Skip links
طفل شعره أشقر يرتدي كنزة حمراء يصرخ ويضع يديه على أذنيه

الطفل العصبي – الأسباب، الآثار ونصائح للتعامل معه

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الطفل العصبي – الأسباب، الآثار ونصائح للتعامل معه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعتبر العصبية ظاهرةً شائعةً تتعلق بتجربة العواطف القوية والاستجابة العاطفية الشديدة في مواقف مختلفة، وتتجلى العصبية على شكل تقلباتٍ مزاجيةٍ سريعة، وتفاعلاتٍ عاطفية مفاجئة وشديدة، بالإضافة إلى استجاباتٍ مفرطة أو غير متوازنة للتحديات اليومية. وتعدُّ العصبية جزءاً طبيعياً من تجربة العواطف البشرية، ولا يقتصر تأثيرها على الكبار فقط، بل قد يتأثر بها الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم.

أسباب العصبية عند الطفل

تعدُّ العصبية ظاهرةً شائعةً عند الأطفال، ويمكن أن يكون لها عدة أسباب:

1- التطور العاطفي

يعيش الأطفال تجارب عاطفية مكثفة أثناء مرحلة نموهم العاطفي، مما يجعل الطفل يعاني من صعوبةٍ في التعامل مع مشاعره المتغيرة وفهمها، وهذا يؤدي إلى العصبية في بعض الأحيان.

2- النمو العقلي والتطور الحسي

قد تكون العصبية ناتجة عن تحديات التكيف مع النمو السريع الذي يواجه الطفل، مما يولد لديه صعوبةً في معالجة المعلومات الحسية، والتعبير عن احتياجاته ورغباته بشكلٍ مناسب، وهذا ما يقوده إلى العصبية.

3- التحديات الاجتماعية والعاطفية

يعيش الأطفال تحدياتٍ اجتماعية وعاطفية مختلفة في حياتهم اليومية، مثل: التعامل مع الإخوة والأصدقاء، والتأقلم في المدرسة، وفهم التعليمات والقواعد المفروضة عليهم، لذا قد يشعر الطفل بالإحباط أو الضغط في بعض هذه الحالات، مما يؤدي إلى تفاعلاتٍ عصبية.

4- النمط العائلي والتربية

يمكن أن يؤثر المحيط العائلي وأسلوب التربية على مستوى العصبية لدى الطفل، على سبيل المثال: إذا كان هناك توتر مستمر في البيت، فسيكون له تأثير سلبي على الطفل، وسيؤدي إلى زيادة العصبية.

5- عدم تلبية الاحتياجات الأساسية

قد تكون العصبية عند الطفل نتيجةً لعدم تلبية الاحتياجات الأساسية، كالراحة، والغذاء، والنوم، والأمان، فإذا كان الطفل يشعر بعدم الرضا عن هذه الاحتياجات سينتج عن ذلك شعوره بالتوتر والعصبية.

6- التغييرات والتحولات

ويعني ذلك التغيرات في البيئة، مثل: الانتقال إلى مرحلة جديدة في المدرسة، أو التغيير في البيت، أو فقدان صديق مقرب، فهذه الأمور يمكن أن تؤدي إلى شعور الأطفال بالقلق والتوتر، مما يجعلهم يعبرون عن ذلك بطرقٍ عصبية.

7- العامل الوراثي

قد يكون للعوامل الوراثية دور في تحديد مستوى العصبية لدى الأطفال، فقد يكون لدى بعض الأطفال ميلاً أكبر للعصبية نتيجةً للتأثيرات الوراثية.

ما تأثير العصبية على الطفل؟

1- الصحة العقلية والعاطفية

قد يتأثر الطفل عاطفياً، ويشعر بالقلق والضغط العاطفي نتيجةً للعصبية المتكررة، كما قد يعاني من صعوبةٍ في التركيز والتعلم، واستيعاب المعلومات بشكلٍ صحيح، وتؤثر العصبية المستمرة على الصحة العقلية للطفل، وتزيد من احتمالية حدوث مشاكل في النمو العاطفي.

2- العلاقات الاجتماعية

قد يكون للعصبية تأثيراً سلبياً على علاقات الطفل مع الآخرين، مما يصعب عليه بناء صداقات، والتفاعل بشكلٍ إيجابي مع الأقران، فإذا كان يعاني من تفاعلاتٍ عصبية متكررة سيؤدي هذا إلى انعزال الطفل أو سيؤثر سلباً على تجاربه الاجتماعية.

