Skip links
وجه امرأة يظهر فيه أماكن تواجد الغدد اللعابية أسفل اللسان وتحت الفك وفي المنطقة النكفية

الغدد اللعابية – أنواعها، وظائفها وما هي أعراضها المرضية؟

الرئيسية » المقالات » الطب » الغدد اللعابية – أنواعها، وظائفها وما هي أعراضها المرضية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الغدد اللعابية هي غددٌ خارجية الإفراز تقوم بتصنيع وإفراز اللعاب إلى التجويف الفموي. تُنتج الغدد اللعابية ما بين 0.5 إلى 1.5 لتر من اللعاب يومياً، مما يسهم في عملية المضغ، والبلع، والكلام، ويقوم بتليين الغشاء المخاطي الفموي، كما تشارك الغدد اللعابية في هضم الدهون والنشويات عن طريق إفراز الليباز والأميلاز. [1]

أنواع الغدد اللعابية

يتمُّ تصنيف الغدد اللعابية بالاعتماد على:

1- الحجم والموقع

الغدد اللعابية الرئيسية: التي تشمل الغدة النكفية، والغدة تحت الفك السفلي، والغدة تحت اللسان.

الغدد اللعابية الثانوية: وتشمل الغدد الشفوية الخدية، والغدد اللسانية الحنكية، الغدد الحنكية، والغدد اللسانية.

2- نوع الإفراز

– غدد مصلية.

– غدد مخاطية.

الغدد اللعابية الرئيسية

هذه الغدد هي الأكبر حجماً، وتوجد بشكلٍ مزدوجٍ ومتناظرٍ على جانبي الجسم، وتقع خارج الفم، ولكن إفرازاتها تصل إلى التجويف الفموي عبر قنواتٍ طويلة.

رسم توضيحي للجمجمة عند الإنسان ويظهر داخلها أماكن تواجد الغدد اللعابية والمنتشرة أسفل اللسان وتحت الفك وفي المنطقة النكفية

1- الغدة النكفية

الغدة النكفية هي الغدة الأكبر حجماً بين الغدد اللعابية، وتزن حوالي 15-30 غرامًا، حيث تقع أسفل الصماخ السمعي الخارجي بين الشعبة الصاعدة للفك السفلي والعضلة القصية الترقوية الخشائية، وتقسم بواسطة العصب الوجهي إلى فصّ سطحي وفص عميق. الفص السطحي يقع فوق السطح الجانبي للعضلة الماضغة، ويعرف بأنه الجزء من الغدة الذي يقع جانبيًا للعصب الوجهي.

أما الفص العميق يقع أنسي العصب الوجهي بين الناتئ الخشائي للعظم الصدغي والشعبة الصاعدة للفك السفلي. تفرغ الغدة النكفية مفرزاتها بواسطة قناتها، المعروفة أيضًا باسم قناة ستنسون، حيث تفرز اللعاب المصلي، وتصبّ في دهليز الفم (الميزاب الدهليزي اللثوي) مقابل تاج الرحى الثانية العلوية.

2- الغدة تحت الفك السفلي

هي ثاني أكبر غدة لعابية تزن حوالي 7-16 جرامًا، وتكاد تكون بحجم حبة الجوز. تقع في المثلث تحت الفك السفلي، الذي يحدّه من الأعلى الحافة السفلية للفك السفلي، ومن الأسفل البطنين الأمامي والخلفي للعضلة الذقنية. الغدة تقريبًا على شكل حرف J تنقسم إلى جزءٍ أكبر يقع فوق العضلة وجزء أصغر يقع عميقًا تحت العضلة.

قناة الغدة تحت الفك السفلي والمعروفة أيضًا باسم قناة وارتون، ذات جدارٍ رقيق، طولها حوالي 5 سنتيمتر، وتمتدُّ إلى الأمام فوق العضلة الفكية اللامية، وتقع أسفل الغشاء المخاطي لأرضية الفم في نهايتها. تفتح القناة في أرضية الفم على قمة الحليمة تحت اللسانية، المعروفة أيضًا باسم الحليمة اللسانية، بجانب اللجام اللساني.

