Skip links
طفل يرتدي قميص متعدد الألوان ويضع قبعة حمراء على رأسه ويقف متشابك الأيدي بين قطارين بخاريين

الطفل الأناني – الأسباب، التأثير وما هو دور الوالدين؟

الرئيسية » المقالات » علم النفس » الطفل الأناني – الأسباب، التأثير وما هو دور الوالدين؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

قد يكتسب الأطفال في مرحلة طفولتهم بعض الصفات السلبية التي تعكس تحدياتٍ وصعوباتٍ يواجهونها أثناء نموهم وتطورهم، هذه الصفات يمكن أن تكون مؤقتة، وتتلاشى مع الوقت والتوجيه الصحيح، أو قد تستمر وتؤثر على سلوكهم وشخصيتهم في المستقبل، والأنانية من بين الصفات السلبية التي قد يكتسبها الأطفال في طفولتهم.

من هو الطفل الأناني؟

الطفل الأناني هو الذي يُظهر سلوكاً وسماتٍ تدل على اهتمامه الشديد بذاته، واحتياجاته الشخصية دون الاهتمام بالآخرين، ويتميز الطفل الأناني بعدم الرغبة في المشاركة أو التعاون مع الآخرين، ويميل للتركيز فقط على تحقيق مصالحه الشخصية، ومن سمات الطفل الأناني: [1]

1- الرغبة الشديدة في الحصول على الاهتمام والمدح الشخصي.

2- صعوبة في مشاركة اللعب والأشياء مع الآخرين.

3- عدم الاكتراث لاحتياجات ورغبات الآخرين.

4- عدم الانتباه إلى مشاعر الآخرين، وعدم الاهتمام بها.

5- السعي للتفوق والفوز في كل المواقف، وعدم التسامح مع الخسارة.

6- عدم القدرة على الانتظار أو تأجيل الرغبات الشخصية.

7- تجاهل القواعد والتوجيهات إذا كانت تتعارض مع مصالحه الشخصية.

ما أسباب الأنانية عند الأطفال؟

1- مرحلة النمو السريع عند الطفل

في مرحلة الطفولة المبكرة يكون الأطفال بحاجةٍ ملحة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل: الطعام، والراحة، والحماية، وهذا الاهتمام الكبير بالحصول على احتياجاتهم الشخصية قد يجعلهم يُظهرون سلوكاً أنانياً.

2- نقص التوجيه السليم

إذا لم يتلقَ الطفل التوجيه الصحيح والتعليم الكافي حول قيم المشاركة، والتعاون، والاهتمام بالآخرين، فقد يصعب عليه تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي، ويتجه للأنانية.

3- التربية غير المتوازنة

إذا تمّ تمييز الطفل بشكلٍ مفرط أو تلقى مكافآتٍ واهتماماً إضافياً عند تحقيق مصالحه الشخصية، فقد يتعلم أن الأنانية هي السلوك الذي يجلب له المكافآت، وهذا قد يؤدي إلى تعزيز سلوك الأنانية لديه.

4- الخوف وعدم الثقة

قد يكون لدى الطفل تجارب سلبية، أو خوف من فقدان الأشياء، أو الممتلكات التي يعتبرها ملكاً له، وهذا الخوف وعدم الثقة قد يدفعه للتمسك بأشيائه بشكلٍ أناني، وعدم الرغبة في مشاركتها مع الآخرين.

5- نمط الحياة والتأثيرات الخارجية

يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالطفل بما في ذلك الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام على تشكل سلوكه وصفاته، فإذا تعرض الطفل لنمط حياةٍ يشجع الأنانية، فقد يتبنى سلوكاً أنانياً هو الآخر. [1]

تأثير الأنانية على شخصية الطفل

الأنانية قد تؤثر على شخصية الطفل بعدة طرق، وسنذكر بعض الانعكاسات المحتملة: [2]

1- صعوبة التفاعل الاجتماعي

الأطفال الأنانيون غالباً ما يجدون صعوبةً في التفاعل مع الآخرين، وبناء علاقاتٍ اجتماعيةٍ صحية، فإذا كان الطفل يفكر بشكلٍ أساسي في احتياجاته الشخصية ومصالحه الخاصة، سيشعر الآخرون بالإهمال أو الاستغلال عند التعامل معه، مما يؤدي إلى انعزاله، وصعوبة التواصل معه.

2- قلة التعاون والتشارك

الأنانية تحدُّ من مهارات التعاون والتشارك لدى الطفل، فإذا كان يفضل دائماً الاحتفاظ بالأشياء لنفسه، وعدم المشاركة أو المساهمة في الأنشطة الجماعية، فقد يجد الصعوبة في العمل الجماعي، والتفاعل مع الآخرين في المستقبل.

