تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي السالمونيلا وعدوى السالمونيلا؟

السالمونيلا (Salmonella) نوعٌ من أنواع الجراثيم التي تصيب السبيل المعوي، وتسبّب الإسهال عند الإنسان، لها أنواع عديدة إلا أن عدداً منها فقط يسبّب العدوى عند البشر، وتعدُّ أكثر شيوعاً في الصيف منها في الشتاء، كما أنها الشكل الأكثر شيوعاً للتسمّم الغذائي الجرثومي.

عندما تتمّ الإصابة بعدوى السالمونيلا، فإن عدداً كافياً من الجراثيم يكون قد تجاوز الحمض المعدي والجهاز المناعي مسبّباً حدوث العدوى، حيث تغزو الخلايا التي تبطن الأمعاء وتدمرها، مما يجعل عملية امتصاص الماء والسوائل صعبة، وتحدث تقلصات شديدة في المعدة، فتخرج السوائل من الجسم بشكل إسهال. تتراوح مدة حضانة جراثيم السالمونيلا في الجسم من ست ساعات إلى ستة أيام، وتستمر لفترةٍ تصل إلى أسبوع. ^{[1] [2] [3] [4]}

ما أعراض الإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

أهمّ أعراض الإصابة بجرثومة السالمونيلا: الإسهال، تقلصات في البطن والمعدة، الحمى، الغثيان والتقيؤ، القشعريرة، الصداع، دم في البراز، وقد تستمر الأعراض حتى أسبوعٍ من الزمن، إلا أن الإسهال يستمر لفترةٍ تصل إلى عشرة أيام، كما أن عودة الأمعاء لعادات التبرز الطبيعية قد تستغرق عدة شهور، ويمكن لبعض سلالات جراثيم السالمونيلا أن تسبّب حمى التفوئيد (Typhoid Fever)، وهو مرضٌ مميتٌ في بعض الحالات. ^{[1] [2] [3] [4]}

ما أسباب الإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

أهمّ الأسباب التي تسبّب الإصابة بجرثومة السالمونيلا: ^{[1] [2] [3] [4]}

1- تناول طعامٍ أو شرابٍ ملوثٍ ببراز البشر، أو الحيوانات، أو الطيور، ومن الأطعمة المعرضة للتلوث، والتي تعتبر الأكثر نقلاً لعدوى السالمونيلا:

– اللحوم والدواجن التي يمكن أن تتلوث عند تقطيعها.

– المأكولات البحرية النيئة، والتي قد يتمّ اصطيادها من مياه ملوثة.

– البيض النيئ أو غير المطبوخ بشكلٍ جيد.

– الحليب ومشتقاته غير المبسترة.

– الفواكه والخضروات المروية أو المغسولة بمياهٍ ملوثة.

– زبدة الفول السوداني، واللحوم المعلبة، والأطعمة المجمدة.

2- تحضير الطعام بشكلٍ غير سليم أو دون اتباع قواعد النظافة.

3- عدم اتباع قواعد النظافة بعد استخدام المرحاض، أو تغيير الحفاضات، أو التعامل مع الطعام الملوث.

4- السفر لمكانٍ أو بلدٍ تنتشر فيه عدوى جرثومة السالمونيلا.

5- ملامسة الأسطح الملوثة، حيث يمكن لجرثومة السالمونيلا أن تبقى على قيد الحياة 32 ساعة على الأسطح.

6- ملامسة الحيوانات الأليفة أو الحيوانات الأخرى المصابة، كالطيور، والزواحف، حيث تتواجد جرثومة السالمونيلا على الريش، والفرو، والجلد، والبراز.

من هم الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

1- المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تعطل جهاز المناعة أو بعض وسائل الدفاع الطبيعية في الجسم عن العمل، مثل: الصادات الحيوية أو مضادات الحموضة.

2- مضعفو المناعة، كمرضى الإيدز، والسرطان، والملاريا، وفقر الدم المنجلي (Sickle Cell Anemia).

3- الأشخاص الذين يتناولون أدوية الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids)، ومثبطات المناعة المستخدمة لمنع عملية زرع الأعضاء.

4- مرضى التهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease)، والاضطرابات المعوية الأخرى.

