تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما المقصود بحريق الغابة؟

حريق الغابة عبارة عن احتراقٍ غير مسيطرٍ عليه يستجيب بحرية للبيئة، ويستهلك الوقود الطبيعي (الأوراق، الثمار، اللحاء، الأعشاب)، تظهر الحرائق بشكلٍ طبيعي في النظم البيئية، وخلال فترةٍ من الدقائق إلى ساعاتٍ قليلة، يمكن أن تحول النيران غابةً خضراء إلى رماد، وقد تكون الخسائر الاقتصادية والبيئية الناجمة عن الخسائر النباتية والحيوانية كبيرةً جداً.

ومن جهةٍ أخرى قد تلعب الحرائق دوراً إيجابياً في ديناميكية النظم البيئية، فالمواد العضوية المتراكمة خلال فتراتٍ طويلةٍ من الزمن تحترق محررةً العناصر الغذائية، ولحدوث الحريق لابدّ من توفر ثلاثة شروط، وهي: توفر الأوكسجين، والحرارة، والوقود. ^[1]

ما هي أنواع الحرائق؟

هناك تصنيفات متعددة للحرائق، كحرائق المراعي، حرائق الغابات، وحرائق الأدغال، والتصنيف هنا مبني على كمية الوقود الطبيعي المستهلكة بالنار من التربة، وحتى قمم الأشجار على النحو التالي: ^[2]

1- الحرائق السطحية

وهي الحرائق التي تنشأ على سطح الأرض، وتنتشر بسرعة عبر النباتات الجافة والأعشاب في أرض الغابة، كما أنها تقتل الأشجار الصغيرة من الأنواع السائدة، حيث تكون حرارة الحرائق السطحية عادةً منخفضة نسبياً، ولا تسبّب تغيرات جوهرية في البيئة أو في تركيب الغابة. وقد تكون عالية الحرارة وسريعة الانتشار في الوسط عندما تحدث الحرائق في مخلفات الاستثمار، وفي كثيرٍ من الأحيان يصل الحريق إلى تيجان الأشجار، ويتحول إلى حريقٍ تاجي.

2- الحرائق التاجية

على عكس الحرائق السطحية، وهي نوعٌ مختلفٌ من أنواع حرائق الغابات، حيث ينتشر الاحتراق من قمة شجرة إلى قمة شجرة أخرى، والتي تعرف باسم تاج الشجرة أو المظلة. تتميز الحرائق التاجية بسرعة انتشارها، وعادةً ما تتقدم نيران التاج بشكلٍ أسرع من نيران المستوى الأدنى، وتحترق نيران التاج بسرعة بسبب ارتفاعها، مما يجعلها معرضةً للرياح، وهذا النوع من الحرائق يصعب على رجال الإطفاء والسكان المحليين إخمادها.

3- الحرائق الأرضية

هو شكلٌ من أشكال حرائق الغابات التي تبدأ تحت الأرض، ويمكن أن تمتدّ إلى السطح على شكل لهب خلال فتراتٍ زمنيةٍ طويلة، وقد يستهلك جميع المواد العضوية المتراكمة على سطح الأرض.

ما هي أسباب حرائق الغابات؟

تعتبر حرائق الغابات من أخطر الأمور التي تشكل تهديداً على النظام البيئي، والنباتات، والحيوانات، وهناك نوعان من الأسباب (طبيعية وبشرية).

1- الأسباب الطبيعية

العوامل المناخية

يعتبر المناخ العامل الرئيسي في حرائق الغابات، حيث يزيد متوسط الحرارة في النهار عن 30 دوجة مئوية، مما يؤدي إلى انخفاض رطوبة البقايا العضوية المتساقطة إلى ما دون 5 بالمئة، وتحت هذه الظروف يمكن للحرائق أن تبدأ من أي مسبّب (سيجارة، برق، عود ثقاب)، إضافةً إلى انخفاض الرطوبة، وارتفاع الحرارة تلعب الرياح دوراً أساسياً أيضاً في الحرائق، ولاسيما رياح الخماسين، حيث تسبّب هذه الرياح انخفاضاً في الرطوبة الجوية إلى ما دون 30 بالمئة، كما تتسبّب في نقل الحرائق إلى مسافاتٍ واسعة.

طبيعية النبات الحراجي

تؤدي الحرارة العالية إلى تفتح مخاريط الصنوبر، حيث تحتوي أنواع الصنوبر على تراكيز عالية من الراتنج، وبعض الزيوت التي تجعل النباتات العالية قابلةً للاشتعال، وخاصةً السنديانيات، مثل: السنديان الأخضر، والسنديان الفليني، والسنديان العادي.

