تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الأسنان اللبنية مهمةٌ جداً في مرحلة نمو الطفل وتطوره، فهي تساهم في المظهر الجيد للطفل، والنطق، والمضغ، ومنع العادات السيئة، وكذلك تلعب دوراً أساسياً في توجيه بزوغ الأسنان الدائمة، ويجب دائماً محاولة الحفاظ عليها في القوس السنية حتى سقوطها بشكلٍ طبيعي إن أمكن.

فقدان الأسنان اللبنية بشكلٍ مبكر يمكن أن يؤدي إلى تحركاتٍ غير مرغوبة للأسنان، مما ينتج عنه فقدان المسافة الكافية لبزوغ الأسنان الدائمة، ويكون لذلك آثار ضارة على تطور الإطباق بما في ذلك الازدحام والانطمار أو البزوغ غير الطبيعي، والبزوغ الزائد (تطاول) الأسنان التي ليس لها مقابل، وانحراف الخط المتوسط.

أفضل طريقة لتجنُّب هذه المشاكل هي الحفاظ على الأسنان اللبنية حتى يحين وقت تبديلها الطبيعي، ولكن في الحالات التي يكون فقدان الأسنان المبكر لا مفر منه، مثل: حالات النخور الواسعة غير القابلة للعلاج أو الترميم، أو حالات الرضوض القوية التي تؤدي إلى فقدان السن بالكامل، يجب التعامل مع هذه الفقد لتقليل الآثار غير المرغوبة على الإطباق الدائم، ولهذا الغرض يمكن استخدام حافظات المسافة.

ما هي حافظات المسافة؟

هي أجهزة ميكانيكية تستخدم للحفاظ على المسافة الطبيعية بعد فقدان الأسنان اللبنية المبكر، حيث تحافظ على طول القوس السني ومستويات الإطباق، ويمكن أيضاً استخدامها لأغراض تجميلية. ^{[1] [2]}

تصنيف حافظات المسافة

 تصنّف وفقاً لعدة طرق: ^[3]

1- تصنيف (Hitch cock)

– قابلة للإزالة، ثابتة، نصف ثابتة.

– قابلة للتخطيط، غير قابلة للتخطيط.

– نشطة، سلبية.

2- تصنيف (Raymond C Thurrowis)

– قابلة للإزالة.

– القوس اللساني.

– الأسنان المفردة.

3- تصنيف (Hinrichsen)

– حافظات مسافة ثابتة (نموذج الشريط، نموذج الحلقة، نموذج القوس اللساني الوحشي، نموذج الشريط والحلقة).

– حافظات المسافة المتحركة (الأسنان الجزئية الإكريلية).

متى يكون تركيب حافظات المسافة ضرورياً؟

1- إذا كانت المسافات بين السنية تظهر علامات الإغلاق.

2- إذا كان هناك احتمالية الحاجة إلى علاجٍ تقويمي.

3- إذا كان استخدامها يجعل العلاج التقويمي أقل تعقيداً.

4- إذا لم تكن الأسنان الدائمة جاهزةً للبزوغ، حيث يجب أن يكون هناك حدّ أدنى من تغطية العظم بمقدار 1 ميلي متر.

5- عندما تكون المدة الزمنية التي نحتاجها للحفاظ على المسافة تقدر بسنتين أو أكثر.

6- لتجنُّب البزوغ الزائد للأسنان المقابلة لمكان الفقد.

7- لتحسين الفعالية الماضغة والصحة السنية.

مضادات الاستطباب

1- عندما تُظهر الصور الشعاعية أن برعم السن الدائم جاهز للبزوغ، ولا يوجد تغطية عظمية فوقه.

2- عندما يكون جذر البرعم الدائم متشكلاً بنسبة الثلثين.

3- عندما تكون المسافة مكان القلع أكبر من المسافة المطلوبة للسن الدائم وفقاً للصورة الشعاعية.

4- إذا كانت المسافات بين السنية لا تظهر علامات الإغلاق.

5- عند غياب برعم السن الدائم. ^{[3] [4]}

المواصفات الأساسية لحافظات المسافة

1- أن تكون ذات أبعاد جانبية جيدة كي تشغل كل المسافة الناتجة عن فقد الأسنان.

2- أن تكون وظيفية، ولا تتداخل مع بزوغ الأسنان المقابلة.

3- أن تكون قويةً بشكل كافٍ لتحمل القوى الإطباقية.

4- ألا تسبّب ضرراً للأسنان المجاورة.

5- أن تكون سهلة التنظيف.

6- ألا تتداخل مع البزوغ الطبيعي ووظيفة الأسنان. ^[3]

تقييم المريض لاستخدام حافظات المسافة

يجب أخذ عدد من العوامل في الاعتبار عند اختيار حافظات المسافة كحل علاجي من أجل تحديد مدى الفائدة منها:

1- ما هي الأسنان المفقودة في القوس السني.

2- الفترة الزمنية التي مضت على فقد الأسنان.

3- وجود وتطور براعم الأسنان الدائمة الخلفية.

4- وضع الإطباق الحالي.

5- تحليل مساحة القوس السني للمريض.

