Skip links
رسم توضيحي للكلية بين يدي طبيب

الكلية – كيف تعمل على تنظيم ضغط الدم وإنتاج خلايا الدم؟

الرئيسية » المقالات » الطب » الكلية – كيف تعمل على تنظيم ضغط الدم وإنتاج خلايا الدم؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الكلية من الأعضاء النبيلة الموجودة في جسم الإنسان، فهي تقوم بوظائف مميزة عديدة، بالإضافة إلى وظيفتها المعروفة بتخليص الدم من الفضلات، والأدوية الزائدة والسموم، وطرحها عبر البول مع المحافظة على العناصر والشوارد الأساسية، وهذه الوظائف الإضافية تعمل على تنظيم واستتباب حالة الجسم من السوائل والشوارد والأوكسجين على صعيد العديد من الأعضاء.

دور الكلية في تنظيم ضغط الدم

تكمن الوظيفة المميزة للكلية في قدرتها على تنظيم ضغط الدم عن طريق تفعيل جملة الرينين – أنجيوتنسين، وهي نظامٌ هرمونيٌّ معقد ومتكامل يتفعّل لتنظيم حجم الدم، وموازنة شوارد وسوائل الجسم، وتبدأ العملية في الكلية في منطقة مخصصة تدعى بالجهاز قرب الكبيبة (Juxtaglomerular cells) الموجودة في الأنبوب المعوج البعيد.

تفرز هذه الخلايا مادةً تعتبر سالفةً أو بادئةً لهرمون الرينين، وتدعى برورينين (Prorenin) يتمُّ إنتاجها في مناطق أخرى من الجسم بكمياتٍ أقل، مثل: المشيمة، والغدة الكظرية، والرحم، والمبايض، والخصى، والشبكية، وبعض الغدد الموجودة تحت الفك.

ويذكر أن تركيز هذه المادة أعلى بعشرة أضعاف مقارنةً مع تركيز هرمون الرينين في الدم، وتزيد نسبتها في الدم في حالات الحمل والسكري المترافق باعتلال الشبكية، ومرضى القصور الكلوي تبعاً للتحاليل المخبرية، ولكن وظيفته غير معروفة إلى الآن.

بعد إفراز سالفة الرينين تطرأ عليها تغييرات كيميائية في خلايا متخصصة في الكلية، ليتحول إلى هرمون الرينين (Renin) الفعال حسب استجابته للتأثيرات المحيطية، والذي يتمّ طرحه إلى مجرى الدم أو يتمُّ تخزينه في الخلايا المجاورة للكبيبة نفسها، ويتمُّ استخلاص الرينين بطريقتين، وهي الطريقة المفككة للبروتين عبر إنزيمات محددة، وهي (Procovertasel) و(Cathepsin B)، والطريقة غير المفككة للبروتين. [1] [2] [3] [6]

التأثيرات المحيطية التي تحرض استخلاص الرينين من البرورينين

1- تغير في الرشح الكبي

أو مقدار التصفية الكلوية عبر الكبيبات بسبب اعتلالاتٍ وعائية في الشرين الصادر، أو الوارد، أو أمراض الكبيبة نفسها، كالالتهابات، والتنخر، وذلك بفضل تنبيه المستقبلات الميكانيكية الموجودة في جدر هذه الشرينات.

2- نسبة وصول ملح كلوريد الصوديوم (Nacl) إلى الكلية

وتتنبه في هذه الحالة المستقبلات الكيميائية الموجودة في الأنبوب المعوج البعيد. ازدياد تفعيل مستقبلات بيتا الأدرينرجية، وخاصةً من النمط الأول استجابةً لهبوط ضغط الدم مثلاً. يزداد تفعيل الرينين في حالات انخفاض شاردة البوتاسيوم وحالات التلقيم الراجع السلبي (Negative Feedback) من هرمون الأنجيوتنسين 1.

بعد تشكل هرمون الرينين النشط يصبح جاهزاً ليرتبط بهرمون المولد للأنجيوتنسين (Angiotensinogen) المفرز من الكبد، والذي يتحول إلى الأنجيوتنسين 1 فور ارتباطه بالرينين، والذي يعتبر أيضاً من الهرمونات غير الفعالة والمجهولة في وظائفها الحيوية.

ويأتي دور الإنزيم الأهمّ في هذه الجملة الذي يعمل على تحويل الأنجيوتنسين 1 غير الفعال إلى الأنجيوتنسين 2 الفعال عن طريق إزالة بعض الأحماض الأمينية من نهايته، ويدعى بالإنزيم المحول للإنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme (ACE)) المفرز من أغشية الخلايا الموجودة في الأوعية الدموية الموجودة في الرئة بشكلٍ أساسي.

