Skip links
يقوم الطبيب بفحص قدم المريض الذي يعاني من الوذمة أو داء الفيلاريا

داء الفيلاريا – آلية الإصابة، الأعراض وما هي طرق العلاج؟

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » داء الفيلاريا – آلية الإصابة، الأعراض وما هي طرق العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يمتلك البعوض القدرة على إزعاج الإنسان بسبب لدغاته وأعراض الحكة والتورم الناتجة عن عضته، إلا أن هذه اللدغات قد تكون سبباً لأمراض أخطر وأعظم من مجرد تورم صغير، فقد تكون هذه اللدغة حاملةً لطفيلي الفيلاريا، والذي يسبّب داء الفيلاريا (Filariasis) الذي يستهدف الأطراف. وكثير من الحالات غير المدبرة بشكلٍ مناسبٍ وسريع ينتهي بها المطاف بتشوهات في الأطراف، والتي تأخذ نمطاً فريداً يطلق عليه داء الفيلة نتيجة تضخُّمٍ كبيرٍ يصيب الطرف السفلي بشكلٍ خاص.

داء الفيلاريا، الإصابة وآلية انتشاره

هو مرضٌ إنتانيٌّ طفيلي يصيب الإنسان والحيوان عند انتقال طفيلي من فئة الفيلاريا إلى جسم الإنسان عبر لدغة بعوض، ويسبّب بذلك أعراض تضخم في الأطراف السفلية والحوض نتيجة الوذمات الذي يحدثها هذا الطفيلي ضمن العقد اللمفية الجسم، وينتج عن الوذمات تشوُّهات دائمة، حيث يصنّف داء الفيلاريا (وداء الفيلة، والذي يشكل التضخم الواضح في الأطراف نتيجة داء الفيلاريا) على أنه ثاني أكبر سببٍ للتشوه الدائم والإعاقة بعد الجذام في جميع أنحاء العالم.

ينتقل طفيلي الفيلاريا إلى الإنسان عبر عدة أصنافٍ من البعوض، والتي تشاهد بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية، وإلى يومنا هذا تمّ تحديد ثلاث طفيليات من فئة الفيلاريا مسؤولة عن تطور داء الفيلة. يعدُّ داء الفيلاريا من الأمراض الطفيلية واسعة الانتشار حول العالم، حسب آخر الإحصائيات يصل عدد الإصابات به عالمياً قرابة 120 إصابة مسجلة ضمن 72 دولة. وللتعرف على أعراضه يجب التعرف على دورة حياة هذا الطفيلي في جسم الإنسان. [1]

دورة حياة طفيلي الفيلاريا

تحتاج الفيلاريا (مثل أي طفيلي آخر) إلى وسطٍ ناقلٍ ومستودعٍ حيوي، بالنسبة للفيلاريا، فإن الوسط الناقل هو البعوض، والمخزن الحيوي هو الإنسان والحيوان، بعد لدغة البعوض تنتقل يرقات الفيلاريا إلى دم الإنسان المصاب، وتستقر ضمن العقد اللمفية للإنسان (وهي عقد صغيرة تتتوضع ضمن مناطق مختلفة من جسم الإنسان، ولها وظائف مرتبطة بمحاربة الإنتانات الفيروسية والجرثومية، وتصفية العوامل الأجنبية من الدم والسائل اللمفي) من بين العقد اللمفية.

تفضل يرقات الفيلاريا التوضع ضمن العقد اللمفية الفخذية، بعد استقرارها تنمو هذه اليرقات لتتحول لديدان الفيلاريا البالغة، وتتكاثر جنسياً لتعطي يرقاتٍ صغيرة غير ناضجة تطرح إلى الدوران الدموي (ليتمّ التقاطها عبر لدغة بعوض، وتنتقل إليه).

إن نمو الطفيلي ضمن العقد اللمفية يؤدي إلى تضخم هذه العقد وانسدادها الأمر الذي يسبّب تجمُّع السائل اللمفي ضمن هذه العقد، وإيقاف الدوران اللمفي ضمنها، بالمحصلة تتضخم العقدة والمنطقة المحيطة بها وجميع الأعضاء التي يعبر السائل اللمفي الخاص بها عبر هذه العقدة.

هذا التجمع والتضخم مع الزمن يصبح غير قابلٍ للتصحيح، ويصبح الطرف المصاب مشوهاً متضخماً بشكلٍ غير متناسق (مشابه لقدم الفيل)، وهو العرض الرئيسي لداء الفيلة. [1]

أعراض داء الفيلاريا

ترتبط الأعراض بتوضع الطفيلي ضمن العقد اللمفية في الأطراف السفلية، إلا أنه توجد أعراض نوعية تبعاً لمكان الطفيلي، وذلك في مختلف أعضاء الجسم، وتوجد مجموعة من الأعراض المشتركة عند إصابة أي عقدةٍ لمفية بطفيلي الفلاريا:

1- الحمى.

2- اعتلال العقد اللمفية الأربية أو الإبطية.

3- ألم الخصية و/أو الأربية.

4- تقشير الجلد.

5- تورم الأطراف أو الأعضاء التناسلية.

تصنيف التورم تبعاً لحجم الوذمة اللمفية

بالطبع العرض الأهمّ هو التورم والتضخم في الأطراف المصابة، وهو العرض الأشيع والأكثر خطورة، وتبعاً لحجم الوذمة اللمفية يصنف التورم إلى عدة درجات:

1- الدرجة الأولى

وذمة منقرة في الأطراف، قابلة للعكس.