6- كمية العظم السنخي المغطي للأسنان الدائمة الخلفية. ^[1]

أشكال حافظات المسافة السنية

1- حافظة المسافة ذات التاج والعروة (Crown and loop)

وهي عبارة عن تاجٍ من الستانلس ستيل يستخدم كدعامةٍ يلتحم مع العروة التي تتوضع مكان الفقد، وهو نوعٌ ثابت يعدُّ استطبابه رائعاً إذا كان السن المجاور للفقد بحاجةٍ إلى ترميم، واحتمالية فك الإلصاق قليلة.

2- حافظة المسافة ذات الطوق والعروة (Band and loop)

 هي نوع ثابت من حافظات المسافات، ويجب أن تتصف بما يلي:

1- أن تتناسب مع الأسنان بشكلٍ صحيح.

2- ألا تمتدّ أسفل حافة اللثة.

3- أن تكون مادة الطوق قويةً بما يكفي لمقاومة القوى في الفم.

4- ألا تصدأ.

5- ألا تسبّب أي تداخلٍ مع الإطباق.

يتمُّ تحضير حافظات المسافة هذه أولاً بفصل الأسنان باستخدام سلكٍ نحاسي أو خيوط مطاطية، ثم يمكن تشكيل العروة بطريقةٍ مباشرة تتضمن: قرص الشريط، تحديده، تكييفه، وطيه، ويمكن أيضًا تشكيله بطريقة غير مباشرة، يتمُّ استخدام الأطواق التقويمية الجاهزة، ثم يتمُّ ربط العروة مع الطوق عن طريق اللحام.

من ميزات الطوق والعروة أنه يمكن تنظيفها بسهولة، وتعطي مساحةً لبزوغ الأسنان الدائمة، تمنع عادات دفع اللسان، وهي رخيصة، ويمكن تصنيعها بسهولة. ومن سيئاتها أنها قد تُفقد أو تنكسر بسهولة من قبل المرضى، قد تسبّب تهيُّج الأنسجة المجاورة، لا يمكنها استعادة الوظيفة الإطباقية للسن المفقود.

3- القوس الحنكي (trans palatal Arch Appliances)

يستخدم بشكلٍ أساسي لتثبيت الأرحاء الأولى الدائمة العلوية يوفر صلابة، ويحمي الأرحاء من الدوران والانسلال، يستخدم عندما يكون أحد جانبي القوس مثبتاً بقوة، وهناك عدة أسنان لبنية مفقودة على الجانب الآخر، كما يستخدم أيضاً عندما تكون الأرحاء اللبنية مفقودةً على كلا الجانبين.

من ميزاته أنه يسبّب تهيجاً أقل للأنسجة بسبب عدم وجود قاعدةٍ أكريلية، ويمكن تنظيفه بسهولة. يتمُّ تشكيل السطح الحنكي للقوس بثني سلك دائري، حيث تشكل الوصلة ثم يتمُّ اللحام، وتسخين السلك لجعله غير نشط.

4- القوس اللساني

يستخدم عند فقد الأرحاء اللبنية السفلية، حيث يتمُّ تثبيته على الأرحاء الأولى الدائمة، ولا يجب أن يستند على القواطع الأمامية.

5- جهاز نانس

وهو عبارة عن أطواق تقويمية يتمُّ تثبيتها على الأرحاء الأولى الدائمة العلوية مرتبطة مع قوس حنكي لا يتلامس مع القواطع الأمامية، وله قاعدة إكريلية في منتصفه تمنع تماس السلك مع مخاطية قبة الحنك.

6- حافظة المسافة ذات الضابط الوحشي (The distal shoe Appliance)

يعتبر من أقدم أنواع حافظات المسافة، ويستخدم كجهازٍ لتوجيه بزوغ الأرحاء الأولى الدائمة، وخاصةً في الفك السفلي، يتمُّ تصميمه ليحتوي على ذراع أفقي وامتداد داخل العظم يستخدم كموجه للبزوغ، ويستخدم في حالة فقدان الرحى الثانية اللبنية قبل بزوغ الرحى الأولى الدائمة.

7- حافظات المسافة المتحركة

وتقسم إلى:

– حافظات المسافة المتحركة النشطة أو غير النشطة.

– الأجهزة المتحركة الإكريلية، والتي تستخدم عند فقدان عدة أسنان في الفك العلوي أو السفلي.

من فوائدها أنها تحافظ على المسافة بين الأسنان الوسطية، وتحافظ على البعد العمودي للأسنان، ولا تتداخل مع عملية المضغ أو الكلام، ومن عيوبها صعوبة استخدامها مع المرضى غير المتعاونين، والذين يعانون من مشاكل طبية.

8- حافظات المسافة التي تعوض عن القواطع المؤقتة

غياب الأسنان المؤقتة الأمامية يؤثر على نطق الطفل، وعلى الحالة النفسية، والناحية الجمالية، مما يوضح أهمية التعويض المؤقت عنها، يتمُّ استخدام أطواق على الأرحاء الثانية المؤقتة بكلا الطرفين، وهي ترتبط مع قوسٍ يحمل قاعدةً أماميةً إكريلية تثبت عليها قواطع إكريلية تعيد الناحية الجمالية والوظيفية للطفل. ^{[3] [4] [5]}