Skip links
فأر يأكل حبوب القمح

القوارض – مهاراتها، سلوكها وكيف يتمُّ مكافحتها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تلعب القوارض دوراً كبيراً في نقل الأمراض السارية والمُعدية للإنسان عبر تطفُّلها على غذائه من محاصيل زراعية أو منتجات غذائية، وتنتشر في كافة فصول السنة، خاصةً في فصلي الخريف والشتاء عندما تشحُّ مصادر التغذية الطبيعية، وتشكل عضتها خطراً كبيراً إذ قد تسبّب حدوث مرض داء الكلب، أو داء البريميات، أو الحمّى النزفية، أو متلازمة الكلى التي قد تؤدي لحدوث الوفاة.

وتتكاثر في الجحور بالقرب من أماكن تخزين المحاصيل الزراعية، والغذاء وأماكن تجمُّع النفايات، كما تعشّش ضمن المباني السكنية المهجورة، والمستودعات، وفي الطوابق السفلية بشكلٍ أكبر، وتتميز بتكاثرها السريع والكثير خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، لذلك يجب مكافحتها بالمبيدات الكيميائية المناسبة عند ملاحظة وجودها أو وجود برازها.

تعريف القوارض

هي حيواناتٌ فقاريةٌ من ذوات الدم الحار تنتمي الى مجموعة الثدييات تضمُّ كلاً من الفأر، والجرذ، والسّنجاب، والقُنْدس، والأرنب، وسُمّيت بالقوارض لأنها تمتلك زوجاً من القواطع تنمو باستمرار في كلا الفكين تساعدها في قرض الألياف لتساهم في نحتها بشكلٍ يومي، كما تمتاز بحواس حساسة وفعّالة، كالشم، واللمس، والسمع، والتذوّق، ولها مهارات، مثل: القفز، والحفر، والتسلُّق، والقرض، والسباحة، والغطس.

وتضمُّ المملكة الحيوانية 30 عائلة و1700 نوع، وأعداداً كبيرة من الأصناف، وتتراوح أوزانها من 25 غرام (الفأر) حتى 60 كيلو غرام (القُنْدس)، وتنتشر في كافة القارات عدا القطبين الشمالي والجنوبي، وبعض أنواعها يعدُّ من الحيوانات الأليفة التي تُربّى في المنازل، مثل: فئران الهامستر.

تقسيم القوارض حسب طرق معيشتها

1- القوارض الداخلية

والتي تتطفّل على الإنسان وغذائه ضمن المنازل والمستودعات، وتشمل جرذ الموانئ، وفأر المنازل.

2- القوارض الخارجية

جرذ المُتعايش، ويمكنه العيش مع الإنسان ضمن المنزل، مثل: الهامستر.

جرذ الحقل، مثل: السّناجب، وفأر الحقل.

جرذ البرية، مثل: اليربوع الذي يتغذّى على النباتات البرية.

حواس القوارض

1- الرؤية: تتميز القوارض بعدم قدرتها على رؤية الألوان، لكنها تستطيع التمييز بين النور والظلام بشدة، كما تستطيع رصد الحركات حولها بسهولة.

2- السمع: تتميز بقوة سمعٍ شديدة، حيث يعدُّ سلاحاً لحمايتها من أعدائها الطبيعيين.

3- التذوق: تمتلك قدرةً جيدةً في تمييز الأطعمة ذات الطعم الجيد عن الرديء.

4- الشم: وتعدُّ هذه الحاسة متطورةً جداً، مثل: السمع، حيث تنجذب الفئران الذكور للإناث عبر رائحتها، كما تنجذب بشكلٍ كبيرٍ تجاه رائحتي البول والبيرة.

5- اللمس: تستعين القوارض بشواربها، وتنتهي بمجسّاتٍ حسيةٍ وعصبية تساعدها في التنقُّل ضمن الأنفاق الضيقة والمظلمة بسهولةٍ مطلقة. [1]

مهارات القوارض

لا بدّ لنا من معرفة مهارات وسلوك الحيوان الذي نهتمُّ بمكافحته للقضاء عليه بشكلٍ مناسب.

