Skip links
عملية تطعيم العظام السنية

الطعوم العظمية السنية – الاستطبابات، الخصائص والآثار الجانبية

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » الطعوم العظمية السنية – الاستطبابات، الخصائص والآثار الجانبية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تستخدم الطعوم العظمية السنية لتسهيل بناء العظم، وتعزيز التئام الجروح في المناطق التي تعرضت لامتصاصٍ أو فقدٍ في عظم الفك نتيجة الصدمات القوية، أو الإجراءات الجراحية، أو الإنتان، أو القلع القديم للأسنان، حيث يحدث امتصاص للعظم السنخي بسبب عدم وجود تحفيزٍ داخل العظم بواسطة ألياف الرباط اللثوي.

يتمُّ وضع الطعوم العظمية من خلال إجراءٍ جراحي يهدف لاستبدال العظم المفقود بمادةٍ من جسم المريض نفسه، أو ببدائل صناعية، أو طبيعية، إن النسيج العظمي لديه القدرة على التجدد بالكامل إذا توافرت المساحة اللازمة لنموه. ومع استمرار بناء العظم الطبيعي يتمُّ استبدال مادة الطعم بشكلٍ كامل، وتتشكل منطقة جديدة من العظم المتكامل. تتميز الطعوم العظمية بأنها قابلةٌ للامتصاص الحيوي، ولا تسبّب تفاعلاً (مستضد، جسم مضاد)، وتعمل كمخزونٍ معدني يُحفّز تكوين عظمٍ جديد. [1]

استطبابات الطعوم العظمية

من أكثر الأسباب شيوعاً التي نحتاج فيها إلى طعومٍ عظمية سنية: [2] [3]

1- حالات زرع الأسنان

يحتاج عددٌ كبيرٌ من مرضى الزرع إلى طعومٍ عظمية عندما يكون العظم السنخي المتبقي غير كافٍ لوضع الزرعة بسبب نقص العرض أو الارتفاع العظمي، مما يجعل وضع الطعم ضرورياً لتوفير قاعدة عظمية قوية للزرعة.

2- المرضى الذين لا يرغبون بالزرع

والذين يعانون من امتصاص الحافة السنخية يستطبُّ وضع الطعوم العظمية لهم لدعم الفك بعد فقدان الأسنان، وإمكانية تعويضهم بأجهزةٍ متحركة.

3- حالات امتصاص العظم

الأشخاص الذين تأثرت ملامحهم بامتصاص العظم الفكي مرشحون للطعوم العظمية، حيث إن فقدان الكتلة العظمية يمكن أن يجعل الوجه يبدو أقصر مما كان عليه، كما أن فقد الكتلة العظمية في الفك السفلي يجعله بارزاً للأمام، ويتغير مظهر الشفاه والعضلات، وتبدو البشرة في منطقة الفك أكثر تجعداً. يُعتبر امتصاص العظم أكثر شيوعاً بين كبار السن، واحتمالات الإصابة بترقُّق العظم تزيد مع تقدم العمر.

4- أمراض اللثة

والنُّسج حول السنية.

5- مرضى العيوب العظمية أو الهيكلية

نتيجة الصدمات القوية، أو الاستئصال الجراحي، أو سرطانات الفم، أو التشوُّهات الخلقية.

خصائص مادة الطعوم العظمية المثالية

الوظيفة الرئيسية للطعوم العظمية هي توفير الدعم الميكانيكي، وتحفيز التجدد العظمي، من أجل الوصول إلى البناء العظمي الكامل. الخصائص البيولوجية الأربعة الأساسية التي يجب توفرها في الطعوم العظمية لأداء هذا الدور بفعالية هي:

1- الارتباط العظمي (Osseointegration)

هو قدرة مادة الطعم على الارتباط الكيميائي بسطح العظم دون وجود طبقة نسيجٍ ليفي متداخلة.