3- الغدة تحت اللسان

هي أصغر الغدد اللعابية الرئيسية الثلاثة، وتتميز بشكلها الذي يشبه اللوزة، وتزن حوالي 3-4 جرامات، حيث تقع فوق العضلة الفكية اللامية، أسفل الغشاء المخاطي لأرضية الفم، وأنسيًا للحفرة تحت اللسانية للفك السفلي. تتكون من قناةٍ رئيسيةٍ واحدة والعديد من القنوات الصغيرة. القناة الرئيسية (بارتولين)، تنفتح مع أو بالقرب من قناة الغدة تحت الفك السفلي، كما تنفتح العديد من القنوات الصغيرة الأخرى (ريفينوس) بشكلٍ مستقلٍ على طول الطية تحت اللسانية.

الغدد اللعابية الثانوية

تقع الغدد اللعابية الثانوية تحت الغشاء الظهاري في معظم أجزاء التجويف الفموي، وتتكون هذه الغدد من مجموعاتٍ صغيرة من الوحدات الإفرازية التي تفرغ عبر قنواتٍ قصيرة مباشرةً إلى الفم، ولا تحتوي هذه الغدد على محفظة مميزة، بل تندمج مع النسيج الضام للطبقة تحت المخاطية أو ألياف العضلات في اللسان أو الخدين.

1- الغدد الشفوية الخدية

توجد هذه الغدد في الشفاه والخدين، وتتكون من أنابيب مخاطية مع أنصاف دوائر مصلية.

2- الغدد اللسانية الحنكية

تقع هذه الغدد في منطقة البرزخ ضمن الطية اللسانية الحنكية، ولكن قد تمتدّ من الامتداد الخلفي للغدة تحت اللسان إلى الغدد الموجودة في الحنك الرخو.

3- الغدد الحنكية

توجد هذه الغدد في تجمعاتٍ غددية في الصفيحة الخاصة للجانب الخلفي الوحشي من الحنك الصلب، وفي الطبقة تحت المخاطية للحنك الرخو واللهاة.

4- الغدد اللسانية

 يمكن تقسيم الغدد اللسانية إلى عدة مجموعات:

الغدد اللسانية الأمامية (غدد بلاندين ونون): توجد بالقرب من قمة اللسان. تفتح القنوات على السطح البطني للسان بالقرب من اللجام اللساني.

الغدد اللسانية المخاطية الخلفية: توجد بجانب وخلف الحليمات الكأسية، وترتبط باللوزة اللسانية، وتفتح قنوات هذه الغدد على السطح الظهري للسان.

الغدد اللسانية المصلية الخلفية (غدد فون إبنر): تقع بين ألياف العضلات في اللسان تحت الحليمات الكأسية، وتفتح القنوات في ثلم الحليمات المحيطة، وفي الحليمات الورقية البدائية على جانبي اللسان. [2]

وظائف الغدد اللعابية

تُعتبر الغدد اللعابية جزءًا من الجهاز الهضمي، وتقوم بإفراز اللعاب بشكلٍ مستمر تتلخص وظائف اللعاب بما يلي:

1- الحماية

يعمل اللعاب على حماية تجويف الفم بعدة آليات، بما في ذلك التخلص من مسبّبات الأمراض، مثل: البكتيريا، بمساعدة البروتينات التي تمتلك نشاطًا مضادًا للميكروبات، مثل: الليزوزيم، واللاكتوفيرين، والبيروكسيداز، والببتيدات الصغيرة، مثل: ألفا وبيتا-ديفينسينز التي تعطل سلامة الوظائف الخلوية والميتوكوندرية للكائنات الدقيقة.

2- التخفيف

يعمل اللعاب أيضًا كمادةٍ معادلة، حيث يزيد من درجة الحموضة بمساعدة البيكربونات، والفوسفات، والأيونات الأخرى.

3- الحفاظ على سلامة الأسنان

يشكل اللعاب طبقةً تُعرف باسم القشرة اللعابية، وهي نقطة ربط للكالسيوم تساعد في حماية سطح الأسنان.

