تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

خطة المعالجة هي الجزء الثاني الأكثر أهميةً في تدبير مرضى تقويم الأسنان بعد فحص المريض، من المفيد تقسيم خطة المعالجة إلى قسمين: أهداف المعالجة، وخطة المعالجة. رغم أن علاج تقويم الأسنان يمكن أن يؤثر على الهيكل العظمي عند استخدام الأجهزة المعدلة للنمو (الوظيفية)، إلا أن تأثيره على الأنسجة الرخوة، وحجم الأسنان، وطول القوس يكون ضئيلًا. كما أنه ليس من الضروري علاج كل سوء إطباق، ويجب تقييم الفوائد للمريض بدقة قبل البدء في أي علاجٍ تقويمي.

أهداف معالجة تقويم الأسنان

تشمل بشكلٍ أساسي:

– تحسين صحة الأسنان.

– تخفيف الازدحام.

– تصحيح الإطباق.

– إنقاص العضّة الزائدة.

– تقليل البروز الزائد للأسنان الأمامية (Overjet).

– رصف الأسنان ضمن القوس السنية.

من الضروري أن تكون صحة الفم عالية المستوى، كما يجب ترميم الأسنان المنخورة قبل بدء العلاج. يجب النظر بدقة في قرار قلع الأسنان، ويعتمد ذلك على درجة الازدحام، وصعوبة الحالة، ودرجة تصحيح العضّة الزائدة. يجب دائمًا تقليل العضّة الزائدة قبل محاولة تقليل البروز الزائد للأسنان الأمامية، فالعَضّة العميقة تمنع ماديًا تقليل البروز الزائد بسبب التلامس بين القواطع العلوية والسفلية.

خطة المعالجة

يتمُّ وضع خطة المعالجة عادةً وفق الترتيب التالي: ^[1]

1- تأهيل الصحة الفموية

تتمُّ عن طريق توجيه المريض لتنظيف الأسنان، واتباع النظام الغذائي المناسب، كما يوصى أيضًا باستخدام المضامض الحاوية على الفلوريد بشكلٍ يومي، ومعالجة مشاكل اللثة بالطريقة المناسبة.

2- وضع خطة العلاج للقوس السفلي

يتمُّ وضع خطة العلاج للقوس السفلي أولاً، يجب أن يكون حجم وشكل الفك السفلي مقبولاً بشكلٍ عام، التوسيع المفرط في المناطق الخدية أو إمالة القواطع السفلية الزائدة تعدُّ مضاد استطباب في معظم الحالات لأن الأنسجة الرخوة ستعيد الأسنان عمومًا إلى موضعها الأصلي.

في بعض الحالات، يمكن قبول ميلان طفيفٍ للقواطع السفلية، وتوسيع منطقة الضواحك السفلية، على الرغم من أنه يجب إبقاء ذلك عند الحدّ الأدنى في الحالات المخطط لها بشكلٍ جيد. عمومًا، يقتصر هذا النوع من العلاج على تصحيح الازدحام الخفيف (أقل من 5 ميلي متر)، مع زيادة درجة الازدحام من 5 إلى 10 ميلي متر، تزداد الحاجة إلى القلع، ومع وجود ازدحام يزيد عن 10 ميلي متر، يكون القلع دائمًا ضرورياً.

تعدُّ الضواحك الأولى عادةً الخيار المفضل للقلع لأنها قريبة من موقع الازدحام، وتسمح بتصحيح وضعية الأنياب. إذا كان من المقرر قلع أسنان أخرى تكون الأجهزة التقويمية الثابتة هي المستطبة. يميل الازدحام إلى التفاقم مع تقدم العمر، ويُعتقد أنه مرتبطٌ بنمو الوجه الذي يستمر على الأقل حتى العقد الخامس من العمر.

3- وضع خطة العلاج للقوس العلوي

ويتمُّ ذلك بعد خطة الفك السفلي، فإذا تمّ إجراء القلع في الفك السفلي، فيجب عمومًا مطابقتها بعمليات قلع في الفك العلوي. إذا لم يتمّ إجراء أي قلعٍ في القوس السفلي، يمكن توفير المساحة لمحاذاة القوس العلوي إما من خلال حركة الجزء الدهليزي العلوي باتجاه الخلف أو قلع الضواحك العلوية. يعتمد الاختيار المناسب على المساحة والإطباق. مع زيادة درجة الازدحام والبروز الزائد، ستزداد الحاجة لتوفير المساحة، ويصبح من الضروري إجراء القلع بدلاً من الحركة للخلف.

4- اختيار الجهاز المناسب

بعد اتخاذ قرار القلع أو عدمه، يجب اختيار الجهاز المناسب، وتصنّف الأجهزة التقويمية بشكلٍ عام إلى:

– الأجهزة الثابتة.

– الأجهزة القابلة للإزالة (المتحركة).

– الأجهزة الوظيفية.

– الأجهزة الخارج فموية.               

التقويم الثابت

هو عبارة عن جهاز أو عناصر يتمُّ تثبيتها على الأسنان من قبل الطبيب، ولا يمكن للمريض نزعها بنفسه، وتملك القدرة على تحريك الأسنان، يتألف التقويم الثابت من عدة مكونات تقسم إلى قسمين أساسيين هما: ^{[2] [3]}

1- العناصر النشطة

الفاصلات (Separator)

تصنع من المطاط، وعادةً تكون بشكل حلقة توضع بين الأسنان لفترةٍ من أسبوعٍ إلى أسبوعين من أجل خلق مسافةٍ صغيرة بين الأرحاء قبل وضع الأطواق التقويمية والأقواس، وغالباً تكون مؤلمةً بسبب الضغط الذي تطبقه على الأسنان.