2- تكوين العظام (Osteogenesis)

يشير إلى تكوين عظمٍ جديدٍ عبر الخلايا البانية للعظم (osteoblasts) أو الخلايا الأساسية الموجودة داخل مادة الطعم.

3- التوصيل العظمي (Osteoconduction)

هو قدرة مادة الطعم العظمي على توليد هيكلٍ حيوي تنمو عليه خلايا المضيف، وهذا الهيكل يُمكّن الأوعية الدموية، والخلايا البانية للعظم، والخلايا الجذعية للمضيف من الهجرة إلى الهيكل العظمي المتشابك.

4- التحريض العظمي (Osteoinduction)

هو استقطاب الخلايا الجذعية للمضيف إلى موقع الطعم، حيث تقوم البروتينات المحلية والعوامل الأخرى بتحفيز تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا بانية للعظم.

تؤثر العديد من عوامل النمو على هذه العملية، بما في ذلك عوامل النمو المستمدة من الصفائح الدموية (PDGFs)، وعوامل النمو الليفية (FGFs)، وعوامل النمو المحولة-β (TGFs-β). تُمكّن هذه الخصائص الأربعة الأساسية من تكوين العظم الجديد الذي يحدث بالتوازي مع الارتباط العظمي المباشر.

بالإضافة لذلك هناك عدة خصائص أخرى تؤثر على معدل نجاح الطعوم العظمية، وتشمل:

1- التوافق الحيوي.

2- قابلية الامتصاص الحيوي.

3- العقامة.

4- السلامة الهيكلية.

5- المسامية الكافية لنمو الأوعية الدموية.

6- اللدونة.

7- سهولة التعامل.

8- قوة الضغط.

9- التكلفة.

يشكل مزيج هذه العوامل الأساس لاستخدامها، بالإضافة إلى التحمل الكافي طويل الأمد من قبل أنسجة المضيف، وزيادة فرص حدوث عمليات التجدد العظمي بنجاح. [3]

كيف تتمُّ عملية تطبيق الطعوم العظمية السنية؟

لا يوجد الكثير من التحضيرات قبل إجراء عملية الطعوم العظمية، ومن أهمّ التعليمات التي تعطى للمريض:

1- تجنُّب تناول الطعام أو الشراب لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل العملية، اعتمادًا على نوع التخدير.

2- التحقُّق من الأدوية التي يستخدمها المريض، خاصةً مميعات الدم التي تزيد من خطر حدوث مضاعفات النزيف أثناء الجراحة.

كيفية إجراء عملية الطعوم العظمية في طب الأسنان

1- التخدير قبل العملية، وغالباً يكون تخدير موضعي.

2- تنظيف المنطقة المتضررة.

3- يقوم الجراح بعمل شقٍّ في اللثة لفصلها عن العظم، حيث سيتمُّ وضع الطعم.

4- يضع الجراح مادة الطعم بين قسمي العظم اللذان يحتاجان إلى النمو معًا.

5- يتمُّ تثبيت الطعم العظمي بمادةٍ لاصقة قابلةٍ للتحلل، أو غشاء، أو بمسامير خاصة.

6- يتمُّ بعد ذلك خياطة الشق الجراحي لبدء عملية الشفاء.

الأنواع الرئيسية لإجراء التطعيم العظمي

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من إجراءات التطعيم العظمي في طب الأسنان، يعدُّ كل نوعٍ منها مفيداً لظروفٍ مختلفة تؤثر على شفاء العظم في الفك.

1- الطعم العظمي الكتلي (Block bone graft)

يتمُّ عادةً أخذ العظم من الجزء الخلفي من الفك، بالقرب من الرحى الثالثة (ضرس العقل) أو مكان تواجد الأرحاء الثالثة في حال كانت غير موجودة. يستطب عادةً في الحالات التي يوجد فيها فقدان كبير للعظم في الجزء الأمامي من الفك.

