Skip links
صورة أشعة سينية للساقين

الكساح – أنماطه، كيفية علاجه والوقاية منه

الرئيسية » الطب » أمراض » الكساح – أنماطه، كيفية علاجه والوقاية منه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعتمد صحة الهيكل العظمي والعضلات في جسم الإنسان على عدة عناصر أهمُّها فيتامين D الذي يتركز دوره في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وكذلك إعادة امتصاص الفوسفور، وبالتالي المحافظة على تركيز الكالسيوم والفوسفور ضمن المجال الطبيعي الضروري لتمعدن العظم وقوته.

يؤدي نقص فيتامين D الشديد المستمر عند الأطفال إلى نقص تمعدن العظم، والإصابة بتليُّن العظام أو ما يسمّى الكساح. وُصف الكساح لأول مرة في منتصف القرن السابع عشر، وتشير التقارير الأخيرة إلى ازدياد حالات الإصابة بهذا المرض وانتشاره، ويحدث بنسبة 7.5 لكل 100000 طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

دور فيتامين D في صحة العظام

1- يعتبر فيتامين D من أهمّ الفيتامينات التي تؤثر على صحة الجسم، وبشكلٍ أساسي على صحة الجهاز الحركي، وهو عبارة عن أحد الفيتامينات الذائبة في الدسم.

2- يعتمد تشكيل فيتامين D في الجسم بصورةٍ أساسيةٍ على أشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية)، وكذلك صحة الكبد، والكلية لاستكمال عملية تركيب فيتامين D في جسم الإنسان.

3- يقوم فيتامين D بالحفاظ على المستويات الصحيحة من المعادن (الكالسيوم، الفوسفور) من خلال تأثيره على الأمعاء الدقيقة والكلية، وبالتالي يحافظ على صحة العظام والعضلات ووظيفتها.

4- هناك عدة مصادر خارجية لفيتامين D أهمّها التونة، وصفار البيض، والحليب المدعم بفيتامين D، وزيت كبد الحوت.

5- يؤدي نقص فيتامين D إلى عدة مشاكل صحية، وعلى رأسها تليُّن العظام عند البالغين، وهو أيضاً أحد أسباب الكساح عند الأطفال. [1] [2]

ما هو الكساح؟

هو أحد الاضطرابات الاستقلابية التي تصيب العظام عند الأطفال أثناء فترة النمو، حيث يؤدي إلى نقص تمعدن العظام عند الأطفال، وكنتيجةٍ لذلك تتحول عظام الطفل إلى عظامٍ طريةٍ لينة مشوهة سهلة الكسر، وتفقد جزءاً كبيراً من وظيفتها.

ينتج الكساح لعدة أسباب على رأسها نقص الوارد الغذائي من فيتامين D والكالسيوم، بالإضافة إلى الاضطرابات الوراثية المتعلقة باستقلاب الفوسفور وغيرها من الأسباب الأقل شيوعاً، ويصيب الكساح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر والسنتين بصورةٍ أساسية، وقد يصيب الأطفال الأكبر سناً بصورةٍ أقل. [3] [4]

ما هي أنماط الكساح؟

يقسم الكساح إلى نوعين أساسيين اعتماداً على النمط البيوكيميائي، وهما:  [5]

1- الكساح الكلسي

● الكساح الغذائي، وهو النوع الأكثر انتشاراً ناجم عن العوز الغذائي.

● الكساح الناجم عن نقص امتصاص فيتامين D.

● الكساح الناجم عن سوء امتصاص الكلس والفوسفور.

 2- الكساح الفوسفوري

 الكساح الوراثي أقل شيوعاً مرتبطٌ بالاضطرابات الاستقلابية الوراثية، وأشهرها:

● الكساح الناقص الفوسفات المرتبط بالكروموسوم X هو السبب الأكثر شيوعاً لعوز الفوسفور الوراثي، وقد يتطلب علاج هذا النمط بالإضافة للتعويض الغذائي استخدام بعض الأدوية البيولوجية.