الأقواس (Arch wires)

هي عبارة عن سلك معدني يمكن أن يصنع من عدة أنواعٍ من المعادن، مثل: الستانلس ستيل، النيكل تيتانيوم، والبيتا تيتانيوم (هي عبارة عن خليط من التيتانيوم والموليبدنيوم) يكون شكلها مشابهاً لشكل القوس السنية.

المطاط (Elastics)

تصنع من المطاط المرن، وتتوفر بعدة أقطار، حيث تختلف القوة التي تطبقها بحسب قطرها، يتمُّ تثبيتها على الحاصرات بحيث تطبق قوة على السن المثبت عليه الحاصرة، وتقوم بتحريكه.

النوابض (Springs)

يتمُّ تركبيها على سلك القوس، وتقوم بتطبيق ضغطٍ بين سنين، مما يدفعها بعيداً، ويعطي مساحةً إضافيةً بينهما.

2- العناصر السلبية

الأطواق التقويمية (Bands)

تصنع من الستانلس ستيل، وتكون محيطةً بالأسنان، وتساعد في تثبيت الملحقات المختلفة، مثل: الأنابيب.

الحاصرات (Brackets)

هي صلة الوصل بين الأسنان والأجزاء الفعالة للجهاز، تحتوي على شق أو قناة يدخل فيها السلك التقويمي، يتمُّ إلصاقها على السطوح الدهليزية للأسنان بواسطة الكمبوزيت، يمكن أن تصنع من المعدن أو من السيراميك، والتي تكون تجميليةً أكثر من الحاصرات المعدنية.

الأنابيب (Tubes)

هي أجزاء معدنية تثبت على أحد الأضراس، وتقوم بتثبيت الأجزاء الأخرى من الأقواس معاً في الجزء الخلفي من الفم بحيث يقوم الطبيب من خلالها بضبط وشد أجزاء مختلفة من الأقواس.

أسلاك الربط (Ligature wire)

هي أسلاك رفيعة من السناتلس ستيل تستخدم لربط سلك القوس مع الحاصرات.

دبابيس القفل (Lock pins)

هي عناصر تستخدم في بعض أنواع أجهزة التقويم لتثبيت الأجزاء المتحركة أو القابلة للتعديل من الجهاز.

كيف تقوم الأقواس التقويمية بتحريك الأسنان؟

تعمل الأقواس على تحريك الأسنان من خلال تطبيق ضغطٍ ثابتٍ عليها لفتراتٍ طويلة، حيث يتكيف شكل الفك تدريجياً ليتماشى مع هذا الضغط، وقد نعتقد أن الأسنان متصلة مباشرة بعظام الفك، مما يجعل من الصعب تخيل كيفية تحريكها، لكن تحت اللثة توجد أربطة محيطة بجذور الأسنان تربط بينها وبين العظم السنخي الذي يثبت الأسنان ضمن الفك.

تستجيب هذه الأربطة للضغط المطبق من الأقواس، وتنقل الحركة إلى الأسنان، وتركيب الأقواس عادةً لا يؤلم أثناء الموعد، ويستغرق من ساعةٍ إلى ساعتين لتثبيتها. قد يحدث بعض الألم خلال الأسبوع الأول بعد تركيب الأقواس أثناء التكييف، وفي كل مرة يتمُّ فيها تعديل الأقواس من قبل طبيب التقويم، وقد يستمر الألم لبضعة أيام. ^[3]

الجدول الزمني للعلاج

معرفة المدة التقريبية للعلاج يمكن أن تساعدك في التخطيط بشكلٍ أفضل، وبشكل عام يمكن أن يقسم العلاج إلى:

● الاستشارة والتشخيص: 1-2 زيارة.

● تركيب الأقواس: 1 زيارة.

● التعديلات الدورية: كل 4-12 أسبوعًا، حسب مرحلة العلاج.

● مدة العلاج: تختلف بين الأفراد، ولكنها تتراوح عادةً بين 12 إلى 24 شهرًا.

● مرحلة التثبيت: ارتداء جهاز تثبيتٍ لفترةٍ معينة بعد العلاج.

المتابعة بعد التركيب

من أجل الحفاظ على الجهاز التقويمي والأسنان في أفضل حالة يجب اتباع التعليمات التالية: ^[4]

1- التنظيف اليومي

يجب استخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد، كما يمكن أن يساعد استخدام الفراشي بين سنية الخاصة بالتقويم في تنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها.

2- الأطعمة التي يجب تجنبها

يمكن أن تتسبّب الأطعمة الصلبة واللزجة في تلف الأقواس. يفضل اختيار الأطعمة الطرية، وتقطيع الفواكه والخضروات إلى قطعٍ صغيرة.

3- الطوارئ

في حالة حدوث حالة طارئة، مثل: انكسار القوس، أو انفكاك الحاصرة يجب الاتصال بطبيب التقويم فورًا للحصول على الإرشادات. كما يجب الاحتفاظ بالشمع التقويمي لتغطية أي حواف حادة مؤقتًا.

4- الالتزام بمواعيد الزيارات الدورية لطبيب التقويم

 من أجل المراقبة الدقيقة لخطوات العلاج.