Skip links

المشروبات الغازية – تصنيعها، وما هي أضرارها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي المشروبات الغازية؟

هي مشروباتٌ غير كحوليةٍ تتكوّن بشكلٍ رئيسي من المياه الغازية والسكر أو مواد تحلية (طبيعية أو صناعية)، وأحماض صالحة للأكل، ومنكهات (طبيعية أو صناعية)، وملونات، وأحيانًا عصير، وتشكل المياه الغازية 94 بالمئة. أما السكر، فيشكل من 7 إلى 12 بالمئة من المشروبات الغازية، والتي عادةً تكون نكهتها عبارة عن توازنٍ معقّدٍ من الطعم الحامض الحلو. [1] [2]

مكونات المشروبات الغازية؟

– غاز ثاني أوكسيد الكربون (غاز خامل، وغير سام، وسهل الانحلال، ويستخدم كمادةٍ حافظةٍ أيضاً).

– السكر (السكروز المتبلور أو السائل) والمُحلّيات، مثل: الأسبارتام، وأسيسولفام K، والسكارين، والسيكلامات (لإعطاء الحلاوة، وتعزيز الطعم، وموازنة الطعم والحموضة).

– المواد الحافظة، مثل: أملاح البنزوات والسوربات (لمنع نمو الخميرة، والعفن، والبكتيريا).

– مضادات الأكسدة، مثل: BHA، وحامض الستريك (للمحافظة على اللون والطعم).

– الملونات، مثل: الكراميل (لزيادة جاذبية المشروبات الغازية للمستهلكين).

– المنكهات.

المُستحلبات الاصطناعية (لتحسين مظهر المشروبات الغازية).

– المُحَمِّضات، مثل: حمض الفوسفوريك أو الستريك (لتوفير نكهة لاذعة وضبط درجة الحموضة). [2] [4]

كيف يتمُّ تصنيع المشروبات الغازية؟

1- تنقية المياه

يجب أن تكون جميع المكونات المُستخدمة في تصنيع المشروبات الغازية عالية النقاء، وصالحةً للاستخدام الغذائي للحصول على منتجٍ عالي الجودة، لذلك يتمُّ معالجة المياه المستخدمة لتصنيع المشروبات الغازية كونها تحتوي على الشوائب، والميكروبات، والمواد العضوية، والتي يمكن أن تؤثر على لون وطعم المشروب النهائي وفق الخطوات التالية:

– إجراء عملية التخثُّر، وذلك بخلط الماء مع مادة التخثُّر، والتي تزيل الكائنات الحية، مثل: الطحالب، والبكتيريا، وجميع المواد العالقة.

– يتمُّ إمرار الماء من خلال مرشح رملي لإزالة المواد الصلبة الدقيقة.

– يتمُّ تعقيم الماء لإزالة الميكروبات التي قد تؤثر على اللون والطعم، وذلك من خلال جمع الماء في خزان، ومعالجته بتراكيز عالية من الكلور لمدة حوالي ساعتين ثم تتمُّ إزالة الكلور من الماء.

– يتمُّ إمرار الماء عبر جهاز تنقية الكربون المنشّط لإزالة اللون، والكلور، والنكهات، والروائح، وإزالة جميع المخلفات العضوية.

– يُستخدم نظام التناضح العكسي لتنقية المياه، وذلك بضخّ المياه من خلال غشاءٍ شبه نافذٍ لا يسمح للمواد الجسيمية، والميكروبات، والجزيئات الكبيرة بالمرور من خلاله، وقد يكون الغشاء مشحوناً، لذلك يحتفظ بالأيونات المذابة (الكاتيونات والأنيونات) والمواد العضوية، مما يجعل المياه خاليةً من الملوثات.

– تتمُّ إزالة الهواء من الماء باستخدام مضخة تفريغٍ لمنع تكوُّن الفقاعات غير المرغوب بها التي تؤثر على عملية الكربنة.

2- تحضير الشراب

يتمُّ مزج المكونات المراد إضافتها، مثل: (المُحلّيات، والمواد الحافظة، والمُنكّهات، والملوّنات، وغيرها) مع بعض من المياه المنقّى وفق نسبٍ محدّدة لتصبح على شكل شراب، ثم يتمُّ استخدام الترشيح لإزالة الرواسب، ويُعقّم الشراب الناتج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.

3- الخلط

يتمُّ خلط الشراب المركز مع الماء المُعالج وفق نسبٍ محدّدة.