4- النشاط المضاد للميكروبات

يلعب اللعاب دوراً وقائياً ضدّ العدوى من خلال العديد من مكوناته العضوية، وتشمل هذه المكونات الجزء الإفرازي، وهو بروتينٌ سكري يشكل مركباً مع الغلوبولين المناعي (A IgA) للدفاع ضدّ الفيروسات، والبكتيريا، والليزوزيمات التي تسبّب تجمّع البكتيريا، والأوتوليسين الذي يحلل جدران الخلايا البكتيرية، واللاكتوفيرين الذي يقوم بعزل الحديد (عنصر ضروري لنمو البكتيريا).

5- إصلاح الأنسجة

يحتوي اللعاب على بروتيناتٍ نشطة بيولوجيًا وعوامل نمو تعمل على تجديد الأنسجة، وتعزيز شفاء الجروح.

6- الهضم

يبدأ الهضم في الفم، حيث يحتوي اللعاب على إنزيم الأميلاز الذي يقوم بتكسير النشويات إلى مالتوز ودكسترين، وهذه الوظيفة بحدّ ذاتها تقلل من كمية السكريات المتاحة للكائنات الدقيقة، وتساعد في منع نموها.

7- المساعدة في التذوق

يساعد اللعاب في إحساس التذوق من خلال إذابة الطعام، مما يسمح لمستقبلات التذوق بالتفاعل مع الجزيئات التي تسبّب تنشيط المستقبلات.

8- يوفر وسط رطب

يساعد في التخفيف من الشعور بالعطش.

9- حماية الغشاء المخاطي

يحمي اللعاب الغشاء المخاطي للفم من الالتصاق ببعضه البعض بمساعدة الإفرازات المخاطية التي توفر حاجزًا تزليقيًا، مما يحمي الغشاء المخاطي من السموم، والصدمات، والمحفزات الضارة.

10- حماية الفم والجهاز الهضمي العلوي

للعاب دورٌ حيويّ في حماية الفم والجهاز الهضمي العلوي، حيث يحتوي اللعاب على مركباتٍ أيونية، مثل: البيكربونات، التي تعمل على تخفيف الأحماض الناتجة عن البكتيريا، وحماية التجويف الفموي والمريء من العصارة المعدية. [1] [3]

الأعراض المرضية التي تظهر على الغدد اللعابية

يمكن أن تؤدي مشاكل الغدد اللعابية إلى تهيجها وتورمها، وتشمل الأعراض الأساسية التي تبديها:

– طعم سيئ في الفم.

– صعوبة في فتح الفم.

– جفاف الفم.

– تصريف سوائل من الأذن.

– ألم في الوجه أو الفم.

– خدر أو ضعف في الوجه.

– تورم في الوجه، أو الرقبة، أو تحت اللسان.

– وجود كتلةٍ في منطقة الأذن، الخد، الفك، الشفة، أو داخل الفم.

يعتمد الطبيب في التشخيص على التاريخ الطبي، والفحص السريري، والاختبارات المخبرية لتشخيص اضطراب الغدد اللعابية. إذا تمّ الاشتباه أن الألم والالتهاب ناتجان عن انسدادٍ في إحدى الغدد، فقد يطلب إجراء أشعة سينية أو تصوير بالأمواج فوق الصوتية لتحديد مكان الانسداد، ومعرفة السبب المحتمل.

في حال العثور على كتلةٍ في الغدة اللعابية، يجب إجراء فحص بالأشعة المقطعية (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صورةٍ أوضح. قد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء خزعةٍ باستخدام إبرةٍ دقيقة لأخذ عينةٍ صغيرة من النسيج أو السائل، وفحصها للكشف عن وجود خلايا سرطانية. قد تكون هناك حاجة لأخذ خزعةٍ من الغدد اللعابية الصغيرة في الشفة لتحديد بعض الأمراض المناعية الذاتية، مثل: مرض شوغرن. [4]

المراجع البحثية

1- Ghannam، M. G.، & Singh، P. (2023، May 29). Anatomy، head and neck، salivary glands. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved August 14، 2024

2- Gupta، Sonia & Ahuja، Nitin. (2019). Salivary Glands. Retrieved August 14، 2024

3- Alhajj، M.، & Babos، M. (2023، July 24). Physiology، salivation. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved August 14، 2024

4- Saliva & salivary gland disorders. (n.d.). National Institute of Dental and Craniofacial Research. Retrieved August 14، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.