Skip links
طفل حزين يجلس على الدرج ويضع يدّ على خده

تقلب المزاج عند الأطفال – الأسباب، العلامات وأهمُّ النصائح

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » تقلب المزاج عند الأطفال – الأسباب، العلامات وأهمُّ النصائح

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

مزاج الأطفال هو حالةٌ عاطفية قابلةٌ للتغيير، تظهر لدى الأطفال في مختلف المراحل العمرية، ولا يكون في حالة استقرارٍ دائمة، بل يمرُّ في حالات اضطرابٍ وتقلباتٍ عديدة.

ما هي أسباب تقلب المزاج عند الأطفال؟

هو التغيرات السريعة والمفاجئة في المشاعر والعواطف التي تظهر على الطفل، أي يمكن للطفل أن يتحول من حالة مزاجٍ إيجابية وسعيدة إلى حالة مزاجٍ سلبية وغاضبة في غضون لحظات، وهو أمرٌ شائعٌ لدى الأطفال خاصةً في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي سن ما قبل المراهقة، وذلك بسبب عدة عوامل بما فيها: [1]

1- تطور الجهاز العصبي

ففي فترة الطفولة المبكرة يكون الجهاز العصبي للطفل في مرحلة التطور والنمو، وهذا ما يجعل الطفل غير قادرٍ على تنظيم مشاعره بشكلٍ فعال، مما يؤدي إلى تقلب مزاجه.

2- التغيرات الهرمونية

يمرُّ الأطفال بتغيراتٍ هرمونية في مختلف مراحل نموهم، وهذه التغيرات يمكن أن تؤثر على مزاجهم وعواطفهم.

3- التغيرات في البيئة المحيطة بالطفل

إن البيئة المحيطة لها تأثير واضح على مزاج الطفل، ومن أبرز هذه التغيرات: التغييرات في الروتين اليومي، الانتقال إلى بيئةٍ جديدة، التوتر العائلي أو الاجتماعي، كل هذه الأمور يمكن أن تسبّب تقلباً في مزاج الطفل.

4- الحاجات الأساسية

عندما يكون الطفل جائعاً، عطشان، متعباً أو متألماً، فإنه يصبح أكثر عرضةً لتقلبات المزاج.

علامات الطفل متقلب المزاج

هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن الطفل متقلب المزاج، ونستعرض بعضاً منها: [1]

1- التحول السريع والمفاجئ في المشاعر

إذا لاحظ الأهل أن الطفل يتحول من حالة مزاجٍ إيجابية وسعيدة إلى حالة مزاجٍ سلبية وغاضبة بشكلٍ مفاجئ ومتكرر، فهذا يعني أنه متقلب المزاج.

2- ردود الفعل المفرطة

إذا كان الطفل يُظهر ردود فعلٍ مفرطة أو غير متناسبة مع الأحداث اليومية، فقد يشير ذلك إلى تقلباتٍ مزاجية، فقد يبدو الطفل غاضباً أو حزيناً بشكلٍ مفرطٍ دون سببٍ واضح.

3- صعوبة التكيف

إذا كان يصعب على الطفل التكيف مع التغيرات اليومية في الروتين أو المواقف الجديدة، فقد يكون ذلك علامةً على تقلب المزاج.

4- صعوبة التركيز والانتباه

الطفل الذي يعاني صعوبةً في التركيز والانتباه بشكلٍ متكرر وملاحظ، ويبدو غير قادرٍ على الانخراط في المهام لفتراتٍ طويلة، فقد يكون لديه تقلبات مزاجية.

5- تغيرات في النوم والشهية

قد يعاني الأطفال ذوي المزاج المتقلب من تغيراتٍ في نمط النوم والشهية، فقد يصعب على الطفل النوم بشكلٍ جيد أو يعاني من النوم الزائد، كما قد يظهر تغيراتٍ في شهيته سواءً بالأكل أو الشراب.

هل يدل تقلب المزاج عند الطفل على مشكلة أكبر، ومتى يجب أن نقلق؟

نعم، في بعض الحالات قد يكون تقلب المزاج لدى الطفل علامةً على مشكلةٍ أكبر تحتاج إلى اهتمامٍ ومتابعةٍ إضافية، وهنا بعض الأمثلة على التطورات المحتملة:

1- قد يكون تقلب المزاج لدى الطفل علامةً على وجود اضطراباتٍ نفسية، مثل: اضطراب ثنائي القطب، أو اضطرابات الاكتئاب، أو القلق، حيث يصاحب هذه الاضطرابات تقلبات شديدة في المزاج تؤثر على حياة الطفل وعلاقاته.

2- تقلب المزاج لدى الطفل قد يكون علامةً على وجود إحدى اضطرابات التوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، فهذه الاضطرابات تصاحبها تقلبات مزاجية مع العديد من العلامات الأخرى التي يجب الانتباه لها.

