Skip links
امرأة ترتدي نظارة الواقع الافتراضي وتجلس في مكتب أمام شاشة اللابتوب

تكنولوجيا الواقع الافتراضي – ما هي؟ ميزاتها ومجالات تطبيقها

الرئيسية » المقالات » تكنولوجيا » تكنولوجيا الواقع الافتراضي – ما هي؟ ميزاتها ومجالات تطبيقها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

نقترب وبسرعة من حقبةٍ جديدةٍ في عالم الحياة الافتراضية، حقبة تتيح لنا تجاوز حدود الواقع والزمن، حيث تعدُّ تكنولوجيا الواقع الافتراضي من أبرز الابتكارات الرقمية الحديثة التي تكتسب شعبيةً متزايدةً باستمرارٍ بين الناس حول العالم، وهذه التقنية تمكن المستخدمين من الانتقال إلى بيئاتٍ افتراضية تفاعلية، وكأنهم في قلب الحدث دون الحاجة إلى التحرك من مكانهم.

تتجسد هذه التكنولوجيا في هيئة فضاءٍ رقمي تخيُّلي يعجُّ بالصور والمشاهد المتحركة، يتيح للمستخدمين الانغماس فيه عن طريق ارتداء أجهزة كمبيوتر تشبه النظارات، ولكنها أكبر حجماً من النظارات العادية غالبًا ما تتصل بالهواتف الذكية، مما يجعل من السهل على المستخدمين تشغيلها، والاستفادة منها بكل سهولة.

قد يظن البعض أن تكنولوجيا الواقع الافتراضي تعتمد فقط على حاستي البصر والسمع للدخول إلى العوالم الافتراضية، ولكن الواقع يشير إلى أن هذه التكنولوجيا ستتطور لتشمل حواس أخرى. في المستقبل، من المحتمل أن تتضمن هذه التطورات القدرة على استشعار الروائح، والشعور بدرجات الحرارة والثقل، والهدف توفير تجربةٍ حسيةٍ متكاملة تشبه الواقع إلى حدٍّ كبير، وبهذه الطريقة ستتضاءل الفروقات بين العالمين الواقعي والخيالي تدريجياً، ويمنح المستخدمين تجربةً غامرةً وغير مسبوقة.

ما هو الواقع الافتراضي؟

هو عالمٌ رقميّ مبتكر يتمُّ تصميمه باستخدام الحواسيب، ويتيح للمستخدمين الانغماس الكامل في بيئةٍ تفاعلية، يعتمد بناء هذا العالم على مجموعةٍ من التقنيات الرقمية الحديثة والمتقدمة، مثل: الرسومات ثلاثية الأبعاد، التي تمنح المستخدمين تجربةً بصريةً مذهلةً تنبض بالحياة، أيضاً يتمُّ استخدام الصوت المحيطي الذي يوفر تجربةً سمعيةً تجعل المستخدم يشعر وكأنه محاطٌ بالأصوات من جميع الاتجاهات.

كما يتمُّ تضمين تقنيات التتبُّع الحركي التي تتيح للمستخدمين التفاعل مع العناصر الرقمية بطرقٍ متنوعة، ويمكن للمستخدمين تحريك الأشياء، وتغيير مواقعها، والتفاعل معها بطرقٍ تحاكي التفاعل مع الأشياء في العالم الحقيقي. هذا التفاعل الديناميكي يجعل تجربة الواقع الافتراضي أكثر شموليةً وواقعية، فيشعر المستخدمون وكأنهم جزءٌ من هذا العالم بكل تفاصيله.

ومن خلال هذه العناصر المتكاملة، يتمكن الواقع الافتراضي من خلق تجربةٍ حسيةٍ متكاملة، حيث يتمُّ محاكاة العديد من جوانب الحياة الواقعية، مما يمنح المستخدمين شعوراً قوياً بالاندماج في البيئة الافتراضية، حيث هذا لا يقتصر فقط على الترفيه، بل يمتدُّ إلى العديد من المجالات، مثل: التعليم، والتدريب المهني، والعلاج الطبي. [1]

مميزات ومجالات تطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي

1- التفاعل الواقعي

تتيح تكنولوجيا الواقع الافتراضي للمستخدمين تجربة تفاعلٍ ديناميكي وشبيه بالواقع مع العناصر الرقمية، فهي تفتح أبواباً لعوالم افتراضية، وفيها يمكن للأفراد التفاعل مع الكائنات والمكونات الرقمية بشكلٍ يشبه إلى حدٍّ كبير التفاعل مع الأشياء المادية في العالم الحقيقي.

فعندما يرتدي المستخدمون أجهزة الواقع الافتراضي، يمكنهم استخدام مجموعةٍ متنوعة من أدوات التحكم، مثل: وحدات التحكم اليدوية، أو أجهزة استشعار الحركة من أجل توجيه تفاعلاتهم داخل البيئة الافتراضية، مثال على ذلك: يمكنهم الإمساك بالأشياء الافتراضية، وتحريكها، وتدويرها، وحتى رميها.