البرق

يتسبّب البرق في حدوث الحرائق في الغابات، وخصوصاً البرق الساخن، والذي يستمر لمدةٍ طويلة.

2- الأسباب البشرية

– التغيرات في الأنظمة البيئية بسبب النشاط البشري عن طريق الرعي الجائر، وجمع الحطب، وحرق النفايات، واستخدام الألعاب النارية، جميع هذه العوامل أدت إلى حدوث خللٍ في النظام البيئي الحراجي، وبالتالي خفضت من مقاومتها للحرائق.

– استخدام المزارعين للنيران لإزالة بقايا المحاصيل، وتقليص مساحات الغابة من أجل التوسع الزراعي يعدُّ أحد أسباب حرائق الغابات، وقد تمتدُّ إلى غاباتٍ مجاورة.

– حرق كمياتٍ كبيرةٍ من المخلفات الصلبة التي يتركها السياح والمصطافون ضمن الغابات يؤدي إلى حرق الغابات. ^[3]

ما هي الآثار الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية المترتبة على حرائق الغابات؟

1- تأثير الحرائق على البيئة الموضعية

للغابة تأثيرٌ لطيفٌ على المناخ، فالحرارة ضمن الغابة تكون أخفض في الأشهر الحارة مقارنةً بالحرارة خارج الغابة، وتكون أكثر دفئاً في الفصول الباردة، لذلك تؤدي الإزالة الجزئية أو الكلية للأشجار إلى انخفاض الحرارة في الفصول الباردة، وارتفاعها في الفصول الحارة، كما وتتأثر أيضاً حركة الهواء، وكمية الإشعاع الشمسي، والرطوبة الجوية ضمن الغابة، جميع هذه العوامل تقود إلى تغيرات جوهرية في كمية التبخر، والنتح، وتسرب الماء ضمن التربة، وتمعدن العناصر الغذائية.

2- تأثير الحرائق على التنوع الحيوي

يؤثر تعديل البيئة الموضعية بسبب الحريق بشكلٍ شديد على الفلور (النباتات) أو الفونا (الحيوانات) المحلية، وبالتالي على دورات العناصر الغذائية، ومن ثم على مستقبل النبات، كما تقود الحرائق إلى انجراف التربة، وتصبح عملية نمو النباتات الحراجية في المنطقة المحروقة أكثر صعوبة.

3- تأثير الحرائق على التربة

تعمل الأشجار الحراجية على تثبيت التربة، والمحافظة على خصوبتها، لذلك سيؤدي زوال الغابة تحت تأثير الحريق إلى انجراف التربة، وانخفاض خصوبتها، ويظهر هذا التأثير بشكلٍ مباشرٍ في المناطق الجبلية المنحدرة، وتزداد الخطورة مع زيادة الانحدار، وكمية الهطول السنوية.

4- الآثار الاقتصادية والاجتماعية لحرائق الغابات

تؤدي الحرائق إلى موت الأشجار، واستهلاك جزءٍ من الخشب، كما تؤدي إلى تخفيض القيمة الاقتصادية للخشب المتبقي بعد الحريق. يمكن للحرائق أن تدمر جزءاً من النباتات الطبية التي يستفيد منها بعض السكان المحليين اقتصادياً، كما ويمكن أن تدمر بعض ممتلكات السكان المجاورين للغابة التي تتعرض للحريق. ^[4]

كيف يمكن حماية الغابات والمراعي من الحرائق؟

يوجد العديد من الطرق الوقائية لمنع حدوث الحرائق في الغابات، وذلك لضمان سلامة الأراضي، والنباتات، والمراعي، والأرواح البشرية الذي يعيشون حول الغابات، ومن أهمّ هذه الطرق:

1- إغلاق بعض الغابات أمام الرعي والصيد بشكلٍ مؤقتٍ في مواسم معينة (أوقات الخطورة العالية).

2- منع التدخين في الغابات السياحية في أوقات الخطورة العالية.

3- منع إشعال النار خارج مواقع المخيمات المجهزة لاستقبال الزوار.

4- منع التفحيم وصناعة الكلس ضمن الغابات، حيث يشكل التفحيم سبب رئيسي من أسباب الحرائق.

5- منع حرق النفايات ضمن الغابة أو بالقرب منها. ^[5]