الطبقات من مواد البيتومين، ويمكن أن تكون إما على شكل رولات توضع على السطح أو على شكل بيتومين سائل يدهن بالفرشاة، وتوجد مواد أخرى للعزل منها الألياف الزجاجية، والتي توضع بين أعمدة الجدران الداخلية.

3- أنظمة مقاومة الرطوبة المتكاملة

المياه الجوفية تملك القدرة على الصعود والتأثير من الأسفل بواسطة الشعرية، فعندما تظهر البقع الداكنة، ويتمّ تقشير الدهان من أسفل الجدار بالقرب من القاعدة لا بدّ عندها من وضع طبقةٍ مانعةٍ للماء، وحديثاً تمّ اكتشاف طبقةٍ بلاستيكية، توضع هذه الطبقات على ارتفاع 150 ميلي متر من سطح الأرض تركب أثناء عمليات تنفيذ المبنى أو الإنشاء، وهي تملك القدرة الكاملة على منع وصول الماء إلى المبنى .

4- التسليح

هنا لا نقصد قضبان الفولاذ، وإنما تسليح الخرسانة المسلحة بما يسمّى الخرسانة المرشوشة، وهي عبارة عن خليطٍ من الخرسانة يرش تحت ضغطٍ هائل، فتتشكل طبقة تساعد في تخفيض مسامية الهيكل البيتوني، ومن ثم يطبق الدهان، وعندها يكون وصول الماء من المستحيل لطبقه الدهان.

وفي النهاية لابدّ من مراقبة المنزل بشكلٍ جيد، ففي حال ارتفعت نسبة الرطوبة عن 60 بالمئة، كإجراءاتٍ أولية لابدّ من فتح النوافذ، وتهوية المنزل للتقليل من الرطوبة. ^{[2] [3]}