تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

إن علبة الإسعافات الأولية هي جزءٌ ضروريٌّ وأساسيٌّ في كل منزلٍ ومكان عمل، وهي عبارة عن علبةٍ خاصة يوجد فيها عدة أشياء أساسية لا يمكن الاستغناء لتدبير الحالات الإسعافية والطارئة. تمتاز حقيبة الإسعافات الأولية بألوان عدة أشيعها اللون الأخضر مع إشارةٍ على شكل (+)، ويجب أن نضعها في مكانٍ محدّدٍ يُسهّل رؤيتها، كما يجب تعليم كل أفراد العائلة وطاقم العمل على كيفية التعامل مع محتوياتها.

ما هي محتويات حقيبة الإسعافية الأولية؟

تعدُّ ضمادات الجروح أو (الشاشات) باللغة العامية من أهمّ المحتويات، ولها عدة أنواع قد تأتي بشكلٍ لفافة أو عدة ضماداتٍ مطويةٍ ومعقمة مُغلّفة بكيس، وتُستخدم هذه الضمادات للجروح الناتجة عن العمليات الجراحية، ويجب استبدال الضماد يومياً للوقاية من إنتان الجرح، أيضاً تستخدم الضمادات لتغطية العين في حال إجراء العمليات العينية أو لغايةٍ أخرى.

وتحتوي الحقيبة أيضاً على لصاقاتٍ للجروح على شكل بكرة أو قطعٍ صغيرةٍ معقمة، وتوجد أنواع مضادة للماء، وهي من أفضل الأنواع خاصةً في جروح اليدين والقدمين، ويعتمد في بعض الدول على لصاقات الجروح ذات اللون الأزرق لدى العاملين في المطبخ، مثل: الطباخين، والمساعدين.

بالإضافة إلى الشاش ولصاقات الجروح يجب احتواء حقيبة الإسعافات الأولية على الرباط أو (المشد) التي توجد بشكل بكرة Roll، وتستخدم لإصابات المفاصل، وخاصةً إصابات مفصل الركبة والكاحل، كما في حالات وثي الكاحل (لوي الكاحل)، ويستخدمه بعض الرياضيون بشكلٍ وقائي قبل رفع الأوزان الثقيلة.

وتوجد بعض المشدّات المزودة بقطعٍ من الخشب لإبقاء العضو المصاب مثبّتاً، ومنها على شكل مثلثات تستخدم لحالات كسور وخلوع الطرف العلوي، ومنها المشدّات المُصممّة لكسور وخلوع الأصابع، فتعمل على تثبيت المعصم والإصبع المصاب.

كما يجب أن تحتوي حقيبة الإسعافات الأولية على الإبر، والمحاقن، والقثاطر بمختلف الأحجام والأقطار، فمنها مخصّصٌ للأطفال، ومنها للبالغين للحقن العضلي والوريدي، وتحت الجلد والحقن داخل الأدمة. أما القثاطر الوريدية، فتختلف ألوانها وأقطارها منها يستخدم لحديثي الولادة، والأطفال الصغار، والبالغين للأوردة الرفيعة المحيطية، والأوردة الكبيرة المركزية.

كما تحوي الحقيبة على ميزان حرارة إلكتروني ذي حجمٍ صغير يتميز بقراءة دقيقة عند وضعه في الأماكن المخصصة لقياس الحرارة، مثل: الأذن، وفتحة الشرج للأطفال وتحت الإبطين، ويمكن وضع الماسك الخاص بالإنعاش القلبي الرئوي لدعم تنفُّس الشخص المصاب.

قد تحتوي حقائب الإسعافات الأولية، وخاصةً في المعامل والمراكز العسكرية على عدّةٍ تحتاج إلى أيدٍ خبيرةٍ لاستخدامها مثل: عدة خياطة الجروح، وعدة استخراج الأجسام الأجنبية، مثل: الطلقات النارية، إضافةً إلى المقصّات بأحجام مختلفة، والملاقط، والمشرط. ^{[1] [2] [3] [4]}

الأدوية التي يجب تواجدها بكل حقيبة إسعافات أولية

– الأدوية المضادة للإسهال (Anti-diarrhea drugs).

