Skip links
رسم توضيحي لورم الغدة النخامية

أورام الغدة النخامية – التشخيص وطرق العلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » أورام الغدة النخامية – التشخيص وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

بعد استكشاف الأعراض المحتملة والواسعة لأورام الغدة النخامية، تبدأ مهمة وضع التشخيص، وتحديد نوع ونمط الورم النخامي (والتي يمكن أن تتعدد وتختلف)، للأسف يعدُّ تشخيص هذه الأورام من المهمات الصعبة، والتي تتطلب العديد من الفحوصات والصور الشعاعية، وذلك تبعاً لنوع الورم المحتمل ليتبع ذلك تحديد العلاج المناسب الذي يكتسب أهميةً قصوى، وذلك بسبب الأعراض التي تسبّبها هذه الأورام، على الرغم من كون معظم هذه الأورام سليمة.

تشخيص الأورام النخامية

يشمل التشخيص المناسب التحاليل المخبرية والصور الشعاعية، وذلك بعد الشك بالإصابة بورمٍ في الغدة النخامية بالاعتماد على الأعراض، والشكايات التي يعاني منها المريض:

1- التحاليل المخبرية

– من أجل التحري عن الأورام المفرزة للبرولاكتين، يجب التحري عن مستويات البرولاكتين في المصل عند الشك بوجود أي كتلةٍ سرجية (في السرج التركي)، وذلك لنفي الأورام المفرزة للبرولاكتين، والتي تعدُّ شائعةً نسبياً، يجب الأخذ بعين الاعتبار الوصفات الدوائية التي يتناولها المريض، والتي قد تكون سبب ارتفاع مستويات برولاكتين المصل دون وجود أي ارتباطٍ بين الكتلة الورمية، وهذا الارتفاع.

عادةً في حالة وجود ورمٍ نخامي مفرزٍ للبرولاكتين يكون الارتفاع واضحاً وصريحاً، وفي حالة نفي أي أسبابٍ ثانويةٍ مسبّبةٍ لارتفاع البرولاكتين، يكفي ارتفاع البرولاكتين فوق مستوى معين (أكثر من 200 ميكرو غرام/ لتر) مع إثبات وجود كتلةٍ ورميةٍ حجمها أكثر من 10 ميلي متر لتشخيص الإصابة بكتلةٍ ورميةٍ نخامية مُفرزةٍ للبرولاكتين.

– من أجل التحري عن الأورام المسبّبة لاضطرابات هرمون النمو، عادةً ما ترتفع مستويات هرمون النمو بشكلٍ واضحٍ عند الإصابة بضخامة النهايات (Acromegaly)، ويمكن معايرة مستويات هرمون النمو الوريدية لتحديد نقص أو زيادة في مستويات هرمون النمو، إلا أن هذه المعايرة يجب إجراؤها كل خمس دقائق لمدة 24 ساعة، عدا أن المعايرة الواحدة مكلفة، الأمر الذي يجعل معايرة مستويات هرمون النمو الوريدية إجراءً غير فعال، وغير مُتّبع طبياً.

يمكن الاعتماد على عوامل النمو الشبيهة بالأنسولين (IGF-1) لتحديد مستويات هرمون النمو، وتشخيص الإصابة بضخامة النهايات. يعدُّ اختبار تحمل الغلوكوز الفموي المعيار الرئيسي المعتمد لتشخيص الإصابة بضخامة النهايات، حيث إن عدم انخفاض مستويات هرمون النمو إلى أقل من 1 ميكرو غرام/ ليتر بعد تناول 50-100 غرام من الجلوكوز مشخصاً لضخامة الناميات،

يعتبر هذا الاختبار فعالاً في تشخيص ضخامة النهايات لأن هرمون النمو يعمل كوسيطٍ رافعٍ لسكر الدم، وعدم انخفاض مستويات هرمون النمو بعد تناول 100-50 غرام غلوكوز يوجه إلى إفرازٍ غير مضبوطٍ لهرمون النمو الأمر الذي يحدث في الأورام المفرزة لهرمون النمو، والتي تسبّب الإصابة بـضخامة النهايات.

– الفحوصات المخبرية المستخدمة لتشخيص الإصابة بداء كوشينغ أو متلازمة كوشينغ، يجب التفريق أولاً بين: داء كوشينغ (وهو الحالة المرضية الناتجة عن الإفراز الزائد ل ACTH من الغدة النخامية الأمر الذي يزيد من إفراز الكورتيزول من غدة قشر الكظر، حيث إن مستويات الكورتيزول المرتفعة مسؤولةٌ عن ظهور الأعراض في داء كوشينغ).

ومتلازمة كوشينغ (وهي المتلازمة التي يعاني فيها المريض من أعراض ناتجة عن ارتفاع مستويات الكورتيزول سواءً أكانت هذه المستويات مرتفعةً لأسبابٍ نخامية تتعلق بهرمون ACTH، أو ناتجةً عن أسباب لا تتعلق بأورام، أو اضطرابات الغدة النخامية).