3- التحصيل الدراسي

إذا كان الطفل يعاني من العصبية المستمرة سيكون لذلك تأثير على تحصيله الدراسي، على سبيل المثال: سيصعب عليه التركيز في الصف أو استيعاب المعلومات بشكلٍ جيد، مما يؤثر سلباً على أدائه الأكاديمي، ويقلل من إمكانياته في التعلم.

4- التواصل والتفاعل

يمكن أن تؤثر العصبية على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل أي يصعب عليه التعبير عن مشاعره واحتياجاته بشكلٍ مناسب، كما قد يعاني من صعوبةٍ في فهم مشاعر الآخرين، والتعامل معها، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على قدرته على التواصل بفعالية، وبناء علاقاتٍ صحية مع الآخرين.

5- الثقة بالنفس وتطور الشخصية

قد تؤثر العصبية المستمرة على ثقة الطفل بنفسه وصورته الذاتية، فيشعر بالإحباط لعدم القدرة على التحكم في مشاعره وتصرفاته، مما يؤثر سلباً على تطوره الشخصي وثقته بنفسه.

نصائح للأهل لمساعدة طفلهم في التخلص من العصبية

يمكن للأهل أن يلعبوا دوراً هاماً في مساعدة الطفل للتخلص من العصبية، وتعزيز مهارات التحكم في العواطف، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن للأهل اتباعها:

1- النموذج الإيجابي

يجب أن يكون الوالدان نموذجاً إيجابياً للتعامل مع العواطف أي يمكنهم أن يعرضوا للطفل كيفية التعامل مع المشاعر السلبية بشكلٍ هادئ ومتحكم به عندما يواجهون مواقف صعبة، بالإضافة إلى عرض استراتيجيات التحكم في العصبية، مثل: التنفس العميق، والتفكير الإيجابي.

2- التعرف على المشاعر

وذلك بمساعدة الطفل على التعرف وتسمية مشاعره، فقد يكون من الصعب على الطفل الصغير تحديد مشاعره بدقة، لذا يمكن للأهل استخدام الرسوم المصورة أو القصص لمساعدته في التعرف على المشاعر المختلفة، وتعلم كيفية التعبير عنها.

3- التواصل الفعّال

أي القيام بتشجيع الطفل على التحدث عن مشاعره والاستماع إليه بشكلٍ فعال ودون انقطاع، وإظهار الاهتمام بما يشعر به، بالإضافة إلى سؤاله عن يومه والمشاكل أو التحديات التي واجهها خلاله، ومحاولة إيجاد حلولٍ لهذه المشاكل كلها.

4- تعليم استراتيجيات التحكم في العاطفة

عن طريق تقديم أدوات واستراتيجيات للتعامل مع العصبية، على سبيل المثال: يمكن تعلم التنفس العميق، أو العدّ إلى عشرة قبل التصرف، ومحاولة ممارسة هذه الاستراتيجيات معه.

5- التعزيزات الإيجابية

تعزيز التحفيز والتقدير للطفل عندما يتعامل بشكلٍ صحيح مع العصبية بتقديم المكافآت والتشجيع عندما يستخدم استراتيجيات التحكم في العواطف بنجاح، ويتعامل مع العصبية بشكلٍ أفضل.

6- الاسترخاء والهدوء

من المهمّ جداً توفير وقت للراحة والاسترخاء للطفل وللأهل أيضاً، حيث يمكن للأنشطة، مثل: التمارين الرياضية، والألعاب أن تكون مفيدةً في إظهار بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها في مساعدة الطفل على التخلص من العصبية، على سبيل المثال: إن القيام بإعداد عرضٍ تقديمي بسيط ومسلٍ يحتوي على نصائح واستراتيجيات توضح كيفية تعزيز مهارات التحكم في العواطف لدى الأطفال سيكون نشاطاً ممتعاً ومفيداً للعائلة بأكملها.

في الختام، يعتبر فهمنا ودعمنا للأطفال في تنمية مهارات إدارة العواطف أحد أهم واجباتنا كأهل ومربين، إن توفير بيئةٍ محبةٍ وداعمة تساعد الطفل على التعامل مع العصبية بشكلٍ صحيح يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نموهم الشخصي والعاطفي. لذا لا تدعوا العصبية تكون سداً في طريق تطور وسعادة أطفالكم، واعتمدوا على الحوار البناء، والتواصل الفعال للتغلب على هذه المشكلة. [1]

المراجع البحثية

1- Siegel, D. J., & Bryson, T. P. (2016). No-Drama Discipline: The Whole-brain way to calm the chaos and nurture your child’s developing mind. Bantam. Retrieved July 14, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.