1- التنظيف

تعمل القوارض على تنظيف نفسها بشكلٍ يومي عبر لعق نفسها، وهذا يفيد في حال رشّ السموم عليها لمكافحتها.

2- التوازن

تمتلك القوارض خاصةً الفأر والجرذ قدرةً عاليةً على القفز وتسلُّق الأنابيب بسهولة والحبال أيضاً.

3- السباحة

تستطيع القوارض السباحة بسهولةٍ تامة، إذ تتمكن من قطع الأنهار، والمجاري، والجداول، والسواقي.

4- الشعور بالخطر

تستطيع القوارض تحديد عوامل الخطورة بحكم الغريزة والذكاء العالي الذي تمتلكه، حيث تستطيع تمييز الطعوم المُسمّمة عبر ملاحظة القوارض الأخرى التي تأكل من الطعوم وتموت بشكلٍ سريع، كما تخاف القوارض وتحتمي من الحيوانات الأخرى، مثل: الكلاب، والقطط، وتخاف من الظروف الجوية، فتختبئ في حال أمطرت السماء أو عند هبوب الرياح وغيرها الكثير.

سلوك القوارض

عبر معرفة سلوك القوارض يسهل علينا مكافحتها، حيث رصد الأخصائيون طريقة تصرُّف القوارض، وذلك عبر ثلاث نقاط، وهي: [2]

1- معرفة اتجاه الحركة

تتميز القوارض بذكاءٍ شديدٍ يُمكّنها من حفظ البيئة حولها بدقةٍ وتمييز ما إذا طرأ تغيُّر عليها من تواجد أجسام صلبة أو سائلة، كما أنها تحفظ طريقاً معيناً للهروب لا تغيره، وهذا يساعد الإنسان في نصب الفخاخ لها.

2- السلوك الغذائي

تتميز القوارض بأنها ترسل فرداً منتخباً يتذوق الطعام بكمياتٍ قليلةٍ لعدة أيام، وعند ملاحظة سلامته يتمّ الإقبال على الطعام من قبل باقي أفراد القطيع، لذلك فان استراتيجية الطعوم تتمثل بتنويع الطعوم كي لا تكشف القوارض نوع الطعم المسموم، كما يتميز سلوكها الغذائي بأنها تحب تخزين الطعام، وتناوله حسب الحاجة، مما يسهّل عملية مكافحتها إذا تنوعت الطعوم فلا تميز بين الطعم المسموم من غيره.

3- السلوك الاجتماعي

تتمثل بقوة القطيع وزعيمها، فعندما يقلُّ الغذاء يتمُّ طرد الذكور الضعيفة من القطيع، ويحدّد زعيم القطيع مناطق نفوذٍ له بواسطة الصراخ، حيث تشمل منطقة نفوذه الأماكن التي يصل صوته إليها.

طرق الاستدلال على وجود القوارض

1- ملاحظة وجود القوارض حيةً أو ميتة.

2- ملاحظة وجود برازها.

3- ملاحظة وجود الجحور.

4- ملاحظة وجود لطخاتٍ دهنيةٍ على الأسقف والجدران مع وجود قرضٍ لأثاث المنزل وأكياس الطعام أو وجود آثار لأقدامها والذيول.

طرق مكافحة القوارض

 1- الطرق الميكانيكية

عبر نصب الفخاخ، أو هدم الجحور، أو إغراق الجحر بالماء.

2- الطرق الحيوية

هي طريقةٌ قديمة لكنها فعّالةٌ عبر تربية الحيوانات التي تعدُّ من الأعداء الطبيعية للقوارض، مثل: الكلاب، والقطط، والطيور الجارحة. أما الطريقة الحديثة، فهي تعمد على استخدام الجراثيم والطفيليات التي تفتك بالقوارض.