– الفحص الأساسي هو معايرة الكورتيزول الحر في عينة البول: اختبار تثبيط ديكاميتازون، حيث تتمُّ فيه معايرة مستويات الهرمون الموجه لقشر الكظر ACTH بعد إعطاء مريض 1ميلي غرام من الديكاميتازون، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات ACTH، وذلك بسبب وجود إفرازٍ خارجي للكورتيزون، مما يثبط تنشيط قشر الكظر، والذي يتولى إفراز الكورتيزول في الجسم، يتمُّ قياس مستوى الكورتيزول في الصباح التالي لتناول المريض لجرعة الديكساميتازون، حيث يجب أن تكون أقل من 138 نانومول/ لتر.

يتميز اختبار تثبيط الديكساميتازون بأنه قادرٌ على التمييز أو نفي الإصابة بأورام غدية في الغدة النخامية، وذلك لأن المريض المصاب بورمٍ في الغدة النخامية يستجيب أيضاً لاختبار تثبيط الديكساميتازون. أما إذا كان ارتفاع الكورتيزول على حساب أسباب غير نخامية، عندها لا يستجيب لهذا الاختبار، أي أن اختبار التثبيط بالديكساميتازون قادرٌ على التمييز بين داء كوشينغ (يرتبط بأمراض وأورام في الغدة النخامية)، ومتلازمة كوشينغ (والذي قد ينتج عن أسباب غير نخامية).

كما توجد فحوصٌ نوعيةٌ خاصة بالأورام الغدية النخامية التي تسبّب زيادةً في إفراز الهرمون المحرض الدرقي TSH (والذي يترافق بارتفاع الهرمونات الدرقية T3 T4)، والأورام الغدية التي تؤدي إلى إفراز الهرمون المحرض للجريب FSH، والهرمون الملوتن LH، إلا أن هذه الأنماط الورمية غير شائعةٍ عادة.

2- التصوير الشعاعي

– يلعب التصوير بالرنين المغناطيسي الدور الرئيسي في تشخيص الكتل الورمية النخامية، خاصةً في الكتل كبيرة الحجم ذات التأثير الكتلي الانضغاطي على البنى العصبية المحيطة، وكما أنه يستطيع تأكيد الأعراض والتحاليل المخبرية.

– التصوير الطبقي المحوري CT للدماغ والمنطقة السرجية يقدم معلوماتٍ أقل دقةً من التصوير الطبقي المحوري، إلا أنه يعتبر مكملاً للتصوير بالرنين المغناطيسي في بعض الحالات. [1] [4]

علاج الأورام النخامية

تختلف السبل والأساليب المُتّبعة لعلاج الكتل الورمية في الغدة النخامية، وذلك يعتمد على نمط وطبيعة الورم:

1- الأورام المفرزة للبرولاكتين: تستجيب غالبية هذه الآفات لمنبهات مستقبلات الدوبامين، ويمكن أن يؤدي العلاج إلى تدبير الاضطرابات في المجال البصري، وتخفيف الأعراض المرتبطة بارتفاع برولاكتين الدم، وانخفاض حجم الكتلة.

2- ضخامة النهايات: يتمّ الاعتماد على نظائر السوماتوستاتين (أوكتروتيد)، يمكن أن يحسن الأعراض الناتجة عن ارتفاع مستويات هرمون النمو، كما يمكن أن يسبّب انخفاض حجم الكتلة الورمية، وبشكلٍ عام يجب تعويض أي انخفاضٍ هرموني ناتجٍ عن الكتل النخامية الورمية.

3- يعدُّ العلاج الجراحي الخطوة الأهمّ في تدبير هذه الأورام، والتي عادةً ما تستجيب بشكلٍ جيٍد كون معظم هذه الأورام سليمة، ولا تعطي نقائل بعيدة، وقد تطورت السبل الجراحية المُتّبعة، وأحدث هذه السبل هو الجراحة عبر العظم الوتدي (Transsphenoidal surgery) (العظم الذي يتوضع ضمنه السرج التركي). [2]

العلاج الدوائي

تتضمن عدداً من الأدوية المخصصة لكل اضطرابٍ هرموني معين:

1- قصور الغدة الدرقية يتمُّ التعويض عبر سينثرويد (Synthroid).

2- نقص الكورتيكوستيرويدات الكظرية يتمُّ التعويض عبر الكورتيزول (Cortisol).

3- قصور الغدد التناسلية عند الذكور يتمّ التعويض عبر التستوستيرون (Testosterone).

4- قصور الغدد التناسلية الأنثوية يتمّ التعويض عبر الأستروجين / البروجسترون.

5- نقص هرمون النمو، يجب تعويض هرمون النمو بشكلٍ خاص عند الأطفال. [1]

المراجع البحثية

1- Kattah، J. C.، MD. (n.d.). Pituitary tumors workUp: laboratory studies، imaging studies، other tests. Retrieved May 22، 2024

2- Kattah، J. C.، MD. (n.d.). Pituitary tumors treatment & management: medical care، surgical care، consultations. Retrieved May 22، 2024

3- Kattah، J. C.، MD. (n.d.). Pituitary Tumors Medication: Somatostatin analogues، Dopamine agonists، Corticosteroids، Thyroid products، Estrogen derivatives، Androgens، Growth Hormone، Vasopressin analogs. Retrieved May 22، 2024

4- Pituitary tumors. (2021، August 8). Johns Hopkins Medicine. Retrieved May 22، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.