2- الدرجة الثانية

وذمة منقرة أو وذمة غير منقرة، غير قابلة للعكس.

3- الدرجة الثالثة

وذمة غير قابلة للعكس مع سماكة الجلد.

4- الدرجة الرابعة

مظهر غير متنقر وغير قابل للعكس مع تسمُّكٍ وآفاتٍ عقيدية في الجلد، وتصنّف الوذمة اللمفية في هذه الدرجة على أنها داء فيلة (Elephantiasis). [1] [2]

 وصف متلازمات أخرى في داء الفيلاريا

1- التهاب الغدد الليمفاوية الحاد (Acute adenolymphangitis (ADL))

تتظاهر بحمّى مفاجئة مع تضخم العقد اللمفية.

2- حمّى الفيلاريا (Filarial fever)

تتظاهر بحمّى دون التهابٍ غدّي مصاحب.

3- فرط الحمضات الرئوية الاستوائية ((Tropical pulmonary eosinophilia TPE)

وهو عبارة عن سعالٍ ليلي جاف.

يذكر أن الأعراض قد تتعدى الأعراض الجلدية لتصيب أعضاء حساسة أكثر، كالعين، وفي هذه الحالة تتوضع اليرقات لطفيلي الفيلاريا ضمن كرة العين، حيث تتسبّب هذه الحالة بفقدان الرؤية. [2]

تشخيص داء الفيلاريا

التشخيص النهائي لداء الفيلاريا يتطلب تحري وجود الميكروفيلاريا (Microfilariae) ناتج عن تكاثر ديدان الفيلاريا البالغة في جسم الإنسان سواءً كان في الدم أو الآفات الجلدية، إلا أنه يمكن الاعتماد على أضداد الفيلاريا في الدم (CFA)، والتي تكون موجودةً عند المصابين بداء الفيلاريا بغض النظر عن نوع الطفيلي، إلا أن مكان الطفيلي، والأعراض المشاهدة، والمرض الناتج قد تؤثر على آلية التشخيص:

1- داء الفيلاريا اللمفاوي (Lymphatic filariasis)

يمكن التحري عن الميكروفيلاريا، أو معايرة أضداد الفيلاريا في الدم، كما أن الديدان البالغة يمكن مشاهدتها ضمن العقد اللمفية، أخيراً يُعتبر تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) التشخيص الأدق، إلا أنه مكلف وغير متوفر بسهولة.

2- داء الفيلاريا الجلدي (Cutaneous filariasis)

التحري عن هذا الداء يتطلب عزل المايكروفيلاريا ضمن الآفات الجلدية، كما أن تحليل أضداد الفيلاريا في الدم قد يحمل بعض الفائدة التشخيصية، إلا أنه لا يعدُّ إجراءً شائعاً في هذا النمط من الفيلاريا، كذلك الأمر بالنسبة لتفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، وذلك لكلفته وصعوبة توفره. من الميزات الفريدة في هذا النمط هو إمكانية التحري عن الديدان البالغة الناضجة ضمن الآفات الجلدية، وذلك لدى بعض أنواع طفيليات الفيلاريا الجلدية.

3- تدبير داء الفيلاريا

يجب أن تكون الإدارة الطبية لعدوى الفيلاريا محددة، وتستند إلى نوع الميكروفيلاريا المعزولة أو مستضدات الدم المكتشفة، وينبغي الاهتمام بشكلٍ خاص عند وجود عدوى بعدة أنواع من طفيلي الفيلاريا، لأن ذلك سيغير نظام العلاج.

يعتمد العلاج الدوائي بشكلٍ خاص على مشاركة عدة أدوية طفيلية، والتي تشمل على ألبيندازول (Albendazole)، بالإضافة إلى الإيفرمكتين (Ivermectin) أو سترات ثنائي إيثيل كاربامازين (DEC)، حيث إن هذه المشاركة الدوائية تشكل الأدوية واسعة النطاق (MDA)، يؤدي تناول الأدوية على نطاقٍ واسعٍ (MDA) إلى تقليل انتقال عدوى الفيلاريا عن طريق تقليل انتشار ميكروفيلاريا في الدم، مما يؤدي بالنتيجة إلى انخفاض العدوى من شخصٍ إلى آخر، وانخفاض انتشار هذا الداء عالمياً. [3] [4]

العلاج الجراحي

يتمُّ تدبير الوذمات الكبيرة وداء الفيلة في الصفن والأطراف عن طريق الاستئصال الجراحي، إلا أن التدبير الجراحي قد يكون غير ناجحٍ في كثيرٍ من الحالات، وقد شوهدت العديد من حالات النكس، مما قد يتطلب عدة عملياتٍ جراحية لتحقيق الشفاء الأمثل. [4]

المراجع البحثية

1- Newman، T. E.، & Juergens، A. L. (2023، August 8). Filariasis. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved June 23، 2024

2- Bronze، M. S.، MD. (n.d.). Filariasis clinical presentation: history، physical examination. Retrieved June 23، 2024

3- Bronze، M. S.، MD. (n.d.). Filariasis WorkUp: Approach considerations، detection of microfilariae in blood، detection of microfilariae in the skin، eye، and urine. Retrieved June 23، 2024

4- Bronze، M. S.، MD. (n.d.). Filariasis Treatment & Management: approach considerations، Pharmacologic therapy. Retrieved June 23، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.