Skip links
لابتوب مرسوم على شاشته علم بريطانيا وفرنسا ومكتوب أعلى الشاشة كلمة translate

الترجمة – دورها الحيوي في مجال التعليم

الرئيسية » المقالات » التعلم » الترجمة – دورها الحيوي في مجال التعليم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

أصبح دور الترجمة في التعليم محورياً، فالأمر ليس عبارةً عن نقل المفردات من لغةٍ إلى لغة، وإنما هو بناء جسورٍ بين الثقافات، وتعزيز خبرات التعلم، وتمهيد الطريق أمام الطلاب بدءاً من الفصل الدراسي الذي يتعلمون فيه امتداداً للحياة المهنية المستقبلية.

دور الترجمة الأساسي في التعليم

تعدُّ خدمات الترجمة التعليمية أداةً مهمةً للغاية تتجاوز التحويل اللغوي لتشمل المحتوى والمنهجيات التعليمية، وترجمة الثقافات المختلفة بما يضمن الوصول إلى التعلم وشموله.

خدمات الترجمة التعليمية الاحترافية

إن خدمات الترجمة التعليمية تحول الحواجز اللغوية إلى جسور للمعرفة والتواصل، ومن أهمّ هذه الخدمات:

1- الوصول إلى الأسواق العالمية والشمولية

إن القدرة على تقديم مواد تعليمية بلغاتٍ متعددة يساعد المؤسسات التعليمية على تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، وهنا تلعب الترجمة دوراً حيوياً في خلق الوعي الثقافي، والتغييرات الإيجابية على المستوى العالمي وذلك من خلال:

– التغلب على حواجز اللغة، حيث تتيح خدمات الترجمة التعليمية لكل من المعلمين والمتعلمين الوصول إلى المعلومات التي كان يصعب فهمها بسبب الحواجز اللغوية، ومشاركة المعرفة على أوسع نطاق بما يضمن حصول جميع المتعلمين بغضّ النظر عن لغتهم الأم الوصول إلى المحتوى العلمي. وتشكل هذه الشمولية أمراً بالغ الأهمية لخلق بيئةٍ تعليميةٍ عادلة تتيح لكل الطلاب فرصاً للتعلم والنجاح.

– توفير الوصول إلى السياسات المدرسية المترجمة، وأدلة المناهج، والتواصل من المعلمين، ومشاركة أولياء الأمور لدعم تعليم أولادهم، الأمر الذي يخلق مجتمعاً تعليمياً متماسكاً.

2- تحسين الأداء والمشاركة وتحسين النتائج التعليمية

– حيث تستطيع المؤسسات التعليمية مساعدة الطلاب على تلقي جميع المواد التعليمية بلغتهم الأم من خلال خدمات الترجمة، مما يسهل عليهم فهمها، وبالتالي ينعكس ذلك على أدائهم الأكاديمي، ويؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل.

– دعم احتياجات التعلم، خاصةً للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية المتخصصة، وذلك بتوفير مواد تعليمية مصممةً خصيصاً لتلبية أنماط التعلم، والقدرات اللغوية المختلفة، بما يضمن حصول جميع الطلاب على الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح الأكاديمي.

3- بناء صورةٍ إيجابية عن المؤسسات التعليمية

إن توفير فرص التعليم بلغاتٍ مختلفة يُظهر مدى التزام المؤسسات التعليمية بالتنوع والشمولية، حيث تساعد خدمات الترجمة في إقامة الشراكات بين تلك المؤسسات التعليمية في البلدان المختلفة الأمر الذي يجذب المزيد من الطلاب إلى التعلم، وذلك يدفع عجلة التعليم نحو الأمام.

4- تعزيز التنوع الثقافي والوعي

ويكون ذلك من خلال:

– تعزيز التعليم المتعدد الثقافات، حيث يؤدي دمج خدمات ترجمة السيرة الذاتية في التعليم إلى تعزيز هذا النهج، لأنه يسمح بإدراج وجهات نظر، ومواد تعليمية متنوعة من ثقافاتٍ مختلفة تعمل على إثراء العملية التعليمية.

– تعزيز الكفاءة العالمية، حيث يكتسب المتعلمون من خلال المحتوى التعليمي المترجم رؤىً ثاقبةً عن الثقافات المختلفة التي تقوم بصقل السياقات الشخصية والمهنية، وهذا أمرٌ ضروريّ لتطوير الكفاءة العالمية.

5- إعداد الطلاب لفرص العمل العالمية

وذلك من خلال تطوير مهارات تعدد اللغات، لأن خدمات ترجمة الدبلومات تساعد في تنمية مهارات تعدد اللغات لدى الطلاب، حيث يُعتبر إتقان لغاتٍ متعددة أحد الأصول المهمة لأنه يخلق التنافس، ويفتح أبواباً لفرصٍ وظيفيةٍ متنوعة.