2- رفع الجيب الفكي (Sinus lift)

يستطبُّ عند حدوث فقدانٍ للعظم بالقرب من الأرحاء العلوية، مما يسمح للجيوب الفكية بالتحرك للأسفل، يتمُّ إجراء طعمٍ عظمي لاستعادة استقرار الفك العلوي، وإعادة الجيب الفكي إلى وضعه الصحيح.

3- الطعم التجويفي (Socket graft)

يتمُّ وضع الطعم العظمي في نفس وقت ومكان قلع السن لتجنُّب فقدان العظم الذي قد يحدث بعد القلع.

التعليمات والمتابعة بعد العملية

بعد العملية يتمُّ وضع ضمادٍ حول الجرح، وتعطى تعليمات لتغيير الضماد خلال الـ 24 ساعة القادمة مع وصف المضادات الحيوية للمساعدة في منع حدوث الإنتان، وتُعطى أيضًا وصفة طبية لمسكنات الألم، وتشمل نصائح الرعاية الأخرى بعد الجراحة:

1- تطبيق أكياس الثلج للمساعدة في تقليل الألم والتورم خلال اليوم الأول أو اليومين الأوليين.

2- تناول الأطعمة اللينة والبسيطة خلال الأيام القليلة الأولى.

3- النوم مع رفع الرأس قليلاً في الليلة الأولى أو الليلتين لمنع تجمع الدم في موقع الجرح.

4- خلال فترة التعافي الأولية، يجب تجنُّب السوائل الساخنة، مثل: القهوة، أو الحساء، والأطعمة الصلبة، أو المقرمشة، مثل: المكسرات، وكذلك تجنُّب أي نشاطٍ بدني، مثل: الرياضات التي تعتمد على الاحتكاك الجسدي، والتي قد تعرض الجرح للخطر.

5- بعد حوالي أسبوع أو نحو ذلك، يجب أن يتراجع الألم في الفك ليصبح مجرد إزعاجٍ طفيف.

6- يعود الفك للحالة الطبيعية بعد بضعة أسابيع. ولكن عادةً ما يستغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن يكون العظم قوياً بما يكفي لاستقبال الزرعات.

7- يجب زيارة الطبيب بشكلٍ دوري، وعمل صورٍ شعاعية للتأكد من عملية الشفاء

الآثار الجانبية والاختلاطات

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للطعوم العظمية السنية هي الألم والتورم، لكن يمكن تقليلها إلى الحدّ الأدنى باستخدام أكياس الثلج ومسكنات الألم، كما تشمل الآثار الجانبية الطبيعية الأخرى نزيفًا طفيفًا، وصعوبةً في المضغ والتحدث في الأيام القليلة الأولى.

على الرغم من أن هذا الإجراء عادةً ما يكون آمنًا، ويتحمله المرضى بشكلٍ جيد، إلا أن هناك دائمًا أخطار، وتعتبر الإصابة بالإنتان مصدر قلق مع أي إجراء جراحي، لذا من المهم جدًا تناول الجرعة الكاملة من المضادات الحيوية. تشمل الآثار الجانبية الأخرى غير الشائعة (ولكن الخطيرة) المحتملة ما يلي: [2]

1- تشكل الخثرات الدموية.

2- تلف الأعصاب.

3- مضاعفات التخدير.

4- رفض الطعم العظمي.

المراجع البحثية

1- Kumar، P.، Vinitha، B.، & Fathima، G. (2013). Bone grafts in dentistry. Journal of Pharmacy and Bioallied Sciences، 5(5)، 125. Retrieved June 27، 2024

2- Roland، J. (2021، January 5). What you need to know about a dental bone graft. Healthline. Retrieved June 27، 2024

3- Zhao، R.، Yang، R.، Cooper، P. R.، Khurshid، Z.، Shavandi، A.، & Ratnayake، J. (2021). Bone Grafts and Substitutes in Dentistry: A review of current trends and developments. Molecules/Molecules Online/Molecules Annual، 26(10)، 3007. Retrieved June 27، 2024

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.