3- من الممكن أن يكون تقلب المزاج لدى الطفل علامةً على مشاكل نفسية أخرى، مثل: القلق العام، أو اضطراب النمو العاطفي والاجتماعي، أو اضطرابات الغضب، وهذه المشاكل قد تحتاج إلى تقييمٍ وتدخُّلٍ من قبل متخصصين.

علامات تدل على وجود مشكلةٍ أكبر من تقلب المزاج

أما بالنسبة للعلامات التي قد تساعد الأم، وترشدها إلى التفكير في الاحتمالات السابقة: [2]

1- تأثيرات سلبية على الحياة اليومية

إذا كانت تقلبات المزاج للطفل تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على قدرته على الذهاب إلى المدرسة، أداء المهام اليومية، الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، والتفاعل الاجتماعي، فقد يكون هناك احتمال لوجود مشكلةٍ أكبر من مجرد تقلُّبٍ في المزاج.

2- استمرارية التقلبات

إذا استمرت تقلبات المزاج لفترةٍ طويلة، ولم تختفِ بشكلٍ طبيعي مع مرور الوقت، فقد يكون هناك احتمال لوجود مشكلةٍ أخرى تحتاج إلى تقييمٍ ومتابعة.

3- تأثير على العلاقات الاجتماعية

إذا أثرت تقلبات مزاج الطفل سلباً على علاقاته مع الأصدقاء وأفراد العائلة، وسببت صعوباتٍ في التواصل والتفاعل الاجتماعي، فيجب على الأم اتخاذ الإجراء المناسب.

نصائح للتعامل مع تقلبات المزاج لدى الطفل

هناك بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع تقلبات المزاج لدى الطفل سنطرح بعضها:

1- فهم السبب

يجب محاولة فهم السبب وراء تقلبات المزاج لدى الطفل، فقد تكون هناك عوامل مؤثرة، مثل: التعب، الجوع، الإجهاد، التغيرات في الروتين اليومي، أو المشاعر العاطفية، فعند معرفة السبب يمكن تحديد الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع المشكلة.

2- التواصل والاستماع

إن الاستماع إلى الطفل ومحاولة فهم مشاعره ومخاوفه سيحسن من مزاجه بكل تأكيد، فقد يكون ببساطة بحاجة للتعبير عما يشعر به، لذا من المفيد جداً الجلوس معه، والاستماع باهتمام، والتعبير عن الحب والدعم له.

3- توفير بيئةٍ مريحة

يجب توفير بيئةٍ مريحةٍ ومهدئةٍ للطفل، فالمكان الهادئ يساعد على الاسترخاء والتأمل.

4- تعليم استراتيجيات التنفس والاسترخاء

قد يكون تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والاسترخاء مفيداً في التحكم في تقلبات المزاج، حيث يمكن استخدام تقنيات بسيطة، مثل: التنفس العميق، وبعض تمارين اليوغا المناسبة لعمر الطفل للمساعدة في تهدئته.

5- التقليل من المحفّزات السلبية

محاولة تقليل المحفّزات السلبية في البيئة المحيطة بالطفل، قد يشمل ذلك تقليل التعرض للتلفاز أو الألعاب الإلكترونية المحفزة، وتجنب المواقف المجهدة قدر الإمكان.

6- الحفاظ على الروتين

من الضروري الحفاظ على روتينٍ يومي منتظم ومنظم للطفل، فهذا سيساعده على التأقلم، وتقليل التوتر، والشعور بالأمان، والاستقرار.

7- البحث عن الدعم الصحي النفسي

إذا استمرت تقلبات المزاج لدى الطفل، وأثرت بشكلٍ كبيرٍ على حياته اليومية، فقد يكون من الجيد البحث عن الدعم والمساعدة النفسية، ويمكن لأخصائي الصحة النفسية أو الأطباء المختصين تقديم المشورة والدعم اللازم.

في الختام يجب أن نذكر أن كل طفل فريد، وما ينفع مع طفلٍ واحد قد لا يناسب طفلاً آخر، لذا قد يحتاج الأهل إلى التجربة وضبط الاستراتيجيات وفقاً لاحتياجات طفلهم الفردية، كما أن الاستمرار في تقديم الحب، والدعم، والصبر سيكون ذا تأثيرٍ إيجابي في التعامل مع تقلبات المزاج لدى الطفل. [3]

المراجع البحثية

1- Greene, R. W. (2010). The explosive child: A new approach for understanding and parenting easily frustrated, chronically inflexible children (Revised Updated edition). HarperPaperbacks. Retrieved July 8, 2024

2- Harvey, P., & Penzo, J. (2009). Parenting a child who has intense emotions: Dialectical behavior therapy skills to help your child regulate emotional outbursts and aggressive behaviors (1st ed.). New Harbinger Publications. Retrieved July 8, 2024

3- Faber, A., & Mazlish, E. (2012). How to talk so kids will listen & listen so kids will talk (Updated edition). Simon and Schuster. Retrieved July 8, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.