وتكمن أهمية هذا الإنزيم في تركيب الأدوية الموصوفة لبعض حالات مرضى القصور أو الفشل القلبي والكلوي، إذ تعمل الأدوية هذه على تثبيط عمل هذا الإنزيم، وبالتالي إيقاف عمل جملة الرينين- أنجيوتنسين ككل. يعمل الأنجيوتنسين 2 على تنظيم ضغط الدم بمساعدة الألياف العضلية الملساء على التقلص، مما يؤدي إلى تقبُّض الوعاء الدموي، وبالتالي رفع ضغط الدم.

كما يساهم الهرمون بإفراز هرمون الألدوستيرون من قشر الكظر الذي يعمل على مستوى النبيبات الكلوية في تنظيم توزع الأملاح والسوائل في خلايا الجسم، ويزيد الأنجيوتنسين 2 من إعادة امتصاص الصوديوم Na على مستوى الأنبوب المعوج القريب، وإفراز هرمون المضاد للإدرار ADH أو الفازوبرسين (Vasopressin)، وبهذا تكون وظيفة الكلية مميزةً باعتبارها تؤثر على أجهزة الجسم بشكلٍ عام.

دور الكلية في إنتاج خلايا الدم

تنتج الكلية الهرمون المسؤول عن إنتاج الكريات الحمر، وهو الإريثروبيوتين (Erythropoietin)، وتوجد منها بعض الأنواع المصنعة في المعامل، والتي تعطى للمرضى المصابين بخلل في وظيفة الكلية أو خلل في بنية الإريثروبيوتين، ومن هذه الأصناف هيماتوبيوتين (Hemateopoietin)، وهيموبويتين (Hemopoietin).

يتمُّ إنتاج هذا الهرمون من خلايا مخصصة موجودة في الكلية (Epo- producing cells) استجابةً لنقص الأكسجة، وانخفاض الهيماتوكريت (Hematocrit)، وهي نسبة حجم الكريات الحمر لحجم الدم الكامل، فينطلق الإريثروبويتين إلى نقي العظم الذي يعتبر المصنع الأساسي للكريات الحمر عبر المجرى الدموي ليرتبط مع الكريات الحمر غير الناضجة، والتي تحوي على بادئة إريثروبويتين (Proerthropoietin) عن طريق مستقبلاتٍ خاصة.

فتتحول الكرية الحمراء غير الناضجة إلى الناضجة (Mature erythrocyte)، وتتحرر من نقي العظم إلى مجرى الدم مع العلم أن العمر الوسطي للكرية الحمراء هو مئة وعشرين يوماً، لذا يكون الجسم بحاجة إلى إنتاجٍ ثابتٍ من الإريثروبويتين في الكلية لتعويض الكريات الحمراء الهرمة، كما تؤكد الدراسات على دور الإريثروبويتين في حماية الكرية الحمراء من الموت الخلوي المبرمج خلال مراحل حياتها، وعند نقص كمية هذا الهرمون، فإن الكرية تصبح كهلةً، وتموت بالآليات الفيزيولوجية للجسم.

تتأثر وظائف الكلية المميزة بنقص التروية نتيجة أمراضٍ قلبية، كقصور القلب، أو وعائية، أو دموية، مثل: فقر الدم المنجلي، والتلاسيميا، ونقص الأوكسجين نتيجة الأمراض التنفسية على صعيد الرئة، والقصبات، وغيرها، فعند وجود نقصٍ في الأكسجة يزداد الرشح الكبي في الكلية، ويزداد امتصاص الشوارد والأملاح على مستوى نبيبات الكلية. وهذه العملية تحتاج إلى طاقة أي أن الخلايا العاملة في الكلية يزداد احتياجها إلى الأوكسجين، مما يزيد من اصطناع الإريثروبويتين، وزيادة إنتاج الكريات الحمراء لتعويض نقص الأوكسجين.

خلاصة المقال أن الوظيفة الكلوية لا تقتصر فقط على طرح السموم وتشكيل البول، فالكلية حجر الأساس في تعويض حجم الدم عبر جملة الرينين- أنجيوتنسين- ألدوسيترون، وتعويض الكريات الحمر بإنتاجها الإريثروبويتين الذي يتفعّل في نقي العظم. [4] [5]

المراجع البحثية

1- Fountain، J. H.، Kaur، J.، & Lappin، S. L. (2023). Physiology، Renin Angiotensin System. StatPearls Publishing. Retrieved May 13، 2024

2- The Editors of Encyclopedia Britannica. (2024). Renin-angiotensin system. In Encyclopedia Britannica. Retrieved May 13، 2024

3- Fountain، J. H.، Kaur، J.، & Lappin، S. L. (2024). Physiology، Renin Angiotensin System. Retrieved May 13، 2024

4- Erythropoietin. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved May 13، 2024

5- Erythropoietin – causes، symptoms، diagnosis، treatment، pathology. (2023، February 7). Retrieved May 13، 2024

6- Renin-Angiotensin-Aldosterone System. (N.d.). Teachmephysiology.com. Retrieved May 13، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.