تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الغدد الكظرية (Adrenal Glands) هي غددٌ صماء صغيرة بشكل مثلث تقع أعلى كل من الكليتين في الجزء العلوي من البطن، تنتج هرموناتٍ تتحكم بالعديد من الوظائف في الجسم، كالتمثيل الغذائي، والاستقلاب، ومستويات السكر، وضغط الدم، والاستجابة للتوتر، والتطور الجنسي قبل وأثناء البلوغ.

أقسام الغدة الكظرية

تتكون الغدة الكظرية من جزئين: ^{[1] [2] [4]}

1- القشرة

هي الجزء الخارجي من الغدة يفرز منه هرمون الكورتيزول (Cortisol)، والستيروئيدات الأندروحينية، والألدوستيرون (Aldosterone).

2- النخاع

هو الجزء الداخلي من الغدة يفرز منه هرمونات الأدرينالين (Adrenaline)، والنور أدرينالين (Noradrenaline).

الهرمونات التي تفرزها الغدد الكظرية

1- الكورتيزول

هرمون قشري سكري يفرز من قشرة الغدة الكظرية، يلعب أدواراً عديدة في الجسم، حيث يساعد في التحكم باستخدام الجسم للدهون والبروتينات والكربوهيدرات، كما يقمع الالتهاب وينظم ضغط الدم، ويزيد نسبة السكر في الدم، تطلقه الغدد الكظرية أثناء حالات التوتر لمساعدة الجسم للحصول على الطاقة.

2- الألدوستيرون

هرمون قشري معدني يفرز من قشرة الغدة الكظرية، يلعب دوراً أساسياً في تنظيم ضغط الدم ومستويات شوارد الصوديوم والبوتاسيوم في الدم، أي أنه يساعد في تنظيم درجة حموضة الدم عبر التحكم في مستويات هذه الشوارد.

3- الستيروئيدات الأندروحينية

أو ما يدعى بهرمون ديهيدروأيبي أندوستيرون (Dehydroepiandrosterone)، ورمزه (DHEA) هرمونات ذكورية ضعيفة ليس لها تأثير بيولوجي كبير، يتمُّ تحويلها إلى الأستروجين في المبيض عند الإناث والأندروجين في الخصية عند الذكور.

4- الأدرينالين والنور أدرينالين

هرمونات تفرز من نخاع الغدة الكظرية، تعمل على زيادة معدل ضربات القلب، وقوة تقلصه، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات والدماغ، ويتحكم في تضيق الأوعية الدموية، مما يحافظ على ضغط الدم، كما تساهم في استقلاب الغلوكوز. ^{[1] [2] [3] [4]}

ما الاضطرابات التي تصيب الغدد الكظرية؟

1- الأورام.

2- قصور نشاط.

3- فرط نشاط.

كما قد تصاب الغدد الكظرية بمتلازمة نزف الغدة الكظرية الثنائي الضخم أو ما يدعى متلازمة ووتر هاوس – فريدريكشن (Warer House Friderichen Syndrome)، وهي حالة تؤدي إلى فشل هذه الغدد بسبب النزيف داخلها، وترتبط عادةً بحدوث الإنتانات. ^{[1] [2] [4]}

أعراض الاضطرابات التي تصيب الغدد الكظرية

تختلف الأعراض باختلاف العمليات الجسدية التي تؤثر عليها الهرمونات المتضررة، حيث تشمل: زيادة أو فقدان وزن غير مبرر، تعب وضعف ودوخة، غثيان وتقيؤ، ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكلٍ متكرر أو انخفاضه، المرض والعدوى المتكررة، ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، تناول الملح، نمو الشعر في الوجه أو الصلع، حب الشباب، ظهور العضلات، وثخانة الصوت عند الإناث، بقع داكنة على البشرة، ألم المفاصل. ^{[1] [3]}

ما هي أورام الغدد الكظرية؟

أورامها نادرة الحدوث، معظمها لا تبدأ من الغدة ذاتها، بل تعتبر نقائل سرطانية أي أنها تنتشر من أماكن أخرى، كسرطان الثدي أو الرئة. ولأورامها عدة أنواع: ^[1]

1- الأورام الغدية

أورام حميدة تؤثر على القشرة، قد يتمُّ اللجوء لاستئصالها إذا كانت تؤثر سلباً على وظيفة الغدد الكظرية أو أنها تجاوزت حجماً معيناً.

2- سرطان قشر الكظر

ورم خبيث يؤثر على القشرة، لكنه نادر الحدوث.

3- الورم الأرومي العصبي

ورم يبدأ من النخاع أو يحدث في مرحلة الطفولة.

4- ورم القواتم

ورم غدد الصم العصبي يوثر على النخاع، ويسبّب ارتفاع مستويات الأدرينالين.

أنواع قصور الغدد الكظرية

1- قصور الغدد الكظرية الأولي أو يدعى داء أديسون (Addison’s Disease) ناجم عن إنتاج كميةٍ غير كافية من الكورتيزول.

2- قصور الغدد الكظرية الثانوي ناجم عن عدم إنتاج الغدة النخامية لهرمون قشر الكظر (ACTH) بشكل كافٍ، وبالتالي فإن الغدد الكظرية لا تتلقى إشارةً لإنتاج الكورتيزول.