4- الكربنة

يتمُّ إجراء عملية الكربنة بإضافة ثاني أوكسيد الكربون إلى السائل، وذلك تحت ضغطٍ مرتفع، وفي درجات حرارةٍ منخفضة، وذلك لتوفير طعمٍ حاد، والفقاعات، والفوران.

5- التعبئة

تتمُّ تعبئة المشروبات الغازية في عبواتٍ بلاستيكية (بولي إيثيلين تيريفثالات PET)، أو عبواتٍ زجاجية، أو عبوات من الألومنيوم مع ضمان نظافة العبوات. [1] [2] [4] [5]

ما هو سبب فوران المشروبات الغازية عند فتح العبوات؟

بما أنه يتمُّ حقن ثاني أوكسيد الكربون في السائل تحت ضغطٍ مرتفع، فإنه عند انخفاض الضغط نتيجة فتح العبوات يتمُّ إطلاق ثاني أوكسيد الكربون من المشروب، مما يؤدي إلى تشكّل فقاعاتٍ في السائل ينتج عنه ماء فوّار (فوران). [2]

ما هي أضرار المشروبات الغازية؟

1- تسبّب زيادة الوزن

إن سكر السكروز الموجود في المشروبات الغازية يوفر عند تحلُّله في الجسم كمياتٍ كبيرةً من سكر الفركتوز الذي لا يقلّل من إفراز هرمون جريلين (هرمون الجوع)، أي لا يعزّز الشعور بالشبع، مثل: الغلوكوز، لذلك فإن المشروبات الغازية تسبّب زيادة السعرات الحرارية.

حيث أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين أضافوا المشروبات الغازية السكرية إلى نظامهم الغذائي زاد استهلاكهم للسعرات الحرارية بنسبة حوالي 17 بالمئة. وفي دراسةٍ تمّ إجراؤها حول الأطفال لوحظ أن شرب كوب من المشروبات الغازية بشكلٍ يومي يتسبّب في زيادة خطر إصابتهم بالسُّمنة بنسبة 60 بالمئة.

2- قد تضرُّ الكبد

يتحلّل السكروز الموجود في المشروبات الغازية إلى الغلوكوز والفركتوز في الجسم، ويمكن لأي خليةٍ في الجسم استقلاب الغلوكوز، ولكن الفركتوز لا يُستقلب إلا بواسطة الكبد، وتناول المشروبات الغازية يعني تناول المزيد من الفركتوز، والنسب العالية منه تجعل الكبد مُثقلًا به، والذي يقوم بدوره بتحويل الفركتوز إلى دهون، حيث تُنقل بعض الدهون على شكل دهونٍ ثلاثيةٍ في الدم، ويبقى جزءٌ من الدهون في الكبد التي قد تسبّب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

3- يزيد من تراكم الدهون في البطن

إن تناول الفركتوز الناتج عن المشروبات الغازية يتسبّب بتشكّل دهونٍ زائدةٍ خطيرةٍ حول البطن (الدهون الحشوية)، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وفي دراسةٍ استمرت لمدة عشرة أسابيع حول 32 شخصًا سليمًا تناولوا مشروباتٍ محلّاة بالفركتوز أظهرت أنه كانت لديهم زيادة كبيرة في دهون البطن.

4- قد تسبّب مقاومة الأنسولين

عند تناول المشروبات الغازية قد تصبح الخلايا أقل حساسيةً أو مقاومةً للأنسولين، وهي حالةٌ يتوجه بها البنكرياس لإنتاج المزيد من هرمون الأنسولين لإزالة الغلوكوز من مجرى الدم، مما يسبّب ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، وهذه الحالة تعدُّ السبب الرئيسي لمتلازمة التمثيل الغذائي، ومن المُسبّبات الأساسية للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.

5- السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع 2

تربط الكثير من الدراسات استهلاك المشروبات الغازية بالإصابة بمرض السكري من النوع 2 (هو مرضٌ يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب مقاومة الأنسولين أو نقصه)، ويعود هذا الارتباط لأن المشروبات الغازية تحتوي على المزيد من السكر، والذي بدوره يزود الجسم عند تحلّله بالكثير من الفركتوز الذي يُسبّب مقاومة الأنسولين، حيث وجدت دراسة حديثة حول تناول السكر ومرض السكري في 175 دولة أن تناول 150 سعرة حرارية من السكر بشكلٍ يومي يزيد بنسبة حوالي 1.1 بالمئة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

6- لا تحتوي أية مكوناتٍ مفيدة للجسم

لا تحتوي المشروبات الغازية على أية مغذّياتٍ أساسية (فيتامينات، معادن، ألياف)، لذلك فهي لا تضيف أية قيمةٍ غذائيةٍ إلى النظام الغذائي باستثناء السكر المضاف بشكلٍ مفرط والسعرات الحرارية الناتجة عنه.