– خافضات الحرارة ومسكنات الألم الخفيفة، مثل: باراسيتامول.

– مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، مثل: البروفين.

– مضادات حموضة المعدة، مثل: ببتو بيزمول (Pepto-Bismol) أو مثبطات مضخة البروتون، مثل: الأوميبرازول (Omeprazole).

– مضادات الهستامين التي تعمل على حل مشاكل حموضة المعدة، والقرحات الهضمية، أو مشاكل الحكة الجلدية.

– شراب مضاد للسعال، والذي يساعد على تخفيف السعال والتقشُّع لتنظيف الطرق الهوائية.

– بخاخات الربو لمعالجة الهجمة الحادة، مثل: السالبوتامول أو إيبراتروبيوم، والستيروئيدات الإنشاقية أو الجهازية.

– محاقن الأدرينالين الجاهزة عند وجود مريضٍ مصابٍ بأمراض التحسُّس والتأق.

– الأدوية المضادة للتشنُّج لعلاج حالات الألم البطني التشنُّجي، مثل: السبازما أو الهيوسين (Hyocin).

– أقراص النتروغليسرين التي توضع تحت اللسان في حالات السكتة القلبية.

– البخاخات المخدرة أو الغسولات التي تستخدم لعضات الحشرات والحكة، مثل: باكتين (Bactine) أو كالامين (Calamine).

بالإضافة إلى الكحول والبوفيدون الذي يستخدم لتعقيم الجروح الناتجة عن العمليات الجراحية، وحالات البتر، وغيرها أثناء تبديل الضماد عن الجرح، والقفازات الشفافة التي تستخدم لمرةٍ واحدة وكيسٍ خاصٍّ لجمع الفضلات. ^{[1] [2]}

استخدام حقيبة الإسعافات الأولية

لا يشترط أن يكون الشخص المُستخدم لحقيبة الإسعافات الأولية ممارساً أو عاملاً في المجال الطبي، وإنما يمكن لأي شخصٍ أن يجيد استخدام المعدات الموجودة في الحقيبة مع التدريب والممارسة، فعليه أن يتقن الحقن العضلي في العضلة الأليوية أو الفخذية والعضدية، وتركيب القثاطر الوريدية والتعامل مع إجزاء القثطرة، واختيار الوريد المناسب مع القياس المناسب للقثطرة.

ومن المهمّ أن يتعلم الشخص المستخدم لحقيبة الإسعافات الأولية كيفية تضميد الجروح، وتعقيمها باستخدام المراهم الخاصة أو البوفيدون، ولف الجرح بالضماد المناسب، وتبديله بشكل يومي لحين الالتئام، والاستعانة بالطبيب عند ظهور علامات إنتان الجرح لأخذ التدابير المناسبة، إضافةً إلى استخدام الحقيبة يجب معرفة التصرّف الصحيح في الحالات الإسعافية، مثل: نوبة الصرع، والسكتة، واستنشاق أي جسمٍ أجنبي أو ابتلاعه.

من المهمّ أن يتمّ التحري عن المعدات الموجودة في حقيبة الإسعافات الأولية شهرياً، والتأكد من صلاحيتها، وتوافرها ووضع كل أداةٍ في مكانها المخصص مع الانتباه لمدة صلاحية الأدوية الموجودة، وإعلام كل أفراد المنزل عن مكان تواجد الحقيبة تجنُّباً لضياع الوقت في الحالات الطارئة، وعند عدم توافر حقيبة خاصة يمكن استخدام أي علبةٍ ذات حجمٍ مناسب ومعقمة، ومعروفة من قبل الأفراد لوضع المعدات الإسعافية اللازمة فيها. ^{[4] [5]}