● الكساح الصبغي الجسدي السائد الناقص الفوسفور (ADHR). ‏

‏● الكساح الصبغي الجسدي المتنحي الناقص الفوسفور (ARHR).‏

‏● الكساح الوراثي الناقص فوسفات مع فرط كالسيوم البول (HHRH).

ما هي أسباب الكساح؟

إن نقص فيتامين D عند الأطفال أثناء النمو ودوره يعدُّ سبباً أساسياً للكساح، يمكن تلخيص أهمّ الأسباب المؤدية للكساح بما يلي: [6] [7]

1- نقص الوارد الغذائي من فيتامين D والكالسيوم للطفل.

2- عدم التعرض لأشعة الشمس بصورةٍ كافيةٍ وصحيحة.

3- نقص امتصاص الكالسيوم وفيتامين D من الأمعاء الدقيقة الناجم عن اضطرابات سوء الامتصاص كالداء الزلاقي.

4- اضطرابات امتصاص الفوسفور الوراثية.

5- المشاكل الكلوية والكبدية الوراثية المؤثرة على استقلاب فيتامين D.

6- الداء الليفي الكيسي.

عوامل الخطورة

إن الكساح يصيب الأطفال أثناء فترة النمو ليسبّب عظاماً منحنيةً ناقصة الوظيفة، وهناك بعض النقاط التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذا الاضطراب أهمها: [8]

1- العمر: نشاهد أغلب الإصابات تحت عمر السنتين وأكبر من 6 أشهر، حيث يتسارع نمو الطفل في هذه المراحل، ويكون بحاجة إلى كمياتٍ كافيةٍ من المعادن وفيتامين D ، بالإضافة إلى إن أغلب الإصابات تتظاهر في بداية مشي الطفل.

2- النظام الغذائي غير المتوازن أو النباتي الصرف الخالي من مصادر فيتامين D الحيوانية.

3- البشرة السمراء: تقل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين D من أشعة الشمس لأصحاب البشرة السمراء بسبب زيادة نسبة الصباغ في الجلد.

4- إصابة الأم بعوز فيتامين أثناء الحمل.

5- المناطق الجغرافية ذات الجو الغائم والبارد.

6- الأطفال الخدج.

7- العوامل الوراثية.

8- بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج بعض الأمراض، كالصرع تؤدي إلى نقص امتصاص فيتامين D من الجسم.

9- عدم استخدام قطرات فيتامين D الوقائية عند الأطفال المعتمدين على الرضاعة في الأشهر الأولى من حياتهم.

ما هي أعراض الكساح؟

 – الألم قد يكون العرض المسيطر على الصورة السريرية، وهذا الألم قد يتوضع في أي منطقةٍ من الهيكل العظمي، ولكن في أغلب الأحيان يشكو الطفل من آلامٍ في الأطراف.

– الضعف العضلي، وزيادة التشنجات العضلية.

– تأخر المشي.

– تشوهات الأسنان وتأخر بزوغها.

– التشوهات الشكلية في العظام، حيث نلاحظ انحناء العظام الطويلة، وتقوس الساقين، وتبدل شكل القفص الصدري، وفي بعض الحالات الشديدة قد تسبّب تشوهات الفقرات إصابة الطفل بالحداب أو الجنف.

– تأخر النمو.

– قصر القامة عند الطفل.

– زيادة معدل إصابة الطفل بالكسور. [9] [10]

تشخيص الكساح

يعتمد التشخيص بصورةٍ أساسية على الفحص السريري والمعاينة، حيث يلاحظ وجود بعض التشوهات الهيكلية الموجهة بصورةٍ كبيرة: [11] [12]

– شكل الجمجمة المميز، حيث يعاني الأطفال المصابين بالكساح من تأخر انغلاق اليوافيخ، مما يعطي الجمجمة شكلاً مميزاً.

– تقوس الساقين.

– بروز عظام الصدر.

– تشوُّهاتٌ في الحوض.

– زيادة حجم الرسغ والكاحل عند الأطفال المصابين بالكساح.

– قد نلاحظ الحداب في الحالات الشديدة.