3- الطرق البيولوجية

وذلك عبر استخدام طرقٍ تسهّل على أعداء القوارض الطبيعيين افتراسها، مثل: استخدام اللاصق بالقرب من الجحور أو عبر استخدام أجهزةٍ تطلق تردّداتٍ صوتية غير مسموعة بالنسبة للإنسان تعدُّ مزعجةً للقوارض كافة، وهي طريقة أمنة وفعّالة في مكافحة القوارض.

4- الطرق الكيميائية

وتشمل مبيدات القوارض على شكل بودرة، أو كبسولاتٍ حمراء الشكل، أو غازاتٍ تساهم في إبادةٍ سريعة وقوية للقوارض المنتشرة، وأكثرها شيوعاً واستعمالاً:

المبيدات السريعة التأثير

1- فوسفيد الزنك بتركيز 80 بالمئة، مسحوق أسود اللون يتحول إلى غاز الفوسفين السام عند تعرُّضه للرطوبة، ويعدُّ من السُّموم المعوية يفقد فعاليته خلال مدةٍ أقصاها أسبوع، حيث يخلط كل 1 غرام فوسفيد الزنك مع 39 غرام من الطعوم المستعملة، وهو شديد الخطورة إذ لا يوجد ترياق مناسب في حال إصابة الإنسان أو الحيوانات الزراعية بالتسمُّم به.

2- أكسيد الزرنيخ: مسحوق أبيض اللون شديد السُّمّية يتمُّ خلطه مع الطعوم بنسبة 10 بالمئة.

3- الفاكلورالوس: وهو مبيدٌ متخصّصٌ في القضاء على الفئران فقط بتركيز 4 بالمئة.

4- نوربورمايد: مبيدٌ متخصّصٌ في القضاء على الجرذان فقط بتركيز 1 بالمئة.

المبيدات البطيئة التأثير

تعمل هذه المبيدات على تخفيض نسبة فيتامين K1 في الدم، مما يسبّب تميُّع الدم، ونزيف القوارض وموتها، ومن ميزة هذا المبيد أن القوارض لا تستطيع معرفة أنه طعمٌ مسمومٌ لأن تأثيره بعيد المدى، كما يوجد له ترياق مناسب في حال تناوله الأطفال بالخطأ.

كما تستعمل أيضا مبيدات قوارض تعمل على منع تخثُّر الدم متعددة الجرعات، مثل: (الوارفارين، كوماتيتراليل، كوماكلور). أما مانعات تخثُّر الدم وحيدة الجرعة، مثل: (البروديفاكيوم، البرومادايولون).

الغازات

– غاز برميد الميثايل، وهو غاز عديم الرائحة واللون سريع الاشتعال يؤثر على كافة الفقاريات.

– أقراص الفوستوكسين: وهو غاز شديد السُّمّية على شكل أقراص توضع في الجحر ثم يغلق. [3]

طريقة صناعة الطعم المناسب للقوارض

يتألف الطعم من ثلاث مكوناتٍ أساسية:

1- جريش الحبوب: ذرة، شعير، قمح، طحين، برغل، إلخ.

2- مادة جاذبة للقوارض، مثل: اليانسون، السكر، المُحلّيات، أو خميرة البيرة (وهي الرائحة المفضلة للقوارض).

3- السم بنوعيه سريع أو بطيء التأثير.

 أولاً ينُقع جريش الحبوب بالماء لمدة يومٍ كامل ثم يتمّ مزجه مع زيتٍ نباتي أو مادة جاذبة للقوارض، وأخيراً تتمُّ إضافة السم حسب نوعه وتركيزيه، كما يجب ارتداء قفازاتٍ مطاطيةٍ تستعمل لمرةٍ واحدةٍ فقط، ولا يتمُّ استعمال أدوات المنزل من صحون أو معالق.

المراجع البحثية

1- Survival skills and health facts of mice and rats. (N.d.). Westernexterminator.com. Retrieved November 29, 2024

2- Managing rat and mouse pests. (n.d.). Gov.Bc.Ca. Retrieved November 29, 2024

3- Grain storage techniques – Rodent control – Control of rodent pests. (n.d.). Fao.org. Retrieved November 29, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.