3- قصور الغدد الكظرية الثالثي، ويحدث عندما لا يتمكن الدماغ من إنتاج ما يكفي من الهرمون المطلق لهرمون قشر الكظر (CRH)، لذا لا تستطيع الغدة النخامية إنتاج هرمون قشر الكظر (ACTH)، مما يعني أن الغدد الكظرية لا تنتج الكورتيزول. ^[1]

أسباب قصور الغدد الكظرية

أمراض المناعة الذاتية، وهو السبب الأكثر شيوعاً لداء أديسون، الولادة مع تلف الغدد الكظرية، الأورام، الالتهابات، مثل: السل، تناول أدوية الكورتيكوستيروئيدات لفترةٍ زمنيةٍ طويلة ثم التوقف بشكلٍ مفاجئ، وجود حالة مرضية تسبّب ضعف جهاز المناعة، مثل: الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة.  ^[2]

أعراض قصور الغدد الكظرية

فقدان الشهية، انخفاض ضغط الدم، انخفاض مستويات سكر الغلوكوز في الدم، عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها، الرغبة الشديدة في تناول الملح والأطعمة المالحة، اسمرار الجلد خاصةً في الندبات، وطيات الجلد، والمفاصل والشفاه، الاكتئاب. ^[2]

ماذا ينتج عن عدم علاج قصور الغدد الكظرية؟

في حال لم يتمّ علاج القصور، فإنه يتحول إلى أزمة الغدد الكظرية، وتشمل أعراضها: إسهالاً وتقيؤاً شديداً، إغماءً وانخفاض ضغط الدم، ألماً حاداً في البطن، أو أسفل الظهر، أو الساقين. عند ملاحظة أيٍّ من الأعراض السابقة يجب طلب المساعدة الطبية مباشرةً لأن أزمة الغدد الكظرية خطيرة جداً، وقد تكون مميتةً في بعض الحالات. ^[2]

فرط نشاط الغدد الكظرية

ينتج بسبب وجود خللٍ ما يسبّب زيادةً في إنتاج هرمون أو أكثر من هرموناتها، ويمكن أن يحدث فرط النشاط بسبب: ^{[1] [2]}

1- زيادة في إنتاج هرمون الألدوستيرون، وهذا ما يدعى بفرط الألدوستيرونية الأولى أو متلازمة كون (Conn’s Syndrome).

2- زيادة في إنتاج هرمون الكورتيزول، وهذا ما يدعى متلازمة كوشينغ (Cushing Syndrome) التي تحدث عادةً نتيجة الاستخدام الطويل الأمد لأدوية الكورتيكوستيروئيدات وبجرعاتٍ عالية، كما تحدث بسبب بعض الأورام، مثل: أورام الغدة النخامية، أو الأورام الغدية، أو الكظرية.

تضخم الغدد الكظرية الخلقي

يحدث بسبب الاختلافات الجينية عند الولادة، ويكون عبارةً عن فرط تنسُّجٍ خلقي لا تملك فيه الغدد الكظرية ما يكفي من الأنزيم اللازم لتصنيع الكورتيزول، لذا لا يملك المريض إلا كميةً قليلةً جداً منه أو قد لا يملكه إطلاقاً، كما قد تكون مستويات الألدوستيرون منخفضةً أيضاً، ولتضخم الغدد الكظرية الخلقي نوعان: التقليدي، وغير التقليدي.

1- التقليدي

هو النوع الأكثر خطورة، يتمُّ تشخيص حدوثه عند الولادة أو في مرحلة الطفولة، قد يملك المريض المصاب به أعضاء تناسلية متضخمة، بالإضافة لأعراض أخرى، كالتقيؤ، وفقدان الوزن، يحتاج علاجاً فورياً، وإلا قد يسبّب صدمة، أو غيبوبة، أو الوفاة.

2- غير التقليدي

حالة خفيفة غير مهددة للحياة لا تملك أعراضاً واضحةً حتى يصل الرضيع لمرحلة الطفولة أو حتى البلوغ، وعندها قد تبدأ الأعراض بالظهور، ومنها نمو سريع خلال مرحلة الطفولة، حب الشباب، ظهور شعر العانة والإبط بشكلٍ مبكر، العقم، شعر الوجه، ثخانة الصوت عند الإناث. ^[2]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة باضطرابات الغدة الكظرية؟

يمكن التشخيص باللجوء لعدة اختبارات منها: ^{[1] [2] [3]}

1- اختبارات تحليل الدم والبول لقياس مستويات هرمونات الغدد الكظرية، والنخامية، والغلوكوز، والصوديوم، والبوتاسيوم، وإذا تمّ الاشتباه بوجود اضطراباتٍ ما يطلب البدء بإجراءات التصوير.

2- التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، حيث تساعد هذه الإجراءات في إنشاء صورةٍ مفصلةٍ للغدد الكظرية.

علاج اضطرابات الغدد الكظرية

يعتمد العلاج على نوع الاضطراب الموجود، وتشمل خيارات العلاج : ^{[2] [3]}

1- الأدوية الهرمونية لاستعادة التوازن الهرموني الذي أصيب بالخلل.

2- التوقف التدريجي عن تناول أدوية الكورتيكوستيروئيدات، والتحول لتناول أدويةٍ أخرى حسب استشارة الطبيب.

3- العلاج الإشعاعي أو الكيميائي للأورام الخبيثة.

4- الجراحة في حال وجود ورمٍ خبيث، أو تضررٍ كبيرٍ في الغدد الكظرية، أو فشل العلاج بالأدوية الهرمونية.

هل يمكن العيش من دون وجود الغدد الكظرية؟

تنتج الغدد الكظرية هرموناتٍ ذات أهمية ووظائف رئيسية لا يستطيع الجسم العمل من دونها، لذلك لا يمكن العيش دون وجودها، وفي بعض الحالات التي يضطر فيها المريض لإزالتها جراحياً لعلاج حالةٍ مرضية معينة، فإنه يحتاج لتناول أدوية هرمونية مدى الحياة لتحل محل هرمونات الغدد الكظرية المفقودة. ^[1]