7- قد تسبّب الإدمان

عند شرب الكثير من المشروبات الغازية الحاوية على السكر يتسبّب ذلك في إفراز الدماغ للدوبامين، الذي يعطي شعورًا بالبهجة، مما قد يسبّب إدماناً لتناولها لأن الدماغ يبحث دائماً عن أنشطةٍ تحفّز إفراز الدوبامين، والكثير من الدراسات تُظهر أن السكر والأطعمة السريعة المُصنّعة تؤثر على الدماغ تمامًا، مثل: المخدرات، وتسبّب الإدمان.

8- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب

أثبتت الدراسات البشرية الحديثة وجود رابطٍ قويّ بين تناول السكر وأمراض القلب، وذلك لأن المشروبات الغازية تحتوي على تراكيز عالية من السكر التي تزيد من العوامل المُسبّبة لأمراض القلب، مثل: ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، وارتفاع الكولسترول الضار LDL.

9- زيادة خطر الإصابة بالسرطان

يحدث مرض السرطان غالباً نتيجة الإصابة بالأمراض مزمنة، مثل: السُّمنة، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، لذلك قد يرتبط تناول المشروبات الغازية بخطر الإصابة بالسرطان، حيث وجدت دراسة تمّ إجراؤها حول 60 ألف شخص بالغ أن أولئك الذين تناولوا مشروبان غازيان أو أكثر أسبوعيًا ازداد لديهم خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 87 بالمئة من أولئك الذين لم يتناولوه، وقد يزيد لدى النساء بعد انقطاع الطمث، واللواتي يشربن الكثير من المشروبات الغازية خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو سرطان البطانة الداخلية للرحم.

10- السكر والأحماض الموجودة في المشروبات الغازية ضارة بصحة الفم

المشروبات الغازية مضرّة بصحة الأسنان لأنها تحتوي على أحماض، مثل: حمض الفوسفوريك، وحمض الكربونيك، والتي تشكل بيئةً شديدة الحموضة في الفم، مما يعرّض الأسنان للإصابة بالتسوُّس، وإن احتواء المشروبات الغازية على السكر إلى جانب الأحماض يجعلها ضارةً جداً بصحة الأسنان لأن السكر يغذّي البكتيريا الضارة الموجودة في الفم، والتي تدمر الأسنان بشدةٍ خصوصاً عند تواجد الأحماض إلى جانبها.

11- زيادة خطر الإصابة بالنّقرس

يتسبّب الفركتوز بزيادة مستويات حمض البوليك في الدم، والذي في حال تبلور، فإنه يسبّب الإصابة بالنُّقرس (يتميز بالالتهاب، والألم في المفاصل، وخصوصاً أصابع القدم الكبيرة)، واستناداً لذلك وجدت العديد من الدراسات الرصدية الكبيرة ارتباطًا وثيقاً بين تناول المشروبات الغازية والإصابة بالنُّقرس، وأيضاً وجدت دراسات طويلة الأمد أن المشروبات الغازية تزيد من خطر الإصابة بالنقرس بنسبة 75 بالمئة لدى النساء و50 بالمئة لدى الرجال.

12- زيادة خطر الإصابة بالخرف

أظهرت الأبحاث أن هناك ارتباطٌ وثيقٌ بين زيادة نسبة السكر في الدم وخطر الإصابة بالخرف، أي بارتفاع مستويات السكر في الدم يزداد احتمال الإصابة بالخرف (الشكل الشائع لمرض الزهايمر، والذي يتمثل بانخفاض وظائف المخ لدى كبار السن). [3]

المراجع البحثية

1- Pietka, M. J., Korab, H. E., & The Editors of Encyclopædia Britannica. (2024, October). soft drink. Britannica. Retrieved November 30, 2024

2- How It’s Made: Soft Drinks. (2023). Retrieved November 30, 2024

3 -vinmec. (n.d). 13 ways sugary soft drinks are bad for your health. Retrieved November 30, 2024

4- R.P. Azeredo , D., Alvarenga, V., S. Sant’Ana, A., & Srur , A. U. O. S. (2016) . An overview of microorganisms and factors contributing for the 2024, from microbial stability of carbonated soft drinks. In Food Research International (pp. 136–144). essay, Elsevier. Retrieved November 30, 2024

5- Hoffman, N., Watza, D., & Potter, A. (n.d). Soft Drinks. the Visual Encyclopedia of Chemical Engineering Equipment. Retrieved November 30, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.