2- التعليم التفاعلي

يمكن للطلاب إجراء تجارب علمية افتراضية، مثل: تفاعلات كيميائية، أو تجارب فيزيائية، دون الحاجة إلى المعامل التقليدية، ويمكنهم تعديل المتغيرات، ومراقبة النتائج في بيئةٍ آمنة، وخالية من المخاطر، مما يعزز من فهمهم للمفاهيم العلمية بشكلٍ أعمق وأكثر تفاعلاً. أيضاً يمكن لتكنولوجيا الواقع الافتراضي أن تأخذ الطلاب في رحلاتٍ ميدانية افتراضية إلى أماكن تاريخية، متاحف، ومواقع جغرافية، مما يساعدهم على استيعاب الدروس التاريخية والجغرافية بشكلٍ ممتعٍ أكثر.

3- التصميم والهندسة

تتيح هذه التكنولوجيا للمهندسين المعماريين بناء نماذج افتراضية لمشاريعهم، تمكنهم من استعراض التصاميم بشكلٍ تفاعلي، ويمكنهم التجول داخل المباني الافتراضية، والتفاعل مع التفاصيل الدقيقة، مثل: توزيع الغرف، وتصميم الواجهات، والديكور الداخلي، وهذا يعزّز من مهاراتهم العملية، ويجعلهم أكثر جاهزيةً لدخول سوق العمل.

4- التدريب الآمن

يعتبر الواقع الافتراضي وسيلةً فعالةً لتقديم بيئاتٍ تدريبيةٍ آمنة ومتطورة، تمكن الأفراد من التدرب على المهام الخطرة أو المعقدة دون تعريض أنفسهم لأي خطر، وتستخدم هذه التكنولوجيا المتقدمة في مجموعةٍ واسعةٍ من المجالات، بما في ذلك التدريب العسكري، وتدريب الطيارين، والتدريب الطبي.

5- التسويق والبيع بالتجزئة

تلجأ الشركات الحديثة إلى استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي من أجل ابتكار تجارب تسويقية جديدة ومثيرة، تسهم في تعزيز التفاعل بين العملاء والمنتجات بشكلٍ غير مسبوق، وذلك من خلال إنشاء بيئاتٍ افتراضيةٍ متكاملة، حيث تستطيع الشركات تقديم عروضٍ تفصيلية تجعل العملاء يشعرون بأنهم يتفاعلون مع المنتجات بشكلٍ واقعي قبل اتخاذ قرار الشراء.

6- التجارب السياحية الافتراضية

من خلال بيئات محاكاةٍ ثلاثية الأبعاد، يمكن للأفراد الانغماس في تجارب سياحية افتراضية تأخذهم في رحلاتٍ ممتعة وتعليمية، ويمكن للمستخدمين زيارة الأماكن الأيقونية، مثل: برج إيفل في باريس، أو التجول في الأحياء القديمة في روما، أو حتى استكشاف غابات الأمازون الاستوائية، كل ذلك من خلال بضع نقراتٍ على الكمبيوتر أو الهاتف الذكي.

7- التدريب الصناعي

يمكن للمتدربين تجربة مجموعةٍ واسعة من السيناريوهات والظروف المختلفة التي قد يواجهونها في العمل الحقيقي، حيث يمكن تصميم محاكاة لعمليات التصنيع، وصيانة المعدات، والإصلاحات الفنية، وهذا يتيح للمتدربين التفاعل مع الآلات والمعدات، وتطبيق المهارات اللازم، وبفضل هذه التقنية يتمُّ الإسهام في رفع مستوى الكفاءة، وتحسين أداء العمليات الصناعية.

8- التطوير العقاري والمعماري

يمكن للمطورين العقاريين استخدام الواقع الافتراضي لتقديم جولاتٍ افتراضية داخل وخارج المباني المقترحة، ويمكن للعملاء المحتملين استكشاف كل غرفة ومساحة، وتفاصيل التصميم بشكلٍ واقعي، وذلك من خلال ارتداء النظارات الافتراضية أو استخدام تطبيقات الواقع الافتراضي على الهواتف الذكية.

9- الرعاية الصحية والتعليم الطبي

يُعَدُّ هذا النوع من التكنولوجيا حلاً مبتكرًا لتدريب الطلاب وتأهيلهم، ويسمح للأطباء بتطوير وتحسين مهاراتهم في بيئةٍ آمنة، ودون المخاطرة بحياة المرضى، ويمكن للطلاب والأطباء تجربة الإجراءات الجراحية، والإجراءات الطبية الأخرى بشكلٍ واقعي وتفاعلي، ويمكنهم التدرب على استخدام الأدوات الطبية، وتطبيق الإجراءات الجراحية، ومواجهة المشكلات الطبية المعقدة ضمن بيئةٍ آمنة. [2]

مستقبل تكنولوجيا الواقع الافتراضي

تنعم تقنية الواقع الافتراضي بإمكانيات نموٍّ هائلة تجعلها واحدةً من الصناعات الأكثر تطوراً في العصر الحالي، حيث تتسارع وتيرة نمو هذا القطاع بشكلٍ ملحوظ، ومن المتوقّع أن يشهد السوق العالمي للواقع الافتراضي زيادةً كبيرة، حيث يتوقع أن يتجاوز قيمته الإجمالية 24 مليار دولار بحلول عام 2026، مقارنةً بحجمه في العام 2020، حيث بلغ 11.97 مليار دولار.

المراجع البحثية

1- Yasar, K., & Sheldon, R. (2024, April 25). virtual reality. WhatIs. Retrieved June 3, 2024

2- Futuclass. 7 Benefits of Virtual Reality. (n.d.). Retrieved June 3, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.