6- تحسين التواصل

توفر خدمات الترجمة فرصة التواصل بكفاءةٍ مع الطلاب وأسرهم بلغتهم الأم أثناء عملية التسجيل، والتوجيه، والمتابعة، والإجابة على الاستفسارات، والمراحل الأخرى خلال رحلة الطلاب التعليمية. كما تساعد على تطوير مهارات التواصل الفعال بين الثقافات، والذي يعتبر أمراً حاسماً في العلاقات الدولية، والأعمال التجارية، والصحة العالمية.

7- تقليل تكاليف العملية التعليمية

تقدم خدمات الترجمة الاحترافية حلاً فعالاً لهذه المشكلة لأن المؤسسات التعليمية تستعين عادةً بمصادر خارجية للترجمة، وذلك بتكلفةٍ أقل من تعيين مترجمين موظفين متعددي اللغات.

8- تعزيز التعليم الرقمي والتكامل التكنولوجي

وذلك من خلال:

التكيف مع تقنيات التعليم الحديثة

حيث تعتبر حلول الترجمة حاسمةً في تكييف المحتوى التعليمي لمختلف المنصات التكنولوجية. ومع الاستخدام المتزايد لأدوات التعلم عبر الإنترنت، والكتب الإلكترونية، والبرامج التعليمية، فإن وجود محتوى بلغاتٍ متعددة يضمن استفادة جميع المتعلمين من هذه التطورات التكنولوجية. كما يعدُّ هذا التكيف أمراً حيوياً لإنشاء بيئةٍ تعليميةٍ رقميةٍ شاملة لا تشكل اللغة فيها عائقاً للوصول إلى أحدث التقنيات التعليمية.

دعم التعليم عن بعد والتعليم عبر الأنترنت

تعدُّ خدمات الترجمة التعليمية مفيدةً جداً في مجال التعليم عن بعد عبر الإنترنت، لأنها تمكن المتعلمين ذوي اللغات المختلفة من المشاركة في الدورات والبرامج عبر الإنترنت، والوصول إلى مستوى تعليمٍ جيد في أي مكانٍ في العالم مجتازين كل الحواجز الجغرافية واللغوية.

 دور الترجمة في التعليم متعدد اللغات

أثبتت الدراسات أهمية الترجمة في ضمان حصول جميع الطلاب على فرصٍ متساوية للوصول إلى المحتوى التعليمي، وتعزيز الشمولية، وتحسين الأداء الأكاديمي.

 دور خدمات الترجمة في تعليم الطلاب ذوي الإعاقة

يمكن لمقدمي خدمات الترجمة توفير العديد من التسهيلات لتعزيز تجربة التعلم، وضمان الوصول العادل إلى الموارد التعليمية لكافة الطلاب ذوي الإعاقة، وذلك عن طريق تكييف المحتوى لتلبية الاحتياجات المحددة لهم التي تساعدهم على التغلب على صعوبات التعلم، مثل:

1- توفير تنسيقات يسهل الوصول إليها بالنسبة للمتعلمين ضعاف البصر.

2- ترجمة المواد التعليمية إلى لغة الإشارة للطلاب ذوي الإعاقة السمعية.

دور الترجمة في الحفاظ على اللغات الأصلية ضمن البيئات التعليمية

تلعب خدمات الترجمة في التعليم دوراً أساسياً في الحفاظ على لغات السكان الأصليين، وإحيائها في السياقات التعليمية من خلال ترجمة مواد المناهج الدراسية، والموارد التعليمية إلى لغات السكان الأولى لضمان بقاء هذه اللغات متاحةً للأجيال الشابة، وللحفاظ على التراث الثقافي الذي يعزز العلاقة بين الطلاب، وهوياتهم الأصلية.

كيفية ضمان جودة ودقة خدمات الترجمة في المؤسسات التعليمية

إن ضمان الجودة في الترجمة أمرٌ في غاية الأهمية لضمان ترجمة المحتوى التعليمي بدقةٍ وفعالية، ويمكن للمؤسسات التعليمية تحقيق ذلك من خلال التعاون مع وكالات الترجمة المحترفة أو توظيف مترجمين مؤهلين ذوي خبرة، ومن ثم مراجعة المواد المترجمة للحفاظ على سلامة المحتوى التعليمي بعد الترجمة.

ختاماً: لا يمكن إنكار أهمية الدور الذي يلعبه التعليم في بناء المجتمعات، وقد أصبح التعليم متاحاً أكثر من أي وقتٍ مضى بفضل التطور التكنولوجي، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى فرص التعلم عن بعد، ولكن هذا التطور في قطاع التعليم يشكل تحدياً للمؤسسات التعليمية التي يجب أن تقدم المواد بلغاتٍ متعددة حتى تعطي الفرصة لكافة الطلاب للاستفادة من خدماتها التعليمية.

ولتحقيق هذا الهدف، تتجه العديد من المدارس نحو خدمات الترجمة الاحترافية كطريقةٍ لترجمة المعارف بسرعة، وبتكلفةٍ معقولة لتعزيز إمكانية الوصول والشمولية، وكسر الحواجز اللغوية، وتلبية احتياجات التعلم المتخصصة لجميع المتعلمين حول العالم. [1]

المراجع البحثية

1- Translateswift. (2024). The Role of Translations in Education. Retrieved May 24, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.