3- ضعف التفهم والتعاطف

الأنانية تجعل الطفل يركز بشكلٍ كبيرٍ على احتياجاته الخاصة دون مراعاة احتياجات الآخرين، وهذا يقلل من قدرته على فهم وتقدير مشاعر واحتياجات الآخرين، مما يؤثر سلباً على قدرته على التعاطف، والتفاعل الاجتماعي الصحي.

4- صعوبة تكوين الصداقات

الأنانية قد تعوق قدرة الطفل على بناء صداقاتٍ قويةٍ طويلة الأمد، ففي حال كان الطفل ينظر فقط إلى مصالحه الشخصية، ولا يأخذ في الاعتبار احتياجات ورغبات الآخرين، فهذا سيصعب عليه كسب ثقة الأصدقاء، والحفاظ على علاقاتٍ طيبة مع الأطفال المحيطين به.

5- ضعف التنمية الشخصية

الأنانية تعوق تنمية الطفل كشخصيةٍ متوازنةٍ ومستقلة، أي إذا كان الطفل يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الآخرين لتلبية احتياجاته، ولا يتعلم كيفية تحمل المسؤولية، والتعامل مع الآخرين بشكلٍ عادلٍ ومتساوٍ، فقد يجد صعوبةً في تطوير مهارات التحليل، واتخاذ القرارات الشخصية الخاصة به.

دور الوالدين في تشجيع الطفل للتخلي عن الأنانية وتنمية مهارات التعاون والتشارك

1- التواصل البسيط

ويعني ذلك استخدام لغة ومفردات مناسبة لعمر الطفل لشرح أهمية التعاون، وكيفية المشاركة مع الآخرين عن طريق استخدام أمثلة واقعية عن التعاون والعمل الجماعي.

2- اللعب التعاوني

أي القيام بتشجيع الطفل على ممارسة ألعاب تعاونية مع أقرانه، وهذا يمكن أن يشمل بناء أبراج معاً، أو ألعاب تحتاج إلى عدة فرق، أو الألعاب التشاركية، فهذه الأنشطة تحتاج إلى توجيهٍ من الوالدين لتعزيز التعاون، وتشجيع الطفل على التفاعل الإيجابي مع الآخرين.

3- تقديم المساعدة والتعاون في المهام اليومية

ويعني ذلك قيام الأهل بطلب مساعدة الطفل في المهام المنزلية البسيطة، مثل: تجميع الألعاب، أو ترتيب الملابس، حيث يكون العمل معاً بمثابة تمرين للتعاون والتشارك.

4- تشجيع العمل الجماعي في المدرسة أو الروضة

على الأهل التحدث مع المعلمين أو رواد الروضة لتعزيز العمل الجماعي في البيئة التعليمية، على سبيل المثال: إشراك الطفل في مشاريع جماعية مع زملائه، مما يعزز فرص التعاون والتشارك بينهم.

5- تعزيز الثناء والتقدير

أي القيام بتوجيه الثناء والتقدير عندما يظهر الطفل سلوكاً تعاونياً إيجابياً، والإشادة بجهوده، والإعراب عن التقدير لما يقوم به من مساهماتٍ وتعاونٍ مع الآخرين.

6- القصص والكتب التعليمية

إن استخدام القصص والكتب التعليمية التي تعزز قيم التعاون والتشارك قد يكون مفيداً جداً، على سبيل المثال: قراءة القصص المصورة التي تروي قصصاً عن العمل الجماعي، والتعاون المناسبة لعمر الطفل.

7- المشاريع العائلية

ويعني ذلك القيام بتنظيم مشاريع عائلية تشجع العمل الجماعي، مثل: إعداد وجبة معاً، أو إقامة حدثٍ خاص للعائلة، وتوزيع مهام محددة لكل فردٍ للمشاركة فيها، مما يعزز التعاون والتشارك بين الأفراد.

في النهاية، يجب أن نتذكر أن الأنانية هي صفةٌ طبيعية، قد تظهر لدى الطفل في مرحلةٍ من مراحل نموه. ومع ذلك، فإن تعزيز الوعي، والتعامل مع الأنانية لدى الأطفال يمكن أن يساعدهم على تطوير قدرات الشعور بالآخرين، والتعاطف معهم.

لذلك دعونا نعلم أطفالنا أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الأنانية، بل في القدرة على تقدير ومشاركة الأشياء والأفكار مع الآخرين، وعندما يكون الطفل قادراً على التعاون والتفاعل الإيجابي، فإنه يبني علاقاتٍ أقوى، ويشعر بالسعادة أكثر بسبب تأثيره الإيجابي على الآخرين. [2]

المراجع البحثية

1- McCready, A. (2016). The me, me, me epidemic: A step-by-step guide to raising capable, grateful kids in an over-entitled world (Reprint edition). Penguin. Retrieved June 20, 2024 –

2- McCarty, M. (2006). Little Big Minds: Sharing philosophy with kids (11th ed.). Penguin. Retrieved June 20, 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.