5- الأطفال الصغار، وحديثي الولادة، وكبار السن، والحوامل. ^{[1] [2] [3] [4]}

ما مضاعفات الإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

عادةً لا تكون المضاعفات مهددةً للحياة إلا أنها خطيرة، وبشكلٍ خاص على الأطفال، وحديثي الولادة، وكبار السن، والحوامل، ومن مضاعفات الإصابة بجرثومة السالمونيلا: ^{[1] [2] [3] [4]}

1- الجفاف الناجم عن الإسهال الشديد

وعدم تعويض السوائل المفقودة، ويعتبر حالةً مهددةً للحياة ما لم يتمّ العلاج بسرعة، تشمل أعراض الجفاف: لوناً داكناً للبول، وانخفاضاً كميته، جفاف الفم واللسان، عيون غائرة، وعدم وجود دموعٍ عند البكاء، الشعور بالتعب أكثر من المعتاد، سهولة الاستثارة، الدوخة، انخفاض الشهية، تشنج العضلات.

2- تجرثم الدم

ويحدث عند وصول جرثومة السالمونيلا إلى الدم، فتصيب الدم، وجميع أنسجة الجسم بالعدوى، حيث تسبّب عدوى الجهاز البولي، التهاب السحايا، التهاب شغاف القلب، عدوى بطانة الأوعية الدموية.

3- التهاب العظام ونقي العظم

خاصةً عند مرضى فقر الدم المنجلي، فيسبّب ألماً في الظهر والعظام، تورم بعض أجزاء الجسم، واحمرارها، وامتلائها بالقيح، صعوبة التحرك.

4- التهاب المفاصل التفاعلي

الذي يعرف باسم متلازمة رايتر (Reiter’s Syndrome)، وتسبّب تهيّجاً وألماً في المفاصل وأسفل الظهر، تيبس وتورم المفاصل، الشعور بألم أثناء التبول مع الحاجة المتكررة للتبول، التهاب الملتحمة.

كيف يتمّ تشخيص الإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

يتمّ تشخيص الإصابة بجرثومة السالمونيلا بعد ملاحظة مؤشرات وعلامات العدوى بأخذ عينةٍ من البراز وفحصها. أما في حالة الشك بوصول الجرثومة إلى المجرى الدموي، يتمّ طلب تحليل عينةٍ من الدم والبحث عن الجراثيم. يمكن في بعض الحالات أخد عيناتٍ أخرى من سوائل وأنسجة الجسم، كالبول، والخراجات في حال وجودها. ^{[2] [3] [4] [5]}

كيف يتمُّ علاج الإصابة بجرثومة السالمونيلا؟

عادةً يشفى المريض من الإصابة بجرثومة السالمونيلا في غضون عدة أيام حتى أسبوع دون الحاجة للعلاج، ويتمّ اللجوء إليه فقط في حالة الإسهال الشديد، أو الجفاف، أو في حال كانت العدوى شديدة، أو وجود خطر الإصابة بالمضاعفات. في حالة الإسهال الشديد أو الجفاف ينصح بدايةً بشرب الكثير من السوائل أو اللجوء للسوائل الوريدية من أجل تعويض ما فقده الجسم.

يمكن في بعض حالات الإسهال إعطاء أدويةٍ تساعد في تسكين ألم التقلص الناجم عن الإسهال، ولكنه قد يطيل مدة الإسهال المصاحب لجرثومة السالمونيلا، لا تعطى للرضع والأطفال الصغار دون استشارة الطبيب، من هذه الأدوية اللوبيراميد (Loperamide) وساليسلات البزموث (Bismuth Salicylate).

يتمّ إعطاء الصادات الحيوية في حال كانت العدوى شديدةً أو في حالة الاشتباه بدخول جرثومة السالمونيلا إلى المجرى الدموي، أو في حالات ضعف الجهاز المناعي، من أدوية الصادات الحيوية المستخدمة في علاج عدوى السالمونيلا سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، الأزيترومايسين (Azithromycin)، مزيج من مركب تريمتوبريم (Trimethoprim) وسلفاميتوكسازول (Sulfamethoxazole). ^{[2] [3] [4] [5]}

ما هو تأثير جرثومة السالمونيلا على الحامل؟

لا تسبّب جرثومة السالمونيلا عادةً زيادة خطر الإجهاض عند الحامل إلا بنسبة أربعة بالمئة فقط، وذلك في حال تسبّبت بحدوث إنتان الدم، ووصولها إلى الجنين في الرحم نادر جداً، إلا أنها في حال وصلت تسبّب له التهاب السحايا، وتورماً حول المخ والحبل الشوكي، حيث يولد مصاباً بها. يجب على الأم المرضع إيقاف الرضاعة الطبيعية لطفلها في حال كانت مصابةً بجرثومة السالمونيلا. ^[4]