بالإضافة إلى وجود إيلام ومضض بجس عظام الطفل المصاب بالكساح. وهناك بعض الوسائل التشخيصية المساعدة:

– معايرة الكالسيوم و الفسفور وفيتامين D في الدم، حيث نلاحظ وجود نقص في نسبتها في أغلب الحالات.

– ارتفاع عيار الفوسفاتاز القلوية.

– اختبارات وظيفة الكلية وتحليل البول.

– اختبار وظائف الكبد.

– الصور الشعاعية البسيطة: ذات دورٍ هامٍّ في تأكيد تشخيص الكساح، ويمكن للصور الشعاعية البسيطة إظهار التبدل في العظام، مثل: التليُّن، التشوهات المرافقة، وتحديد وجود الكسور، وكذلك تحديد نقاط التعظُّم عند نهايات العظام، والعمر العظمي، وهو علامة باكرة في تحديد الكساح.

– التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي المحوسب (CT) حالات محددة معقدة أو عندما تكون نتائج الأشعة البسيطة بحاجة إلى تأكيد.

علاج الكساح

يعتمد العلاج بصورةٍ أساسية على تعويض النقص من فيتامين D والكالسيوم لضمان عودة بنية العظم للشكل الطبيعي، ولكن للأسف هناك بعض الحالات الوراثية النادرة تتطلب أموراً أكثر تعقيداً، كالتعويض الدائم للأملاح.

ومن المهمّ معرفة أن التشوهات الناجمة عن الكساح المرتبط بعوز فيتامين D كلها تتراجع بعد تعويض النقص الحاصل، وذلك في المراحل المبكرة، ويزداد الأمر صعوبةً مع تأخر الحالة، وقد تتطلب بعض الحالات الشديدة المتأخرة للتشوهات الهيكلية المرافقة للكساح إصلاحاً تقويمياً أو جراحياً للعظام. [13]

كيف تتمُّ الوقاية من الكساح؟

● النظام الغذائي المتوازن والمناسب لعمر الطفل، والذي يحتوي على كمياتٍ كافيةٍ من المعادن الكالسيوم، والفوسفور، وفيتامين D.

● التعرض لأشعة الشمس بصورةٍ مناسبةٍ كافية عدة مرات في الأسبوع.

● جرعات وقائية من فيتامين D خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل المعتمد على الرضاعة الطبيعية. [14]

المراجع البحثية

1- Vitamin D. (2023, August 10) .Mayo Clinic. Retrieved March 26, 2024

2- MSc, S. D. R. C.  (2023, February 6) .Vitamin D benefits .Healthline. Retrieved March 26, 2024

3- Rickets – Symptoms & causes. Mayo Clinic. (2021, February 25). Retrieved March 26, 2024

4- Dahash, B. A., & Sankararaman, S. (2023, August 7). Rickets. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved March 26, 2024

5- Gentile, C., & Chiarelli, F . (2021). Rickets in Children: an update. Biomedicines, 97, 738. Retrieved March 26, 2024

6-  Professional, C. C. M. (n.d). Rickets. Cleveland Clinic. Retrieved March 26, 2024

7- Brunner, S.  (2020, January 3). Everything you need to know about rickets. Retrieved March 26, 2024

8- Department of Health & Human Services. (n.d.). Rickets. Better Health Channel. Retrieved March 26, 2024

9 -Website, N. (2024, January 22). Symptoms. nhs.uk. Retrieved March 26, 2024

10- Bottaro, A.  (2022, August 3) .What is Rickets?. Verywell Health. Retrieved March 26, 2024

11- Rickets – Symptoms, diagnosis and treatment | BMJ Best Practice. (n.d). Retrieved March 26, 2024

12- El-Feky, M., & Gaillard, F. (2010). Rickets. Radiopaedia.org. Retrieved March 26, 2024

13- Munns, C. F.,et al . (2016). Global Consensus Recommendations on Prevention and Management of Nutritional rickets. The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism. Retrieved March 26, 2024

14- Weishaupt, J. (2021, December 8). What to know about Rickets. WebMD. Retrieved March 26, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.